بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
لَيتَ الذينَ تُحبُّ العيّنَ رؤيَتهم
أدنى إليَ مِنْ الأجفانِ والحَدقِــــــــــــــــــــــــــــــــPART 10
ــــــــــــــــوتين.
دخلتا المنزل بعد ان عادتا من التسوق فوجدتا تولين تتحدث إلى شريان لم تهتم وتين بل توجهت إلى الدرج كي تصعد إلى غرفتها ولكن اوقفها شريان وهو يقول : وتين.
تاففت وتين بملل من ثم نطقت دون أن تستدير : نعم.
وهو يتأملها : على وين؟.
ابتسمت باستهزاء : جهنم الحمراء تجي معي؟.
اندفعت تولين بغضب : جهنم الحمراء الي تحرقك.
نطقت وتين باحتقار : انتِ داخله عرض بصفتك مين؟ الا تحشر انفها في كل سالفه .. هوس !.
تولين بحده : يمكن لان تصرفاتك ما تنبلع حتى انتِ بكبرك مو بالعتك.
التفتت وتين بابتسامه للدرج وهي تقول : اشربي مويه لا تغصي فيني ..، اردفت وتين بنبره رقيقه مفعمه بالدلع كي تزيد من غضب تولين : شريان .. انتظرني شوي اغير ملابس وبنروح الشركة سوا.
اشتعلت تولين غضباً، اما شريان فقد تعجب من تعاملها الغير معتاد ابتسم بعد ان جلس وهو غير مصدق ان هذه هي وتين التي كانت لا تُطيق النظر إليه ! كيف لها أن تود الذهاب معه دون شجار كالعاده.
بعد دقائق نزلت وتين وهي تضحك وتتحدث إلى ريلام : اليوم عندي مفاجأة تجنن.
وتين : حمستيني ..، اردفت بضحك : احم انا ليه حاسه انها تخص همام.
ريلام بضحك : اص اص لا يسمعونك.
وتين بحماس : صح ؟ عنك وهمام ..، اردفت وهي تفكر بابتسامه : احسكم تجننون مع بعض، بعدين تعالي ابيك تعلميني كيف صدتي هالحلو.
ضربت ريلام كتف وتين بمزح : لا تتغزلي.
وقفتا امام شريان الذي كان ينظر إليهما بتعجب.
وكانت تولين تظر إليها بحقد فكيف لريلام تضحك معها بمرح وكأنها احد صديقاتِها ! نعم كانت تظنَهُما صديقتان فقد كانت تجهل أنهما بالفعل قد اصبحتا صديقتان.
نظر شريان إلى ساعه غير مهتم : قلنا خمس دقائق، كيف صارت ربع ساعة؟.
ريلام بضحك وهي تغمز لوتين : حبيب اخته المستعجل، ترا ما تأخرنا.
وتين : ايوة حتى ما سولفنا.
ضحكتا وتين وريلام تحت انظار شريان المصدوم من انسجامِهما بهذه السرعه وكيف أن وتين تضحك امامه وهي المره الاولى التي يراها تضحك من كل قلبها ! لا يعرف سوا وتين المشتعله غاضباً، ذات الطباع الحاده.
بحركه جريئة من تولين امسكت بذراع شريان وهي توجه كلماتها إلى وتين وريلام : نشوفكم في الشركه.
سحب شريان ذراعه من بين يديها وهو يقول : بنروح كلنا بسيارة وحده.
احست تولين بالغضب والاهانه من تصرف شريان.
نطقت ريلام : يله بس تراني اليوم راح اطلع بدري عشان بقابل همام.
شريان : رجع؟.
ريلام بابتسامه تكاد تفضح مفاجأتها : يب وجايب خالتي ريم معاه.ــــــــــــــــــــــــــــــــود .
بعد ان وصلوا إلى المركز نزلت ومعها يزن فاتصلت على أحمد كي يلتقي بهم فهي لا تعرف أحداً في هذا المكان سواه، وفي اثنا انتظارِها سألها الضابط الذي احضرهم : معك سلاح ؟.
توتر ود من سؤاله فقد ظنت انهُ يعرف بالمسدس ! لفظت بحده : وش دخلك؟.
بحده : سألتك جاوبيني.
اعتدل في وقفته وهو يقول : على العموم، اذا كان عندك سلاح فسلميه للحرس قبل يشكون في وضعك .. وقاعد اقول هالكلام عشانك مو عشاني.
لم ينتظر منها الرد فقد ذهب موليها ظهره.
حقدت ود عليه ومن ثم نطقت بهمس : جنون بقر مو عظمة.
وبعد دقائق اقبل احمد واحتضن ود بشوق وهو يقول : تو ما نور المركز.
ابتسمت ود وهي تقول : بنورك.
ضحك احمد بصوت عالي عندما رأ يزن بقرب ود وهو يقول : شوف شوف مين جانا ! سلم يارجال.
اقبل يزن عليه وسلم، وبالرغم من صِغر سن يزن الا ان من جالسه احس بقوة شخصيتِهِ، وليس من السهل ان يكون ذو هيبه في هذا السن ولكن يعد شيء طبيعي لشخصٍ قد عاش بين الاسلحه ومع فتاة كود !.
احمد : ما تقولي لي وش بتساعديني فيه يا انسه ود ؟.
ود بتفكير : اي شيء في الحياة.
ضحك احمد وهو يقول : تعالي معي بعرفك على أقسام المستشفى.
هزت ود رأسها بهدوء، توقف احمد لوهله وهو ينظر إلى وجهِها بقلق : ود فيك شيء؟.
رفعت ود ناظِريها إليه وهي تهُز رأسها بالنفي : لا ياروحها مافيني شيء.
بالرغم من ان احمد لم يُصدِقها الا انهُ لم يضغط عليها.
توجها إلى البوابه ومن ثم سأل احمد بفضول : ايوة صفطي سيارتك ؟.
ود وهي تتذكر ما حدث نطقت بحده وكره وبتسرع : في واحد معتوه حيوان وربي نرفزني اطلق النار عليها، والمشكله شوي واقول انه المحقق كونان كل شوي يسأل ..، قطع احمد كلامها وهو يقول : شوي شوي شفيك.
ود بحده : ما انلام لو الود ودي كان دفنته بارضه بس المشكله ضابط.
احمد بتسأُل : مين هو؟.
ود : مدري مين هو .. المهم ايش رأيك توريني مركزكم ؟ عجبتني تقسيمته من برا.
بعد جوله ممتعه بالنسبه لود وقفا امام اخر قسم وهو قسم الطوارئ، كانت تتحدث إليه بحماسه ولكن قطع حديثهم دخول مجموعة جرحا من الشرطه وايضاً انزل المسعفين من داخل سيارة الاسعاف سرير يحملون به امرأة .. لم تهتم ود كثيراً نطقت بكره عندما رأت رجال الشرطه : وين اروح.
اشر لها احمد بعجله : ادخلي الممر الثاني وانتظريني هناك.
كانت متوجهه للممر بدون ان تُفكر بمساعدة احد على عكس ما كانت توني لمجرد ان رأت الشرطه حتى كرهت كل شيء .. اما احمد فاسرع إليهم، أمسكت بيد يزن متوجهه إلى الممر ولكن توقفت عندما سمعت بُكاء فلتفتت وإذ بها ترا طفله صغيره لم يتجاوز عُمرها الثمانية اعوام ! كانت تبكي بشكل هستيري وخوف وهي تتلفظ بكلمات متقطعه : ماما .. ماما قومي لا تخليني .. ماما لا تموتي، لا تروحي.
احست ود برجفةٍ تسري في جسدِها فقد تذكرت ماضيها بألم وارتباك ! وسرعان ما توجهت انظارها إلى السرير الذي كانت مُلقاه عليه المرأة والممرضين ملتفين حولها وكانت والطفله متمسكة بالسرير وتبكي بخوف ! توجهت ود إلى الطفلة ودون سابق انذار اتحضنتها وبدأت في تهدئة خوفها : ماما بتقوم بالسلامه لا تخافي.
اجلست الطفلة على كرسي الانتظار إلى جوار يزن وذهبت مُسرعه الى السرير ومن ثم بحركه سريعه منها ابعدت الممرضين وبدأت بتشخص حالته المرأة ! وهي تلفظ بحده : بياناتها ؟.
الممرض : نور محمد شابه بعمر ٢٩ تعرضت لاطلاق نار في الجانب الايمن من الصدر .. وضربه في الرأس.
لفظت ود بسرعة : حاله التنفس ؟.
الممرضة : مستقره.
الممرضه بخوف : مين انتِ ؟.
نطقت ود دون تردد : انا دكتورة ..، اردفت وبعجله : جهزوا غرفه العمليات.
الممرضه : لازم نسوي فحوصات قبل العملية.
نظرت لها ود بحده : جهزوا الغرفة وقبل العمليه لازم تاخذوا فحوصات الـ * وفحوصات الـ * سريع وخلال ربع ساعه لازم تكون في غرفه العمليات لان الدم ضغط زياده على الدماغ.
لمحها احمد من بعيد ليسرع إليها وهو يقول بحده ويسحبها بعيداً بغضب : ود انجنيتي ؟ وش قاعدة تسوي !.
ود بجديه وخوف : شفيك ؟ البنت بتمـ ..، قاطعها احمد وهو يهزها من كتِفيها بغضب فضيع : اصحي انتِ لسا مو دكتوره فاهمه ؟ تدرين بفعلتك هذي كان انحبستي.
كان تكفير ود بالمرأة ولم تُعر كلام احمد انتباه : بس البنت بتموت صدقني.
احمد وهو يهدئها : تمام ياقلبي الأطباء بيسوون الازم، انتِ اهدي.
اما يزن فقد كان يجلس بقرب الطفلة غير مبالي لابتعاد ود عنه.
خرجت من المبنى وهي بصعوبه تلتقط انفاسها وتتذكر ماذا حل بعائلتها منذ اعوام ! ودون تردد سمحت لدموعها بان تنزل وهي التي صعب ان يبكيها شيء !بدأت تبكي بشكل هستيري على الدرج ضمت ركبتيها الى صدرها بألم وهي تشعر بحرقه في جوفها !.
بدأت بمخاطبه نفسها : مو وقت البكاء ياود انتِ اقوى من كذا .. قومي، خلاص.
تنفست بعمق بعد دقائق لتقف وهي تمسح دموعها وتوجهت لداخل دورات المياه .. بدأت تغسل يدينها ووجهها بالماء.
نطقت فتاة من خلفِها بسخريه : المسكره لا تخرب.
نظرت إليها ود بنظره حاده واخذت مناديل ومسحت وجهها ومن ثم نطقت قبل ان تخرج : اتوقع مستشفى مو زواج.
احست الفتاة بالإهانة : وجع شفيها ذي منغره بنفسها ؟.
نطقت صديقتها بضحك : شعليك منها ؟ بعدين ما قالت شيء كذب.
اما ود عادت للمستشفى والتقت احمد بطرقها نطقت بسرعه : احمد كيف راح اساعدك انا.
امسكها احمد من يدها ومشى بها لبعيد ونطق : ودو ياقلبي المكان خطر عليك.
ود : يعني؟.
احمد اشر لاحد الممرضات وهو يقول : تعالي خذي اختي لغرفه الممرضات بتجلس لبكرة.
الممرضة بإحترام : حاضر.
كان لاحمد احترامهُ امام جميع الممرضين والممرضات فهو يُعد المسؤول عن قسم الاشعه.
نطقت ود بتعجب : احمد ليش ؟.
احمد : الحين بتنامي الوقت تأخر، وبكره بتروحي بيتكم.
ود بغضب : بس ابي اساعدك.
احمد : ما ابيك تساعديني .. تخيلي يصير لك شيء بسببي ؟ مقدر اخليك هنا اكثر من كذا.
ود بعدم فهم : وش بيصير لي؟.
احمد بتفكير : يمكن ما عاد تصيرين جراحه بسبب الي سويتيه قبل دقائق مستوعبه ؟ ادعي ان ما احد شاف وعرف انك لسا طالبة طب.
ود بتذمر : اف منك اوكي سيارتي شبيصير عليها؟.
احمد : كلمت ناس يصلحونها، بعدين بخليهم يرسلونها لبيتكم.
بقهر : نعم ! وكيف راح اروح للبيت اذا هي لسا خربانه.
بسرعة : بكره بنشوف.
أمسكت ود بيد يزن وذهبت مع الممرضه وهي لا تعلم أين ستأخُذُها.
وبعد ثواني من الصمت نطقت ود : مين اكبر جراح في المستشفى.
الممرضة بتفكير : يعتبر الدكتور جهاد أفضل دكتور في الجهتين.
ود بأستغراب : كيف جبتي ؟.
ابتسم الممرضه وهي تشرح لها : شوفي، المستشفى مقسوم قسمين البوابه الرئيسيه على الخط العام حق المواطنين اما القسم الثاني والي احنا الحين فيه حق الشرطه تابع لمركز الشرطه.
ود تفكير : اهاا يعني ما يجي هنا الا الشرطه.
الممرضة : بالضبط.
بتساؤل : مركز الشرطه بعيد من هنا ؟.
ضحكت الممرضه : لا لا شوفي اذا دخلتي مع البوابه الكبيره بتلاقين مبنايين واحد يمين وواحد يسار، المستشفى على اليمين ومركز الشرطه على اليسار.
ود بتعجب : وااو شيء حلو.
بعد ان وصلتا إلى الغرفه المحدده دخلت ود وجلست على اقرب سرير وجلس يزن بجانِبِها وسرعان ما غط يزن في نومٍ عميق.
بعد دقائق دخلت ممرضه اخرى وهي تكاد تطير من الفرح : بنات تخيلوا اليوم دخلت غرفه العمليات ولاول مره بحياتي واتحداكم تعرفوا مع مين.
الممرضات بحماس : ساره بسرعة مع مين؟.
انغرت ساره بنفسها : مع الدكتور جهاد، اخ احس قلبي فراشات.
ضحكوا الممرضات مع تفاوت كلماتهم : جد ! حظك .. ليتني مكانك .. خير وانا !.
نطقت ود بتدخل : عمليه نور محمد ؟.
نطقت ساره وهي تلتفت لود : ايوه، بس مين انتِ؟.
ود ابتسم ودي : بجلس هنا الى الصباح وبطلع.
ساره وهي تناظر للمرضات : بس هنا خاص بالممرضات مو كل من هب ودب.
ناظرت إليها ود وهي تقول بهدوء : ادري، بعدين انا اخت الدكتور احمد، مو من هب ودب.
لفظت ساره بهدوء : تشرفنا .. ما كنت ادري.
لم تهتم ود كثير ولكن سرعان ما سألت : نجحت عملية نور ؟.
سألت : ليش تسألي ؟ تقرب لك !.
اجابت : لا بس سؤال.
ابتسمت ساره وهي تجلس : طبعاً بتنجح دام الدكتور جهاد الي سواها ..، اردفت بضحك : وانا معاه طبعاً.
بعد ان تطمئنت ود نامت بقرب يزن."أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"
أنت تقرأ
نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .
Romanceحسابي الوحيد انستقرام : 9rwaih "نقل روايتي او الاقتباس منها دون إذنٍ مِني قد يعرضك للمساءلة القانوية" رواية كُل سطر وحرف منها عبارة عن نسيج من وحي الخيال ولا تمت للواقع باي صِلة إلا في النهاية.