بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
لا أشرب الماء ما لم يَصفُ مَوردهُ
ولا أقولُ لِمُعوجّ الوِصَالِ .. صِل .ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 9
ـــــــــــــــورد.
بعد دقائق رأت مقر المسابقة وكان يعج بالناس ومنهم من كان على خيله .
نطقت وهي تكلم نفسها مُحاوله ان تُخفف من توترِها فهي للمره الاولى تدخل بين هذا العدد من الناس : يله ياورد مو اول مره تدخلي بين ناس كثير.
نزلت عن فرسها ووضعت لثاماً على وجهُها كي لا يستطيع احد التعرف على ملامِحِها وبالاخص غازي.
دخلت بين الزحام وهي تحاول ان تصل للمكان الذي فيه الفرسان المتسابقون، بدأت تُكلم فرسها بصوت منخفض : شيهانه روقي شوؤ ويجي دورنا.
وجهت انظارها لساعتها فالتفتت للرجل الواقف بجنبها وينظر إليها ونطقت بعدم وعي منها : المفروض يكون الحين دور فريق ..، اردفت وهي تحاول ان تتذكر : شسمه يارب !.
الرجال : الحين سباق بين فريق "فارس بدون حرب" وفريق "فرسان المستقبل".
شهقت ورد بتوتر : رحت فيها، تعرف وين مكان المتسابقين ؟.
اشر الرجل على مكان المتسابقين ولكن نطق قبل ان تذهب وهو ينظر إلى فرسها : الفرس للبيع ؟.
نظرت إليه ورد بنظره حاده : لا مو للبيع.
توجهت إلى مكان الفرسان ولكن اوقفها الحارس وهو يقول : لو سمحتي المكان خاص بالمتسابقين.
أخرجت ورد البطاقة وهي تقول : انا مشاركه في المسابقه.
ادخلها الحارس دون تردد، دخلت ووقفت بعيد عنهم فلم يلحظ احد وجودها لازدحام المكان بالمتسابقين من شتا الفرق، بعد دقائق نطق المُعلق : فريق "فارس بدون حرب" الي احتل الساحه والصداره حبيب الملايين.
ورد وهي تُكلم فرسها : مو كأنه يبالغ.
الحكم اكمل مع صوت تصفير وتشجيع الجمهور : وفي الجانب الاخر من السباق فريق "فرسان المستقبل".
ابتلعت ورد ريقها بتوتر : دورنا دورنا.
دخلوا الفرسان المشاركين في المسابقة وكان من ضمنهم غازي ! اما ورد انتظرت حتى بدأ يُنادي اسماء الفرسان.
نطق مدرب فريق "فرسان المستقبل" : احد شاف عزف ؟ تأخرت.
نطقت بروج وهي احد صديقات عزف واحد المتسابقين : مو من عوايدها تتأخر.
المدرب بتوتر وخوف : راح نستبعد من السباق اذا الفريق ناقص.
غازي بحده : دقوا عليها سووا اي شيء بدأ ينادي بالأسماء.
بدأ الحكم بمناداه اسماء المتسابقين إلى ان نطق : والفارسة عزف عيسى ..، توقف وقطع جُملته وهو يدور بعينيه باحثاً عن الفارسه عزف ! ..، اردف وهو يقول : فريق فرسان المستقبل، وين الفارسه عزف ؟ . لا استحاله تفقدون المسابقه بسبب عدم وجود بديل لعزف ! فرسان المستقبل ؟.
دخلت ورد ووقفت بين الفرسان وهي تحاول ان لا تتوتر فلتفت إليها الفرسان بتعجب والجماهير !.
الحكم : فريق فرسان المستقبل استبدلتوا الفارسه عزف ؟ ام انها بديل ؟.
حمد همس لغازي : ذي ماهي عزف.
غازي بحده : ادري ماهي عزف .. بس مين هي؟.
قطع الحكم تسأل الفرسان والمشجعين وهو يقول : تم استبدال الفارسه عزف بالفارسه ..، اردف بسرعة : الفارسه الملثمه، نسميها الفارسه الملثمه لان مافي لها بيانات إلى الان.
بدأ العد التنازلي :
ثلاثة ..
اثنين ..
واحد .. انطلاق.
انطلقوا الفرسان وكلٌ منهم يتسأل عن هذه الفارسه مجهوله الهويه ؟.. من عساها تكون ؟ واين اختفت الفارسه عزف ؟
المعلق بحماس : الفارسه الملثمه تتخطى مُنافسيها، تخطت الفارس هلال ! هل ستتخطى الفارسه زران؟.
وهاهي تقترب نهايه السباق ولا زال فريق فارس بدون حرب المتصدر في السباق !.
صرخ المعلق : فرق فارس بدون حرب متصدر كعادته، الفارس نواف .. نواف يتقدم .. هل راح تحسم السباق يا نواف ؟ ..، اردف وقد ازداد حماس المشجعين عندما رأوا تقدم الفارسه الملثمه : لا لا لا الفارسه ملثمه .. الفارسه الملثمه ..، صرخ بحماس وصدمه : الفارسه الملثمه .. اخذت المركز الاول، ومن بعدها الفارس غازي .. غازي يتقدم بسرعة اكبر .. غازي يا غازي .. هاهي الفارسه هند تتقدم بسرعه فائقه عن عادتِها.
تسارعت انفاس ورد وهي تاخذ شهيق وزفير بحماس واربتاك وسعادة تغمرها .. ابتعدت عن المضمار.
اكمل الحكم بحماس : ونقول فريق .. فريق فرسان المستقبل هو الفريق الفائز لسباق اليوم وحظ اوفر لفريق الصدارة السابق فريق فارس بدون حرب.
هاهي المسابقه قد حُسمت وفاز فريق غازي و بدأ الاعلام بتصوير فرسان الفريق الفائز و كانوا جميع الموجودين تنتابهم الحيره عن من هي الفارسه الملثمه.
اما ورد بعد انتهاء السباق حاولت وبصعوبه ان تخرج من بين الزحُام خرجت وهي تتنهد بتوتر بعد ان استطاعت ان تفلت من المصورين والصحفيين !.
بعد ثواني استوقفها ذات الرجال الذي سألها اذا كان فرسُها للبيع وهو يلفظ بخبث : على وين يالفارسه الملثمه، صح ما ودك تبيعين فرسك ؟.
اشدت نبره ورد بغضب : لا ما ني بايعه، ولا تقعد تلاحقني من مكان لمكان.
انتطائت الخيل متوجهه لبيت عزف قبل ان يصل غازي قبلها.
لم تعلم ما كان يُخطط لهُ الرجل فقد أمر اثنان من رِجاله بالحاق بِها ! اشتد سُرعتُها وازدادت نبضات قلبِها خوف عندما رأت رجُلاً يلحقان بها .. وما هي الا ثواني حتى اعترضا طريقها
لفظ الاول : بتبيعين الفرس بالطيب ولا احنا نعرف زين كيف بناخذه منك.
ورد بخوف وغضب في ذات اللحظة : انا قلت لكم ما ابغا ابيعه .. ما تفهمون؟.
اجاب الاخر : مو على كيفك ياحلوه.
نزل عن خيله وسحبها من على فرسِها بقوة رغم صراخها وخوفها : فكوني، فكوني مستحيل اخليكم تاخذون شيهانة .. والله على جثتي تاخذونها.
بدأ الاول بالضحك وهو يقول : خذ الفرس وانا باخذها.
لفظ الاخر : وش نبي بالبنت ؟.
ابتسم الاول بخبث : بنتسلا فيها شوي.
صرخت ورد بانهيار وخوف : لا لا فكون.
قاطعها لذلك الذي نطق بنبره هادئة ولكن كان يصدح بعلو : اتركوها تروح.
التفتت ورد بخوف وجسدُها يرتجف من الخوف و لكن صُدمت من المتحدث .. صمتت ورد بخوف ليلفظ غازي بحده وصدوت عالي : قلت لكم اتركوها ما تسمعون ؟.
لفظ احدهم : ومين انت ؟.
ارتجل غازي عن فرسه وهو يقول : انا اعلمك زين مين انا.
لكمهُ غازي لكمةً اوقعته ارضاً ! فهمّ الاخر بالهجوم على غازي ولكن بحركة سريعه قام غازي بلف يده اليمنى خلف ظهره وهو يهمس من بين اسنانه بغضب : تبي تعرف مين انا بعد ؟.
تاوه بألم من شده الوجع، قام بدفعه بقوه حتى لامس وجهه الأرض، استمر العراك بينهم حتى بدأ ينزفان دماً ! كان من السهل ان يغلبهم غازي ففارق البنيه الجسدية كان لصالحه.
غازي بصراخ وحده : مابي اشوفكم مره ثانيه، فاهمين؟.
صعد كُلاَ مِنهُما على خيله بخوف وعادا ادراجهُما، اما ورد فقد كانت محتظِنة شيهانة بخوف، اقترب منها ودون ان ينطق بكلمه قام بمد يدِه إلى لِثامِها كي يعرف هويتها التي شك فيها من عينيها الواضحه له عينيها التي تدعوه لتأملها .. سُرعان ما تراجعت ورد للوراء بخوف وهي تهُز رأسها بالنفي .. تعجب غازي من أمرها ! و بهدوء لفظ : سووا لك شيء؟.
لم تتفوه بكلمه بل اكتفت بهز رأسها نافيه كلامه، أسرعت لتصعد على فرسها وتجري به تاركه غازي خلفها، كانت متوتره وخائفه من انه عرفها، ضل واقفاً يتذكر عينيها الحاده، احس انها ليس المره الاولى التي يراها فيها، وعاد إلى المسابقه ليبدأ الاعلاميون بتصويره وسأله عن حياتِه وما الى ذلك.
سحبهُ حمد وهو يقول : عرفت شيء د مين هيه ؟.
صمت غازي لثواني ومن ثم قال : لا ماعرفتها.
وقف ليحدث المدرب وهو يقول : بيسلمون الجائزه وش بنقول لهم ؟ ما نعرفها من وين دخلت؟ كيف كذا؟.
المدرب بتفكير : بنقول انها بديله لعزف.
غازي بسخريه : لا والله ؟ اجل وش بنقول اذا سألونا ليه ماهي موجوده؟.
هند بتدخل : بنقول انه صار لها ضرف طارئ.
تنهد : تمام انا بتصرف.
وصلت ورد إلى بيت عزف وقلبها يقرع كالطبول : اخ ياعزف كنت بروح فيها تخيلي.
بدأت تقص لها ما حدث في الطريق، لتضحك عزف : انتبهي ترا غازي مو هين، صح ما يبين شيء بس والله رأسه ما يوقف من التفكير .. لا تستبعدي انه عرفك .. ورد ..، اردفت عزف بحده وهي تقوم بتفكيك ضفائر الفرس : وين رحتي.
تنهدت ورد بابتسامه : اخ .. يجنن.
فتحت عزف عينيها بصدمة : خفيفه انتِ ! شكلك طحتي بحبه وما احد سمى عليك.
ورد بابتسامه توحي الحُب وتوتر هزت رأسها بنفي : لا اكيد لا.
ضحكت عزف من ملامح ورد التي توردت بخجل وهي تمسك مساحيق التجميل : علينا ! لا ! اها والابتسامه الي شاقه وجهك وش هي !.
وضعت ورد يديها على شفتيها : لا وين ! ماله دخل ياربي شسوي .. عزف والله يجنن، يعني ما حبيته بس يجنن، صفق الاثنين مع بعض ويسألني صار لك شيء ؟ انتِ بخير.
ضحكت عزف بصوت عالي وهي تقول : ماحبيته بس يجنن ..، اردفت بعد ان ضربت كتفها بخفه : أثقلي يالخفيفه .. لا تفشلينا.
تنهدت ورد وهي تتذكر ملامح غازي : عزف تعرفين الحُب ؟.
استندت عزف على يديها بتفكير وهي تقول : الحُب ابتسامات وضحكات وسرحات ويجنن بس ماحبيته و ..، لم تُكمل جملتها فقد صاحت فيها ورد : انقلعي الحين ذا حُب ! يع تخيلي احبه لا والله ..، اردفت بغرورها المعتاد : ولا انا ورد ماعطيت وجه لغازي ولد الشيخ تبيني احب هالغازي ؟ لا ياقلبي يحلم.
نطقت عزف بعد ضحك : خلاص يالمغروره لا تحبيه .. ماودك تغيرين لبسك؟.
شهقت ورد بخوف بعد ان وقفت وهي تقول : ياويلي لا يجي وانا باقي كذا.
بعد ان انتهت من كُل شيء وقفت امام عزف بتوتر وهي تقول : كل شيء ضابط الا شعر شيهانه مجعد من الضفائر.
وجهت عزف انظارها للفرس بتفكير وهي تقول : معليك قولي سوته صديقتي.
لم تُجب ورد فقد قرع الجرس وهنا أيقنت ورد ان غازي قد عاد.
خرجت بهدوء متمنيه ان لا يُلاحظ التغير الموجود على الفرس.
وقعت عينيه على الفرس فضل صامِتاً بالرغم من مُلاحظه التغير الكبير وتزداد شكوكه !.
وفي منتصف الطريق نطقت ورد مُحاوله ان تقطع الصمت : وش فيك مبرم كذا ؟
التفت إليها بنظرات بارِده ومن ثم نطق : ولا شيء.
ورد بحماس : ايوة صح ماقلت لي، فاز فريقك ولا؟.
عاد غازي بنظراته إليها ومن ثم نطق : الحمد لله فزنا.
ورد بفرح وتُحاول أن لا تُبين انها تعلم بالنتيجه جيداً : مبروك.
اجابها : الله يبارك فيك.
لم يشاء غازي التحدُث فكل افكاره في الفارسه المُلثمه، وبالرغم من شكوكِه التي تُشير إلى أن ورد هي ذاتُها الفارسه الملثمه الا انه بقي مُتساءل .. لماذا قد تكون هي ؟.
وبعد ان وصلا إلى القرية دخلت ورد البيت بحماس وهي تقول : جدي، ياجدي.
خرج الجد بالبتسامه فرح لعودتها سالمه : أرحبي ياورده أرحبي.
قبّلت ورد جبين جدها بسعادة من تجربتها الجديدة، وازدادت فرحتُها عندما قام بمناداتِها "ورده"، نظر الجد إلى خلف ورد باحثاً عن غازي فلم يجده.
الجد : وين غازي؟.
ورد : عيا يجي معي يقول بيرجع لبيتهم، الا جدي وين بيته ؟.
نظر الجد إليها بهدوء : الفندق.
ورد بتساؤل : وليه ؟ يعني وين اهله.
الجد بتردد من ما سيقوله : اهله في دولة ثانية وجانا الاردن زياره .. ولا اهو يدرس في أمريكا.
صفقت ورد بحماس : الله .. في أمريكا ! ..، اردفت بتفكير : طيب ليه ياجدي جا عندنا ؟ صح متى درسته عشان يناديك كل شوي استاذ؟.
عبدالرحمن بضحك : درسته قبل عشر سنوات.
ورد بذهول : اوله ! وين كنت انا ؟ ..، اردفت بابتسامة تفكير : ما اذكر الا يوم كان عمري ثمان سنين .. كاني فاقدة الذاكرة لا طفولتي ولا امي اذكرهم.
ابتلع عبدالرحمن ريقه بتوتر وهو يقول : ايه ايه انا قبل عشر سنين كنت استاذ انجليزي، كنت ادرس في المدينه .. يعني كانت حياتي كلها في المدينه لين امك جابتك عندي وانا تركت كل شيء وقعدت اربيك.
احتضنت ورد عبدالرحمن بابتسامة وهي تقول : يازينك ياجدي عشان كذا قاعد تكرفني ادرس انجليزي.
ضحك عبدالرحمن بقوة .. بدأ يسألها عن يومها ومن قابلت ومن لم تُقابل .. وبرغم من حُبِها لجدِها الا انها فضلت ان تبقى الفارسه الملثمه سراً وتطوي هذا اليوم وكأن شيئاً لم يكُن.
اما غازي بعد ان ذهب إلى الفندق بدأ يفكر في ورد وهل حقاً هي ذاتُها الفارسه الملثمه ؟! بدأ بربط الاحداث حتى تيقن انها هي ولم يبقى سِوا ان يتأكد."أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"
أنت تقرأ
نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .
Romanceحسابي الوحيد انستقرام : 9rwaih "نقل روايتي او الاقتباس منها دون إذنٍ مِني قد يعرضك للمساءلة القانوية" رواية كُل سطر وحرف منها عبارة عن نسيج من وحي الخيال ولا تمت للواقع باي صِلة إلا في النهاية.