بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
يا باردَ القلب قُل شيئاً يُطمئِنُني
لا تُبقِني غارقاً في بَحرِ وسواسي.ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 12.
ـــــــــــــــــــمها.
كانت مها طِيله الطريق تُحس بتوتر شديد من وجُدِها معه بنفس المكان، واخيراً وصلا بعد ان وصفت له الطريق .. ولكن تعجب فيصل كثيراً عندما را القصر ! واحس في هذه الحظة انهُ لا يعرف شيء عن هذه الفتاة.
نزلت مها مسرعةً ووقفت امام الباب وسرعان ما فتح لها الحارس بكل احترام.
دخلت الى حديقة القصر بخطوات مرتبكه ومشاعر الشوق والحزن والفرح تتصراع بِداخِلِها، وقفت عينيها مُعلقه بشجرة كبيره تحتل جزاء كبير من الحريقة، اما فيصل فقد كان مُنذهل من فخامة القصر وحديقته الواسعه ممتلائه بالاشجار والزهور.
نزلت دموع مها عندما تذكرت أيامها مع والدِتها.ــــــــــــــــــــــــــــــــعوده للماضي.
طفله صغيره تركض بضحك ومرح في أرجأ الحديقة الواسعه، كان يلحق بِها والِدُها وسرعان ما ارتمت في أحضان والدتُها لكي تختبى من والدِها.
مها بضحك وهي تحتضن والدِتها : ماما .. ماما خبيني.
محمد بضحك : وين راحت الحلوه ! انا بلقاها .. وينها وينها.
خرجت مها من بين احضان والدِتها وهي تقوم بحركات مضحكه : هنا هنا.
كانت تلعب معهُما بمرح وأصوات ضحكاتِها تتعالى.ــــــــــــــــــــــــــــــــعوده للحاضر.
افاقت من ذِكرياتِها عندما احست بيدٍ تمسح دُمُعها بحنان ! ويقول لها بهمس : لا تبكي .. عيونك ما تستاهل الحزن.
نظرت إليه بتعجب وهي تُحاول أن تُخفي ابتسامتِها ليردف بهدوء : وش يبكيك ؟.
انزلن مها عينيها للارض بقهر : مافي شيء ..، اردفت بغضب عندما تذكرت وجود خلود في داخل القصر : داخله بدون اذن الوقحة.
كُل ثانيه يقضيها فيصل بقرب مها يشعر بتعجب كبير من هذه الفتاة متقلبه المزاج ! فتحت باب القصر بهدوء وهي تتمتم بكلمات والدتِها : خليك قوية ولا تبيني ضعفك لاحد، وانا بكون معك بكل مكان بتشوفيني في كل مكان في كل ركن من هالقصر.
اردفت بصوت مسموع : ما تستاهل اعصب عشانها .. اذا مو عشانها عشان امي.
كان ينظر إليها والى ملامِحِها الغير ثابته متقلبه التعابير، من حُزن إلى خوف إلى توتر والان إلى شجاعه وقوة.
وقف أمامها عدد من الخادمات بإحترام.
نطقت احد الخادمات بصوت منخفض : مين ذولا.
اجابتها خادمه اخرا بتوتر من ان تسمعها مها : مها..آل بكران.
شهقت الخادمه بتوتر ومن ثم اعتدلت في وقفتِها.
نقطت مشرفه الخدم بإحترام : انسه مها شرفتي قصرك ومـ ..، قطعت كلامها مها وهي تقول : وين خلود ؟.
اجابت المشرفة بانها في الطابق العلوي.
صعدت مها بعد ان طلبت من فيصل يرافقها.
نطق فيصل بعد ان التف بجسده للعُوده : بنتظر برا.
وقفت مها صامته لا تعلم ما تُجيب، وما هي الا ثواني حتى غاب عن ناظريها.
وقفت امام خلود التي كانت تجلس على احد المقاعد الفاخره بهدوء.
مها وهي تُحاول أن تتمالك نفسها قبل ان يرتفع صوتها في القصر والذي تعده مكان مُقدس بالنسبه لها فهذا القصر يحوي جميع ذكرياتِها مع والدتِها الهادئة.
وقفت مها امامها ومن ثم نطقت بهدوء : وش تسوين هنا ؟.
صمتت خلود للحظات وهي تُحاول أن تُرتب كلماتِها قبل ان تتكلم وهاهي اخيراً تنطق : تبين تعرفي ليه تزوجت ابوك ؟.
حاولت مها ان تُبين لها عدم اهتمامِها بعكس رغبتِها في معرفه السبب المجهول منذ سبع سنوات : ما يهمني، اللي يهمني انك تطلعين من هالمكان.
خلود بهدوء : مافكرتي في يوم من الايام ؟ ليه بنت بعمر الخمس عشر سنه تزوجت رجال بعمر ابوها ؟ رجال متزوج وعنده بنت وزوجه يحبها لدرجه الجنون.
مها بتمثيل الا مبالاه : طمعانه بفلوسه، ولا انك راعيه رجال.
انزلت خلود رأسها بأساء : غلطانه، تزوجت ابوك لاني يتيمه .. لا ام تحن علي ولا اب يحبني ويرعاني .. لين جاء اليوم الي تبناني اسماعيل ..، اردفت بضحكه ساخره : كنت بزر عمري يمكن عشر سنين، كنت احسبه بيكون لي الاب والام مثل ما اوهمني قدام مديره الميتم .. رحت معاه مبسوطه، ما ادري عن الي بشوفه.
جلست مها باهتمام وهي تقول : ايوة ؟.
تذكرت خلود ماضيها والاساء الذي عاشته مع إسماعيل : من عمر العشر لين الخمسه عشر وانا اتمنى اموت، طفلة بدال ما تلعب بين الألعاب .. كنت انام بالضرب واصحى بالضرب والصراخ، اخذني من الميتم عشان يفك كل جنونه فيني حرمني من تعليمي ومن اني اكون زي اي طفله.
باهتمام واضح : بعدين ؟.
تنهدت خلود : بعدين جا اليوم الي هربت من البيت بعمر الخمسه عشر، وصلت واحد من المولات الكبيره لعلي اهرب منه .. لكن مدري مين الي علم علي وقال له مكاني، جاء للمول وسحبني وهو يصرخ فيني ويضربني قدام كل الناس .. بعدين ..، صمتت لبرهه وهي تتذكر الجحيم الذي عاشت فيه.
مها باهتمام : ايوة بعدين وش ؟.
خلود : بعدين ابوك الوحيد الي تدخل من بين كل الموجودين وسحب اسماعيل على جنب .. طبعاً جن جنونه لان ابوك تدخل، واستغل ابوك لانه شافه محترم وواضح عنده فلوس، قال لو ما عطيتني فلوس بفضحك قدام كل الي في المول واقول انك تحرشت فيها ! ابوك انصدم منه وكيف انه انسان حقير وسافل كيف رجال مثل ابوك انه يفكر في بزر بذا التفكير السيء ! ..، اردفت بعد ان اخذت نفساً عميق : بعدين ماشفت الا اسماعيل يسحبني ويمشي مع ابوك كنت ساكته ما قدرت اتكلم، اول مره اخاف فيها لذي الدرجه .. حسبت ماخذني لاعدامي بعدين اكتشفت ان اسماعيل بعد السالفة ذي بيوم زوجني لابوك بدون علمي، حتى بدون ما يسألني .. ويوم سألت ابوك يقول مو حبنا فيك بس شفقه.
شدت مها على شفتيها السفلية بقهر وفي ذات الوقت غضباً : وامي الي ماتت من شافتك في بيتها بصفتك زوجته ؟.
مر ذلك اليوم امام عيني خلود وكأنه شريط سينمائي : كان أول يوم ادخل فيه حياة ابوك أو يعني حياتكم، اول يوم لي في مملكه امك ..، اردفت بأبتسامه : مملكه غرام كان ابوك ناوي يقول لأمك مين انا لكن امك ماتحملت الصدمه حتى ماسمحت له يبرر او يقول مين انا، اول ما سمعت انه تزوجني جاتها ازمه قلبيه والباقي انتِ تعرفيه.
صمتت مها لدقائق بتفكير وحيره وحُزن وخوف لاتعلم كيف تتصرف في هذا الموقف ولكن استجمعت نفسها ونطقت بحده : ووش يثبت لي انك ما تكذبين؟.
خلود بصدمه من تفكير مها فهل لها حقاً ان تُفكر في هذا الأمر هل تجاوزت جميع التفاصيل والمأساة التي عاشتها ! وعادت تتهمها بالكذب ، نطقت بألم : ووش يثبت اني اكذب عليك ؟ ليش لازم اكون الكذابه والسيئة والدنيئة والي ماعندها رحمه ..، اردفت بعد ان نزلت دموعها بمأساة : طيب قولي لي وش الغلط الي سويته لك طوال الثمان سنين الي فاتت ؟ عمري مافكرت افرق بينك وبين ابوك وعمري ما اذيتك، ودائماً وابداً انا غلطانه عشان انا تسببت بموت امك ..، اردفت بسخريه من حالِها : واذا على مكانه امك ؟ لا تخافي امك اخذت قلب ابوك معاها ابوك عمره ما نساها، لدرجه احياناً ينادي اسمها بالمنام, يعني وش الجرم الي ارتكبته عشان طفولتي وحياتي تكون كذا ؟ ..، اردفت بعد ان تشجعت : وماقلت لك هالكلام الا لاني ابغا ابارك لك خلاص انا طالعه من حياتكم اليوم او بكره او بعد ساعه ما تدري ابوك بيطلقني عشاني حامل.
كانت مها تستمع إليها باهتمام وقد نزلت دموعها من الاساء على ماحل بخلود ولكن صُدمت عندما علمت بانها حامل : حامل ! كيف حامل ! ابوي يدري ؟.
خلود بتوتر : حامل حامل .. اخوك في بطني.
اقشعر جسد مها عندما سمعت "اخوك" : اخوي انا ؟ كيف اخوي ..، اردفت بعد ان ارتسمت ابتسامه صغيره على شفتيها : يعني بيكون عندي اخ؟.
لم تُصدق خلود اريحيه مها وكيف انها فرحت، او بالاصح قد سُعِدت عندما رأت ابتسامه بدلا من توبيخ : ايه اخوك .. بس ابوك للحين ما يدري، واذا درا بيطلقني.
هزت رأسها نافيه وقد ازدادت ابتسامتها : وش الي يطلقك ! اخوي ذا مابخليه يطلقك .. انا بقول له كل شيء صار معك وكيف كان يعاملك هالظالم اسماعيل.
خلود بتردد : بيطلقني.
مها بعدم فهم : ليه يطلقك؟.
خلود : عشان شرط علي انهي فكره الحمل من رأسي.
مها بغضب : نعم ياحبيبي ؟ وليه ؟.
خلود بتعجب : انتِ واقفه معي الحين ولا يتهيأ لي؟.
مها بتفكير : احسني ضعت، وانا مدري وش اقول لك .. ممكن ما اكون واقفه معك بس مقتنعه بالي قلتيه و ..، بترت خلود جُملتها بفرح وهي قول : صدقيني مدري وش اقول انا الحين، يعني انتِ أملي الوحيد ..، اردفت بتفكير وحزن : صح ابوك مايحبني بس صدقيني اني احبه، لان ساعدني وصار الاب والأخ والزوج وكل شيء في حياتي .. ماني مستعده افترق عنه، وخايفه يطلب مني إجهاض الطفل.
صرخت مها بخوف : لا والله ما تقتلوه ! انا بكلم ابوي .. والقرار مو بس لكم دامني انا بعد اخته فمن حقي أتدخل ..، اردفت بغضب : بلا استهبال وش الي تجهضينه.
اقتربت خلود بتردد وقامت بحضن مها، صُدمت منها ولكن احست بان شيء يقول لها أن خلود مظلومه حقاً ، بادلتها بالحضن وقد كان أول حُضنٍِ بينهما كان مليَ بالمشاعر ، طيله الفتره التي مضت كان الحقد والكره يملا قلب مها تجاه خلود .. لم تعلم بشيء من هذا حتى اليوم وهاهي بدأت تلين وتتعاطف معها.
نطقت خلود بعد ان ابتعدت عن مها : ما تدري كيف اسعدتيني .. شكراً، ماتوقعت تسامحيني.
مها : مين قال اني سامحتك ؟ ..، اردفت بعد ان امتلأت عينيها بدموع الفرح : بس برضو ما انسى انك حامل باخوي.
خرجتا من قصر الغرام وكلتاهُما تحمل سعاده غامره، وبعد ان صعدتا إلى السيارة نطقت مها بعد ان تذكرت فيصل وتذكرت انها لوهله كانت ستُخبِرهُ بأمر وتين : بنرجع الجنوب الحين.
خلود دون تردد : تمام بس بتعلمين ابوك ولا كيف ؟.
التفتت إليها مها وهي ترا علامات التوتر على ملامِحِها : وش فيك خايفه لذي الدرجه.
ابتلعت خلود ريقها وهي تقول : خايفه ابوك يطلقني وما يسمع منك .. وانا ماني مستعده اخسره، هو كان لي الاب والام والعائله، بختصار كل شيء حلو في حياتي.
مها بتفكير : زين اسمعيني لا تخافي انا بكلم ابوي ..، اردفت بحده وتهديد : بس والله لو يتفكرين تسوين شيء للي في بطنك تأكدي اني مابسامحك ابداً .. ومو من حقك تسوين له شيء فاهمه.
خلود بانفعال : من جدك ؟ ترا قبل يكون اخوك تراه ابني انا ومستحيل اسوي له شيء.
نطقت مها بعد ان هدأت الأوضاع والمُشاحنات وهي تقول : بكلم ابوي يرسل الطائرة الخاصه.
خلود : طيب، اصلاً ما اتوقع تلقين حجز الحين."أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"
أنت تقرأ
نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .
Romanceحسابي الوحيد انستقرام : 9rwaih "نقل روايتي او الاقتباس منها دون إذنٍ مِني قد يعرضك للمساءلة القانوية" رواية كُل سطر وحرف منها عبارة عن نسيج من وحي الخيال ولا تمت للواقع باي صِلة إلا في النهاية.