PART 28

1.3K 35 0
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

لو تجي كلّك عذر في إيابك والذهاب
ولو تحط الشَّمس في كف وفي كف قمره

والله إلَّا تشرب المُر وتذوق العذاب
وأنت ما حرَّكت فيني ولو قدر شعره

غلطتك غلطة عُمر ما حسبت لها حِساب
هزّة القلب وتجشَّم ضلوعي وكسره

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 28
ــــــــــــــوتين.
عقد حاجبيه وهو يراها تصُد عنه وتتهرب من النظر له فامسك بعضدِها ليُديرها إليه وهو يقول : تبين تهربي صح ؟.
نظر إليه وقد امتلأت عينيها بالدموع المتحجره : هذا الي هامك ؟.
سحبت يدها منه وتوجهت لود بعد ان رسمت ابتسامه صغيره على ثغرِها رغم القهر وشعورها بالاشمئزاز من كل شيء حولها : ود.
نظرت ود لملامح وتين بقلق : كنت تبكي ؟.
هزت رأسها بتكذيب : بلا استهبال ترانا في زواج مو عزاء.
ابتسمت ود : مدري حسيتك كنتي تبكي.
صمتت وتين وهي ترا عبدالله متوجه إليهم بابتسامته التي لا تُطمئنها وتكرهها : اشوفك ما رقصتي ياود.
تولين بخبث وهي تنظر إلى وتين : تنتظر الفارس ابو حصان ابيض.
ود بضحك : بالضبط.
اقبل شريان وهو ينظر لوتين الصامته ليس كعادتِها ليلفظ كي يرا جوابها : مستانسين؟.
تولين بابتسامه : اكيد ..، اردفت بتساؤل وحماس لهم : صح كيف كان رقصنا ؟.
وتين بغيض وهي تشتت نظراتها : زي وجهك.
صُدم شريان ومن معه من إجابتها وحدتها ! ولكن قطع صدمتهم عبدالله وهو ينظر إليها بخبث : وش فيها أخلاقك قافله.
التفتت إليه وهي تنظر إليه باشمئزاز : وش دخلك في اخلاقي ؟ بعدين ماقلت شيء يزعل ..، اردفت بسخريه وهي تنظر إلى تولين : لايكون ماعندك ثقه في نفسك قلت لك زي وجهك وانتِ ادرى بوجهك.
ابتعتد عنهم وجلست بمفردِها تحاول ان لا تبكي من قهرها وتحاول ان تتمالك نفسها تمتم لنفسها : كلاب مُقرفه .. كلهم حيوانات .. لا والثاني قال ايش ؟ قال لايكون تبي تهربي !.
لم تشعر الا بشريان يجلس على الكرسي المجاور لها وهو يقول : ممكن اعرف آنسه وتين وش سبب هالتكشيره ؟.
اجابتها وتين والعبره تخنِقُها : مافيني شيء.
احتدت نبرته من طريقتها في التجاهل : اذا قدك تتكلمي معي ناظريني .. ناظريني.
التفتت إليه وهي تقول بتردد وقلبها ينبض بقهر : من وين تعرف عبدالله ؟.
عقد حاجبيه بتساؤل : من زمان، ليه ؟.
وتين وهي تُخفي خوفها : بيقعد هنا كثير ؟.
شريان بعدم ارتياح : سوى لك شيء ؟ مدري يمكن ضايقك او شيء لان مانتِ على بعض من يوم رقصتوا !.
وقفت وهي تلفظ محاوله تغيير مجرى الحديث : مافي شيء، نروح ناكل ؟.
عقد حاجبيه باستغراب منها وهو يقف معها : صدقيني انك أغرب بنت شفتها في حياتي.
تنهدت : والاحسن بلا شك.
اتجها للأكل وهو يقول : النرجسية عندك عاليه.
بنبره هادئه تتحدث وكُل تفكيرها محصور حول عبدالله : من حقي.
تحرك وتين الملعقه بداخل الاكل في صمت ليلفظ : اكلي.
تنهدت وهي تأكل اول لقمه دون شهيه وفي صمت تام، اما شريان فقد اكتفى بالنظر إليها.
رفعت عينيها عن الأكل إليه وهي تقول : شفيك ما تأكل ؟ هالحلى طعمه حلو ذوقه ..، اردفت بتكفير : لايكون مسوي صحي وما تأكل الا اكل مُعين ؟.
هز رأسه وهو يتأملها : بالضبط .. لكن تصدقي جاني فضول، الحين انتِ تأكل كل شيء ما تمتنين ؟.
انزلت الملعقه : ترا ما اكلت كثير وجع.
ابتسم : ما اقصد الحين .. ملامحظ ما اكلتي كثير، اقصد الايام العادية تاكل اي شيء عادي عندك.
ابعدت خصلات شعرها للخلف وهي تلفظ : هذي انا اكل اللي يعجبني ما امتنع عادي وماني صحيه بس جسمي حـ ..، بترت جملتها بعد ان تذكرت كلمات عبدالله لها لتشيح النظر عنه بقهر من نفسها ومن كلامها عن نفسها وهي التي تكره مديحها لنفسها.
عقد حاجبيه بتعجب وهو يقول : وش فيك سكتي كملي.
هزت رأسها بنفي : ولا شيء.
التفتا كليهما إلى تولين التي جلست معهما وهي قول بابتسامه ماكره : اوه وتين توقعتك رحتي مع عبدالله !.
ابتلعت وتين ريقها دون أن تٌجيب والقهر يستوطنها من كلمات تولين ليلفظ شريان بتدخل : وليه تروح مع عبدالله ؟.
تولين بسخريه واستحقار : ماقالت لك ؟ وتين عجبت عبدالله وعزمها تروح معاه لبيته يكملون ليلتهم هناك.
عقد حاجبيه بصدمه وغضب وكأن بُركاناً قد ثار في داخله ! هذا اتهام صريح لوتين، التفت إلى وتين التي قد اشتعلت غضباً، وتجمعت الدموع في عينيها ويزداد كُرهها لتولين لتصفعها بكل ما اوتت من قوة وهي تقول بغضب والعبره اخنقها : مين سمح لك تتكلمي ؟ حقيره.
امسك تولين بوجنتها مصدومة وهي تقول بحقد : ليه مستغربه ؟ من حقه يطلبك تروحين معاه وحده زيك واضح انك ..، اسكتها شريان بغضب وحده : توليــن ! اتحرمي نفسك.
نظر لوتين التي نزلت اول دمعه من عينيه ليلفظ : لمسك ؟.
كان سكوتها كلامه وجواب لسؤاله ليزداد قهره ودون تردد امسك بيدها وسحبها خلفه وهو يقول بغضب واضح من شده قبضته عليها : اجل مافيك شيء ؟ ليه سكتتي عنه هالنذل ليه ما علمتيني !.
سحبت وتين يدها من بين يده وهي تقول بغضب والدموع مُتحجره في عينيها وكافح ان لا تنزل دموع اخرى : لا تستشرف انت الثاني.
عقد حاجبيه بصدمه ! لفظ بقهر : تقارنيني في واحد تحرش فيك ؟.
انفجرت باكيه وهي تقول : كله بسببك .. انت السبب.
ازداد حقد تولين عليها وبدأت تتوعد بان تفعل ما بوسعِها كي تجعل وتين تندم اشد الندم.
خرج شريان بهدوء وهو يُمثل الا مُباله بينما وتين خرجت إلى الحديقه الخلفيه للمنزل كي تستنشق هواء نقي وتستطيع ان تبتعد ان شريان ومُحيطه، او بالاصح كي تبكي باريحيه بعيداً عن الانظار.
اما شريان فقد توجه إلى عبدالله وهو يقول بهدوء وبابتسامه كاذبة : عبدالله ممكن تجي معي بغيتك بموضوع شوي مُهم.
ذهب عبدالله معه دون أن يعلم ما قد يواجهه.
دخل به شريان إلى غرفه الثقوب وهو يقول بعد ان اغلق الباب : وش رأيك بالغرفة ؟.
نظر عبدالله للحظات ومن ثم نطق بعد تفكير : الغرفة حلوه بس ماهي مريحه تعطيك شعور غريب.
اقترب شريان منه وسرعان ما لف يد عبدالله على ظهره بشده وهو يقول بغضب : زي اللي حسست وتين ؟ وش بينك وبينها ؟.
في البداية الامر صُدم عبدالله من غضبه ! ولكنه سخر ولفظ غير مُبالي للألم : الي بيني وبينها اكبر من انك تتخيله.
ضحك شريان بسخريه وهو يُخفي غضبه ليلفظ بعد ان شد على يده بقوة : انت من متى تعرفها عشان يكون بينكم شيء ؟ اذا صار وكذبت فاكذب على قدك يالخسيس.
عبدالله بألم : وش دخلك بالي بيننا ! لايكون محامي وانا مدري ؟.
شد عليه بغضب وهو يقول والشرار يتطاير من عينيه ويصرخ بعد ان اصدرت ذراع عبدالله صوت يوحي بانكسارها ! : انا اعلمك وش دخلني.
اداره إليه ووجه إليه لكمه قوية حتى اوقعته ارضاً وبدأت الدماء تنزف من أنفه، اوقفه شريان وهو يقول بصراخ وغضب قبل ان يلكمه للمره الثانيه : هذي عشان فكرت انها وحده من الي ممكن تتسلى فيهم.
وقع ارضاً وهو يضحك بسخريه وبشكل هستيري ويقول : لا تفكر اني بتخلى عنها عشانك.
عقد حاجبيه بصدمه ودون رحمه بدأ بركله وضربه بكل ما يملك من قوة : هذا اذا خرجت من هالغرفة تتنفس .. يا ابن الـ* تحسبها رخيصه زيك.
وبعد ضرب مُبرح وشتائم غرقت عبدالله فقد وعيه وبتعد عنه شريان وهو يقول بعد ركله اخر ركله ببرود وهدوء وكأن شيئاً لم يكُن : اكبر مني اجل !.
جلس على طرف السرير بعد ان اتصل على غيث وهو يقول : غيث اسمع تعال غرفة الثقوب ومعك ملابس نضيفه بس بدون ما احد يحس عليك.
أغلق المكالمه قبل ان يصله الرد من غيث كعادته، وبعد ان قام بتبديل ملابسه استطاع ان يخرج بصعوبه من اسأله غيث المتكرره عن ما حدث.
اوقفته تولين وهي تقول بتسأل : شفت عبدالله ؟.
نظر إليها بنظرات حاده توحي بغضبه : مدري يمكن مات.
ابتعد عنها مُتجاهل نداءاتيها له.
خلف المنزل توقف وتين عن المشي بصدمة وتوتر وارتباك احتلها وهي ترأ الضابط جراح يدخل إلى المنزل بهيبته المعتاده ! جراح احد اصدقاء فيصل ! ماذا يفعل هُنا ؟.
اختبأت خلف احد الجدران وهي تقول بدهشه : جراح ! ..، اردفت : انا ليه تخبيت هنا ؟ اكيد بيساعدني.
وما إن خطت خطوه للأمام حتى تذكرت كلام شريان لها "اذا تحبينهم وما تبينهم يموتون فخليك عاقله ولا تتسرعي يعني فكره الهرب ابعديها من رأسك" تراجعت بضعف وهي تقول : طيب عادي اطلع الحين بعدين أبلغ الشرطه .. ايه عادي.
تذكرت مره اخرى كلمات شريان لها "والله لو تسوي وش ما سويتي موتهم بيكون علي يدي حتى لو دخلت السجن، على بالك واحد زيي ما عنده احد يثق فيه ؟ انا لو متت اليوم صدقيني ما بيجف تراب قبري الا بعد ما يندفنوا اهلك"
ابتلعت ريقها وهي تتراجع للخلف بخوف وقهر وسرعان ما فتحت حقيبتها واخرجت منها الهاتف وقامت بالاتصال بشريان وبعد ان اجاب : لو مثلاً بلغت عليك .. وانا انتحرت ومت ممكن تخلي اهلي يعيشون حياتهم بدون ما تأذيهم ؟.
لم يفهم ما تقول او بالاصح تعجب من كلماتِها الغير مُرتبه وهو يقول : وش تقولي ! وينك فيه .. تكلمي ؟.
وتين بتردد : في الحديقه الخلفيه قدام شجره الورد.
خرج مُسرعاً وهنا تصادف مع جراح الذي كان يدخل المنزل ! القى عليه نظره خاطفه وهو يقول : مين انت ؟.
نظر إليه جراح باستصغار وهو يقول : الضابط جراح بن *.
عقد حاجبيه وهو يقول بتعجب : يامرحبا .. بس ماقلت لي وش جاي تسوي ؟.
جراح : جاي اخذ وحده من اقاربي اذا مافي مشكله.
خرج شريان بعد ان تذكر كلمات وتين وهو يقول بهدوء ويتعداه : اكيد لا.
اسرع بخطواتِها باحِثاً عن وتين وبدأ بمُناداتِها، وما إن سمعت صوته حتى اقبلت وهي تقول : انا هنا تعال.
تقدم إليها وهو يقول بتعجب: وش تسوي هنا ؟.
نطقت وتين بعد تفكير طويل : بسوي معك صفقه.
ابتسم بسخريه وهو يقول : صفقة وش ؟.
وتين بحده وجديه : مو انت بتقتل اختي لو بلغت عليك ؟ عندي حل افضل ..، اردفت دون تردد : ببلغ عليك وبتنسجن بأكثر من تهمه، لكن عقابي انا انك تقتلني وتترك اختي.
عقد حاجبيه بسخريه وهو يقول : من وين طلع هالكلام ؟.
ارتبكت من نظراته : انا ..، اردفت بعد ان اخذت نفس عميق : دام كذا ولا كذا لازم يكون في احد ميت فخل انا اكون المقتوله، لكن انت تأخذ جزاك .. لان .. لان ما اقدر اقعد في بيتك اكثر من كذا.
اقترب منها وهو ينظر إلى وجهها وعينيها التي تنظر للارض وتحاول ان لا تبكي، وبهدوء وضع سبابته على اسفل فكِها ليرفع رأسها وهو يقول بعد ان تقابلت عينيهما : لذي الدرجه اذيتك ؟.
نظر إلى عينيه وهي تقول بكُره واضح من نبرتها وقلبها مُنقهر :

"أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن