PART 32

1.2K 33 0
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

أجيه وأحزاني تقل قشّ بدوان
‏وأروح والخاطر سواة البراحه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 32.
ــــــــــــــــــجراح.
اما جراح فقد ذهب إلى غُرفتِة حيثُ كانت أميرة بانتظارِه .. فتح الباب بهدوء وهو يقول دون النظر إليها : ما نمتي ؟.
وقفت أميرة والغضب قد اعتلى ملامِحِها النعِمة وهي تقول بحده : وين كنت ؟.
التفت إليها وهو يقول بسخريه : لا والله ! لحظة لا يكون تحاسبيني ؟ وين كنت ووين ما كنت ؟.
شدت على اسنانِها بغيض وهي تقول : ما احاسبك بس من حقي اسأل.
اقترب منها وهو يقُول بدمٍ بارد وسخريه : مو من حقك.
دخل إلى دورة المياه مُتجاهِلاً وجودها،
جلست على طرف السرير باحباط وهي تقول في نفسِها بألم وحُزن : من حقي .. الا من حقي ياجراح من حقي.
خرج جراح بعد دقائق وهو يلُف المنشفة على خصرِه والاخر بين يديه يُجفف بِها شعرِه : نامي لا تنتظريني.
نظرت إليهِ بطرفِ عينِها وهي تقولُ بقهرٍ : بسببها صح ؟.
التفت إليها باستنكار قائلاً : مين ؟.
أميرة بغضب وحده : ود.
عقد حاجبيه وهو يقول بسخريه : وش دخل ود ؟ ..، اردف بضحكات ساخِره : لا جد اسلوبي صار اسوأ ؟.
أميرة بغيض من ضحكاتِه : اسوأ بالف مره.
جراح بابتسامه : الحمدلله يعني في تطور.
قام بارتدا ملابِسه ومن ثم خرج إلى خارج الغرفة وهو يقول بتنبيه : لا ارجع الا وانتِ نايمه.
ذهب إلى المطبخ وبعد ان اخذ كُوباً من الماء جلس على احد الكراسي وفتح هاتِفه ليتفقد ان كان قد تلقى رساله من أحدهم ولكن صُدم من عدد المكالمات الفائتة التي تلقاها من فيصل وعدد الرسائل، دخل إلى الرسائل وإذ به يجدها جميعها تتحدث عن وتين : وينه هاليعقوب ما يدر على جواله ؟ .. اول ما يرد عليك كلميني .. عرفت شيء مُهم في موضوع وتين .. اسمع متى بتجي الشمال ؟ .. بقول لك وش صار اذا قابلتك .. يايعقوب الثاني انقلع هذا وجهي اذا ارسلت لك مره ثانيه.
أجاب جراح برسالة : مدري وينه بس توي اليوم قابلته، بالنسبه لروحتي للشمال فهذي الفترة ما اقدر مشغول مع اهلي وبداية اجازتي .. لكن انا ببلغك اول ما اروح للشمال.
صعد إلى غرفته فتعجب عندما را الاضواء مُشعله في غُرفة ود ! لم يهتم كثير فذهب لكي ينام فوجد أميرة غارِقةً في نومِها او هذا ما ادعته.

ــــــــــــــوتين.
مر ما يُقارب الثلاثه ايام.
استيقظت وتين من نومِها وقد عزمت على الرحيل من بيت ترف ! في حينها كانت ترف تضع سماعات في اذنيها وعندما رأت وتين تقف أمامها ابعدتها وهي تقول : ضايقتك رفيف مره ثانيه صح ؟.
وتين بابتسامه : لا بس بغيت اودعك لان لازم اروح الحين.
ترف بتعجب وارتباك : لا لا وين ! .. وين بتروحي.
وتين بضحك وسخريه : اي مكان يعني مو معقوله اقعد عندكم اكثر من كذ ا.
لم تهتم ترف كثيراً لكلِمات وتين بل خرجت من المكان الذي كانت فيه وهي تقول : شوي وارجع لك.
تعجبت وتين من تصرُفاتِها ولكن تجاهلت فقد اعتادت على ترف لتجلس على طرف السرير.
اما ترف فقد ذهبت إلى رفيف مُسرعه وهي تتصل بغيث ولكن عندما رأت رفيف قريبه منها نطقت بسرعة ناسيةً الهاتف الذي يرن على غيث : تبي تروح من عندنا .. ياربي وش اسوي ؟ ..، اردفت بغضب من تجاهل رفيف لها : ترا اكلمك انا.
التفتت رفيف إليها بملل وهي تقول : خليها تروح وفكينا ياخي ما تملين انتِ ؟ يعني اذا كل ذا بس عشان غيث فحابه اقول لك انه ما درا عنك وقاعد يستخدمك لمصلحته.
فتحت فمها بصدمه وهي تقول بغضب : شقاعده تقولي انتِ ؟ ..، اكملت بكذب : ما همني لا هو ولا العمل معه، والي ما يبيني انا ما ابيه وخلاص، دوري لي حل مع وتين شنسوي والله لو يدري شريان انها تبي تروح من هنا لايمحي وجودنا.
لم تستطع رفيف الكلام من صدمتِها عندما وقعت عينيها على وتين الواقفه بقرب الباب مصدومه مما تسمعه اذنيها؛ ودون تردد منها تقدمت وصفعت ترف على وجنتِها بقوة وهي تقول بغضب وقهر : حسبتك بتساعديني اخرتها طلعتي عبده عن شريان وأشكاله.
اغمضت عينيها بألم وصدمه وكأن القليل من الندم قد استحلها : اقدر أوضح لك.
صرخت في وجهها قائله بحده وكره وتجاهد ان لا تبكي بضعف : وش توضحي ! كل شيء واضح .. انا الغبيه الي وثقت في بنت من الشارع زيك، توقعت في ناس طيبه وتساعد بدون مقابل بس طلع العكس.
تهجمت رفيف بغضب وهي تدفع وتين قائله : احترمي نفسك عشان ما اساويك بهالبلاط.
ضحكت وتين بصوتٍ عالي وسخريه وهي تقول : جربي جربي .. لا يكون كلكم قتله من صف النذل شريان ؟.
صرخت رفيف قائله : اوامرك نجرب ليه لا ؟.
هجمت على شعر وتين وكأنها من احد المُفترسات.
اما ترف فقد وقفت تنظر لما يحدث من حولِها وبدأت الوساوس تدور في رأسِها : بيحرقنا .. بيدفعنا ثمن هالغلطه طول عمري.
استطاعت وتين ان تُمسك بيدي رفيف ولفِها على ظهرِها وهي تقول بحده بقرب اُذن رفيف : لا يغرك الوجه البريئ ..، اردفت بعد ان دفعتها بعيداً وهي تمسح على شعرِها بقهر : وش سويت لكم ؟.
لم تتلقى اي جواب، صرخت بقوة : وش سويت لكم ؟ جاوبـــوني.
كان غيث يسمع الشجار عبر الهاتِف ! وهنا عرف ان وتين عرفت ان غيث وشريان هُما من ارسلوا ترف لكي يستطيعا إيقاف وتين من العوده إلى أهلها، لم يلبث كثيره على الخط بل أغلق وهو يركض باحِثاً عن شريان وبعد ان وجده بدأ يُتمت بكلمات غير مفهومه.
نطق شريان بحده وهو يقول : تكلم زي العالم شفيك ؟.
أجاب غيث : وتين .. وتين عرفت عن سالفه ترف، والحين قاعدين يتضاربون.
لم يكن منزل ترف يبعد كثيراً عن منزل شريان، وما هي إلا دقائق قليله حتى وصلوا ! التفتت وتين ومن معها إلى مصدر الصوت بعد ان عقدت وتين حاجبيها، لم تهتم بل اكملت شِجارها مع رفيف بعكس ترف التي توجهت إلى الباب الذي ازاد الطرق عليه وبقوة، لكن صُدمت عندما رأت غيث وشريان يقفاً خلف الباب ! دب الخوف والرهبه في قلبِها وهي تقول بتلعثم : غـ .. غيث !.
دفع شريان الباب بقوة حتى ان يد ترف المُمسكه بالباب قد تألمت، تبعه غيث وهو يقول : لا تسوي شيء تندم عليه.
دخلا إلى المكان الذي كانت وتين تقف فيه، لينظر شريان إلى وتين وهو يقول بهدوء بعكس ما بداخِلِه : وش قاعد يصير هنا ؟.
بعد ان التفتت إليه وتين عم الصمت للحظات .. قطعت وتين الصمت قائله بغضب وحده وقلبها يقرع بقوة : مو قلت لي روحي لأهلك ؟.
شريان بسخريه : بس انتِ وش سويتي ؟.
عقدت حاجبيها باستنكار فلم تعرف ما يقصد ! نظر إليها بسخريه وشفقه ليُكمل : رحتي لناس غير اهلك.
صرخت في وجهه بانفعال : انت السبب ..، اردفت وهي تُقلد كلماتِه : اذا تبي اهلك روحي لهم ..، اكملت بغضب : مو انت حاطني بوسط الشمال المشؤومه الي من دخلتها ما شفت غير الوجع.
نظر إليها مُطولاً ومن ثم قال : شرايك تعيشين معي ؟.
أمسكت برأسها مُحاوله تهدئة غضبِها، دارت بنفاذ صبر وهي تقول بنبره مهزوزة : وش تبي من بنت ما بينك وبينها شيء .. وش بيني وياك ؟ .. تكرهني ! .. قاتله ابوك وانا ما ادري !.
تنهد بهدوء وهو يقول بعد ان اشر لغيث : خلونا لوحدنا.
نظرت إليهم جميعاً بخوف وهي تقول : وين ؟ لا لاتطلعوا.
تجاهل غيث خوفها بعد ان امسك بيد ترف واشر لرفيف بالخروج.
وبعد ان خرجوا جميعاً واغلق غيث الباب، وبقي شريان بمفرده مع وتين قال : ابيك تقعدي معي.
وتين بخوف وغضب : ليه ؟ لمتى ؟.
وقف شريان وهو يقول : مدري لمتى .. بس يمكن مع الايام تنحل قضيه الميته وتين .. لو بقيتي تعاندين كذا يمكن تموت الحلوه لليان.
صرخت فيه قائله بألم : ليه ناشب لي ؟ ..، اردفت بنبره توحي بقهرِها : ادري فيك تبي تنتقم مني .  بس على ايش ؟ ما ادري.
شريان بكذب وتمثيل الهدوء والبرود : مافي سبب.
بحلقت في عينيه التي كانت تنظر إلى النافذة وما إن التفت إليها والتقت عينيهِما حتى قالت وتين بنبره يقشعرُ لها البدن : شريان ليه تسوي فيني كذا !.
تسارعت نبضاتُ قلب شريان ورق قلبُه من نبره صوتِها ونظراتِها المُعاتِبة : لا تنطقي اسمي كذا.
شتت وتين انظارها بعيداً عنه وهي تُعيد : ليه تعاملني كذا ؟.
تنفس بعمق وهو يقول : كيف اتعامل معك ؟.
كان الجو هادِئاً وكانت حِوارتُهما تُلامس القلب، التفتت إليه وتين وهي تقول : كأني أسيرة عندك ؟.
امسك بيدها وشدها إليه وهو ينظر لعينيها التي توحي بالخوف منه ومن قُربه لها ومن كل ما يجمعها بِه وهو يقول : يمكن لان لازم تكوني أسيرة عندي.
سحبت يدها منه بعُنف وغضب وهي تبتعد بقهر : لا يمكن لانك مُختل ومو صاحي.
صرخ فيها قائلاً : تمشين معي بالطيب ولا كيف ؟.
ابتلعت ريقها بخوف من غضبه وصراخِه، وازداد خوفُها عدما امسك بمعصمِها وجرها خلفه مُتوجهاً للباب.
سحبت يدها بهدوء قبل ان يخرج بها، قالت بهدوء مُحاولةً أن تُلين قلبهُ عليها : عطني فرصه افكر.
عقد حاجبيه وهو يقول : في ايش ؟.
وتين بضعف : في الرجعة معك.
ظهرت على طرف شفتيه ابتسامة مُتعجبه ! مرت دقائق والصمتُ سيدُ المكان، كانت تجول في رأسِها افكاراً غريبة وكأن شيئاً ما تغير بداخِلِها ! رفعت انظارها إليه وهي تقول : موافقة.
نظر إليها وهو يقول وكأنهُ يتأكد من ما تقصده : تروحين معي ؟.
وتين بهدوء وهي تشتت نظراتِها : ايوة.
توقعت ان ترا على شفتيه ابتسامه انتصار وإن لم تكن انتصاراً فتوقعت ان ترا تلك الابتسامه الساخره، ولكن تعجبت عندما رأت وجههُ خاليً من التعابير ! لم يقُل شيئاً، بل ظل يتأمل ملامحها وكأنهُ يقول "هل بهذه السُرعه استطعتُ التغلب عليها ؟"
حركت كفِها امام وجهه وهي تقول : اقول ترا بغير كلامي.
التفت متوجهاً إلى الباب ليفتحه وهو يقول بجمود : تعالي.
خرجت خلفهُ بتوتر من تغيُر حالِه من بٌركانٍ ثائر إلى صمت وجودك لا تستطيع تفسيره.
وقبل ان تخرج من المنزل توقفت وهي تنظر إلى ترف الخائفه بعكس رفيف التي كانت عينيها تقدح من الحقد والغضب لتلفظ وتين : اتمنى وجهك ما اشوفه مره ثانيه؛ يا مُنافقة.
نطق غيث : اسبقوني.
بعد ان خرج شريان ووتين تتبعهُ بصمت.
التفت غيث لترف المُرتعِبه : لا تخافي ما بيسوي لكم شيء.
أمسكت ترف بيدي غيث وهي تنظر إليه بترجي وخوف، لبتسم غيث وهو يُطبطب على يدها قائلاً : انا بروح الحين لكن لنا لقاء.
وقفت خلفه بعد ان وقف وهي تقول : متأكد ؟.
التفت إليها ودون تردد مسح على وجنتِها بابهامه : متأكد.
كانت تنظر من نافِذةٍ السيارة للشوارع والمباني في ملل ومن ثم التفتت إلى شريان وهي تقول بهدوء : مطولين لين نوصل ؟.
صمت قليلاً ومن ثم أجاب : تخافي من المرتفعات ؟.
رفعت حاجبها بتعجب وهي تقول : ليه ؟.
شريان بهدوء : يعني ما تخافي ؟.
اجابت بنبره حاده : شريان .. ليه تسأل.
قام برفع صوت المُوسيقى ولم يُبالي بسؤالِها، فالتفتت إلى النافِذة بغيض وهي تسُبُه في نفسِها.
مرت بضع دقائق فعادت وتين للكلام قائله : تصدق.
نظر إليها وهو يقول : ايش ؟.
وتين بتفكير : صرت متوقعه اي شيء بسببك.
القى عليها نظره خاطِفه ومن ثم قال : مثل ايش ؟.
وتين بسخريه : اي شيء .. الحين لو نصدم في سيارة ثانيه فأكيد انت السبب، صرت تطلع لي بكل مكان حتى في أحلامي.
قلل من سرعه السيارة وهو ينظر إليها ويقول : حلمتي فيني انا ؟.
وتين بسخريه : ايه من زود الحُب.
اجاب : لا لا جد وش حلمتي.

"أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن