PART 47

1.6K 31 2
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

سلام ساق الشوق من داخل الروح
ينساق لك سوق السحايب والأمطار

ياللي غلاك اكبر من الوصف والبوح
تعجز تترجمها المعاني والأشعار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 47.
ــــــــــــــــــــورد وغازي.
تساءلت كثيراً عن مصداقيه حديث ابريال فقالت بهدوء علّ غازي يُجِبُها : صاحي؟.
حل الصمت لثوانيٍ فاجابها بصوت يملأه النُعاس : صاحي.
نطقت بعد ان نزلت دمعه ساخِنه على خدِها : انت صدقتها ؟.
اجابها بعد صمت طويل : ايه.
ارتجف قلبها لتنزل باقي دموعها بضعف وهي تبتلع غصتِها : عشانه بنت عمك .. ولا عشانك تحبها ؟.
جلس واعتدل في جلستِه وقال لها بهدوء : عشانك رافضه تقولي لي الي صار.
جلست هي الاخرى وقالت بحده وبان في صوتها البُكاء : وش تبيني اقول دامك مصدقها ؟ وكلامي مو مهم عند كلامها .. هي ابريال المُهمه وانا ورد الهامش.
نظر بنظرات حاده مُخيفه : سألتك وعييتي تقولي ! ورد !.
تنهدت ومن ثم قالت بعد تفكير مُحاوله تغيير مجرى الحديث : تتوقع جد لي اهل .. ولا انا بنت من بنات الحـ ..، صمتت قليلاً فقد خنقتها عبرتها فلم يدعها تُكمل وقال : بنات وش ؟ انجنيتي ياورده ؟ من وين جايبه هالكلام ؟ اكيد كان لك اهل وجدك الي قال مو انا، جدك أكد لي انك بنت ناس لا تستخفي وتقولي كلام ماله داعي.
اجابته والعبره تخنِقُها وصوتُها يوحي بان موجه بُكاء قادمه : طيب ليه قاعد تعاملني كذا ما كأني زوجتك ؟ ..، اردفت بحُزن وعتاب مُألم وانفاس مُتسارعه : ليه قلت لابريال كل الي صار معنا ؟ وكل الي بيننا، ليه قلت لها انك متزوجني شفقه ومستحيل يجي اليوم الي نكون زي اي اثنين متزوجين ؟ عشانك باقي تحبها صح ما تبي تروح منك.
فرك حاجِبهُ من فرط الغضب فقال بتساؤل : ابريال قالت لك كذا ؟.
نظرت إليه وقد عُكس نور القمر على ملامِحها الذابِله والمُنكسره : كلامها قال كذا .. ثقتها انك تحبها ثقتها ان بيجي اليوم الي تطلق البنت الي تزوجتها وانت ما تدري وش اصلها حتى.
اغمض عينيه بشده وبندم وقف وتوجهه إليها وهو يقول : انتِ امانتي قبل تكوني زوجتي ياورد ليه مو قادره تفهمي !.
صرخت فيه بنبره مُنقهره وهي تبكي : ادري .. بس حتى وانت موجود حولي وفي حياتي تحسسني اني ما عندي احد، اصلاً جد ما عندي احد حتى انت يا غازي بعد ما حبيتك تطلع تحب بنت عمك ! .. بنت عمك ابريال ! وكأن وجودي زي عدمي ما كأن عندي مشاعر ولا كأني انسانه احس وممكن ازعل لو سويت كذا.
صرخ في وجهِها بحده بعد ان انحنى إلى مُستواها : انا موجود .. انا معك مو وحيده .. انتِ امانتـ ..، صمت بعد ان استوعب كلماتِها بالكامل فحدق بِها وقد صُدِم من اعترافِها الصريح بِحُبِها ! انقبض قلبها .. هل كان غباء منه عندما تجاهلها ؟ هل كان يجهل ذلك الحُب الذي صرحت بِه عينيها قبل شفتيها ام انهُ يتجاهل ؟ انعقد لسانِه لم يستطع اكمال كلامِه، استهان بِها وبوجودِها بقربه لتنفجر فيه دون سابق انذار حين نطقت بعد ان حاوطت وجهه بين كفتيها لتثبت عينيه في عينيها وهي تقول : بس انا ما اشوف هالشيء .. انا اشوف العكس اشوف واحد يكره البنت الي تزوجها بغير رضاه ..، اردفت والعبره تخنِقُها وبعتاب مرير : غازي .. ليه ماقلت لجدي ان في بنت في حياتك ومو مستعد تبدلها باي بنت ثانيه ؟ صدقني كان ما جبرك علي.
صرخ بانفعال ونفي حاد بعد ان حرر وجهه من كفتيها : انا .. ما .. احب .. ابريال .. افهمي، افهميني.
نطقت بنبره خافِته : بس افعالك ما تقول كذا ..، اردفت وهي تنظر إليه بعينين مُحمره بعد ان جلس إلى جوارها : ما تحبها .. طيب اثبت لي هالكلام، اثبت لي انك ما تحبها.
التفت إليها وهز رأسها باتحدي وهو يقول : تمام .. تمام، بس بشرط بكره تجين معي المقابله كونك الفارسه الملثمه قبل تكوني زوجتي.
ابتلعت ريقها عندما عرفت انها قد كُشِفت امامه، لم تُجب بل ضلت صامِته تُحدق في الفراغ وهي تتهرب منه ومن نظراتِه الحارقه.
نطق بحده وتساؤل : اشوفك سكتي ! ما عجبك كلامي ؟ سكتي لانك ما تبي تجي معي ؟ ولا لاني كشفت قناعك ولاثامك ؟.
عضت على شفتِها السُفليه بتوتر بعد ان احاطت انامِلُها بالقلاده المُعلقه في عُنُقِها الطويل لتقول بتردد وتوتر : كيف عرفت ؟.
اجابها وهو ينظر إلى عينيها المُتهربه من النظر إليه : قصدك كيف ما اعرف .. شخص طول الوقت حولك اكيد بيعرف . تصرفاتك، تهربك يوم السباق وسكوتك، شعر شيهانه المجعد من اثر الضفائر، وما ننسى اسلوب خيلك في الركض، عيونك اللي مستحيل اجهلها .. كل شيء كل شيء ياورده يفضحك.
وقفت وهي تقول دون تردد تحاول ان لا يضغط عليها اكثر : موافقه ..، اردفت بتساؤل : ابريال بتكون موجوده ؟.
استنكر سؤالها فقال : اكيد بتكون موجوده .. الا اذا انتِ ما تبي هذا شيء ثاني.
ابتسمت وهي تقول : لا لا ابيها تكون موجوده ..، اردفت بعد ان جلس إلى جِوارِها على الاريكه، نطقت وقد توترت قليلاً من جلوسه بقربِها ومن نظراتِه : ابريال واثقه فيك مره .. بس ثقتك انت فيها ماكانت قدها، وفي اول فرصه لها استغلت الوضع وبدأت تقول كل الكلام الي اتفقنا ما نقوله لاحد، الكلام الي قلنا بيضل بيننا وما يطلع من هالغرفة انت قلته لها لانك تثق فيها ..، اردفت بعد ان نظرت إليه وقد ابتسمت ابتسامه صغيره مُحمله بالخُذلان والغيره : من حقك .. كل شخص وله شخص ثانيه يثق فيه، وثقتك في ابريال انا ما اقدر اتدخل فيها، بس اذا ممكن بين سوالفك معها حاول قد ما تقدر ما تجيب طاريي قدامها والعكس عندي، قل لها اسرارك بس لا تخليها تلمس اسراري وتلوث تفكيري وقلبي بكلامها الجارح والي اشك انه ممكن يقوله انسان عنده ذره ضمير، ما ابيك ولا ابيها ولا ابي احد يشفق علي يكفي انا قاعده اشفق على نفسي واعتب على حظي الخايس.
استنشق نفس طويل وتنهد تنهيده متقطعة ومن ثم قال وهو ينظر إليها بحنان : انا اسف واخر مره .. اخر مره اتلكم عنك قدامها او خليني اقول لك اخر مره اتكلم معها بميانه .. مثل ما قلتي طلعت مو قد ثقتي.
نظرت إليه ببرود وقالت : بكيفك.
اتضحت على شفتيه ابتسامه ماكِره وهو يقول مُحاولاً لتغيير الموضوع : تبي تنامي على السرير ؟.
نظرت إليه بصدمه وكيفيه ربطه للامور ! ومن ثم تحولت نظراتِها إلى نظرات استصغار وهي تقول بنبره يملأها الغضب بعد ان دفعته قليلاً : روح انخمد في سريرك يا مستغل الفرص احسن لك.
انزل رأسه وهو يقول بتمثيل للألم بعد ان امسك برأسه وهو يتلوى : اخخ رأسي.
تقدمت منه وهي تقول بخوف ممزوج بتوتر بعد ان وضعت إحدى يديها على كتِفه ويدِها الاخرى على رأسه : انت بخير ؟ غازي فيك شيء ؟ تعورت ؟.
نظر إليها بطرف عينِها بعد ان كتم ضحكتِه الماكِره ليقول لها : لا .. اخخ بموت رأسي مصدع مو بخير.
لمحت الابتسامه التي على ثغرِه لتنطق بغيض ووعيد وهي تبتعد عنه : انقلع عني، خوفتني على الفاضي .. روح نام احسن ما اموتك انا ..، اردفت : اقول ابعد ابي انام، خلاص لا تنرفزني.
وقف وهو يضحك وتوجه إلى السرير وما إن اراد ان يجلس على السرير حتى التفت إليها وتقدم منها ودون تردد احتضنها وهو يقول بهدوء : انا اسف لاني زعلتك وصارخت عليك قدامها، ولاني ماصدقتك من اول مره .. ورد صدقيني انا ندمان لاني خليتك تبكي بدال ما اخليك تضحكي مثل ما وعدت الاستاذ عبدالرحمن.
كانت واقِفه بصدمه ! تعجبت منه كثيراً ولكن اُعجِبها إعترافِه بالخطأ الذي ارتكبه في حقها، وبتردد رفعت يديها لتُعانقه وهي تقول : ما ابيك تعتذر لي، ابيك تثق فيني وتحبني كزوجتك.
ابتعد عنها بهدوء وهو ينظر إلى ملامِحها المُبتسمه وعينيها التي تلمع وقد فاضت حُبَاً له : اقل حق من حقوقك .. ووعد الي صار اليوم ما يتكرر.
وقبل ان ينصرِف انحنى وقبل وجنتِها برفق، فابتسمت ابتسامه عريضه ولكن تلاشت تلك الابتسامه عندما سمعته يقول وهو مُبتعد عنها بسرعه : ترا لا تقولي هذا يحبني وتصدقين عمرك.
التفتت إلى الوساده وما إن ارادت قذفِها عليه حتى تراجعت وهي تقول : ودي ارميك فيها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــود.
تمركزت عينيها على عينيه فقالت : ما ننسى بس نتخطى .. نكمل حياتنا.
وضع السلاح الذي ناولته اياه ارضاً وقال : عادي اصير قريب منك ؟.
رمشت عينيها باستنكار : لا .. يعني ليه تـ ..، بتر مُجملتُها حين قال : بس كذا .. انا اعرف عنك اشياء كثير، ابي اكون قريب منك وتقدري تقولي لي الي ما قدرتي تقوليه لاحد ثاني.
انزلت رأسها قليلاً لِتُخفي ابتسامتِها الساخرة ثم عادت ونظر إليه وهي تقول بتساؤل : وش تعرف عني ؟.
اجابها : كثير .. او بالاصح التفاصيل الصغيره والي حاولتي تخفيها عن الي حولك.
نطقت : مثل ؟.
قال بعد تفكير : مثلاً كيف انك متعلقه باخوك يزن .. أملك انك بتلقين ورده في يوم من الايام ..، قاطعته قائله : مو جديده.
اكمل مُتجاهِلاً كلامِها : خوفك من الظلام .. خوفك من الوحده وانك تقعدي في بيت لوحدك .. علاقتك متوتره مع عائله عمك الا بنت عمك الصغيره .. المطعم الي تروحين له عشان تشتغلين فيه كنادله بين فتره وفتره مع العلم المطعم راجع لك .. تحاولي تخلي مستقبل شركة ابوك مستقبل نظيف من كل سيئ في الماضي .. ما حبيتي ولا مره لانك تشوفي الحُب مضيعه وقت وانتِ مو فاضيه له، في شيء ثاني تبي تعرفيه عن نفسك ؟.
كانت تنظر إليه بجمود وعدم تصديق لما قال وذهول : من وين جبت المعلومتين الاخيره ؟.
ابتسم بسخريه وقال : انتِ ذكيه .. بس قاعده تلعبي من شخص اذكاء، انا ادري بكل شيء كنتِ تحسبين انك قدرتي تخفيه عني .. كنت اعرف ان ابوك كان رئيس مافيا واعرف انه ابعدك انتِ و سياف ومناف عن كل اعماله الوسخه لكن الي ما اعرفه ليه الشرطه قتلت كل عائلتك.
كذب في اخر ما قال لانه يُريد ان يسمع القصة منها هي ويريد ان يعرف بمدى معرفتها بالقصة الحقيقة.
صمتت قليلاً ومن ثم قالت له بعد ان عصفت بِها الذكريات : ايوي تاجر اسلحة .. وبشكل عام يهرب الممنوعات، ذاك اليوم كانت بدايه الاجازه قررنا نسوي رحله سياحيه بالسياره كعائله مع عائله عمي .. في نص الطريق وعلى حدود الاردن وصل للشرطه بلاغ انهم كشفوا خالد تاجر الاسلحة .. كنا مفترقين مع عائله عمي كل سياره رايحة بطريق ووقتها علاقي ببنات عمي مره قويه ووقت الحادث كنت في سياره عمي .. وصلنا على حدود الاردن ووصل بلاغ للشرطه ان جسور يبي يهرب من البلاد لانهم كشفوا الاعيبه، انتظوا الشرطه في الطريق الي بيمر منها ابوي واول ما شافوا سيارته اطلقوا النار بدون حتى ما يناظرون اذا كانت السيارة فيها اطفال .. انقلبت السيارة واخترقت بعد ما تشتتوا كل .. كل اهلي اللي فيها.
كان يُنصت إلى كُلٍ حرفٍ تقوله، مع ترقب تعابير وجهِها المُتقلبه من مُبتسمه إلى حزينه إلى غاضبه وإلى رجفه شفتيها التي لم تستطع السيطرة عليها .. احزنتهُ قصتُها ولكن لفت انتِباهُه انها تعلم بالقصه كاملةً فسأل قائلاً : من وين عرفتي كل هالتفاصيل وانتِ ما كنتِ معهم ؟.
نظرت إليه وقالت : امجد .. زي الي يقول لك اليد اليمنى لابوي، اخذه ابوي معاهم لانه يشوفه فرد من العائله، ماتوا كل عائلتي ما بقى منه الا امجد ويزن.
نطق بعد ان قطب جبينُه : امجد باقي حي ؟.
هزت رأسها بالايجاب وقالت : حي .. بعد الحادث سجنوه لسنوات وتوه خرج قبل سنتين، الكل كان موجود في مكان الحادث او بالاصح مسرح الجريمه عدا اختي ورده . . .

"أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ"

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن