PART 74

709 18 0
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

ما عشقتك نزوه و عذبتك بـ طول إنتظاري
‏جيتك أسرع من جناح الطير لا عجّل مفزه

‏لا توقفني على حفة شموخي و إنكساري
‏ولا تساومني على العزه مدام إن لي معزه !.

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 74.
ـــــــــــــــورد.
شعرت بسكين غُرست في حنايا قلبها لتنزل دمعتها الحبيسه وتشعر بحرق الخذلان، لتقول بعد صمت وعينيها تتحدث مع عيني غازي الصامت ولم ينطق بكلمه واحد ! : غازي ! بتخطبون ؟.
مطقت مياسه ببعض التساؤل : ايوه .. بس انتِ وش عرفك بغازي يعني هو صار مدرب في النادي يوم انتِ انقطعتي عن الجيه !.
اجابته ورد دون تردد وقلبها يحترق بعد ان مسحت وجنتها دون ان تبين لمياسه انهيارها بينما كان ينظر لها غازي خفوت النور وقد يكون شعر بما تشعر دون ان يرا ذلك على وجهها : مياسه ! شفتي احد ما يعرف طليقه ؟ صح انها سنتين بس ما فقدت الذاكره.
بهُتت ملامح مياسه بصدمه وعدم تصديق لتقول دون ان تصدق بعد ان التفتت لغازي : مو من جدك ؟ تمزحي ؟.
تقدمت منهم ورد لتمسك بكتف مياسه وعينيها تتأمل عيني غازي الذي لم يزح النظر عنها : ما امزح .. لا تقولي ما سمعتي عن الفارسه الملثمه من قبل ؟ ولا اول قصيده غزل وحُب قالها الشاعر غازي من اول ما صار شاعر !.
كانت تتكلم ورد ومياسه تنظر لغازي بتساؤل كبير لتُردف ورد بنبره مكسوره لم يفهما سِوا غازي : لكن لا تخافي ياروحي ما بيننا شيء من سنتين تطلقنا وكل واحد شاف حياته، جمعتكم الحياة وعقبال ما تجمعني بالي يستاهلني .. مبروك لكم، بس حبيت تعرفي وما يكون كاننا خبينا عنك .. اصلاً ذا شيء ما يتخبى.
مسحت على كتف مياسه وما إن ارادت الخروج حتى نطق غازي بجمود : ورد ممكن نتكلم شوي ؟.
التفتت له وقلبها مُنهك بشكل كبير .. لا تُريد شيء في هذه اللحظه سِوا الابتعاد كي تستطيع افراغ دموعها بعيداً عن انظارِهم، ان تختبى من عينيه وان تستتر من نظراته المُرهقه لها، اجابته بهدوء وهي تنظر لمياسه التي كانت تنظر بصدمه كبيره رغم انها لم تهتم كثيراً فقد طمأنها كلام ورد.
اجابته ورد بنبره مرتجفه بالكاد يصلهم صوتها : عن ؟.
غازي بجديه : شوي بس.
خرجت مياسه من المكان الذي يجمعهم وهي تشعر بقهر كبير من غازي فكيف له ان يخفي عنها امر كهذا فورد صديقتها ! هل يعني انها ستصبح زوجه لطليق صديقتها الآن ! فتقدم غازي من ورد لتمر لحظات طويله خاليه من الحديث والكلام لا شيء في هذه اللحظات يتحرك سِوا اهداب عينيهما المتكلمه وانفاسُهما المتضاربه من لهفه اللقاء ومن شده الموقف، وبعد صمت طال كطول تلك الايام الخاليه من حُبِهما لبعض نطقت ورد ببحه في صوتها معلنه عن فيضان من الدموع قادم : مبروك.
: وش تسوي هنا ؟.
صدرت منها ضحكةٌ صغيره بينما نزلت دموع عينيها : شوفتي ضايقتك لذي الدرجه ؟ فيك تسأل كيف حالك بدال وش تسوي هنا !.
شتت نظراته للحظات ومن ثم نطق بعد ان تنهد : بتستفيدي شيء ؟.
اجابت وهي تمسح دموع عينها باناملها : بدلتني بمياسه ! بس تراها بنت كويسه .. لطيفه وكلنا ندري انها اكثر بنت دلوعه وحنونه وجميله نفس مواصفات البنت الي تمنيتها قبل تشوفني ..، اردفت والعبرة تخنقها : موفقين وانتبه لها زين قلبها طيب.
بهدوء موجع : لاحظت انها انسانه زينه.
تنفست بعمق وهي تشد على شفتيها السفليه مع قبضة يديها محاوله منع دموعها حينما قال لها : كنتِ تدري اني صرت مدرب هنا ؟.
اجابت بهدوء وقلبها يعتصر : اليوم عرفت .. جيت اشوفك لكن تأخرت.
بعد صمت نطق غازي وهو الذي يشعر بألم في قلبه يلاحظ ادق تفاصيلها في هذه اللحظه، يشعر بانكسارها لانهُ هو الاخر يشعر بذلك الشعور : ورد تغيرت اشياء كثير عن اخر لقاء لنا، ما عندي اي كلام الحين غير اني ادري انك حزنتي واكيد زعـ ..، قاطعته بحده : ما تعرف شيء لا تتفلسف ولاني حزينه جيت اشوف خيلي واروح.
وهو ينظر لفرسه : خيلك ولا فرسي ؟ وش كنتِ تسوي عند فرسي !.
اجابته دون وعي وبانفاس متسارعه متضاربه، نطقت بعد ان شهقت من شده ما كتمت من دموعها وقهرها وبنبره خافته شبيهه بالهمس وصلت لقلب غازي قبل مسامعه : وحشتني حيل، جيت اشوفها بعد كل هالوقت .. كان ودي اضمها لقلبي.
يعلم انها لا تقصد الفرس بل تقصده لينطق بهدوء عكس الامواج التي تتلاطم بداخله والكثير من الندم، ليس لوجود مياسه في حياته بل لان ورد تتألم الآن : وهي وحشِتك وحست بفقدك اكثر من ما تتخيلي.
نظرت له ورد لتزداد شهقاتها وبكائها دون تردد منها او منع لدموعها لتقول باحتراق واختناق : انتبه لمياسه دام قلبك حبها واختارها .. لا تفرط فيها.
تمنى لو ان باستطاعته احتضانها وشدها لصدره : قلبي تعرفين زين مين حب ومين اختار، لكن انا سويت الي علي وما كان ودي اجبرك على شيء ما تبيه .. جيتك اكثر من مره بس اخترتي تتجاهليني وما تفكري لو مره نتكلم كل ما جيت لباب بيتكم، كنتِ ترفضي تقابليني.
لحظات من الصمت حتى تجمعت كلماته في ذهنها لتقول بعدم فهم وتساؤل كبير تجاه ما يقصد : جيت لباب بيتنا ؟ متى .. غازي متى جيت ؟.
اجاب وهو ينظر لعينيها ببعض من القهر يطغى عليه الحيره، تواجدها بعد كل هذا الوقت يحيره يجعله يشك في مدى حُبها له حتى انه قد قرر التخلي عنها ما دامت من تخلت عنه اولاً : مو مهم ياورد مو مهم، المهم الحين تعرفي ان الي بيننا صار ماضي وليت بيدي اغير الحاضر لعيون ماضينا.
شدت على قبضه يدها وقلبها يحترق بقهر عظيم من شعورها تجاهه بينما هو حتى بالكلمات يبخل عليها، كرهته وكرهت قلبُها الذي احبه واذلها رغماً عنها.
خرجت مسرعه متجاهله مياسه التي حاولت ايقافها لتصعد سيارتها كي تواصل البكاء بعيداً عن الاعين .. تبكي بحرقه وتشهق وهي تضرب عجله القيادة بقوة وقهر وتصرخ : غبيه غبيه ليه جيتيه ! .. اختار وحده غيرك .. ما يحبك شفتي كيف ؟ .. ليه رحتي له ليه ياورد !.
تبكي بقوة وكأنها لم تبكي منذ فراقِهما وبقلبها اوقدت نيران لتكمل عاتبها لنفسها بقهر من ذاتها وغيره كبيره عليه : بس انا الي حبيتك ياخايس ليه تبي تخطبها ليه ؟ كذاب ما وحشتك .. كيف وحشتك وانت رحت لغيري ؟ كيف ؟ ..، اردفت وهي تبكي وتشهق : قهرتني ياغازي قهرتني، زي كل مره اناني.
مرت دقائق وورد تبكي بحرقه وفي هذه الاثنا خرج غازي ومعه مياسه ليصعدا سيارة غازي بينما ورد تنظر إليها من خلف زجاج سيارتها المُظلله وتسند رأسها على عجله القياده مواصلة البكاء قائله : بس انا حبيتك وانت رحت حبيت وحده ثانيه ياغازي ليه ؟ ليه ليه ! ليتك وفيت لحُبي وما خذيت غيري .. وباقي ترد اللوم علي كل ما قلت شيء !.

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن