PART 58

924 24 1
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

ﻭﺇﻥ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﻏَﻴﺮﻱ ﺑِﻄﻴﻒِ ﺧَﻴﺎﻟِﻪِ
ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟَّﺬﻱ ﺑﻮﺻﺎﻟﻪِ ﻻ ﺃﻛﺘﻔﻲ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 58.
ــــــــــــــــوتين.
خرجت مُسرعه من قصر عائله مها وهي تقول لمها : بسرعه الوقت تأخر تكفين ما باقي الا ربع ساعه على محاضرتي.
تقدمت مها لتصعد بجانب وتين في السياره وهي تقول بتردد : تدري شيء .. ليتك صحيتي بدري ورحتي لفيصل يعني عشان .. عشان تتطمني عليه وكذا.
لمحت وتين محاجر مها التي طوقت بدمعه تحمل الكثير من الحُزن لتقول لها : كلمتني ماما اول ما صحيت قالت لي ان فيصل بخير واجيهم بعد الدوام.
ابتسمت مها من بين عثرات الحُزن التي كُلما ضحكت تعثرت بِها ليعود الحُزن من جديد فنطقت قائله : وش فيك مكشره كذا ؟.
وتين التي تأففت بغيض وهي تقول بعد ان اغلقت الهاتف : الزفته نغم ارسلت لي تذكرني ان لازم اداوم في شركه ابو قرون اليوم .. قليله حياء فوق الي سوته قاعده تتعامل معي ولا كأنها سوت شيء ودي بس امسكها ياني كان فقعت عينيها ام ايلاينر معوق، حقيره قاهرتني وشريان احقر منها يعني بيموت لو طردها الخايسه ! وجع خربوا مزاجي من هالصبح.

دخلت وتين إلى الجامِعه بنشاطِها وطاقتِها المُعتاده، وما إن دخلت مُحاضره الاُستاذ اسعد حتى دارت بعينيها تبحث عن آدم رغم نُفُرِها منه إلا انها تُريد ان تراه، فالتساؤل قد زاد بداخِلها عن العائله الكبيره التي تحدثت عنها هُدى، تتساءل عن العلاقه التي تربط آدم بهُدى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــشريان.
يجلس على كُرسي المكتب وقد وُضِعت امامه على المكتب كُوب قهوة سوداء، يتأمل الكوب دون اقتراب منه كأنهُ "وتين" .. لطالما تأملها ولكن لم يتجرأ بالاقتراب مِنها، الكبرياء يمنعه يوقفه عن التقدم والمُبادره، فل يسقط العالم بِأسهره على ان يسقط كبرياء شريان.
رفع عينيه على غيث الذي دخل ليجلس مُقابِلاً له وهو يقول بعد ان اخذ نفساً عميقاً : قررت ؟.
ينظر إليه بهدوء دون ان ترمش عينيه ليقول دون تردد : بعد اسبوعين، اقتل سلطان في قصر امه قدام بنته وقدام اهله.
عقد غيث حاجبيه بصدمه لم يستطع عقله استيعاب الخُزع بلات التي يقولها الان ليصرخ فيه : نعم نعم ؟ قدام مين وفين بالضبط ؟.
وقف شريان بعد ان حمل بين اصابع يده كوب القهوة : الي سمعته ..، اكمل حديثه بعد ان جعل الكُوب يسقط من يده إلى سله النُفايات دون ان يرتشف منه رشفه واحِده ! وكأنُه يتخلص من ذلك الكوب او بالاصح يتخلص من وتين ولا يُبالي بوجودِها حتى دون ان يقترب منها ودون ان يفصح عن مشاعره : اذاعلى الشرطة ؟ حياها هُدى تعرف طريق بيتي.
وقف امامه غيث بعد ان اقشعر جسده والصدمه لم تفارق ملامِحه : شريان صحصح وش تقول انت ؟ ننهي امر سلطان زي ما انهينا امر الي قبله لا شرطه ولا خرابيط.
نظر إليه شريان بعد ان اعتلى شفتيه ابتسامه هادئه ساخِره : بس سلطان مو زي الي قبله، وبنت سلطان مو زي بنات الي قبلها.
دفعه غيث بقوة وكأن دفع غيث لشريان اصبح امرٌ مُعتاد عليه : كل هالحوسه عشان وتين ؟ ياتصحصح وتركز معي يا انا اعرف كيف اخليك تصحصح.
قال كلماتِه الاخيره وهو يتوجه إلى الباب، وسرعان ما قفز عليه شريان والغضب يتطاير من عينيه ليوقفه قائلاً : وش بتسوي ؟.
ابتسم غيث بانتصار عندما رأ نظرات الغضب والشراسه في عيني شريان من جديد : اقتل وتين وانهياها من حياتك.
ثبتهُ شريان على الجدار ليصرخ فيه كبركان ثائر : صدقني لو تلمس شعره منها بتشوف شيء ما يعجبك.
احتضنه غيث علهُ يمتص القليل من غضبه وحُزن ليقول بهدوء : ابيك ترجع زي شريان الاول، تدري زين ان قلبك لو تحكم فيك بيوقف تحكم عقلك .. تخطيت الحُب طول هالسنين يا شريان وقفت على هالمره ؟ شريان ارجع لعقلك .. ولا صدقني بقتلها وانا عند كلمتي.
انهار شريان ليجلس على احد الكراسي مُمسك برأسه يقاوم قهره والبركين التي في صدره، نزلت من عينه اليسرى دمعه حارقه، ودموع عينيه التي تحجرت لسنوات تنزل لاول مره بسبب فتاة ! نطق بصوته الخشن المُتحشرج : انت لو قربت من وتين، انت لو اقتلعت وتين صدقني كأنك اقتلعت وتين قلبي من مكانه، انت بتقتلني لو قربت منها.
واقف مُتعجب حائر من امر إبن عمه الوحيد، مُتعجب من امر الاسد المُزمجر كيف لصوته الذي يزئر قد صمت، هل هذه حقاً من فعائل الحُب ؟ هل الحُب شيءٌ كهذا ؟ من يُريد حُباً يهدم جبالاً بداخل صاحِبه.
خرج غيث مُسرعاً لم يتحمل منظر شريان مُنكسِراً بعد ان اعتادهُ هو من يكسر لا من يُكسر، آهٍ كيف للانسان ان يُكسر قلبُه بينما القلب شيء لين وطري ليس بعظمه كي يُكسر، كيف للانسان ان يتألم من جُرحٍ خفي لا يشعر بِه سوا صاحِبه جُرحٌ دون نزيف ؟.
تصادف غيث مع وتين في مدخل الشركه والتي تعجبت كثيراً من حاله غيث.
لم يكون غيث المتعجرف او غيث الغاضب، كانت حالته تدعوا للتساؤل فوقف امامها والغضب يتطاير من عينيه عندما رأها ليقول لها بحده وكُره : لا تدخلي مكتب شريان، فاهمه ؟.
زمجر كلمته الاخيره بغضب، لتقول له وتين بعدم فهم للموقف : ما بدخل ..، اردفت بملل : اصلاً مالي خلقه.
وما إن ابتعدت بخطوات قليله امام انظار غيث حتى صرخ بغضب ارعب جميع الموظفين : مالك خلقه ! ناس تموت عشان ناس، وناس مادرت عنهم ..، اردف بغضب اكبر : مالي خلقه ! بعد ايش مالك خلقه يا ست الحُسن والدلال.
خرج دون ان يسمع لكلام وتين التي بدأت بالغيض من تصرفاته الغير مفهومه.
تأففت لتدخل مكتبِها فوضعت حقيبتِها على الطاوله بغضب وهي تقول : وش هاليوم الي كل من شفته قام ينافخ ! ..، اردفت وهي تتذكر امرٍ اخر : ما اقول الا جعلك الشلل يا دكتور اسعد كانك قاهرني في مادتك الشينه.
وضعت رأسها على الطاوله بتعب وما هي إلا دقائق حتى اتتها نغم وهي تقول بتعالي : الاستاذ شريان عنده اجتماع مع زبائن اجانب وانتِ المترجمه، ما يحتاح اعلمك عملك.
نظرت إليها وتين باستحقار لتقول لها : اذا خلصتي كلام اطلعي وسكري الباب وراك.
اخذت الاوراق التي وضعتها نغم على المكتب قبل ان تخرج، لتتجه إلى مكتب شريان طرقت الباب وما إن اذن لها بالدخول حتى دخلت وهي تقول بعد ان وقعت عينيها على الاوراق : الزبائن ينتظرون، خلنا ما نتأخر عليهم.
رفع عينيه حين وقع صوتُها الذي يميزه جيداً على مسامِعه ليقول لها وهو ينظر بعينيه الحاده واثر الحُزن لم يزل منها؛ ينظر إلى الورق لا إليها : ماراح نحتاجك اليوم ارجعي مكتبك راح يترجم مُترجم الانجليزيه.
خيم الصمت للحظات وبعد الصمت نطقت وتين بتساؤل وهي تنظر إلى الاوراق : بس الزبائن من المانيا ..، اردفت حين تجاهلها وبدأ بترتيب بعض الاوراق وكأنه عدم : شريان انت مشخصنها بزياده وش همك ؟.
نطق دون ان ينظر إليها : اذا خلصتي من كلامك، ارجعي مكتبك.
حاولت تجاهل الامر كثيراً فتقدمت إلى الباب تُريد الخروج ولكن توقفت وهي تستصعب وضع شريان هذه الايام، اغلقت الباب دون ان تخرج ومن ثم التفتت إليه لتقول له بعد ان تقدمت منه وهي تضع الملف على المكتب بقوة توحي بغضبِها : شريان ناظرني .. ناظرني ..، اردفت بعد ان وقعت عليها نظراتِه المُتعجبه من تصرفيها : انت فيك شيء صدقتي، وش فيك ؟ ليه تنافخ علي ومزاج معكر يوم تشوفني وكأنك مو طايقني ؟ ممكن افهم وش فيك ؟.
اقترب منها وهو يقول بجمود مُتجاهلاً مشاعر الحُب التي تنساب بداخله : يمكن جد ما اطيقك ! هذا انا كل يوم اسولف مع بنت عادي.
كلماتِه الاخيره زرعت بعقلِها الف سؤال : كل يوم اسولف مع بنت ؟ وش قصدك ؟ ..، ارفت بسخريه : احنا ما بيننا شيء ولا تفكر تشوفني من البنات الي تسولف معهم وتاخذ وتعطي ؟ انا مو اي بنت .. واساساً ليه قاعد تقول لي كذا تحسب بيهمني كلامك ؟ ترا ما دريت عنك بس تصرفاتك ما عجبتني اليومين هذي احس عندك انفصام مو طبيعي وضعك.
ضحك بسخريه ليضع الاوراق من بين يدين ليقول كلاماً لم يعلم اي ضرر قد يتسبب به : انتِ ولا شيء .. ولا شيء وما حطيتك من ضمن البنات الي تكلمت عنهم تدين ليش ؟ لانك ولا شيء بينهم، بعدين انتِ بكبرك مو عاجبتني تبيني اتصرف بتصرفات تعجبك ليه ؟.
ارتجفت شفتيها بصدمه وقد خدش كبريائها بكلماتِه وتعجرفه، ارخصها واستحقرها بكلمات تُعد.
نطقت بابتسامه توحي بالخذلان جاهدت ان تظهر ابتسامه طبيعيه : وش الي تبيه الحين ؟ مو مفروض انا الي ازعل واعصب وتجاهلك بعد الي سويته ؟ ..، اردفت بعد ان تقدمت منه لتقول له بغضب عارم : ليه شايف نفسك ! دائماً انتوا يالرجال متكبرين ومغرورين ولا احد قدكم.
عينيه تدور تتفحص ملامِحها بدقه .. بهذا القِرب ياوتين تُخلي توازن شريان الجامد كجمود الجبال، ترهقيه كثيراً.
نطقت مُتجاهله نظراته الهائمه في ملامِحها : بعد الي صار مفروض ما نتقابل .. مفروض .. بس انت وش سويت ؟ وظفتني قدام عيونك عطيتني مقعد في جامعه ما كنت احلم فيها وبعدين معك ؟ شريان لوين ناوي توصل فهمني ؟.
خطا بخطوه من بعدها تلاشى الهواء من بينهُما ليحل محلهُ انفاسِهما المُتسارِعه : للي ناويه توصلين له ياوتين، يمكن لهالنقطه بالضبط.
احتلها التوتر والارتباك من قربه ومن نظرات عينيه المُتمركزه بداخل عينيها، نطقت وفكُها يرتجف من ربكتِها : اي نقطه ؟.
اقترب من عُنُقِها وبقرب أُذنها همس بانفاس مُلتهِبه بعد ان استنشق رائحتِها قائلاً : قربك مني .. اتجاهلك وتتكلمين .. ابعدك وترجعين، واذا قربت منك تخافين ! انتِ الي وش تبين مني ؟ ..، اردف وهو ينظر إلى عينيها : تبيني اتركك ؟ واعتقك من هالوظيفه الي بسببها صرتي تشوفيني كل يوم ؟.
انتظر منها جواب ولكن لا جواب لها، لا تستطيع ان تخبرها انها راضيه اتم الرضى بوظيفته ما دامت تجعلها تراه كل يوم.
خنقتها العبره عندما ضرب وجهها بحقائق كانت تخشى ان تُصارح ذاتِها بتلك الحقائق، كلماته لامست حدود كرامتِها وكبريائها، قلبُها لا ينحني امام كبريائه الطاغي ما دامت هذه هي نظرتُه لها، فهمت من بين احرف كلماته انهُ سئمَ منها ومن عودتِها له رغم حقاره تعامله معها وكأن لا كرامه لها .. لا شيء يستحق كل هذا العناء فرحيلُها هو الانسب.
اردف كلامه قائلاً : تمام فيك تتركي الوظيفه، بس بعد ما ترجعي شريان الاول.
نطقت وتين من بين رجفه شفتيها بعد ان لمعن دمعه مُتلألأه في محاجرها رماده اللون : شريان الاول ! ..، اردفت وعينيها تسبقها بالحديث : تشوف انك تغيرت ؟.
لا جواب منه .. ابتسامه طفت على شفتيها لتقول له وعبرتُها لازالت مُتعلِقه في حُنجُرتِها : ما اشوفك تغيرت، اشوفك شريان نفسه الاول المتعجرف المتكبر المغرور وما يرضي غروره غير الخضوع وانذلال من الي قدامه، وانا ما تعودت على الذل ياشريان ..، تراجعت بخطوات بطيئه للخلف بعد ان ترنمت ضحكه ساخره
مُتألمه في أُذنيه : ولانك مو من الي احبهم تحسب تقدر تهزني بكلامك ؟ يوم تسولف ويوم تصارخ ! يوم تضحك ويوم تهاوش ! انا ما عدت اعرف لك ابدأ كيف اتصرف معك؟ ما ادري، كيف اعاملك ؟ ما اعرف، اصلاً ليه اعرفك وانا ولا شيء بالنسبه لك ؟ وان كنت في يوم من الايام في حياتك صدقني ما ارضى اكون زي باقي البنات الي مروا عليك، ما ارضى اكون هامش، الحياة حياتي وانا بطله قصتي ودوري مو دور ثانوي عشان تعاملني كذا.
حاولت الابتعاد اكثر ولكن اوقفها وهو يقول بنبره تخللت كل خلاياء جسدِها نبره استنجاد فزع وذعر من انها قد تتخلى عنه : انتِ صح مو زي باقي البنات لانك ..، لم تدعه يكمل فقد نطقت قائله بعد ان جمعت ما تبقى من عزّة نفسِها قاصده الهجر : لاني وتين، من مريت عليه عمره ما نساني يا شريان.
تقدمت من الباب لتُردف قبل ان تخرج بعد ان التفتت إليه : وش الي تبيه من بنت ما تعجبك بكبرها !.
اجابها بجمود وعينيه تنظر لعينيها، هي جمله يعرف جيداً انها ستهدِم روحه قبل روحِها ان قالها ولكن تجرأ وقالها : ابيها تتذكر اني مديرها وهي موظفتي.
رجف قلبها وتحاول ان لا تبكي امامه بكل ما اوتت من قوة .. ابتسمت وبداخلها تثور براكين وتعتصر جروح خفيه، لتتقدم من المكتب واخذت الملف من ثم توجهت إلى الباب وهي تقول بنبره مُتحشرجه والغصه في حلقِها، على طرف اهدابِها تعلقت دمعه يتيمه تأب النزول خوفاً من ان يتناثر حطام قلبِها امام شريان عديم القلب : انتظرك استاذ شريان في غرفة الاجتماعات.
جرحتهُ بجملتِها او بالاصح نبره صوتِها المُختنِقة هي من تركت ندبه في داخله، يشعر ان في عينيها كلام استصعبت لفظهُ تلك الشفتين، مؤمن انها تكرههُ ولا شعور بداخِلها لهُ سِوا الكُره، لا تتقبله وهي التي تكرهُ كُل ما يتعلق به .. هي لا تكرهُك يا شريان هي تكره غرورك وتغطرُسِك عليها، تكرهُ ان تُعامل بهذه الطريقه، ان تكون هامشاً في حياتك، ان تكون كاي فتاة وقفت للحديث معها .. لطالما اعتادت وتين على التفرد والاستثناء هي ليست دُميه تشتريها بكلمات، دميه تفرغ بها كُل جنونك وانفعالتك وتصرفاتك التي انتَ ذاتك تعلم انها ليست بتصرفات تليق برقة وتين قلبِك، عاصفه حُب عُظماء تدور بداخل قلبه عاصفه تلتهم كُل شيء عدا جدران ذلك القلب الصامده المُكابره عاصفه تُريد ان تفيض وتهُب امام وتين التي اخطأ في ظنِه بها، يظنها تكرهُه وتبغضهُ بينما هي ايضاً تحمل بداخلها اعجاب، اعجاب كبذره في صحراء قاحله لم ترتوي بالماء كي تُصبح نبته، هو كذلك اعجاب وتين لشريان لم يرتوي بالاحترام كي يكبر ويصبح حُباً.

اليوم يخرج فيصل من المُستشفى الكئيب بنظره، خرج برفقه عائلته التي تُريد ان تفرح بسلامته، ولكن دائماً ما يُباغِتُهم موت مِشعل ليتبدل فرحِهم إلى حُزن وشوق لذلك القلب النقي الرقيق الضاحِك.

"أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن