PART 38

1.2K 35 1
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

فاض النهار .. ولا بقى لـ السَهر ليل
الصبح صبّ بـ عتمة الروح نَخبه

مستنكر الأرض الديار .. المداهيل
أقرب شعوري بـ الوطن قِل غُـربه

يامقبل الأيام  .. ما عاد بي حييييل
من وين أجيب لباقي العُمر رغبَه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 38.
ـــــــــــــــــــوتين.
ادركت مها تهرب وتين والتي لابُد من ان يأتي اليوم الذي تبُوح بما حدث معها وسبب كُرهُها لشريان، نطقت بتأييد وقلق بعد ان بدأ هاتِف وتين يتصل بهاتِف فيصل : صح فيصل ما شفته يوم وصلنا .. وبعد جواله دائماً مسكر وش عنده ؟.
اغمضت وتين عينيها لتستوعب تسؤلات صدِيقتِها .. التفتت ببطئ مُحاوله ابعاد الافكار التي روادتها : من وين تعرفين فيصل ؟.
مها بابتسامه توتر : بلا استهبال، تدرين ..، اسكتها هاتِف وتين اثر مُعاوده اتصال فيصل.
اجابت وتين بضحك : الو فيصل.
اجاب قائلاً : هلا وش بغيتي ؟.
نطقت بتسؤل : وش هالعمال الي ما صار الا اليوم ؟.
فيصل بتنهيده : انا الحين في المستشفى في مُهمه.
سألت باستعطاف : فيصل انت اخوي وانا اختك، صح ؟ قول لي وش هالمهمه المُهِمه.
ضحك من طريقه استدراجها له في الكلام فقال : في مجرم اليوم هرب من السجن وما قدرنا نرجعه الا بعد ما صوبناه فاخذناه للمستشفى وانا مشرف عــ ..، قُطع صوته فجأةً.
مُسلحاً تهجم لانقاذ مُجرماً يرقُد على احد أسره هذا المُستشفى، تجرأ واطلع النار لتُصيب احد الضُباط المُتواجِدين والمُناوبين على حراسه هذا المُجرم الهارب !
صرخت وتين عند سماعِها صوت اطلاق النار ووقوع هاتِف فيصل من بين يده على الارض مُحدِثاً ارتجاج وصل لمسامع وتين.
ابعدت وتين الهاتِف عن اذنِها فصرخت قائله : فيصل ! ..فـ .. فيصل .. فيصل تسمعني ؟ الـــو فيصل !.
وقفت مها وهي تقول بتسأل وخوف من دموع وتين : وش صار .. وتين شفيك ؟.
نطقت وتين من بين دمُعيها التي انهلت كمطرٍ غزير قائله برعب : فيصل فيصل فيصل ..، اردفت مُناديه على والِدها ببكاء وخوف : بــابــا ..، اردفت بعد ان اقبل والِدِها : فيصل، فيصل مدري وش صار عليه، كنت اكلمه بالجوال بعدين سمعت صوت رصاص.
نطق بحده وتساؤل : وش صار ؟.
اعادت وتين شرح ما حدث بـصوت مُرتجفاً، مُتقطع .. اما مها فقد تجمد دَمُها في عُروقِها بخوف ورعب.
فقالت بتشأم بعد ان علموا جميعاً ما حدث : في احد اطلق النار على فيصل ؟فيصل تصوب ؟.
احتضنتها خلود لتُهدِئها قائله : لا ياقلبي يمكن سمعتوا غلط.
مها بانفعال : الا الا صدقيني.
نهرتها خلود بنبره حاده : مها امسحي دموع قبل يدري ابوك .. والله لو يعرف شيء ليوديك وراء الشمس.
صمتت مها بخوف من ان تكون خلود قد علمت بعالقتِها مع فيصل.
مسحت وتين وجهها بسرعه وبعشوائيه بعد ان لمعت في ذِهنِها فكره قد تُساعِدُهم.
تمالكت نفسِها وهي تقول بعد ان فتح هاتِفِها : صقر .. صقر اكيد يعرف وش صار، بكلم صقر.
صرخت فيها والِدتُها بانهيار : اتصلي بسرعه.
بدأ الهاتِف يرن لدقائق، كررت المُحاولات ولكن لا جواب فوقف والِدُها قائلاً : بروح لمركز الشرطه .. وش بنقعد بدون ما نسوي شيء.
اجابته وتين قائله : تمام انا بجي معك.
قال مُحمد والِد مها بتدخل ليُهدِئ من روعِهم : اصبروا شوي .. وان شاء الله يرد هالي تقولي عنه صقر.
وتين بخوف وتوتر اجتاح جميع اجزاء جسدِها : عمي مانبي نتأخر.
اسكتها شريان بصوت هادِئ، لو انهُ لم يتكلم لما علم احداً انهُ يجلس بينهم لم يقل شيئاً بل ضل يُراقب رده فعل وتين والتي اكدت لهُ قرب وتين من اخيها فيصل وعلاقتِهما المُترابطه، ولكن  اشتعلت غيرتِه عندما لفظت وتين اسم شخصاً ما يُدعى "صقر" يعرف شريان جيداً الناس الذي في مُحيط عائله وتين وفيصل، ولكن "صقر" ! هذا الاسم لاول مره يُطرأ على مسامِعه.
قال شريان مخاطِباً وتين : قلنا نصبر لا تتسرعي.
نظرت إليه بحده، قد كان شريان الشخص الوحيد الذي لا تُريد ان يراها في وضعٍ كهذا ولازال، قالت بنبره عميقه مليئة بالمرارة والقهر : مالك دخل.
رفع حاجبه وهو ينظر لعينيها الرماديه، عينين ارهقتها الدموع .. خديها اصبحت مجرى لانهارٍ من الدموع المالِحه.
عم الهدوء والصمت في ارجأ المكان عل وعسى ان يتلقوا خبراً من صقر.
وهاهي وتين تقف بلهفه عند رؤيتِها لصقر اعاد الاتصال بِها، قالت مُخاطِبه عائلتِها : صقر اتصل.
اجابت بصوت مهزوز : صقر .. فيصل معك ؟ ..، اردفت بسرعة : صقر مدري وش صار لفيصل كنت اكلمه بس ..، قاطعَها بكلمات اراحت قلبِها وقُلُوب من كانوا يقفوا بقربِها : لا تخافي فيصل مافيه شيء.
اجابت بتساؤل : بس انا سمعت صوت طلقات.
قال : في ضابط مُصاب بس مو فيصل، تطمنوا فيصل بخير، ما قدر يتصل عليك لان جواله انكسر .. يله لازم اسكر الحين.
ارتسمت ابتسامه مُشعه امحت ملامِح الحُزن، وكأنها شُعاعاً اشع في ظلام دموعِها : مره شكراً ما قصرت.
اجابها بابتسامه : ولو ما بيننا.
تنهدت باريحيه بعد ان اغلقت الهاتِف ونظرت إليه بنظره مُريحه، فعانقت والِدتِها قائله : فيصل مافيه شيء .. قال صقر ان صار هجوم وفي ضابط تصاوب بس الحمدلله مو فيصل .. اخ خفت يكون صار له شيء.
عم الفرح والسرور على ملامح الجميع ارتاحوا.
قال والِد وتين مُخاطِباً عائله مها، مُتأملاً منه ان يلتمُسوا لهم العذر : العذر والسموع يابو مها، وترناكم معنا.
نطق والِد مها ببشاشة ورحابه صدر : لا ولا يمهك، اهم شيء سلامه فيصل .. والعشاء معوض مره ثانيه.
همست خلود في اذن محمد قائله : اعزمهم نتعشى بكره مع بعض برا البيت.
اجاب بصوت عالي : فكره زينه .. اجل بكره معزومين على عشاء برا البيت، بشوف مطعم مناسب واعزمكم، وما ابي اعذار.
اجب والِد وتين بابتسامه : ان شاء الله ..، اردف بحسن نيه تجاه شريان : وانت ياشريان لازم بكره تكون موجود معنا.
اجاب بابتسامه مُصطنعه : بشوف اذا كان معي وقت فابشر.
قاطعتهم وتين وهي تشد على كفه مها : عمي محمد خل مها تنام عندي اليوم.
هزت مها رأسها بحماس قائله باستعطاف ونظرات بريئة : ايوه يابابا تكفى.
ضحكوا جميعاً.
قالت خلود بتدخل : اول مره يشوفوا بعض .. اتوفع مالنا عذر نقول لا.
ابتسم ابتسامه عريضه وهو ينظر لعبدالله وكأنه يقول له "عادي؟".
نطق عبدالله والِد وتين بابتسامه : اف .. مها بحسبه وتين والبيت بيتها.
تبادلت وتين النظرات مع مها بحماس وكلتاهُن تُخطط لهذه السهره.
مرت ما يُقارب الساعتان لحديث وتين ومها عن جميع ما حدث في الاونه الاخير وبالرغم من هذا الوقت الطويل الا ان كُل واحده مِن هُن فضلت ان تحتفظ بجزء من الحديث لنفسِها كوتين التي لم تتكلم عن شريان بتاتاً، اما مها فلم تتكلم عن فيصل وعلاقتِها به.
وصلت الاحاديث إلى فيصل فقالت وتين : يقول بابا فيصل ما بيرجع البيت اليوم.
مها بأستياء فقد توقعت ان تحظى بفرصه للقاء فيصل فقالت : ليه ؟.
رفعت وتين كتفيها بعدم معرفه وهي تقول : مدري .. اقول شرايك نسهر لصباح.
مها بضحك وقد وقفت من الحماس : حفله شاي؟ .. فكره فكره.
وتين : بنت وش حفله شاي بالليل تستهبلي ! ..، اردفت بكسل مُلمِحه : خلاص تمام بس مالي خلق اسوي شاي.
نظرت إليها مها بنظره مُصغره وهي تقول : وش فالحه فيه انتِ ! حتى شاي ما تعرفي تسويه ..، اردفت وهي تخرج من الغرفة : انا بروح اسويه.
وتين بضحك : اسمعي تمام انتِ سوي الشاي وانا بطلب لنا عشاء من برا ..، اردفت بحماس : بطلب بيتزا.
وقفت مها تنظر إليها لِتُحاول استيعاب ما سيأكلانه : بيتزا وشاي ؟! لا لا وتين بنتسم.
وتين بتفكير : اجل ؟.
مها : يا شاي يا بيتزا اختاري.
وتين دون تردد : شاي ..، اردفت وهي تضع يديها على معِدتِها : بس ابي اكل.
مها باستسلام : اطلبي خلاص تمام.
توجهت مها إلى المطبخ لتُحظر الشاي اما وتين فقد طلبت العشاء. 
كانت تُدندن باغنيتِها المُفضله بصوتها الجميل في المطبخ، قُطِعا صوتُها بعد ان ارتعبت جميع اطراف جسدِها عند سماعِها صوتاً خلفها، التفتت بسرعه وإذ بِها ترا فيصل يقف امامُها مُباشرةً ! ضلت تنظر إليه بتمعن فارتسمت ابتسامه صغيره على شفتيها وهي تقول بصوت يملأه السعاده والخوف : فيصل !.
تقدم إليها ونظره الحُب والشوق تملأ عينيه : ياعيون فيصل انتِ.
احتضنته بشوق وهي تقول : خفت عليك مره خفت .. توقعت ما بتجي.
اجابها وهو يمسح على خصلات شعرِها الاسود قائلاً : كيف ما اجي وانتِ عندنا.
ابتعدت عنه وهي تنظر لعينيه بعينيها اللامِعه والتي لطالما وصفها فيصل بالمجره.
قالت بنبره طفوليه مُمتزج بالخوف : اليوم .. خفت يكون صار لك شيء.
ابتسم فتنهد تنهيده ارتياح، فشدها إلى احضانِه وهو يقول : لا تخافي .. هذانا واقف قدامك.
بعد بحظات وهي بين احضانه فتحت عينيها وبارتباك همست في أُذنه بخوف : وتين .. وراك.
اتسعت ابتسامته فابتعد عنها بهدوء لينظر إلى وتين المُتكتِفه وتنظر إليهما بذهول !
تقدمت وهي تُصفق : وااو .. احضان وحركات ! وش الطاري ؟.
ظهرت ابتسامه صغيره على ثغر فيصل بعكس مها التي لا تعلم ما قد تفعل وتين من جنون عند رؤيتِها لهذا المنظر.
اجابها فيصل بثقه : انا ومها بنتزوج قريب.
التفتت مها إليه بصدمه لم تُضاهي صدمه وتين التي قالت : تتزوجوا ؟ من جدك ؟ فيصل وش الي نتزوج ؟.
تحولت صدمه مها من فيصل إلى رده فعل وتين الصادِمه فقالت مها بتسأل : ليه؟.
فيصل : وتين شفيك مصدومه ؟ مها حبيبتي وانا بتزوجها وش الي من جدكم !.
زمت شفتيها لِتُخفي ضحكتِها ولكن باتت مُحاولتِها بالفشل فتعالت ضحكاتِها وهي تقول : حبيبتي امم ! حركات ..، اردفت من بين ضحكاتِها : انا ما بقول شيء بس اتمنى اهلي ما يدرون.
نظر فيصل لمها فابتسم ليقول لها : جتها الحاله بتقعد تضحك لين الصبح.
مها بعدم فهم : اي حاله .. ترا قلبي فبطني من الخوف، بتفتن علينا ولا كيف.
لم يجبها فقد احتضنت وتين مها وهي تقول بضحك : ما عرفتك يالقزمه، تحبين من وراي !.
مها بضحك وارتياح لرده فعل وتين الغير مُتوقع : عقبالك.
تلاشت ضحكات وتين لتقول بصوت ساخر : لا تكفين انا مالي في سوالف الحُب انتوا حبوا وانا بتفرج من بعيد.
مر اليوم بسلام بعد معرفه وتين لحُب مها وفيصل وتشجِعِهِما.

ــــــــــــــــــــــــــــــــشريان.
خرج من الفُندق في الصباح الباكر لِمُقابله غيث الذي وصل لتوه الجنوب.
وفي وسط حديثِهما قال غيث : انت مو ناوي تتقدم في عملك شوي ؟.
ارتشف شريان من كُوّب قهوتِه ثم اجاب : متقدمين.
عيث بجديه : اتكلم عن بنت سلطان.
بحلق فيه بنظره حاده وقال : وش فيها ؟.
عيث بنفاذ صبر وتوعيه : مو ملاحظ انك قاعد . .

"أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن