PART 14

1.5K 40 0
                                    

بِِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

‏لا النومُ يطرقُ أجفاني ليسكنَها
‏إن نامَ جفني فقلبي كيفَ أُغفيهِ؟.

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 14
ـــــــــــــريلام.
خرجت من الشركه بتوتر عندما لم تجد وتين وشريان، احست بخوف من ان يفعل شريان شيء لوتين !.
التفتت قبل ان تصعد السيارة عندما سمعت صوتاً يُناديها بشوق : ريلامي.
اتسعت ابتسامتها بحُب : همام !.
عانقها بشوق وهي يهمس : وحشتيني.
ابتعدا عن بعد قليلاً : انا اكثر .. متى جيت ؟.
بهدوء وهو يقبل وجنتها : الحين من دقائق وصلت، عندي لك مفاجأة .. يا انها بتطيرك من الوناسه.
نست ريلام أمر شريان ووتين وذهبت مع همام إلى أحد الأماكن الراقيه.
جلست على الكرسي بابتسامة وهي تقول : همام ! بتقول ولا ؟.
ضحك : بقول بقول .. كلمت أمي.
شبكت يديها ببعضِها بحماس : ايوة وبعدين ؟.
همام بتفكير وخبث : امم خلاص خلاص مو لازم اقول الحين.
نظرت إليه بصدمه : نعم ! لا بتقل والحين يله ياهمام.
علت ضحكات همام ومن ثم تكلم : تمام بقول بس لاتقاطعيني ! قلت لأمي اننا نبي نسوي العرس قريب ووافقت حتى جبتها معي مثل ماقلت لك، وفكرت لو نسوي الزواج بالأسبوع الجاي.
ابتسمت ابتسامه واسعه وقد لمعت عينيها بفرح : من جد ؟ يعني خلاص رضت نتزوج قريب ؟ يالله مو قادره استوعب.
امسك همام يديها بحب وهو يقول : وش كنتي تتوقعي راح اتركك تروحي لغير !.
وفي وسط فرحتِهما طرأ شريان في ذهنِها وسرعان من وقفت بتوتر وهي تقول : دق على شريان يمكن يرد عليك.
تعجب من تصرفها : ليه ؟ وش جاب شريان الحين.
ريلام : بعدين اقول لك، بس مو موجود في الشركه ووتين بعد مو موجوده.
التقط هاتفه بالرغم من عدم فِهمِه لها، لم يُجِب شريان فزداد قلق ريلام وطلبت من همام الذهاب معها إلى المنزل لعلها تجِدهُما فيه.
وبعد دقائق وقفت سيارة همام امام المنزل ونزلت ريلام مُسرعه إلى الداخل، تعجبت من هدوء المكان وخلوه من اي صوت ! طلبت من همام بان يبحث في الطابق السفلي وهي ستبحث عنهُما في الطابق العلوي .. وما ان توجهت إلى الدرج حتى لمحت باب غرفه الثقوب مفتوح ! ذهبت بخطوات متردده فكيف لشريان ان يتركها مفتوحه دون غلقِها ؟ صُعِقد عندما رأت المكان مُحطم وشريان جالسٌ على الاريكه بهدوء موحش !.
تقدمت بسرعة لتمسك بكتفيه بخوف عندما رأت الدِما تنزل من يديه ! : شريان .. شريان وش صار ؟.
رفع رأسه لينظر إليها بهدوء ومن ثم ابتسم ابتسامه صغيره عندما رأ الخوف يُحيط بوجهِها نطق : ماصار شيء ياقلبي.
ريلام بخوف : كيف ما صار شيء ! شوف كيف يدك تنزف.
بدأت بمناداه همام ، وبعد ان وصل همام إليها تعجب من منظر شريان الذي وقف بهدوء يحاول ان يبين ان لا شيء يدعُ للقلق !.
نطقت ريلام بسرعة : انا بروح اجيب الاسعافات الاوليه وانت اقعد هنا.
وقف همام امام شريان وهو يقول : سلامتك.
بهدوء : تراكم مكبرين الموضوع مافيني شيء ..، اردف بعد ان وضع المفتاح في يدي ريلام : شوفيها فوق في غرفتي لا تخرج لين ارجع.
نطقت بتردد وخوف : وش سويت لها ؟ شريان لاتقول لي انك ضربتها !.
تجمد شريان في أرضه من ما قالته والفت إليه بتعجب وصدمة : انا ؟ اضربها ؟ من جدك ؟ ..، قطعت كلامه ريلام بسرعة : لا .. يعني ما اقصد، بس خفت تكون سويت لها شيء.
ابتسم بسخريه وخرج وهو يقول : ضربتها اجل ! اخر من توقعته يفكرني بضرب بنت.
توجهت ريلام مُسرعه الى غرفه شريان وفتحت الباب فتنهدت عندما رأتها لازالت نائمه.
كادت ان تخرج ولكن اوقفها صوت وتين وهي تقول : تعالي تعالي.
التفتت إليها بابتسامه وهي تقول : حسبتك نايمه ! ..، اردفت بضحك : مع احترامي يعني اشوفك تحبي النوم بزياده.
ابتسمت وتين : لا ياشيخه على اساس ودي !.
اعتدلت في جلستِها ومن ثم قالت ريلام : وش صار اليوم بعد.
تذكرت وتين ماحدث ولكن هذه المره بالرغم من كُرهِها له إلا انها ابتسمت عندما تذكرت اعتِذاره، ومع انهُ ظنها لا تعي ما قال الا انها كانت منتبهه وسمعت اعتذاره منها، قالت في نفسِها : صدقني ماراح تكون أول مره ولا اخر مره.
ومن ثم تكلمت بصوت مسموع : ما صار شيء، شريان المعتاد وغرفه الثقوب.
احست بحزن على هذه الفتاة ولكن حاولت أن تُغير من هذا الاسأء وقالت : باقي تبين تعرفي وش موضوع همام ؟.
لم تكن وتين بمزاجِها الا انها لم تُرد ان ترد ريلام فوافقت، وبعد ان قالت لها ريلام ما حدث اليوم مع همام وموضوع الزواج اظهرت ملامِح الفرح بالرغم من الكُره والغضب الذي بداخِلِها ومن ثم قالت في نفسِها : سبحان الله بيحتفلون وانا اهلي علي يبكون ! ناس مريضة.
نطقت وتين بهدوء : مبروك .. فرحت لك.
وقفت ريلام وخرجت من الغرفة فتعجبت عندما رات شريان واقفاً بقرب الباب ومن ثم اشر لها بان لا تتكلم عن وجوده وامرها بان تبتعد ! ذهبت بعد ان تركت الباب شبه مفتوح وكان يقف بالخارج مُستنداً على الجدار، اما وتين فقد اعتدلت في جلستِها عندما رأت قطه شريان تقفز بين احضانِها، ضحكت وقامت بمُداعبه شعرِها الابيض برقه وهي تُخاطب القطة وكأنها شخصٌ يسمعها : تدري ان الي انتِ عايشه معاه وحش مو انسان ؟ اول شيء خطط انه يخليني اهرب من بيت اهلي عشان يخطفني وبعدين حطني بين الثقوب المريض ! ويهددني انه بيقتل اختي المعتل ! وقتل بنت على اساس أنها انا وأهلي سووا عزاء على اساس وتين ماتت ! كملها وقتل العم ابراهيم ..، اردفت بغصه تعتلي حلقها وكره لشريا : العم ابراهيم كان مره طيب مايستاهل يموت، وكل ذا صار لي بأقل من اسبوعين !.
كان يستمع لكلماتِها التي تخرج من بين شفتيها بقهر .. وما ان احس ان صوتها قد هدأ حتى هم بالدخول، تعجب عندما راها هادئه دون صُراخ وغضب كعادتِها ! اما وتين فقد شدت اللحاف على جسدِها بتوتر وخوف عندما رأته.
وبعد ان اغلق الباب نطق بهدوء : رجع لك عقلك ؟.
اجابت بحده : اطلع برا.
ابتسم بسخريه وهو يقول : تراك في غرفتي .. لا تنسي.
ازداد توترها فوقفت عن السرير وهي تقول : اشبع بغرفتك يامريض.
فتحت الباب كي تخرج ولكن سرعان ما قام بمُحوطه خصرِها بيديه وبحركه سريعه منه قام بلفِها ناحيته بحركة تعمد فيها ان تكون التقت عينيهما ببعض تحت توترها وجموده وقربها هذا لم يحرك فيه شعره ! لفظ بهدوء اربكها : خلينا نتكلم.
دفعته بخوف عندما ازدادت ضربات قلبِها وهي تقول : مافي شيء نتكلم فيه.
عاد ادراجعهُ إلى الباب وقام باغلاقه بالمفتاح وهو يقول : بنتكلم.
وتين بغضب : مافي بيننا كلام.
بحدع : تمام انا بتكلم وانتِ اسمعيني.
صرخت فيه بضعف : وليه اسمعك ؟ قول لي مين انت عشان اسمعك ! ..، اردفت بسخريه : ولا باقي ما ارتحت ؟ اصلاً باقي شيء ماسويته لي !.
اقترب بخطوات هادئه وعينيه تنظر لعينيها الذابله من كثره الدموع : بنتكلم عشان ما تتاذي اكثر من كذا.
عقد حاجبيها وهي تقول باستنكار : يعني تعترف انك اذيتني ؟.
شريان وهو لايزال ينظر لعينيها : اعترف اذيتك وكثير، بس عشان ما يزيد هالاذى خليني اقول لك الي عندي.
شتت نظراتها بتوتر من نظراتِه الحارِقه وهي تُحاول أن تُخفي توترها من قربه : قول.
ابتعد قليلاً وهو يبتسم بخفوت : اول شيء انا ماقتلت ابراهيم.
وتين بسخريه : جدتي جات من قبرها وقتلته.
شريان وهو يُحاول أن يتمالك غضبه : انقلت بدون أمر مني وبدون حتى علمي تصرفت تولين من نفسها.
بحده واستحقار : وانا وش علي منك ومنها ! بتضل قاتل بنظري، وصدقني بتتحاسب على الي سويته.
شريان بهدوء : انا قاتل وهذا شيء مو جديد، الحين بتجي تولين وبتعرفي مين الي تسبب بقتله.
ضحكت بسخريه وهي مُنزله رأسها : بتحط المشكله في رأس البنت !.
صدرت منه ضحكه جعلتها تنظر له بتعجب ! : نيتك الطيبه .. مسكينه.
اغتاضت من ضحكاته الواضحه التي لم تستطع فِهم سببِها : انت المسكين . تضحك علي ؟.
وهو ينظر لها : ايه اضحك على عقلك النظيف ..، اردف بعد ان وقف مُقابِلاً لها : مو بس انا القاتل الوحيد في هالبيت يالبريئة، في عندك همام .. والدلوعه تولين.
احست ببعض الخوف عندما أدركت انها تعيش بين مجرمين وقتله : مين قال لك اني بريئة .. بعدين واضح كذاب.
رفع حاجبيه بتعجب منها فهو يعلم من تكون جيداً هي ليس باستطاعتها ان تُذي نمله : اها ! وش تقدري تسوي ؟.
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تُفكر : لو في يدي سلاح الحين كان فرغته في رأسك بدون رحمه.
ابتسامة ظهرت على طرف شفتيه : لهدرجه حاقده علي؟.
اقتربت منه كثير وهمست في أُذنه : وأكثر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــورد.
وفي صباح اليوم التالي توجه غازي إلى القرية بسيارتِه بعكس البارِحه وكانت سيارته في قمه الفخامه لفتت كل من رأها من اهل القرية، خرجت ورد من المنزل  وهي تُحاول أن تُخفي فرحتها عندما رأته ! وبعد ان أوقف السيارة ونزل متوجهاً إليها طلب منها ان تذهب به إلى اسطبل فرسها ! تعجبت ولكن لم تعارض.
وهي تتأمله يمسح على شعر الفرس لفظت بتساؤل : وش تبي فيه ؟.
بشبه كذب : ابغا اتأكد، لان كنت شاك انه من سلاله*.
اعادت شعرها المموج للخلف وهي تلفظ بغرور : كان سألتني وقلت لك، تأكدت الحين ؟.
التفت إليها وهو يقول بابتسامة : تأكدت .. ورد تبي الصدق ؟ ودي اسولف معك شوي.
بللت شفتيها بطرف لسانها وهي تسأل : اوكي .. بس عن وش بنتحدث ؟.
ابتسم وهي تمشي إلى جواره : عن اي شيء، مثلاً وين امك وابوك ؟.
توترت ورد وبانت عليها علامات الاستياء بعد ان جلسا على صخرتين كبيره في الاسطبل، فقد تمنت طوال هذه السنوات ان لا يسألها احداً عن والديها : انت ماعندك غير اهلي تسأل عنهم ؟.
تعجب من ردِها : عندي بس ممكن تجاوبيني.
تنهدت : مدري، يمكن ماتوا.
ابتسم بسخرية دون قصد : في احد ما يدي وين اهله.
التفتت إلى الجهه الاخر خشيه ان يرا الدموع التي تعلقت في عينيها من سخريته ! لاحظ صدودها عنه فعرف انهُ تسبب في جرح مشاعِرِها ليلفظ بجديه : انا اسف ما اقصد اجرحك ..، اردف بعد ان وقف : سامحيني إذا ازعجتك المعذرة.
وقفت  بسرعة وهي تمسك معصمه كي تمنعه من الذهاب وهي تقول : لا تروح ..، اردفت بعد ان لاحظت انظارِه تصوبت ناحيه مسكه يدها وسرعان ما افلتت يده بتوتر وخجل وهي تقول : يعني عادي مو اول مره يجيني هالسؤال ولا اعرف اجاوبه.
تعجب منها عندما لاحظ جديه ما تقول فقد ظن في البداية انهت تسخر منه : طيب ممكن توضحي لي ؟ براحتك إذا ما تبي تقولي.
وجهت انظارها إلى الصخره التي كان يجلس عليها وبمعنى اجلس، عاد وجلس بقربِها.
نطقت بعد تفكير طويل : كان عمري سبع سنين، اذكر اني صحيت ولقيت نفسي مع جدي، ويوم سألته وين أمي ومين انا ؟ بدأ يشرح لي.
قاطعها غازي بعدم فهم : كيف يعني ؟ كنتي فاقده الذاكره ؟.
زمت شفتيها بعدم معرفه وهي الاخر لا تعلم ما حدث لها بالتفصيل : مدري، يمكن .. تقريباً كنت فاقده الذاكره اول ما صحيت وسأل جدي وين أمي او مين انا وكذا قال لي ان أمي ..، اردفت  بقهر : أمي تركتني وراحت بدون ما تسأل عني يعني أمي الي هي بنته، بختصار مالي بهالدنيا غير جدي، أمي تقريباً تخلت عني ..، لم تُكمل جملتها فقد احست بشيئاً يمشي على عُنُقِها، اغمضت عينيها بتوتر وهي تشير على عُنقِها بارتباك : في شيء يمشي هنا ؟.
اقترب غازي وإذ به يرا . . .

"أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن