PART 64

926 16 1
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

ما دام حبك سر والسر مكبوت
خلك هنا فالقلب وش دخل الناس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 64.
ــــــــــــــــوتين وشريان.
وفي اليوم التالي نزلت وتين من الفندق مسرعه ولكن سرعان ما توقفت حينما رأت شريان يسند يديه على سيارته امام الفندق يبتسم ابتسامه عريضه، تنهدت لتتقدم منه بخطوات بطيئه .. وقفت امامه لتقول بابتسامة : صباح الخير.
اجاب بذات الابتسامه : صباح النور ..، اردف : رايحه الجامعه ؟.
اكتفت بهز رأسه وهي تقول : وش تسوي هنا ؟.
اجاب بنظرات تأمل اربكت وتين : جاي اشوفك.
ترمت ضحكتِها لتقول بسخريه غير مصدقه ولكن شيء ما بداخلها يصدق ما يقول : ودي اصدق ..، اردفت ممازحه بعد ان نظرت إليه نظرات شكوك وقربت وجهها من ملامحه : عذبك حُبي صح ؟ اعترف.
لم يستطع إمساك نفسه لينفجر ضاحِكاً على تعابير وجهِها لينطق بهدوء بعد ان تلاشت ضحكاتِه وبصدق : ايه عذبني.
قرعت طبول قلبِها صدمه وارتباك من نبره الجديه في كلامه .. لم تنطق لحظه صمت طويله تحاول ان تجد في ما قال كذبه ولكن عينيه كانت صادقه، وسرعان ما افاقت من شرودها حينما قال : وش فيك صدقتي ؟ اعترفي تحسبي صدق ؟.
حركت شفتيها تريد ان تنطق او ترفض ولكن خانها التعبير لتقول : صدقت ..، اردفت بسرعه بعد ان ابتلعت ريقها : لا .. شريان انقلع تافه وش الي صدقت ! خلاص بروح.
امسك بيدِها مُتجاهلاً تواجدِهما في مكان كهذا وفي احتماليه رؤيه احد عائلتِها الموقف وشدها امامه : اصبري وش فيك مستعجله !.
رن مُنبه هاتِفُها لتنظر إليه بفزع بعد ان حدقت في يده التي امسك بيدِها، حاولت إفلت يدِها من يده ولكم توقفت حينما رات شريان يكبت ضحكتِه الظاهره على وجهه.
لتصرخ فيه وتين بقهر : محاضره الدكتور اسعد .. فكني اتحدى يدخلني المحاضره بعد اليوم.
هو مُنهار امام كلماتِها وتوترها، امام حركاتِها ونظراتِها غريب العشق إن كان يجعلك تتأمل الشيء مراراً وتكراراً دون ملل، ان تبتسم لاي شيء يُقوله لك حتى وان كان لا يدعوا للابتسام، ان تدفعك رغبه في حفظ ادق التفاصيل ان تكون قاموساً لمحبوبِك، ان يكون عنوانُك المشهود، الملجأ حيث الدفئ المُتسرب عبر تلك الكلمات التي تكمن في مُنتهى البساطه.
نطق شريان دون ان يفلت يدُها فقد احكم قبضتِه : الدكتور اسعد ودع الملاعب.
رفعت رأسها إليه بسرعه وبتساؤل والصدمه تُقيّدُها، نطقت وعينيها تتساءل عن ما يقصد : نعم ؟ وش يعني ؟.
شتت شريان نظراتِه مُمتنِعاً عن الاجابه، بينما وتين ضلت تُبحلق به مصدومه تُكذب الافكار السوداويه التي تُهاجم عقلُها : شريان طالعني، انت شسويت له شيء ؟.
زم شفتيه بعد ان عُقتد حاحبيه، ليقول بهدوء : جاكم دكتور جديد.
صرخت فيه بفزع وخوف بعد ان جرها إلى داخل سيارته كي لا تصرخ امام الجميع : قتلته !.
هز رأسه نافياً بعد ان بدأ بقياده السيارة ليقول بسرعه والصدق في كلامه : هالمره ما سويت لاحد شيء عرضت عليه ..، قاطعته بحده بعد ان التفتت إليه و اقتربت منه : شريان لا تكذب علي.
داس على المكابح بسرعه للتوقف السيارة مُحدِثه صرير بعجلات السيارة، التفت إليه وقد احمرت عينيه من الغضب وقبل ان ينطق نطقت هي بحده : مو كنت ناوي تترك عالمك المعف الاسود وتعيش زي البشر، ولا عجبتك حياة الوحوش وشوفه الدم ؟ انت .. انت صدقني ما بتتغير انا الغبيه الي صدقت ان بيجي يوم وتتغير.
قالت جُملتُها الاخيره بعد ان اشارت إليه بسببابتُها دلاله على التأكيد.
نطق فيها بغضب من مُقاطعتِها له وأساه فِهمها للأمر واتهامه دون انصات : عرضت عليه عمل ثاني .. وقبّل العرض ..، اردف بحده مُتعجب من كلام وتين وشكوكِها بعد ان خيم الصمت للحظات ونظرات شريان في هذه الاثناء تحرق كُل ما تقع عليه : انتِ زي الي لو عطيته عيوني يقول ما عطاني عيونه الا فيها عيب .. اذا خلصتي كلامك الفارغ اسمحي لي يالي معصومه عن الغلط عندي عمل بوصلك جامعتك وما ابي اشوف وجهك مره ثانيه ..، لم تنطق فاردف : بعدين وتين مستوعبه كل ما تكلمنا ذكرتيني بانك تكرهيني واني انسان سيئ بعينك ؟.
لم تُجب بل تكتفت والتفتت للجهه الاخرى ولا صوت في هذه اللحظه، هدوء مُرعب.
بللت شفتيها بطرف لسانِها لتقول بتردد بعد ان توقف امام بوابه الجامعه : انا اسفه .. شكلي زودتها شوي.
دون ان ينظر إليها نطق بنبره فيها بعضاً من الغضب : شوي !.
تنهدت تنهيده مُتقطه اثر ارتِباكِها : او كثير ؟ يعني مدري يوم قلت لي انه ماعاد موجود خفت سويت له شيء، بعدين وش مسوي لك تعرض عليه عمل ثاني ؟ الي يشوف تصرفاتك يقول مسوي لك شيء كبير.
نطق دون ان ينظر إليها : سوا لك مو لي ..، اخذ نفساً طويل ليلتفت إليها ويردف : تحسين انك ضايعه وفي شكوك كثير تاجهي ادري، صدقيني متفهم ومن حقك عشان كذا بعد الجامعه ابي اشوفك بس تكوني مجهزه كل الاسئله الي في رأسك.
شتت نظراتُها بعيداً لتقول بكذب : مافي شيء زي كـ ..، قاطعها بإصرار والحاح : في في .. خلاص انزلي لا تتأخري على المحاضره ..، اردف بعد ان نزلت : اول ما تخلصي دقي علي.
دخلت إلى الداخل وهي تقول : اكبر متناقض، لا اشوف وجهك ويرجع يقول بشوفك !.
وبعد مرور ساعات طويله خرجت وتين من الجامعه مُنهكه في ملامِحها بعضاً مِن الحُزن فعاودت الاتصال بمها وليست بالمره الاولى فقد اتصلت مرات عديده ولم تُجبها، تأفتت من نفسِها فكيف لها ان تُحزن صديقتُها ! رفعت عينيها بعد ان احست انها مُراقبه من احدهم، زمت شفتيها تكبح ابتسامتِها حينما رأت شريان ينظر إليها من بعيد فذهبت معه ليتجه إلى احد المطاعم الراقيه في صمت تام بينهما.
تعجبت حينما وجدت ان المطعم فارغ من الزبائن ولا يوجد بداخله سواهُما ! التفتت إليه لتقول بتعجب : ليه فاضي ؟.
اجابها وهو يتجهه إلى احد الطاولات : لان الكلام الي بينقال هنا مفروض ما يسمعه احد.
جلست امامُه ليقول : كيف الدكتور الجديد ؟.
انزلت كوب الماء الذي بيدِها لتقول : جديد للحين ما عرفنا كيف طريقه تعامله، بعدين حركه ان الدكتور اسعد يترك الجامعه في نهايه الترم مالها مُبرر.
وبعد دقائق نطق شريان بهدوء :  اليوم ابي تسألي عن كل شيء مالقيتي له جواب وتدري ان جوابه عندي .. وبكذا نكون قلنا كل شيء نخبيه عن بعض.
ابتلعت ريقها لتنطق بتردد : وليه تبيني اسألك ؟ ليه ما نبخي عن بعض ؟.
تنفس بعمق : وتين اسألي وبس.
بعد لحظات لفظت : قد قتلت احد عن عمد.
تلقائياً رفع حاجبيها ومن ثم ارتخت وكأن سؤالها مُتوقع، نطق وهو ينظر إليها بنظرات خاليه من المشاعر : محد يقتل بدون سبب.
اجابت : جاوب.
اجابها بهدوء : ايه .. تبيني اعددهم لك ؟.
رصت على اسنانِها من الغيض والتوتر : ومفتخر بعد ؟.
نطق بهدوء : سألتي وجاوبت ..، اردف قبل ان تسأل وكأن سؤالها التالي تحدثت بِه عينيها : ابراهيم كان يستحق والي معه تستحق.
ابتلعت ريقها لتتجمع حول محاجِرِها قطرات دموع لمجرد فكرة القتل : ليه ؟.
اجاب بجمود : ابراهيم يبين انه طيب، بس تراه مع عصابه ومن تحت لتحت.
مسحت عُنُقِها بتوتر حينما تذكرت العم ابراهيم وهو من شاركها بدايه الأمر .. شتت نظراتُها عنه بخوف : والبنت ؟ الي معه ليه ؟ بالغلط ؟ .. الي على اساس انها وتين .. وش ذنبها ؟.
دون تردد : خاطفه ومتاجره في أعضاء الاطفال، ومطلوبه قانونياً القتل فيها حلال، قلت لك ذنبها من قبل.
تسارعت انفاسُها لتقول : لعبتها زين لدرجه فيصل ما قدر يعرف اذا الميته اخته او لا ..، اردفت بعد ان نظرت إليه والعبره تخنِقُها : شريان بالنهايه القتل ماله مُبرر ابداً، يوم تقتل قاتل كانك قتلت طفل كلها نفس .. نفس الفكره القتل واحد مو مهم تهمه المقتول.
قالت كلِماتُها وعينيها مُتعلقه بداخل عينيه، تشرح عينيها مدا ارتباكِها وخوفُها منه في هذه اللحظه، لينطق شريان بعد ان وصلته كلمات عينيها الخائفه : لا تخافي مني .. ما أذي الا الي يلمس خطوطي الحمراء، اما الي يلمس روحي مستعد اقدمها لها على طبق من ذهب فلا تخافي مني.
ارتجف قلبُها من كلماتِه التي تعمقت بيسار صدرِها بين حنايا القلب لتنطقت رغم ان الخوف لازال يتملكُها : ماني خايفه منك ولو اني صدق خايفه ما تكلمت معك، من اشهر وانا حولك وما خفت منك رغم اني ادري من تكون ووش ممكن تسوي لي، انا اكثر من يعرف.
تنهد شريان بعمق ليقول : في عندك غير هالسؤال ؟ قولي.
شتت نظراتها لتعاود النظر إليه وهي تقول : عندك .. عندك شركات وهميه ؟ زي الي في مافيا الافلام ؟ ..، اردفت بسرعه بعد ان احتدت ملامِحُها : ما امزح ومو تافه سؤالي.
نطق بهدوء : مين قال انه تافه ؟ بالعكس ايه عندي، وعشره بالميه من ارباح السنه تجي من الشركات الوهميه، صارت عشره بعد ما كانت اربعين بالمئه منها ..، اردف : قبل تسألي كانت شركات اسلحه غير مُرخصه.
في لحظه لا وعي من وتين نطقت : انت مره سيئ، كل شوي اعرف عنك شيء اسوأ من الي قبله ! ينخاف منك ..، اردفت بسرعه بعد ان تبدلت ملامح شريان للبرود والسُخريه لان كلماتُها كانت اكثر كلمات صريحه : مو قصدي كذا بس ما كنت اتوقع اي شيء من ذا ..، اكملت بتساؤل ونبره الندم على ما قالت لم تُفارق احبالُها الصوتيه : وش الي خلاك تقلل ارباحك منها لعشره بالمئه ؟.
اجاب شريان دون تردد بعد ان تأملت عينيه الكوب الذي بين يديه : اكتفيت بالي معي والحذر واجب غير كذا قاعد اقلص الارباح الغير قانونيه لين اصفي شركتي وتكون بدون اي اعمال مخالفه ..، اردف بعد ان نظر إليها : اخاف يالمحققه يجي يوم وتكشفيني للشرطه.
ابتسمت من اللقب الذي أُطلق عليها ولكن تلك الابتسامه لم تَمحو الخوف الظاهر في عينيها والحُزن تجاه شريان : لك مهله لين  اصير محققه اذا ما عدلت وضعك بشوفك من ورا باب السجن.
نطق بشبح ابتسامه خاطف : يمكن يجي هاليوم قبل تصيري محققه معليك.
عقد حاحبيها بعد ان انقبض قلبها بخوف لتقول : ليه ؟.
ابتسم ابتسامه هادئه ليقول : يمكن يمكن مو اكيد.

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن