بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
المشاعر يمّك تحس بـولاء و ألفه
يا أول العمر النديّ النادرة لحظاتهمن عرفتك، و الليالي كلّها مختلفة
ما تشابه غير ليلٍ بارده نسماته .
ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 39.
ــــــــــــــوسن.
أشار عقربُ الساعة على الساعة الثانيه عشره في مُنتصف الليل، اغمضت عينيها وانحنت لتنفخت الشموع بعد ان تمنت اُمنيةً .. رسمت الابتسامه على شفتيها.
وبعد ان فتحت عينيها دارت بنظراتِها في أرجأ المنزل الخَالٍ مِن الضَّجيج والجَلَبَة، مُفْعَم بالسَّكِينه.
قالت في نفسِها -سنه جديده ياوسن .. بِاهداف وحياة جديده-
.
استيقظت في الصباح الباكر بنشاطٍ وهي تتذكر ليله البارحه فبتسمت برضا.
استحمت وارتدت ملابِساً انيقه ومن ثم خرجت من المنزل وهي تجُر خلفها حقيبتانِ من حقائب السفر، وبعد ان وضعها السائق في السيارة طلبت منه ان يتوجه إلى المُستشفى الذي تعمل بِه والِدتُها.
دخلت بابتسامه مُشرقه لتُخفي خلفها الكثير من الألم وخوف مواجهه والِدتُها بعد اتخاذِها لقرارٍ صعب كهذا.
طرقت الباب بهدوء فسُمِحَ لها بالدخول.
وما إن دخلت حتى حدقت بِها والِدتُها، ومن ثم حدقت بساعتِها وهي تقول : اذكر كان موعدك على الساعه عشره.
تقدمت إلى والِدتُها وهي تقول : ادري
.. مافي داعي تتوتري وتدقي على الدكتور الثاني بحجه ان عندك عمل والدكتور راح ياخذ مكانك، صرت حافظه كل اعذارك ..، اردفت بعد تفكير : سُبحان الله كيف انك قدرتي تعالجي كل الناس إلا أنا، كأني ..، قاطعتها والِدتُها وهي تقول باستنكار : وسن وش هالكلام ؟.
وسن بهدوء : الحقيقه توجع .. صح ؟ ..، اردفت بتصنع للابتسامه : ما كملت كلامي .. صرت مريضه نفسياً لمجرد اني طلبتك تهتمي لي، وتعطيني شوي من وقتك الثمين ..، اردفت : ماعلينا .. اصلاً مو موضوعنا ذا.
نطقت والِدتُها : ممكن اعرف وش موضوعنا آنسه وسن ؟.
اجابت بهدوء : بسافر.
عقدت حاجبيها وهي تقول : وش الي اسافر !.
قالت باصرار : بسافر يعني بسافر .. سهله ما يبي لها شرح.
ضربت بيدها على الطاوِله وهي تقول بحده : انا قايله لك لازم تنتظمي على ادويتك.
صرخت وسن باحباط وحُزن : هذا الي هامك ! ادويتك وادويتك .. انا لو مت ما دريتي عني ..، اردفت بصوت مُحزن وقد امتلأت عينيها بالدموع : على العموم جيت اقول لك اني بسافر يعني عشان ما تدقين علي ..، اردفت وهي تُقلد كلمات والِدتُها التي لطالما اعتادت عليها : وسن تأخرتي على موعدك، وسن ليه ما جيتي الموعد .. سوسن الدكتور كلمني انك ما تاخذين الجلسات على محمل الجد .. وسن وسن وسن .. كلها زي الاوامر عمرك ما سألتي وسن كيف حالك ! ..، اكملت بعتاب : خلاص بتفتكين من وسن الحنانه الزنانه الي ما تتصل عليك إلا وقت عملك، و وتزعجك .. الي حتى طاريها ما تطيقيه.
صرخت فيها قائله : بتجنني انتِ ؟ سفر مافي سفر ..، اكملت بتساؤل: وش قاعد يصير معك متغيره مره.
ضحكت وسن بسخريه وهي تقول : متغيره ! عشان صارحتك بالاشياء الي تزعجني صرت متغيرت، وسفر بسافر حتى لو ما وافقتي.
اجابت والِدتُها بحده : انا امك وغصباً عليك تحترميني وتسمعي كلامي.
قالت بنبره مهزوز والعبره تخنِقُها : غلطانه .. خلاص ماني طفله عشان تقدري تتحكمي فيني زي اول يا أمي ..، اردفت بعد ان نزلت دموعها بألم : صار عمري ثمنيه عشر سنه وانتِ ما تدرين ..، اردفت بعد ان مسحت دموعها الحارِقه بتسرع وهي تقول : انا امس صار عمري ثمانيه عشر سنه .. دخلت سنه جديده من عمري لوحدي، ولا مره فكرتي فيني .. تمنيت لو ان امي الاوله ترجع لي، امي الي تحبني وتخاف علي .. مهتمه فيني، امي قبل ثمان سنين، مو الي طول وقتها منشغله باعماله وعائلتها الجديدة.
لفظت كلماتِها الاخيرة بألم وقهرٍ قد بان من نبره صوتِها، لم تنتطق والِدتُها باي كلام بل ظلت تُحدق بها بجمود وكأن شيئاً بداخِلها تحرك، توجهت وسن إلى الباب كي تخرج بعد ان طال انتظارِها على امل ان تُحس والِدتُها بِها .. عادت بخطواتِها إلى والِدتِها وهي تقول بصوتٍ تخنِقُهُ العبره وشفتين مرتجفه : عادي اضمك ؟.
لم تُجبها فتقدمت وشن ودون تردد عانقت والِدتُها بلهف ووداع، لم يطل عِناقُها فقد خرجت مُسرعه، مُحمله بخيباتِ الامل من والِدتُها.
احست والِدتُها بان الكون يدور بِها فجلست على الكُرسي لتستوعب ما حدث لتو .. امسكت براسِها بندم وهي تقول لنفسِها : راحت ! راحت وسن.
امسكت هاتِفُها بهلع وهي تُخاطيب زوجُها : انس .. انس الحق علي.
اجابه بخوف : وش فيك ؟ وش صار ؟.
اجابت ويدُها ترجف بخوف : وسن جاتني المستشفى، وقالت لي انها بتسافر.
انس بعدم فهم : طيب ؟.
صرخت بحده : اقول لك بتسافر .. لازم نوقفها، مايصير تسافر .. بنتي تكرهي يا انس، قعدت تعاتبني على كل شيء صار.
تنهد وهو يقول : والي سويتيه مو قليل .. ابرار كم مره قلت لك اهتمي ببنتك، بنتك تحتاجك لكن انتِ سافهتني.
ابرار ببُكاء : ساعدني طيب .. عيت تقول لي وين مسافره.
صرخ فيها بغضب عندما سمعت صوت بُكائها : تستاهلي .. محد جبرك تتجاهليها، كل ما جات تبي تتقرب منك تجاهلتيها ..، اردف وهو يمسح على وجهه : خلاص انا بروح المطار الحين.
وبعد ساعة من التوتر والقلق اقبل انس وقال : لحقتها.
ابرار بفرح : وينها ؟.
قال انس بهدوء : لحقتها بس ما رجعتها.
صرخت قائله : لــيــه !.
مسح على كتِفِها قائلاً : وسن لازم تاخذ فتره راحه ونهايتها بترجع لك لا تخافي.
صرخت بدموع : ليه خليتها تروح ؟.
انس بحده : لان نفسيتها ما تسمح انها تقعد تقابلك اكثر لازم ترتاح من كل شيء ..، اردف بصوت مُنخفض : كلنا ندري وسن مافيها الا العافيه بس انتِ تعمدتي تخليها مكتئبه.
أنت تقرأ
نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .
Romanceحسابي الوحيد انستقرام : 9rwaih "نقل روايتي او الاقتباس منها دون إذنٍ مِني قد يعرضك للمساءلة القانوية" رواية كُل سطر وحرف منها عبارة عن نسيج من وحي الخيال ولا تمت للواقع باي صِلة إلا في النهاية.