بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
رغم طول المفارق باقي أذكره
طواريّـه تمْر البـال صبح وعشيّـهمن تفارقنـا ؟ وأنا كل ليل أسهـره
و كل ساعـة تمرني ماهي خليّـه.ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 40.
ــــــــــــــــــجراح.
ابتسم لغيرتِها المُفرطه وقال : الحين صرتي تغارين ؟.
عضت شفتِها السُفليه بندم وقالت : ادري اني سويت اشياء تزعلك، بس صدق اني احبك.
نظر إلى عينيها التي اظهرت ندمِها : صح .. تحبيني بس تأخرتي، كيف اقدر اوثق فيك مره ثانيه ؟ ..، اردف باحباط : اميره انتِ خنتيني واستغليتي ثقتي فيك، تحسبين ما راح اعرف ؟.
اميره بصدق وشعور الندم يكاد يخنِقُها : صدقني اخر مره قابلته مو زي ما انت تتخيل .. رحت له مجبوره هددني .. هددني انه بيأذيك لو ما قابلته.
ضحك ساخِراً : وانتِ صدقتي ؟ ذا حشره، حشره ما يقدر يمس شعره مني، ولا انا الضابط جراح بن الضابط اسحاق بيضرني واحد زيه ؟.
اميره بانكسار : طيب سامحني .. عطني فرصه، خلنا نفتح صفحه جديده .. صدقني نقدر نرجع زي اول واكثر.
امسك بكتِفيها وقال بنبره هادئه : عطيتك اكثر من فرصه .. خلصت اوراق دفتري وانتِ ما تغيرتي.
وما إن هم بالخروج حتى وقفت امامه لِتُطوق وجهه بكفتيها قائله : انت تحبني وما بتتخلى عني صح ؟ جراح جاوبني، تحبني ولا لا ؟.
نظر إلى عينيها التي لطالما تأمل فيها كثيراً وقيل لها الكثير من الغزل : صح انا احبك، بس الي سويتيه فيني قاعد يخليني اكرهك.
اميره بتسرع : خلاص بسوي اي شيء تبيه مني، لا تبدل حبك لي بكره .. مقدر اتخيلك مع بنت ثانيه .. سامحني ياجراح ارحمني شوي.
انزل يديها عن وجهه فنحنى لِيطبع قبله على وجنتِها المُحمره وقال : تبينا نرجع زي قبل ؟ اضبطي نفسك، اثبتي لي انك تستاهليني، لا تخلي بنت ثانيه تاخذ مكانك، تجاهلي وجود ود.
ابتسمت ابتسامه عريضه غير مُصدِقه لما حدث، احست بهمٍ انزاح عن عاتِقيها؛ هُناك أمل ان تعود ايامُهم الخوالي.
وقالت : تم ووعد مني اني راح اكون اميره قبل سنه، بثبت لك اني استحق حبك ووجودي في حياتك ..، اردفت : وانت بعد لا تعطيها وجه.
ابتسم جراح وقال : ما احد معطي احد وجه تطمني .. والحين ابيك تعتذري عن الي صار قبل شوي.
قطبت جبينها بصدمه وتأهبت للرفض ولولا انهُ قال : مو عشانها، عشاني انا.
صمتت قليلاً وهي تنظر إلى ملامِحه فقالت : تمام .. بعتذر.
قبّل وجنتها : هذي هي اميره قلبي.
اما ود فقد خرجت لـ حديقه المنزل لتُحادث احمد قائله : مقدر .. ابي ارجع لبيتنا.
احمد بحده واصرار : كلمي عمك واسأليه متى يرجع الشمال.
ود : بكلمه بس كذا ولا كذا برجع لبيتنا.
احمد بتحذير : ياويلك.
ود بتكفير : ابي اعرف وش الحكمه من قعدتي في بيت هالجراح ؟.
احمد بهدوء : ما ابيك تقعدي في البيت لوحدك.
ود بعدم فهم : بس انا مو وحدي .. في يزن واصلاً في امريكا ما كان عندي احد.
اجاب احمد بسخريه : والعائله الي كنتي قاعده عندهم ؟ تحسبيني غشيم؟.
تنهدت وهي تقول : خلاص انا بكلم عمي الحين يمكن يرجعون اليوم او بكره.
لم يُجبها باتصلت بزوجه عمِها.
ودون مُقدمات سألت ود عن وقت عودتِهم من السفر.
فاجابتها زوجه عمِها بكره : متى ما رجعنا شفتينا، لا يكون غيرانه عشان ما اخذناك معنا ؟.
نفِذ صبر ود من زوجه عمِها المغروره المُتغطرسه فقالت بحده : لا بس اذا قررتوا ترجعوا مروا اقرب عقار استأجروا بيت او دبروا عمركم.
كانت غاضبه إلى ان رأت يزن يضحك مع اخو جراح فاختفاء غضبُها.
وبعد دقائق من الحديث مع والِده جراح اقبل إليهما وهو يقول مُخاطِباً ود وهو ينظر إلى هاتِفه مُحاولاً عدم النظر إلى ود : اميرة في المطبخ تبي تقول لك كم كلمه.
ابتسمت حيال حركتِه ومُحاوله تشتيت نظره بعيداً عنها فقالت : تمام بروح لها.
دخلت إلى المطبخ بهدوء لترا اميرة تجلس على احد الكراسي بعد ان خللت اصابع يديها ببعض مُعلنه عن توتُرِها فقالت ود : اتوقع تبي تقولي لي شيء ؟.
رفعت اميرة ناظِريها إلى ود فوقفت بسرعه وهي تقول بعد ان هزت رأسها بحركه عفويه : ايوة .. عشانـ .. عشان الي صار اليومـ .. انا اسفه ادري اني غلطت بالي سويته وحركتي ما كان لها داعي واتمنى ننهي هالشجار باسرع وقت ..، قاطعتها ود بابتسامه بعد ان تأكدت من ندمِها الظاهر من عينيها : يكفي انك عرفتي غلطك.
ارتسمت الابتسامه على ثغرِ اميرة بشكل مُتدرج يبين تعجُبِها من تصرف ود، ولكن اتسعت ابتسامتِها اكثر عندما فتحت ود ذراعيها مُعلِنه عن الصُلح ! وهي تقول : انسي الي صار.
احتضنتها بفرح وبِحُسن نيه مُتبادله .. وبعد مرور ساعات عديده على تصافي قُلُبِهِم، تذكرت ود حدِيثِها مع امجد فتسحبت دون ان يشعر بِها احد ودخلت إلى تِلك الغُرفة عنيِده الفتح ولكن لا شياء يُصعب على ود التي كبُرت بين الاسلحه والممنوعات، بعد ان استطاعت فتح الباب دخلت واغلقت الباب جيداً وكأن لم يدخلها احد.
فتحت هاتِفِها فارسلت لامجد ان يرسل المعلومات التي تتعلق بما تُخطط له.
وما هي إلى بضع دقائق حتى وصلت رسائله تُعلن عن وجود ابنه رئيس احد العصابات في غُرفة الاسلحه التي تتوسط المنزل، قُطِبَ جبين جراح بصدمه وعدم تصديق ولكن شُوككِه لم تهدء.
فوقف مُسرعاً إلى تِلك الغُرفة بالتحديد، الغُرفة التي كانت تجلس بها واضِعه قدماً على الاخرى بانتظار مُداهمتِه لسكون الغُرفة خافتة الاضاءة.
تنهد باريحيه عندما رأ الباب مُغلق فقال في نفسه : مين الغبي الي قاعد يلعب معي ؟ اصلاً مين الي يدري ان في اسلحه في البيت ؟.
وما إن اراد ان يعود ادراجه حتى استوقفته تساؤلاته التي شدته لفتح ذلك الباب.
فتح الباب ودخل بهدوء وخطوات بطيئه بعد ان وضح يدهُ على مُسدسِه للحذر والحيطه، اغلق الباب قليلاً وتقدم ينظر في ارجأ الغرفة المُعتمه بتفحص .. جحِظت عينيه عندما رأ كيان فتاة مُتوسطه القامة غير مُتضح شيء سوا رسمه جسدِها النحيل وشعرِها الطويل المُمْوج ! تقف مُقابله لاحد الرفوف الفارغة كُلياً باستثناء رف توسطهُ مُسدس بلون ابيض جذاب، وكأنهُ صُنع ليكُون تُحفه لا للاستعمال.
حُبست انفاسِهُ وبدأ يتقدم بخطوات مُثقله بعد ان رفع سلاحِه وصوبهُ نحوِها.
وما إن قلّت المسافه بينهما حتى اشتدت رائحه عطرِها في الارجأ ! عِطرِ ليس بغريبٍ عليه .. دار سؤالاً واحد في ذهنه هل حقاً هي ود ؟.
كانت تترقب وصوله في اي لحظه وما إن احست بقدومه حتى اعتدلت في وقفتِها و استقامت بثبات، نطق جراح بصوته الخشن من خلفِها : سلمي نفسك.
ابتسمت ابتسامه صغيره فلتفتت لِتُأكد توقعاتِه : مسكتني !.
لم يُنزل السلاح بل ضل صامِداً امامها وهو يقول بنبره غاضبه مُشتعل : شتسوي هنا ؟.
ود بهدوء مُتقصِده اغضابِه : انت وش تسوي هنا ؟.
جراح بحده : المكان مكاني وانتِ تجسستي علي.
نظرت إلى عينيه بنظره تدل على القوة وعدم الخوف وقالت : وانت تجسست علي .. وسألت عني .. مع انه كان يمديك تسألني انا شخصياً.
صدرت ضحكه ساخره منه فقال : يعنيـ .. يعني المعلومه الي وصلتني صح ؟.
اقتربت منه وهي تنظر لعينيه وبين كُل لحظه والاخرى تخطِف نظره إلى المُسدس المُصوب نحوِها، وبحركه سريعه منها ادارت المُسدس من يدعه ليُصبح في يدِها بحركة اذهلته : يمكن.
عينيه وتفكيره في السلاح الذي بثوانيٍ اصبح في يدها من حركتِها ! بل تعمق في التفكير إلى ان وصل لاول لقاء بينهما .. مهارتِها في استخدام السلاح اكدت له انها ابنه رئيس عصابات.
احنى رأسه قليلاً بعد ان اعتلت شفَتَيه ابتسامه فقال : امشي نتفاهم خارج.
تقدمت من الباب للخروج ظناً منها انهُ سيُرافِقها للخارج، ولكن شهقت عندما لُفت يدُها اليُسرى حول بطنها، نطقت بألم وصدمه عدما بدأ يشد عليها بقوة : فكني يامعتوه.
همس في أُذنِها قائلاً بحده : بعد ما نعرف بنت مين انتِ يا سوسه.
قامت بتمثيل الانكسار، ارخى قبضه يده لتدفعه بعيداً عنها وهي تقول بتساؤل : ما تتعلم انت ؟ صدقني ما بتعرف شيء عني الا اذا بغيت انا .. وبعدين لو تبي تعرف بنت مين انا اسألني ما بكذب عليك.
تنهد بـ نفاذ صبر وهو يقول بعد ان التفت لـ يسحب احد الكراسي : بنت من انتِ ؟.
قالت بغرور : لو سمحتي.
رمقها بنظره ساخِره فقال : الحنها لك بعد ؟.
اجابت بهدوء وهي تجلس بعد ان سحب هو الاخر كرسي ليجلس امامها مُباشره : صح ابوي رئيس عصابات بس يافهيم ابوي ماعاد رئيس عصابات لانه من زمان مات ..، اردفت بعد صمتٍ طال بنبره شبه مهزوزه والحُزين يكسوها : والسبب انتوا .. الشرطه السبب بـ قتـل ابوي .. امي .. و .. وسياف و مناف .. و .. ورده باقي مفقوده ما ادري وينها ..، اردفت بنبره جاهدت لتكون طبيعيه : كل الناس الي يحبوني واحبهم ماتـوا بسببكم انتم يالشرطة.
تجمد في مكانِه من كلماتِها التي نزلت عليه كالصاعِقه، لِمَّ قد تقـتل الشرطه عائله مُتكامله !.
نطق بتساؤل : ليه ؟ ليه الشرطه قتـلت كل اهلك دام بس ابوك هو المجرم المُذنب ؟.
نظرت إليه فاجابت مُحاول التغاضي عن اللقب الجارح الذي اطلقه على والِدها، حتى وإن كان مُحِقاً : متأكد انك تبي تعرف ؟.
اجاب بـ جمود وجديه : ايه.
قالت بابتسامه صغيره قتلت حماسه : مافي شيء تعرفه..اهلي ماتوا وبس.
وقعت يديه على اطراف الكُرسي الذي تجلس عليه فشدها لتقترب منه وتقصر المسافه بينهُما وهو يقول : شايفتني قاعد اطقطق ؟.
ابتلعت ريقها من نظراتِه المُتفحِصه لوجهِها وقُربه وقالت : شيء من الماضي .. والحلو في الماضي انه ما يرجع.
نطق : حلو انك ما راح تقدري تشوفي اهلك زي قبل ؟.
اشتدت اسنانِها على شفتِها السُفليه بغضب وحُزن فقالت : حلو اني قدرت اتخطى الاكتئاب، حلو ان ايام الفقد ما راح ترجع.
نطق بهدوء : من كلامك انتِ ما نسيتي شيء من الماضي.
تمركزت عينيها على عينيه فقالت : ما ننسى بس نتخطى .. نكمل حياتنا.
وضع السلاح الذي ناولته اياه ارضاً وقال : عادي اصير قريب منك ؟.ــــــــــــــــــــــــــــــــورد.
هذا اليوم الثاني وورد لم تقابل عائلة غازي على اي وجبه من الطعام .. اليوم فعلاً ورد تحسنت وفي حين قررت النزول نظر لها غازي الذي لتوه استفاق من نومه من على الاريكة : تدري انك نشبه ! عظامي تكسرت من الكنب ابي سريري.
نظرت له مبطرف عينها : احلم .. مستحيل انام على الكنبه مره ثانيه حتى انا كسر عظامي.
ابتسم وهو يتجه ناحيه دورة المياه : اجل نامي بحضني معي على سرير.
حدقت فيه بغضب وخجل لون ملامحها : انقلع انقلع .. احلامك كثير.
ضحك وقال قبل ان يُغلق الباب : جهزي لي ملابس مرتبه لين اخرج من الحمام يازوجتي العزيزه.
نطقت بصوت مُنخفض : عزيزه في عينك ! ..، اردفت بعد ان ابتسمت بسخريه : ابشر اي اوامر ثانيه ؟.
اجاب بابتسامه ساخِره تُضاهي ابتسامتِها : لا ياعيوني.
تقدمت من دُلاب الملابس وما إن فتحته حتى اتسعت عينيها عند رُؤيتِها ملابس فتاة تتصدر واجهه الدُولاب ! : هذا الي كان ناقص ملابس الزفته في دولاب غازي.
وبعد ان ارتداء كُلاً مِنُهما، ارتداء غازي ملابس تناسب وضيفته اما ملابِسِها فتليق بالجلوس مع العائله. سبق غازي ورد للنزول بعد ان قال : بعد الفطور ارجعي نامي وارتاح .. كوابيسك زادت.
ابتلعت ريقها وهي التي شعرت انها حمل ثقيل عليه لتتنهد ولا تعلم سبب هذه الكوابيس منذ ان وصلت بلد غازي.
وبعد دقائق عند نزولِها سمعت عبير تقول : مو معقوله هالبنت لمتى بتقعد فوق وما بتنزل !."أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"
أنت تقرأ
نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .
Romanceحسابي الوحيد انستقرام : 9rwaih "نقل روايتي او الاقتباس منها دون إذنٍ مِني قد يعرضك للمساءلة القانوية" رواية كُل سطر وحرف منها عبارة عن نسيج من وحي الخيال ولا تمت للواقع باي صِلة إلا في النهاية.