PART 22

1.3K 38 0
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

قالوا العذّال والعذّال مرضى
وش بلا حالك من الاشواق قاضي

قلت يهجرني حبيبي لين يرضى
علّموا الظالم ترا المظلوم راضي

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 22
ـــــــــــــــورد.
شدت عليه وكأنها تقول لن اسمح بفقدك ايضاً، ربت على ظهرِها بهدوء : اهدي انا موجود انا معك اهدي.
مرت دقائق من شده الهدوء تكاد تُسمع نبضات قلبيهِما، ابعدها عنه قليلاً بعد ان شعر بثقلها عليه مُعلنه عن استسلامِها للنوم ولم تخفى عليه شهقاتِها المُستمره.
حملها بين ذراعيه بخفة  ليضعها في مكانِها برفق .. جلس بقرب رأسها وهو ينظر إلى ملامحِها الحاده التي تحولت من ملامح زاهره إلى ملامح ذابله، وبهدوء مد يده بعد تردد كبير وصراع ليمسح على شعرِها المموج بهدوء تام، وبعد ان تأكد انها نامت بعمق ذهب إلى غرفه الجد وهناك نام . . .

في الصباح استيقظت ورد مُتأخرةً وليس كعادتِها ودون وعيٍ منها ذهبت إلى حُجرة جدِها وهي تُناديه : جدي ليه ما صحيتني بدري جد ..، بترت جملتها بعد ان استوعبت وتذكرت ان جدها قد فارق الحياة ! تجمدت في مكانِها ومتلأت عينيها بالدموع، تحركت بخطوات بطيئه باتجاه حُجرة جدِها بعد ان نزلت دموعها على خديها الناعمه، جلست على فراش جدِها وهي تلفظ ببكاء : يا جدي، جدي وين بروح انا اذا انت تركتني ؟ مقدر اتحمل ياجدي ماقدر ..، اردفت بشهقات : مين بيصحيني الصباح بدري ؟ ومين بيقول انتبهي لنفسك ياورده ؟ ليه ياجدي ليه !.
وضعت كفيها الناعمه على وجهها مُحاوله ايقاف بكائها ولكن ما إن سمعت غازي يُناديها حتى اجهشت بالبكاء واعتلت شهقاتِها بانكسار وهي تتذكر ليلة البارحة.
وضع غازي ما بين يديه ارضاً وتقدم إليها مُسرعاً وهو يقول : لا لا ياورد لا تبكي دخيلك.
ابعد يديها عن وجهها وبدأ بمسح دموعها بهدوء وهو يتلفظ بكلمات تُطمئنها : تعالي معي بقول لك شيء قبل يموت جدك قاله لي وقال اوصل الكلام لك.
نظرت إلى عينيه وهي تقول بلهفه : وش قال لك ؟.
احتضن كتفها بحنان وهو ينظر إليها ويقول : بالاول خلينا نفطر.
ذهبت معه وهي في حاله صدمه من غازي ومن حركاتِه معها وقربه لها، لفظت برفض : مو مشتهيه.
بدأ بالاصرار عليها حتى استطاع أقنعه. توقفت عن الاكل وهي تقول : وش قال لك جدي.
ابتسم لها بهدوء وهو يُخفي خوفه وعدم اريحيته لم ستعرفه ورد : قبل يموت جدك .. طلب مني اقول لك انه ترك لك ورقه في صندوقه الفضي الصغير، لازم تقرين المكتوب.
وضعت الخبر الذي كان في يدها ووقفت متجهه إلى الصندوق الفضي بلهفه، وما إن فتحت الصندوق حتى وجدت ورقه مكتوب فيها الوصية التي زلزلتها وارهقتها بعد ان اعلنت لها بداية حياة جديدة وكشفت اسرار تجهلها "ورده بنتي وحفيدتي، اتمنى تكوني بخير وانتِ تقرين هالرساله، في اشياء كثير خبيتها عنك واتمنى تسامحيني وقبل تعرفين شيء ابيك تعرفي زين اني احبك واعزك وانك اغلى عطاي هالدنيا لي، وانك كُنتي مُؤنسه وحدتي يوم كنت وحيد وكنتي محور ونور لحياتي، ماقدرت اقول لك شيء عن اهلك لاني خايف تتركيني، وما كنت مستعد اتركك لاني تعلقت فيك واعتبرتك بنتي مو بس حفيده طول العشر السنين الي مرت وانا ما قدرت اواجهك بالحقيقه ودامني مت وربي اخذ أمانته، الحين لازم تعرفي انك مانتِ أردنيه وفي الاصل انتِ من دول الـ * وانا ماني جدك الحقيقي حتى انا ما اعرف اهلك الحقِيقِيين والي لازم تعرفه هو ان اهلك قبل عشر سنين ماتوا في حادث بسيارة على حدود الاردن بس المهم والأهم اني ما اخذتك منهم لاني ما عرفت بقصه اهلك الا قبل سنه ولقيتك مرميه في وادي ما حوله احد اخذتك معي ويوم صحيتي توقعتك بتدوري اهلك لكن انصدمت انك فاقده للذاكرة، ما حبيت اقول لك الي صار عشان ما تتأثري لأنهم ماتوا، وقبل اودعك في شيء سويته يمكن ما يكون من حقي بس لو غلطت فيه فسامحيني ياورده، انا زوجتك لغازي بس قبل تزعلي مني ابيك تعرفي ان زواجك منه ماراح يأثر عليك ولا على تعليمك، بالعكس انا زوجتك اياه عشان يقدر يعتني فيك وهو الوحيد الي وثقت فيه وانتِ سمعتي بنفسك وش قال غازي بن شيخ القبيله .. قال انتِ منتي منهم، وهو معه حق، واخر شيء بقول لك هو انك تعتني بنفسك وما تخلي فقدك لي يأثر عليك ابيك تعيشي حياتك واعيد واقولها انا احبك ياحفيدتي ووحيدتي .. مع السلامه ياورده .. فقيدك عبدالرحمن".
كانت تقرأ بصدمه ودموع مُنهمره وغير مُصدقه لما حدث لها، شدت على اطراف الرساله وزداد بُكأها وهي تقول بقهر يستوطنها : ليه ياجدي ليه ! ما استاهل الي صار لي ياجدي دخيلك ليه سويت فيني كذا !.
كان غازي ينظر إليها في صمت، التفت كي يذهب خارِجاً ويتركها لوحدها ولكن تذكر كلمات الجد له : لا تتركها وحدها مهما صار حتى لو طلبت منك لا تتركها .. ورد امانتك ياغازي.
التفت إليها وهو يقول بهدوء وخشيه من رده فعلها : ورد.
لاح الصمت بينهما وسرعان ما وقفت ورد وهي تقول : كنت تدري ؟ ..، اجابت على نفسِها بسخريه : اكيد تدري مو انت تزوجتني وانا اخر من يعلم ! نذل نذل ياغازي ليه خبيت عني ليه.
غازي بقل حيله : مو بيدي، انتِ تعرفي ليه جدك سوا كذا.
وضعت رأسها بين يدها بعد ان جلست ارضاً بانهيار وهي تقول : كيف كيف كذا ! ليه قاعد يصير لي كل ذي الأشياء ؟.
انتشلها عن الارض وهو يقول بحنان وانكسار : اخ ياورد والله ما اتحمل اشوفك كذا.
قامت بدفعه بقوة وهي تقول ودون تردد : طلقني.
توسعت عينيه بصدمه وهو يقول بهدوء : ورد اهدي .. مُستحيل.
صرخت بضعف وبكاء : ليه مُستحيل ؟..، اردف وهي تشد شعرها للخلف تحاول ان تستجمع افكارها : اصلاً كيف صار هالزواج مو قادره استوعب ! على اي اساس تزوجتني ؟.
بهدوء ودون وعي : لان مالك احد بعد جدك غير الله ثم انا.
عقد حاجبيها بصدمه وهي تقول من بين دموعها وتنظر له بصدمة وقهر : يعني شفته ؟.
تنهد وهو يدرك ما قال : لا ابداً مو شفقه.
نطقت بحده : طلقني .. دام مو عشان شيء يله طلقني.
اشتعل غازي غضباً وهو يقول بغضب وصراخ : انت قريتي وش قال جدك ؟ انسي شيء اسمه طلاق.
ورد بغضب وقد ازداد عنادُها : لا تصارخ علي وطلقني ولا ياويلك.
بحده : بصرخ ونص دامك بتقعدي تتصرفي زي الأطفال ..، اردف بعد ان اقترب من وجهه بسخريه : وش بتسوي يعني ؟ بتضربيني ياطفله.
صمتت لثواني ومن ثم اجابت بعد تفكير : بقتل نفسي.
عقد حاجبيه بصدمه وهو يقول بعدم تصديق : نعم !  تقتلي نفسك ؟ ..، اردف بغضب وصراخ : غبيه انتِ ؟ شهالافكار التافه.
ابتعد عنها متوجهاً لباب المنزل وهو يقول بسخريه : قال ايش ! تقتل نفسها صدق جاهله.
برمت شفتيها بعد ان عقدت حاجبيها بخوف ممزوج بغضب وهي تقول بتمثيل الشجاعه وبصوت مُرتفع : صدقني بقتل نفسي اذا ما طلقتني.
خرج من المنزل غير مُبالياً لكلماتِها فوجد سمراء امامه لتلفظ له بعد ان القت السلام : ورد صاحيه ؟.
اجابها غازي وهو يصعد سيارته دون الاهتمام لوجودِها : صاحيه.
دخلت لتجد ورد غارقه في دموعِها ونحيبها وضعفها الواضح .. جلست بجانِبِها وبدأت بمؤاساتها.
نظرت إليها ورد وهي تقول بقهر وانكسار : طلعت فاقده الذاكره ياسمراء ! تخيلي فاقده الذاكره وأهلي ماتوا في حادث سيارة وجدي مو جدي .. سمراء تخيلي تخيلي !.
ضلت سمراء صامِته لثواني غير مُصدِقه، ومن ثم نطقت بصدمه وتسأل : مافهمت كيف يعني انتِ ما تقربين للجد عبدالرحمن؟.
بدأت ورد تقُص عليها ما قرأته في الرساله، وختمت كلامها قائله : وازيدك من الشِعر بيت طلع جدي مزوجني غازي.
عقدت حاجبيها وهي تقول بصدمه : غازي غازي ماغيره؟.
هزت ورد رأسها بأساء وهي تقول : غازي ما غيره.
نطقت سمراء بفرح وهي تقول : اخيراً خبر يفتح النفس.
نظرت ورد إليها بحده وهي تقول : وش الي يفتح النفس ؟.
اجابت سمراء دون تردد : زواجك من غازي، مو انتِ تحبيه ؟ خذي هذا انتِ صرتي زوجته.
ورد برفض : ما ابيه اذا هو متزوجني شفقه.
سمراء بملل : اوهوه هذي بتطولها وهي قصيره، اقول احمدي ربك.
تجرأت ورد وهي تقول بتردد خائف من رده فعل سمراء وتحاول ان تخفف من بكائها : ما ابيه، وطلبت منه الطلاق.
شهقت سمراء بصدمه وهي تقول بغضب : نعم نعم ! شسويتي بالله ؟ تبيني انتف شعرك ؟ شسوي فيك انا ؟ هذا الي ينقال له ما يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.
فتحت ورد عينيها ببطء وهي تقول بتوتر وتهرب : خلصتي ؟ شفيك علي ياخي حطي نفسك مكاني تكفين.
سمراء بقهر : لا ياحبيبتي انا باليالله حاطه نفسي في مكان نفسي وحياتي محيوسه، بس جد ليه سوتي كذا ؟ ..، اردفت بعد تفكير : بس عشانه تزوجك لان جدك طلب ؟.
هزت ورد رأسها بالايجاب وهي تتنهد
كان يوماً ملياً بالاثاره والصدمات بالنسبه لورد، كان غازي طيله اليوم يعود لمنزل جد ورد في اوقات الوجبات ومعه أكياس مليئه بالطعام ومن ثم يعود ادراجه دون التحدث إلى ورد .. طيله اليوم كان يُفكر في ما قالته وهل تمتلك الجُرأه على قتل نفسِها بالرغم من معرفتِها ان ما تُفكر فيه يُسمى انتحار وبعد ما يقارب اربعة ايام وهم على ذات الحال لا يحدث بينهما اي جدال او حديث، اقبل ذات مساء غازي إلى منزل عبدالرحمن، وإذ بهِ يرا في يدها سكيناً حاده ! اسرع ليُمسك بالسكين وهو يقول بغضب : مجنونه انتِ ؟ تبي تذبحي نفسك !.
ابتعدت عنه بخوف وهي تقول : خوفتني ..، اردفت بقهر وهي تنظر للسكين بين انامله متشبث بها بخوف عليها من السكين : بعدين شعندك مدرعم لا احم ولا دستور !.
نطق بغضب وهو يُخفي خوفه : تبي تقتلي نفسك صدق ؟.
تاففت بملل وهي تقول بقهر : لا بس كنت بقطع يدي ..، اردفت بصراخ ونبره استهزاء : شايفني معتوه اقتل نفسي !.
اشتعل غضباً وهو يقول بعد ان شد على رسغِها يقربها منه ! : صدقيني ان فكرتي بس فكرتي تسويها لا تلومي الا نفسك ياورد.
قالت بألم وعينيها التي قد امتلأت بالدموع مُثبته على يده التي تشد على يدِها : فك يدي.
نظر إلى يدها التي طوِقت باللون الأحمر من شده قبضته وهو يقول بعد ان افلت يدها واغمض عينيه بندم : روحي نامي.
وما إن ابتعدت عنه حتى دخلت في دوامه من البُكاء، و بعد ان لحفت جسدها النحيل بالغطى وهي تقول بصوت مُنخفظ وبالكاد يُسمع : هذا، هذا الي بيسندني ياجدي ؟.
كان يقف امام الباب ينظر إليها بندم وقهرٍ من نفسه، استدار ليذهب ولكن عادت وتردد كلِمات جدِها في أذنيه ولكن هذه المره احس بالندم الشديد على مافعل فالتفت إليها ودون تردد جثا على ركبتيه أمامها قائلاً : ورد.
ابتلعت ريقها بتوتر وخوف من ان يكون سمع ما قالته وسرعان ما رفعت رأسها لتنظر إليه بتعجب من ملامح وجهه التي عجزت عن تفسيرِها وهي تقول : شتبي ؟ ترا الاكل اللي تجيبه ما اكله انقلع.
تنهد وهو يمسك بيدها بين كفتيه دون تردد وهو يلفظ : انا اسف، واسف مرتين مو مره.
صمتت قليلاً ومن ثم نطقت والعبره تخنِقُها بتعجب : وش اسوي بأسفك ؟ ..، اردفت : وليه مرتين ؟.
قال وهو ينظر لعينيها المُغرقه بالدموع : آسف لاني جرحتك بدال ما اكون دواء جرحك، ادري ان الفترة الي تمرين فيها صعبه لكن صدقيني ما كان قصدي أذيك، أسفي مو عشان عورت يدك أسفي لاني ما قدرت احسسك بالأمان اللي وعدت جدة فيه، واسفي لأنك صرتي زوجتي بدون علمك، من حقك تكرهيني بس ابيك تعرفي انك حره في قراراتك واختياراتك ولا تفكير في يوم اني ممكن اكون زوج متسلط عليك.
وقف وهو يقول بعد ان كان جوابها صمت جارح : تصبحي على خير.
خرج بالرغم من انه أراد أن يسمع ردها على كلامه.
ابتسمت ابتسامه جانبيه وبرضى من كلماتِه وهي تقول في نفسِها : يمكن ما اكون الزواجه الي يبيها .. بس يكفيني انه الشخص الي ابيه.


"أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن