PART 4

2.1K 57 0
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

لك في مقامات الغلا دار و قصور
‏وما يسكن قصور الغلا غير غالي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 4.
وصلت الطائرة الى الجنوب لتنزل مها ومعها خلود ليصعدوا السيارة التي كانت بانتظارهم .. اما فيصل فقد اقله أحد اصدقائيه إلى منزلهم وهو الذي لم يكُن يعلم ابداً انهُ سيراها ثانيةً.
توقفت السيارة التي تُقل مها وخلود ليدخلوا إلى الفندق في اللحظة التي لفظت فيها مها : ليه ما نروح لبيت وتين على طول ؟.
خلود بهدوء وهي تنظر لملامح مها الذابله : مدري .. قلت نرتاح اليوم بعدين نروح لهم بكرة لأن الوقت تأخر.
تنهدت وهي تتبعها بخطوات هادئة : تمام.
دخلت خلود إلى غرفتها وهي تحمل بقلبها كميه من السعادة وبسرعه أمسكت بهاتفها وهي تتصل باحدهم وتلفظ بحُب : حبيبي.
محمد : هلا ياقلبي .. بشريني كيف كان سفركم ؟.
خلود : ما كان مُرهق، محمد تخيل وش صار.
محمد وهو يعلم جيداً من نبره صوتها انها سعيدة : وش صار.
خلود بابتسامة : مها صارت رايقة معي ما تعصب ولا تنافخ زي كل مره.
ضحك : بتتغير قلت لك.
استمرا في الحديث فيما بينهما عن أشياء عديده.
اما فيصل فقد ذهب إلى بيت عائلة .. طرق الباب ففتحت له اخته لليان، احتضنها وهو يرا اثر الدموع في عينيها.
نطقت لليان بسعاده وهي ترا أخيها : فيصل، وتين يافيصل ماتت.
اغمض فيصل عينيه بحُزن وقهر ليشد عليها بعد ان بكت وبهدوء وقف وهو يمسك بيد لليان الصغيره ودخل معها إلى الداخل القى السلام وبدأ في تهدئه والدته المُنهاره.
فيصل وهو يحاول أن يخفي جانبه الضعيف فوتين كانت بالنسبة لهُ توأم روحه، كانت قريبة منه جداً.
وفي منتصف الليل ذهب إلى غرفة وتين بخطوات هادئة، را تلك الغرفة ذات الديكور البني والالعاب التي كانت تستحل جزء من الغرفة .. دخل إليها وهو يتذكر أيامه معها وكيف انها كانت تُداري أحزانه وتضحكة يتذكر كيف كانت تُراضيه اذا غضب منها، جلس على السرير ودون تردد منه اسلقى على سريرها وسمح لدموعه بالنزول لا يعلم كيف استطاع ان يمنع دموعه من النزول عندما سمع الخبر .. وبعد دقائق غط في نومٍ عميق.

حل الصباح لتستيقظ مها في الساعه السابعة صباحاً .. استحمت ولبست ملابساً سوداء ومن ثم خرجت لتُيقظ خلود، ولكن دُهشت عندما رأت خلود تبكي بشكل هستيري وخوف ! تقدمت منها مها بهدوء وهي تقول : وش فيك ؟ خلود !.
بدأت خلود بمسح دموعها بتوتر وهي تلفظ بارتباك : ما فيني شيء.
مها بعدم تصديق وخوف : خلود تكلمي، لا يكون بابا صاير له شيء.
خلود بهدوء وهي تقف : لا مافيه شيء ..، اردفت وهي تتجه إلى غرفتها : طلبت لك فطور، امس نمتي وما اكلتي شيء.
جلست مها على المائده وهي تقول : ابوي كلم السواق؟.
خلود : ايوة وهو الحين ينتظر تحت.
تعجبت مها لأمر خلود فهي منذ وقت طويل لم ترا خلود تبكي وبهذا الشكل المُحزن ولكن لم تهتم كثيراً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــوتين.
استيقظت في الساعه التاسعه، بعد ان استيقظت بدأت تتأمل سقف الغرفة التي اصبحت غرفتها في منزل ناس لا تعرفهم ولا تعرف لماذا يحقدون عليها !
جلست على طرف السرير وهي تقول : الحين وش اسوي ؟ استسلم له ولا كيف ؟ اهرب ! نو اكيد بياذي اهلي المريض ..، قطع تفكيرها طرقات على الباب.
وتين بصوت حاد وغضب : اذا الزفت شريان لا تدخل
فتحت ريلام الباب بضحك : تطمني مو شريان .. انا.
وتين احست ببعض الخجل ومن ثم نطقت وهي تتنهد : وش بغيتي.
قدمت لها ريلام بعض الملابس.
تأملت وتين ما مدته لها بقهر وهي تلفظ : ما ابي ملابسك ابي اعرف متى ارجع لاهلي.
ريلام : ترا ما لبستهم ولا مره .. مالي اي دخل باللي يسويه اخوي.
وضعت الملابس بقرب وتين ولفظت قبل ان تخرج : غيري ملابسك وانزلي افطري.
وتين بحده : مو مشتهيه.
ريلام بهدوء وهي تنظر لها : بس طبخت عشانك؛ لأنك فرد جديد في عائلتنا.
وقفت وتين بغضب : ماني من عائلتكم ورجاً خليني لوحدي.
احست ريلام بغضب من طريقة كلامها : بكيفك.
توجهت وتين لدورات المياة الموجودة  في ذات الغرفة لتستحم وبتغيير ملابسها.
تصادفت ريلام بشريان الذي لتو خرج من غرفته ليلفظ لها : وينها ؟.
ريلام بحده : تقول مو مشتهيه، ممكن تقول لي مين هالبنت ؟ وليه جابرها تقعد عندنا ؟ وما غير تنافخ.
شريان : ريلام انا ولاول مره بقول لك هالكلام وما ابي اكررهه لا تسألي اي شيء عنها وحاولي تتجنبيها.
ابتعدت بملل : تمام.
ذهب شريان باتجاه غرفه وتين وطرق الباب ولكن لم تُجب ودون تردد دخل الغرفة ليدرك انها في دورات المياة، خرج بهدوء دون ان يشعرها بانه قد دخل اساساً.
بعد وقت عاد إلى غرفتها ليدخل دون ان يطرق الباب حتى مُتعمداً ان يضايقها، وقفت عن كرسي التسريحة بعد ان مشطت شعرها وهي تنطق بحده : انت ما تفهم كم مره لازم اعيد كلامي، حمار ما عندك عقل يستوعب الكلام ليه جاي !.
شريان بحده : احترمي نفسك، لا ترفعي ضغطي من وجه الصبح.
وتين بحده : وش تبي ؟ اخلص علي.
بهدوء وهو يسند جسده على الباب بعد ان اغلقه : اولاً ما احد بيعرف اي شيء عن الي صار امس، ثانياً اذا صرتي تتكلمي مع اختي ريلام تتكلمي بأدب، ثالثاً اذا جلسنا تحت تسوين نفسك طبيعيه.
وتين بعضب : وش تقصد بطبيعيه؟.
شريان باستفزاز : انتِ تشبهي كل شيء الا البنت الطبيعيه.
بغضب : وانت خليت فيها طبيعيه ؟.
شريان وهو ينهي نقاشَهُما الحاد : امشي قدامي بتنزلين معي للفطور.
تكتفت : ما ابي.
شريان بحده : مو على كيفك، ولا تعاندي لأنك تعرفي وش بسوي لو عاندتي اكثر.
شدت على اسنانها بغضب لتتبعه إلى الاسفل وهي تحاول ان تتجنب المشاكل.
وفي اثنا ذهابهم للإفطار قابلا تولين التي لتوها دخلت المنزل.
تولين وهي تنظر لوتين باستحقار : انتِ باقي هنا؟.
نطقت وتين : لا هناك، عميا انتِ ما تشوفي.
تولين بغضب : احترمي نفسك.
وتين وهي تحس انها سوف تنفجر : ولا؟ وش بتسوي اذا ما احترمت نفس.
تدخل شريان وهو يقول : مو من وجه الصباح مهاوش.
تقدمت تولين إليه وبحركه مُعتاده منها قامت باحتضانه وهي تقول : طيب .. صباح الخير.
اجاب وهو يبتعد : صباح النور.
اقترب شريان من وتين بهدوء وهو ينظر الى إليها : ليه الاسود.
اقتربت منه وتين بكره وهي تهمس له تحت نظرات تولين التي لم تسمع ما قالته : مو اليوم عزاي يامريض ؟.
طفت ابتسامة خفيفة على شفتي شريان ليلفظ لتولين متجاهل ما قالت وتين : من زمان ما فطرتي عندنا في مناسبة ؟.
تولين بارتباك : لازم مناسبه عشان اشوفكم ؟

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن