بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
من بعد أيامِ التشوّق والعَنا
قرّ الفؤادُ و قرّت الاعيُنَ.ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 84.
ـــــــــــــــــــوتين وشريان.
اغتاض شريان من امر اخر لفظت به : ود وش الإجتماع اللي يجمعك معهم !.
اجابت ود بصدق : تجارة قديمة من ايام ابوي .. كان لابوي اسهم في شركة الاسمنت التابعه لحسين بن غرمان، وخلصنا الاجراءات، الحين ما يجمعني فيه اي شراكة.
توقف شريان بالسيارة بقرب المستشفى وهو يقول بهدوء بعد ان حمل هاتفه وتوجه لباب وتين يفتحه لها الباب كحركة اعتياديه : على خير .. انا الحين مشغول اذا فضيت شفت لهم حل.
امسك بكفة وتين ودخل معها وهو يسمعها تنطق له بهدوء : شريان ايش بتسوي ؟.
اجاب بابتسامه عندما رأ التوجس في عينيها : وتين ! جايين نشوف الصغير لا تفكري في شيء ثاني.
هزت رأسها ايجاباً وهي قلقة في امر ابن غرمان وتهديده ! وما إن رأتها الطبيبة المسؤوله عن حالتها حتى ابتسمت وهي تراها ترحب بها قائله : اليوم بعد ما ودك تعرفي حامل بايش ؟.
نظرت لشريان وهي تقول برفض مُتردد : لا، إذا ولدت عرفت.
نطق شريان بابتسامة متعجب منها ومن غرابتها : وتين انتِ في بداية التاسع، بالمره ما ودك ؟.
هزت رأسها برفض واصرار وهي تمسك بيده : بس نبي نتأكد من انه بخير اما جنس البيبي ما ابي اعرف الحين.
لفظت الطبيبة وهي تمرر جهاز السونار على بطن وتين : اللي يريحك.
بعد مرور دقائق وقد انتهت الطبيبة من عملها في حين كانت وتين تحادث والِدتها المُتهكمه من رفض وتين لفكره معرفتها بجنس طفلها ومن تحمله في احتشائها لاشهر على الهاتف ! كان شريان يحادث الطبيبة التي قالت : الطفلين بخير تطمن.
ابتسم وهو ينطق : يعطيك العافية.
وفي داخل السيارة في طريق العوده للمنزل اتصل شريان بفيصل وهو يقول : لا ابد بس في موضوع مهم لازم اكلمك فيه.
وما إن وصلوا إلى منزلهم حتى تنهدت وتين بضجر : الحين ممكن اعرف سبب كل هالحرس اللي جمب الباب من برا ؟.
وهو يساعدها بالنزول لفظ : احتياط .. حسين سمعته اسوأ من السيئ ..، اردف وهو يحمل حقيبتها بدلاً منها : هو في داخله حقد علي من زمان من قبل سالفه تبليغ فيصل عنه.
بتساؤل وهي تجلس على الأريكه : عشان ايش ؟.
اجاب وهو ينتزع معطفه ويضع ذاعه خلف عنقها يقربها منه : قبل كم سنه رفضت تكون بيني وبينه اي شراكة بسبب ان اعماله غير عن اعمالي حتى انه هددني ياخذ مني كل شيء املكه.
نطق اخر جملته بضحك ساخر واردف : لولا تدخل ابوه كان بيني وبين عائلة آل غرمان قضيه دم.
رفعت ناظِريها إليه وعلى ملامحها بان الغيض من عُقده حاجبيها : هذا مجنون !.
هز رأسه تأييداً لما قالت وهو يسند كامل جسد على الأريكه ويُقبّل طرف رأسها بارتياح من لحظة وجودها بين ذراعيه.
في حين كانت وتين عائمه في صمت التفكير الذي يعصف بِها وتفكر في امور سوداويه ابتعدت عنه قليلاً ولفظ له بعد ان وقفت : تعال معي.
وقف بهدوء و تبعها بخطوات متزنه اردفت له بكلمات استغربها : ينفع اشوف غرفة البيبي ؟.
اتسعت ابتسامته بذهول : ما بغيتي ! ينفع اكيد .. بس ممكن اعرف وش غير رأيك في اقل من ساعة ؟.
احتضنت ذراعة وهي تلفظ : اخاف .. اخاف ما اشوفهم فعلى الاقل اعـ ..، ابعدها عنه بصدمه وهو يحدق في عينيها بحده وخوف : وتيــن ! وش الكلام ذا لا تستخفي .. بتشوفيهم اكيد.
ضحكت على عكس ما تشعر، تشعر بان حُسين سيكون احدى عقبات حياتهم : طيب ما بتوريني الغرفة ؟.
صد عنها بقهر منها : لا خلاص ضاق خلقي.
عقدت حاجبيها لتنطق بنبره مُحبطه : شريــان ! يلــه.
هز رأسه برفض وهو يتخطاها ويكمل صعوده للأعلى تاركها خلفه ! تبعته بثقل لتنطق : خلاص يازعول امزح معك .. بشوفهم اكيد تراني امزح يله تعال نشوف الغرفة.
تنفس بعمق وهو يلتفت له : ثلاث بوسات وارضى.
ضحكت بصخب وهي تقترب منه بسخرية : خلاها خمس وش رأيك ؟.
هز رأسه برضى : يناسبني ..، اردف بجديه : يله.
ضحكت وهي تمسك بيده : صدقت على طول ! شريان !.
امسك بملامحها بين كفتيه وهو ينحني لها قليلاً : نعم صدقت، فرصه وجاتني.
اتسعت ابتسامتها وهي تتأمل ملامحه بحُب شرحها تنهيدتها المُتعاظِمة عندما قبّل وجنتها، دون تردد ردت له القُبّلة على وجنته اليُمنى تبعتها بقُبّلة على اليُسرى، سمعت ضحكات انتصاره وهو يلفظ : باقي ثلاث يله.
ضحكت لتُقبّل عينيه الاثنتين ومن ثم ابتعدت لانها تعرف شريان جيداً وتعرف اين سيطلب الخامسة، ضحك وهو يقول بنبره قاصد ان تكون شاعرية : اخ بس، اكرمتي وجنتي وعيني وبخلتي على ثغري المسكين من ان يرتوي ؟.
صدحت ضحكاتها لتحتضن ذراعة : يااي ! ..، اردفت بجد : لا جد جد شريان بسرعة ابي اشوف غرفة البيبي.
تقدموا من الباب وبنبره تشويقية لفظ : جاهزة ؟.
هزت رأسها وهي تضع كفتيها على بطنها تستمع لضربات الطفل او بالاصح التوأمان، ابتسمت : حتى النونو متحمس زيي.
فتح الباب بهدوء واشعل المصابيح ومن ثم التفت إليها، ابتسم في لحظة كانت ملامحها لا تعرف التعبير عن دهشتها سِوا بلفظ : لونين !.
ضحك وهو يُجيب : توأمين.
دخلت بخطوات هادئه تتأمل في صدمة واستغراب : توأمين ؟ يعني مو واحد ؟ اثنين في بطني ؟.
ضحك وهو يمسك يمناها بيسراه ويتأمل ابتسامتها التي ظهرت تدريجياً لتلفظ بسعادة خالطتها ضحكات مُتقطعه : كيف كذا اثنين !.
تعالت ضحكات شريان : يجون بكج بنت وولد.
احتضنت ذراعه بقوة بعد ان صدحت ضحكاتها وترفع رأسها تتأمل ملامحه وعلى وجهها كل تعابير السعادة والحُب : أحبّك .. مره مستانسه مــره.
انحنى قليلاً وقبّل طرف شفتيها وهو يقول : انا اليوم اللي بيجمعني فيك مع عيالنا بيكون اسعد ايام حياتي.
راوده اتصال في اللحظة التي كانت ستنطق فيها وتين وسرعان ما ابتعدت وهي تهمس له : عادي خذ راحتك.
خرج بهدوء لكي يُجيب على اتصال غيث ابن عمه، اما وتين فتنقلت في الغرفة من الجانب الارزق إلى الجانب الزهري، تتأملها بحُب وتتخيل حياتهما بعد ان تلد باطفالهم.
في الخارج نطق شريان بتعجب : وش طرى لها بعد عشرين سنه في المانيا ؟.
اجاب غيث : علمي علمك.
تساءل شريان : قلت لي اي وحده من اخواتك وش كان اسمها ؟.
بهدوء : نرجس اكبر البنات.
بعد ثواني صمت نطق شريان : الحين هي في المطار ؟.
اجاب غيث : كلمتني من عشر دقائق تقول بلغ شريان بجي اشوفه دامني بجي للمنطقه اللي هو فيها.
صمت شريان والتفت يتأمل انشغال وتين وبهدوء رد : حياها تنورنا .. متى بتوصل ؟.
رد غيث : الليله على الساعة تسعة.
بعد دقيقتان وقف شريان بقرب الباب يتأمل وتين المُمسكه بالدُب الوردي، التفتت له في اللحظة التي اسند فيها جسده على طرف الباب : شريان كل شيء يجنن.
نطق لها : نرجس بنت عمي جايه من المانيا وبتجي الليل.
صمتت للحظات : طيب حياها .. اخت غيث ؟.
هز رأسه بتأييد لتردف : طيب انت شفيك كانك زعلان ؟.
ضحك بخفوت : لا مجرد ردة فعل .. مستغرب وش رجعها بعد عشرين سنه.
خرجت وتين : اوه عشرين سنه ! ليه كم عمرها هي ؟.
اجاب : خمسه وعشرين تقريباً.
ابتسمت وتين وهي تنطق له متوجه لغرفتهم : انا بنام وصحني قبل الساعة خمسه عصر.
تقدم منها وبدأ بالمشي بجانبها : زعلانه ؟.
عقدت حاجبيها بتعجُب ونطقت : ليه ازعل ؟ بنت عمك اخت اخوك غيث بتجينا بالعكس مره مستانسه ان عائلتك بدأت تلتم ..، اردفت بابتسامه وهي تمسك يده بصدق : ما غرت تطمن.
ضحك وهو يشيح النظر عنها.
أنت تقرأ
نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .
Romanceحسابي الوحيد انستقرام : 9rwaih "نقل روايتي او الاقتباس منها دون إذنٍ مِني قد يعرضك للمساءلة القانوية" رواية كُل سطر وحرف منها عبارة عن نسيج من وحي الخيال ولا تمت للواقع باي صِلة إلا في النهاية.