PART 36

1.3K 38 0
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

لأني قادر أعاتبُ ولاني قادر الوم
أنا رهين الصمت لاضاق صدري.

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 36.
ـــــــــــــــــــفيصل.
أسند يديه على رُكبتيه وهو يلهث من التعب ليُردف : اختك باقي ما ماتت.
التفت إليه فيصل وهو يقول بتساؤل وعدم فهم : نعم ! صقر وش تقول مين الي ما مات ؟.
همّ صقر بِمُعانقة فيصل وهو يقول بفرح : وتين .. وتين اختك ما .. ما ماتت.
دفعه بقوة وعدم تصديق وهو يقول : من وين جايب هالكلام ؟.
صقر بسعاده غامِره : قبل شوي ابوك كلمتي يقول جوالك مسكر.
اخرج هاتِفهُ من جيب سترته وقد نبض قلبهُ بلهفه لشقيقتِه، وبانامل مرتجفه اتصل بوالِدِه كي يتأكد من كلام صقر، ابتعد عنهُما وبدأ بِمُخاطبة والِدِه.
اما صقر فقد ظل جامِداً في مكانِه بعد ان ترددت صوت بكاء وسن في أذنيه .. لم يُحرك سوا عينيه ليُحدق بوسن الغارِقة في دموعِها، تقدم إليها بتعجب وازدادت الاسئله في مُخيلته، هل لهذه الفتاة صلةً بفيصل ام لا : لو سمحتي ؟.
ابعدت كفتيها عن وجهها لتنظر إليه بعينيها الدامِعه بنظرات تسأل.
نطق : وش علاقتك بفيصل ؟ تعرفيه ؟.
وجهت انظارِها لفيصل ومن ثم قالت بنفي وصوتٍ مُتحشرج سبب بُكائها : لا.
ابتعدت لتعود إلى الداخل وبعد ان اخذت حقيبتُها توجهتك إلى منزِلِها، فتحت باب الڤيلا التي كانت أضواءها خافته وشبه مُطفأة .. لا صوت فيه لا كان منزلاً كبيراً خالٍ من البشر، دخلت وكعادتِها القت بجسدِها باهمال على اقرب اريكة .. أسندت رأسها للخلف وسرحت بالنظر إلى إحدى التُحف الاثريه التي أمامها وهي تقول لنفسِها : جديده ياوسن ؟..، اجابت نفسُها : لا مو جديده؛ حظي كالعاده.
تنهدت ومن ثم أخرجت هاتِفها من حقيبتِها لتتصل باحدهم.
بعد لحظات لفظت بشوق : ماما.
اجابت والِدتُها الغارقه بين اوراقِها واعمالِها : نعم وسن .. قلت لك قبل كذا لا تتصلي علي في اوقات عملي.
صمتت وسن قليلاً ومن ثمَ قالت باحباط : اسفه، حقك علي.
اغلقت الهاتف و ضلت تُحدق بِهِ بجمود وبنظره خاليه من المشاعر .. ومن فرط حُزنِها صرخت بأعلى صوتِها قائله : ليه ؟! ليه انا بالذات يصير معي كذا ؟ ..، اردفت بانهيار بعد ان القت بالهاتف ارضاً وبدأت تُحطِمُهُ بقدمِيها بانفعال وغضب، وهي تقول : اكرهكم .. اكرهكم كلكم .. الله ياخذني وترتاحوا ..، اردفت وهي تضرب رأسها بيديها وقد تردد صوت صراخِها وبُكائها في أرجأ المنزل وهي تقول : ليه ما احد يحبني .. حتى انتِ ياماما ما تحبيني .. ما تحبينـــي.
جلست في الأرض وقد هدء الوسط من صُراخِها، لم يُسمع سوا صوت شهقاتِها المُتتاليه وصوت البكاء، وضعت رأسها بين يديها باحباط وانكسار، نطقت بصوت مُنخفض وبأساء : حبيني لو شوي .. حبيني لو ربع حبك لمازن، ليه تكرهيني كذا ؟ طيب انا احبك .. انا بنتك .. ما ابغا شيء .. ابغا احد يحبني بس .. تعبت منكم .. كلكم تكرهوني .. وما احد معطي وجودي اهميه، انا انسانه احس بس ما احد يحس فيني تعبــت تعبت.
استلقت بجسدِها النحل على الأرض البارده باهمال، وقد تكورت على نفسِها، وهبت عليها رياحٌ من النوافذ التي فتحتها قبل ان تتصل على والدتها، كان أقل ما يُقال عن ذلك المنزل هو انه مُهجور بالرغم من عيشِها فيه، وبعد مُده طويله من البُكاءِ والنحيب ومُعاصرة ذكرياتِها المؤلمه نامت بعمق.

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن