PART 35

1.2K 36 0
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

أخاف على قلبه وبكل ليلة ادارية
لانه السبّه في رضى قلبي والمسرّه

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 35.
ــــــــــــــــــورد.
فتحت عينيها بضيق وهي ترا الغرفة ظلام لتُدرك ان المساء قد حل وهي لا زالت على الاريكة .. ابتلعت ريقها بعد ان شعرت بالغطاء الذي على جسدها فتوقعت ان غازي هو من غطاها، تشعر بارتجاف في جسدها باكملها .. تشعر ان حرارتها مُرتفعه لتقع عينيها على هاتفها الموضوع على الطاولة القريبة منها لتُمسك بالهاتف بضعف وقل حيله وملامحها مُتعبه لتنظر للساعة وإذ بها الساعة التاسعة مساءً ! احست بغصة تعتلي حلقها لتهمس بضعف : من الصباح ما دخل الغرفة ! لهالدرجة انا ما اهمه ؟.
ارخت قبضة يُسراها ليقع الهاتف ارضاً في لحظة انسابت مدامعها بقهر .. تمُر اللحظات والثواني والدقائق إلى ان شارفت الساعة العاشرة على الحلول لترفع عينيها للباب الذي فُتِح ودخل منه غازي، عقد حاجبيه بتعجب من حالها وسكون الغرفة وبرودتِها ! ليلفظ بعد ان القى السلام : بتنامي ؟.
نطقت بهدوء وهي تنظر لكل شيء عداه : مدري وش صار .. توي .. توي صحيت.
وضع الاكياس من بين يديه بتعجب ليتقدم منها وهو يلفظ : توك صحيتي ! ليه ؟.
جلست وهي تشعر بان عظامها لا تحملها من شده حرارتها المُرتفعه لتعتدل في جلستِها بعد ان جلس إلى جوارها غير مستشعر لارتباكِها من قُربه : احس اني بردانه.
لم يتردد في تحسس عُنقها بيديه البارده لترتعش اطرافُها دون ان تتحرك ليلفظ : حرارتك مرتفعه ! ورد ليه ما دقيتي علي انك تعبانه ؟.
لم تُجب بل كان جوابها ذات السكوت المُرهق لغازي الذي اردف : طيب طالعيني .. كلميني.
هزت رأسها بالنفي : ما ودي اقول شيء.
دون تردد ودون ان يعي على نفسه : بس انا ابي تكلميني .. قولي وش تحسي فيه.
خانتها دموعها وضعفت امامه للمره التي لا تعلم كم عددها، يربكها هذا القُرب الذي لا هُو بالقريب منها لحد الحُب ولا ببعيد لحد الاغراب .. ابتلعت ريقها : ما فيني شيء.
وقفت ليجلسها بسرعة عندما شدها من يدها : ايش الحركات هذي ! تجاهل من الصباح خير !.
ارتفع صوت بُكائها لتلفظ بعبره : غازي .. فكني يرحم اهلك، ماعندي طاقه للكلام .. فكني.
افلتها وهو يتمتم : طيب.
بعد دقائق وهي تشعر بان انفاسها تضيق خرجت من دورة المياه لتراه مُنسدحاً على الاريكة في مكانِها ! تنهدت وهي تلفظ بخفوت : روح سريرك.
اعتدل في جلسته ووقف ليمسك بيدها وتوجه بِها إلى السرير وبعد ان اجلسها في صمت تام توجه للباب الذي طُرق ليفتح وإذ بِها ريم تقول له بخفوت وخوف على ورد التي لم تختلط بها جيداً ولا تعرف عنها الا انها زوجة اخوها : معليش كنت ادق الباب طوال اليوم وترد انها ما تبي تنزل وعصر دقيت وما ردت دخلت لقيتها نايمه وغطيتها .. ما جاء في بالي ممكن تكون تعبانه.
امسك بصحن الاكل من بين يديها : ما بيكفي خافض الحراره .. جيبي كمادات اذا ما عليك أمر.
هزت رأسها وبهدوء انصرفت ليدخل غازي بالطعام وهو يقول : ما توقعتها منك .. ولا لقمه ماكله طوال اليوم ؟.
كانت ترتجف من شعور البرد في عِظامِها اثر الحُمى، جلس بجوارها وهي التي تشعر ان ما حولها كحُلم ودون وعي منها القت بجسدها على الوساده ليمسك بها غازي بسرعة وهو ينطق : ورد ورد اصبري اكلي بالاول بترجعي تنامي.
هزت رأسها برفض تام ليخرج بسرعة بعد ان وضع صحن الاكل على اقرب طاولة ومن ثم عاد في لحظة كانت تتأملها ريم في صمت وخوف على هذه الفتاة ! رجفة جسدها من شده الحُمى كانت واضحِه ! دون تردد وضعت قطعة القماش البيضاء البارده على عالي جبين ورد وهي تُتمتم : هي نايمه ولا فاقده الوعي ؟.
همست اختها عبير من خلفها بعد ان احضرها غازي : يمه ريم ابعدي ابعدي حُماها قويه.
كانت عبير قد احضرت معها حُقنه من حافض الحراره لتحقن بها ورد وهي تُسمي عليها وتمسح على وجهها : لو ما خفت الحُمى على طول ياغازي خذها المستشفى .. ترا هالحُمى خطيره.
ابتسمت ريم بابتسامة واسعة لتمسك بيد غازي وناولته القماشة البيضاء : الله يقويك يابطل كمد لها يالزوج المثالي.
خرجوا وبقي غازي واقفاً يتأملها على بُعد متر ومن ثم تقدم ليبدأ يكمد لها في هدوء بعد ان سحب كُرسي وجلس إلى جوارها وقلبه يدق بقوة خوف عليها .. معقول قتل فرسها اثر فيها لهالدرجه ! تنهد وهو يشوفها ترجف من شدة الحُمى.
الساعة السادسة صباحاً فزّ غازي عندما وضعت ورد يدها الدافئة على يده البارده الموضوعه على جبينها وهو الذي لتوه غفى ! همست وهي تتأمل ملامحه الذابله : غازي !.
تأمل ملامحها المُتعبه ودون تردد مسح بابهامه على خدِها وهو عاقد الحاجبين : وش تحسي فيه الحين ؟ احسن ؟ ورد وش تحسي اخذك المستشفى ؟.
ابتسمت وهي التي ادركت سهره طيلة الليل عليها لتهمس : ليه ما نمت ؟.
وضع القماشه داخل وعاء الماء وهو ينطق بذات الملامح المُتجهمه وبكذب : نمت .. الا نمت.
وقف بهدوء وهو ينطق : خليك بجيب مقياس الحراره.
جلست وبهدوء نزلت عن السرير بعد ان شعرت بتحسن : غازي ما يحتاج .. حُمى عادية لا تشيل هم.
نظر لها في صمت ومن ثم هز رأسه وهو يتقدم منها ليمسك بعنقها برقه بكلتا يديه البارده ! يشعر بابتلاعها لريقها مُرتبكة، تبدلت ملامحه للين وابتسامة خفيفة : الحمدلله جسمك بارد.
ابتلعت رقيها وهي تتمنى ان تنطق -انت البارد .. يدينك وقلبك ومشاعرك-
هزت رأسها وهي تحرر نفسها منه : الحمدلله.
التفتوا للباب الذي قُرع ومن ثم دخلت ريم بصحن الطعام وهي تبتسم : صباح الخير والسرور والورد المنثور .. يوه ياشيخه فجعتينا عليك حتى غازي شوي ويبكي من حالتك امس.
التفتت ورد لعازي المصدوم ومن مبالغه اخته ! اخفضت ورد نظرها وهي تُجيب : صباح النور .. معليش حُمى اعتياديه.
ناولت غازي صحن الطعام وبسرعة نطقت : ياويل قلب غازي اذا هذا وجهك وانتِ توك صاحيه، عز الله ضاعت علومه.
احمرت ملامح ورد بحجل وهي تنطق : ريــم !.
وضع غازي الطعام على الطاوله : ريم خذي الصحن الثاني ما اكلت منه امس شيء .. وانت افطري انا بطلع افطر برا.
دخل غازي دورة المياه تحت صمت ورد واستغراب ريم وهي تقول : وش صاير في الدنيا ! من متى غازي يحب فطور المطاعم !.
نظرت لها ورد وهي تقول في داخلها -يسوي اي شيء الا انه يجلس معي-.

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن