PART 34

1.4K 35 3
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

والله أحبه وبقلبي حيل أغليه
وخابرٍ مكانه بوسط قلبي مقرّه

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 34.
ــــــــــــــــــوتين.
وبعد ان استقلبتها عائلتُها بالاحضان ودموع الفرح، ظل والِدُها يُحدق بشريان مُتساءلاً عن سبب وجودِه وقد اشتعل غضباً عندما تذكر اخر لقاء لهُما، يبغضه كثيراً، وهاهي وتين تنطق قائله بارتباك وهي تنظر لشريان : ذا شريان، يعني ..، قاطعها شريان قائلاً : انا شريان .. قبل شهرين من اليوم صار لبنتكم حادث ودخلت في غيبوبه، وكانت طول المده الي راحت عندي .. بشكل أوضح كنت حاطها في مستشفى واول ما صحت طلبت مني ارجعها لكم، جمعتني فيها صدفه لا اكثر.
شبك والِد وتين يديه ببعضها من فرط الغضب فهو يعلم جيداً ان ما يقولوه شريان كذب فقال : تعال معي.
توترت وتين فقد بانت على والِدها علامات الغضب، وقفت كي تتبعهم ولكن لمح لها شريان بن تبقى هادئه وان لا تتبعه ابداً، هو يخشى ان تعلم بالسر الذي يخفوه عنها.
بعد ان ذهبا إلى الطرف الآخر من المنزل وبداخل إحدى الغُرفة متوسطة المساحة، همّ والِد وتين بمسك ياقه شريان بغضب وهو يقول بحده : تحسبني بصدق المسرحيه الي صار قبل شوي ؟ وش علاقتك في بنتي ؟ ..، اردف بصراخ : تكلم ياولد طارق تكلم.
ابتسم شريان بهدوء وهو يبعد يدي عبدالله عنه ويقول : تبي تعرف الصدق ؟.
ابتعد عبدالله وهو يمسح على شعره بنفاذ صبر : قول.
جلس شريان باريحيه على احد المقاعد وبدأ يقص عليه ما حل بوتين طيله الايام الفائته وفضل ان لا يُخبره بغرفه الثقوب ولم يخبره عن سبب الخطف الحقيقي كل ما عرفه عبدالله ان شريان خطف وتين من شده حقده لانها هربت قبل ان يتزوجها ..، اردف شريان : ما سويت لها شيء .. وإذا مو مصدق اسألها.
صرخ عبدالله مُنادياً وتين بصوت عالي، لتُقبل فزعة من صُراخِه.
وما إن سألها هل حقاً لم يتسبب لها شريان بالأذى، هزت رأسها بتردد وهي تنظر لشريان : ايوة ما صار شيء ..، اردفت بقهر بعد ان انزلت رأسها : انا الي هربت من البيت.
صرخ والِدُها قائله : وليه هربتي ! ..، اردف بحده تحت نظرات شريان المُنقهر من صُراخه عليها : جاوبي لا تجننيني.
ابتلعت ريقها بخوف وهي تقول بعد ان شتت نظراتها : عشان .. عشان الي هددك ..، اردفت بتشجع : لأنك كنت تبي تزوجني واحد ما اعرفه بس عشانه هددك، انا ما ابيه ومستحيل اتزوجه.
حل كلامُها عليه كالصاعِقه فالتفت إلى شريان وهو يقول : قلت لها ؟ عرفت صح ؟.
نظرت وتين إلى كليهِما وقالت : لا تطمن ما قال لي شيء.
نطق شريان بتدخل : وتين تدري اني انا الي كنت ابي اتزوجها وانا الي هددتك.
قالت وتين بيأس مُخاطِبه والِدُها : تطن ما قال لي .. ولا عاد يهمني سركم ولا ابي شريان ما ابيه ..، اردفت وقد امتلأت عينيها بالدموع : انا ابي ارجع لحياتي الطبيعيه وبــس.
وقف شريان مُتوجِهاً نحو الباب وهو يقول : يله عن اذنكم.
وما إن خرج عن المنزل حتى التفتت وتين لوالِدها وهي تقول بتردد : في كلام ابغا اقوله لشريان قبل يروح .. عادي اروح له.
عقد حاجِبيه بصدمه وهو يقول بحده : اي كلام ؟ .. اي كلام يابنتي بعد كل الي صار باقي تبي تكلميه !!.
ابتلعت ريقها بخوف وتوتر وهي تُعيد طلبها : خمس دقائق ما بطول.
صرخ : لا.
امسكت بيده لتُقبّلها برجاء : بابا تكفى شوي شوي ما بطول شوي عشان خاطري.
لفظ بحده : خمس دقائق بس.
ابتسم ومن ثم خرجت بسرعة لتبحث عن شريان ولكن واجهت خيبتُها عندما رأت الشارع خالياً من اي احد ! تنفست بعمق لتتوجه للمنزل كي تعود ادراجها ولكن أمسكت قلبها بفزع عندما توقفت سيارة شريان امامه ولا يفصل بينهما الا القليل ! صرخت فيه بخوف وقلبها ينبض بسرعة : ياحمار تبي تموتي ؟.
قال وهو مُبتسماً : بذي السرعه اشتقتي لي ؟ ما تقدري بدوني !.
نطقت بسخريه وهي تستصغره : ايه مره من زود الحُب والوله عليك ..، اردفت بغضب : اموت واعرف من وين جايب هالثقه !.
نطق قائلاً : خلاص اخلصي ليه خرجتي ؟.
زمت شفتيها بتفكير وهي تقول : مدري ..، اردفت وهي تٌحاول أن تتدارك موقِفُها وتُمثل السخريه : بسألك عن العرض المُغري الي قلته لي.
انزل رأسه مُحاوِلاً إخفاء ابتسامته ومن ثم قال : تعالي اركبي السيارة.
ابتعدت بخطوات للخلف تُبين توترها وخوفها وهي تقول : ليه اركب معك ؟ ..، اردفت بتراجع : خلاص ما ابغا.
ضحك بصوت عاليٍ من خوفها الملحوظ وهو يقول : تعالي تعالي شفيك خايفه ! صدقيني ما بخطفك وش الجنان اللي انتِ فيه !.
وتين وهي تشتت نظرها : متأكد ؟.
تنهد : يعني انا جايبك لأهلك عشان ارجع اخطفك ؟.
ابتلعت ريقها بتوتر ومن ثم صعدت السيارة وهي تقول : كان يمدينا نتكلم برا مو لازم في السيـ ..، بترت جملتها وهي تُغمض عينيها بخوف بعد ان اسرع شريان بالسيارة في اللحظة التي اغلقت فيها الباب وهو يقول : بنروح نشرب قهوة ونرجع.
صرخت فيه بخوف وحده : شوي شوي لا تسوي فينا حادث.
ضحك عندما ضربت كتفه بكفتِها بخوف : وقف لا تسرع يامريض.
وبعد ان دخلا إلى أحد المقاهي وجلسا، اقبل النادل كي ياخذ طلبِهما ليلفظ شريان دون تفكير : كوب اسبرسو وشاهي ..، اردف وهو ينظر إليها : تبي شيء ثاني.
هزت رأسها بالنفي لتردف شريان : واذا مافي شاهي جيب كوب حليب.
رفعت حاجبيها بصدمه وهي تسمع الناديل يلفظ : لا في.
لفظت بقهر : وجع اصغر عيالك تشربني حليب !.
نطق وهو يزيد من قهرها : حتى الشاهي كثير عليك.
نطقت بغيض : يع يع لا تعيدها تكفى.
ابتسم وهو ينطق : ما تستاهلي الاهتمام.
ومها إلا بضع من الحظات حتى وصل طلبِهما لتنطق وتين : ايوة ؟.
نظر إليها وهو يرتشف قهوته في صمت ويتأمل عينيها، يعلم جيداً انه يغرق في كل تفاصيلها ولكن من المستحيل ان يفصح بالذلك حتى لنفسه، نطق : خليني اتكلم معك بجديه ورسميه شوي.
وضعت قدماً على الاخرى وهي تقول : اسمعك.
نطق بعد ان أسند ظهرهُ على الكُرسي وهو يقول : عرضي لك اني ادخلك في الجامعه الدوليه .. قسم التحقيق الجنائي ..، اردف بتساؤل برغم معرفتِه لاجابتِها : تبي تصيري مُحققه جنائية ولا انا غلطان.
هزت رأسها بالنفي : صح بصير مُحققه جنائية.
اكمل قائلاً : تمام .. عندي استعداد ادرسك في هالجامعه، تعرفي وش يعني جامعه دوليه ما يحتاج اشرح.
وتين بانفعال : اول شيء لا تقول بدرسك كأنك ولي أمري !.
لم تتلقى منه اجابه .. لاح الصمت بينهما ومن ثم نطق شريان بهدوء وبنبره لم تستطع وتين فهمها وكأنهُ يتسأل عن شيئاً ما : وتين.
رمشت بعينيها وهي تقول محاوله تقليد نبرته : شريان ؟.
نظر إليها بنظرات تساؤل وتعجب وهو يقول : اسمك حلو.
اقشعر جسدُها من نبره صوتِه فوضعت كُوب الشاي من يدها وهي تنظر إليه بتعجب من كلامِه، وبعد النظر إلى عينيه مُطولاً قالت : ممكن نرجع لموضوعنا الاساسي.
تنحنح ليُمحي ابتسامتِه ومن ثم اكمل : تمام .. تقدري تاخذي منحه وتدرسي في جامعه* الدوليه وبالمقابل تشتغلي مترجمه عندي في شركتي ..، اردف قبل ان تُجيب : لا تتسرعي .. عندك اسبوع تفكري فيها.
نظرت إليه ومن ثم اومأت برأسها بالايجاب وهي تقول : القرار مو راجع لي وحدي، بكلم اهلي.
تمردت ابتسامتِه التي حاول اخفاءها وهو يقول : يعني في امل ؟.
نطقت بعد ان وقفت : اتوقع لازم ارجع الحين ..، اردفت بثقه ممزوجه بقليلٍ من الغرور : تعرف في ناس اشتاقوا لي مو زيك منبوذ ومكروه.
ضحك وهو يقف معها : انا المنبوذ !.
وبعد ان وصلا أوقف السيارة امام المنزل وقبل ان تخرج من السيارة وتين امسك بيدها وهو يقول بجديه وعينيه تتأمل عينيها : فكري زين.
هزت رأسها بالموافقه وهي تنظر لقبضه يده التي طوقت معصمِها، وبعد ان افلت يدها نزلت.
هُنا وقعت عينيه على سوارِها المُلقى على المِقعد ! ابتسم ابتسامه جانبيه وبالرغم من انهُ كان باستطاعتِه ان يوقفها كي يُعيدُه لها إلا انهُ فضل الاحتفاظ بِه وهو يقول :اسبوع ياوتين اسبوع.

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن