PART 70

936 18 1
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

وإذا لقيتُكَ لا تَسَل عن حالتي
فملامِحي بالشَّوقِ خيرُ بيانِي

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 70.
ــــــــــــــــوتين.
امسك بِها قبل ان تخرج ليقول بصدمه : تستهبلي ! انا بوديك.
سحبت يدُها منه بخفه لتقول بعد ان طوقت اهداب عينيها بالدموع : مو لازم.
اوقفها امامه مباشره ليقول بتعجب وتساؤل : وش قالت لك تولين ؟ ليه زعلانه ؟.
ابتسمت بخفوت وداخلها يحترق لتقول بنفي : مافي شيء.
نطق بعد ان اعاد بعض خصلات شعرها الساقطه على ملامِحها للخلف : بس عيونك ما تقول كذا.
تنهدت لتقول بنبره متحشرجه حاده : كيف اصدق ان تولين بس صديقه ؟.
صمت للحظات مُتعجب من ما تقول لينطق صدق : لا .. ما اقنعك لان ذا الصدق ودك تصدقي صدقتي ولا كيفك.
لفظت والعبره تخفنقها بعد ان تكتفت : كيفي ؟ كيفي ؟ شريان بذبحك على كذبك.
انحنى وقبّلها قُبلها خاطفه ليقول بسرعه وهو يبتسم بعد ان دفعته : بهالسرعه انتقلت لك عودى حب الذبح.
ضربت على كتفه لتقول بقهر وحُزن ظاهر : اتكلم جد انا .. لو صديقتك ليه تبوسك ؟ هاه ؟ لا وقدامي بعد !.
مسح على حاجبه الايسر ليقول بتمثيل الا مبالها كي يغضبها : صديقها ليه ما تبوسه ؟.
نظرت إليه بإشمئزاز وهي تقول بتقزز ظاهر له : عادي عندك ؟ اوكي حلوين تتهنى ..، بعد صمت دام للحظات نطقت بعد تفكير وبمكر : ما ودي اتأخر ودني يله .. اصلاً اتوقع صقر بيجي مع فيصل، ما تعرف صقر صح ؟ راحت عليك مرره لطيفه ويضحك وسوالفه تجنن اكثر صديق اشتقت له من زمان عـ ..، وضع يده على شفتيها ليقول بحده وغيره ولكن كانت ابتسامته واضحه اكثر من غضبه : اص ولا كلمه .. اتحداك تسوين شيء تافه صدقيني اعلقه هالصقر مع رجوله بدون ما يرف لي جفن مين هوه عشان يكون صديقك ! ..، صرخ بحده : مين هوه ؟ قال صديقي قال .. على طول صدقتي تولين ؟ تري تولين تسوي كذا عشان تخليك تتنرفزي ولا انا نفسك مصدوم زيك من حركاتها .. ما بيني وياها الا زماله عمل لا اكثر ولا عمري فكرت فيها بشكل ثاني ..، اردف بحده وصدق : كل مره احس انك مو قادره تفهميني .. مدري كيف اقول لك انك اول بنت احبها او حتى اقربها مني هالكثر، ومن يوم بديت احبك وانا خايف ما اقدرك خايف احسسك بشعور انك بديل او هامش او تسليه اخاف احط بقلبك شعور غير الحُب لي .. وتين افهميني لا تصدقي كل ما ينقال عني.
كانت تنظر إليه بهدوء وقلبُها ينبض بسرعه مع كلامه، من الشعور الذي تشعر به تجاهه .. لماذا انفعل إلى هذه الدرجة رغم انهُ يعلم بانها تمزح !.
انزلت يده عن شفتيها لتنطق بتردد : وكيف اصدقك ؟.
يشعر ان صدره يضيق من شعور غريب داهمه، قد يكون خوف من فقدها او حتى خوف من تكذيبها له، نطق بهدوء : عيون المحُب دليله.
تنهدت بعد ان زمت شفتيها وهي تقول بهدوء بعد تردد : طيب مين اخر بنت جبتها بيتك ؟.
عقد حاحبيها بصدمه وعدم تصديق ان هذا الكلام تنطقه شفتي وتين ! للحظه شعر ان خنجراً قد غرز في قلبه ليقول بقهر بعد ان تقدم من باب المنزل : خليني اوصلك.
امسكت بمعصمه لتشده إليها وهي تقول بقهر وقد شعرت ان ما قالته تولين صدق، حتى وإن لم يعش الحُب مع فتاة اخرى : جاوبني .. شريان جاوب لا تهرب.
رص على اسنانه بقهر وغضب ليقول محاولاً عدم اظهار ذلك الغضب : وتين خليني اودك لبيتكم.
تكتفت بقهر لتصرخ فيه بحده وخوف : قاعد تثب لي كلامها .. جاوبني خلني اصدقك.
اجاب بغضب ارعبها وزلزل ما بداخلها وكأنها هي من سمحت له بان يغضب بهذه الطريقة : لا تصدقي فيني الغريب .. ما عمري سويت علاقه مع اي بنت ثانيه، كنت مشغول بهمي ونفسي واختي وحياتي، تحسبي سهل تكوني حياتك من الصفر ؟ من شخص فقير يتيم ام واب شايل هم اخته وحاقد على قاتل أمه واخته الى الشخص الي انا عليه اليوم ؟ تحسبي سهل ؟ وصلت لمرحله مقدر اكلم اختي بصوت هادئ وطيب وليّن قسيت لين نسيت نفسي، نسيت اني انسان ولنفسي حق علي نسيت انها هي بعد يتيمه هي بعد تحتاج احد يحن عليها، نسيت كيف كنت بوجود امي نسيت شخصيتي في شيء قيدني حولني للوحش الي رسمتيه بزجاجاتك .. حبيتك وعشقتك ووثقت فيك يا وتين، بعد كذا تجي تولين تشوش عقلك وتصدقيها ؟ انا احبك واعشقك، ليتك ما سمعتي لها فيني.
خنقتها العبره وتحجرت الدموع في عينيها لتنطق بصوت مُرتجف خافت متردد اعتلاه الندم بعد ان اشتبكت انامل يديها ببعض، احست بإنها قد تمادت او بالاصح قد فتحت جراح لا ينبغي فتحُها : آسفه.
تنهد ليغمض عينيه ليحاول ان يهدء لينطق بعد ان طوق وجهُها بين كفتيه وهو يتأمل عينيها الرماديه المطوقه بالدموع وقد انحنى لمستواها قليلاً : اكذب على كل الناس ولا اكذب عليك، ريحي ظنونك.
خرج كي يوصلها فتبعته بهدوء. توجها إلى ذلك الفندق الضخم الذي تسكن به عائلتُها والصمت يسود المكان .. في هذه اللحظه اصبح شريان دقيق الملاحظه لدرجه كان يسمع صوت انفاسُها المتلخبطه، وبين التارة والاخرى ينظر ليديها المتشابكه ببعضها من شده توترها.
وقف امام الفندق دون ان ينطق أحد منهما وما إن اراد وتين النزول حتى امسك بيدها وهو يقول : مو الحين.
اغلق باب السيارة المجاور لها تحت صدمتها وتعجيها منه ! عاود قيادة السيارة من جديد متوجه إلى وجهه مجهوله بالنسبه لوتين ؟ كل ما يهمه الآن هو عدم تركها بهذه الحاله، لانه يعلم جيداً بالبعد الذي سيحدث بينهما ان تركها وبتعد عنها وبينهما هذا الخصام.
التفتت إليها بتعجب دون ان تتكلم في حين هو نطق بعد ان هدئ من سرعه السياره : ما بتسألي وين باخذك ؟.
التفتت إليه لتقول بعد ان هزت رأسها نافيه : قلت لي انك تثق فيني ؟ حتى انا اثق فيك.
اعاد نظراته للشوارع بعد ان تنهد تنهيده عميقه وابتسم بخفوت.
كانت وتين تتأمل شوارع الشمال المضيئه بهدوء لتتبدل نظراتها لتعجب حينما اوقف السيارة امام برج طويل لم يكتمل بناءه ! نزلت بعد ان فتح لها الباب ولفظ : وصلنا.
بهدوء خلل انامل يده العريضه بين اناملها الرقيقة وهو ينظر إليها بحُب ونظرات إمتنان ! صعدت معه إلى مصعد يستخدمه العاملون على انشاء هذا البرج لنقل ادوات البناء لاعلى البرج.
بعد وقت وصلا لعالي البرج المكون من عشرات الطوابق ! نطق شريان وكفة يده لازالت متشبثه باناملها وكأنهُ لا يعلم بما سيحدث بعد عده ساعات : مو انا الي اسمح للزعل يدخل بيننا بعد اليوم.
ابتسمت ابتسامه صغيره وهي تنظر إليه بحُب فوقفا على حافه ذلك البرج العالي لتشد وتين على يد شريان بقوة وحماس وهي تقول بنبره سعيده : شريان .. كل شيء صغير من هنا ..، اردفت بعد ان التفتت إليه لتعانقه بهدوء ودون تردد وهي تقول : ممكن ننسى الي صار قبل شوي ؟.
ابعدها عنه قليلاً وهو يقول بتمثيل عدم الفهم بعد ان رفع حاجِبُه الايسر : اصلاً صار شيء قبل شوي ؟ ما اذكر.
اتسعت ابتسامتها لتتحول ألى ضحكات رنانه وهي تقول بعد ان احتضنت ذراعه والهواء يداعب خصلات شعرها الطويل : ولا انا.
جلسا على الحافه البرج بقرب بعضهما لشدها شريان إليه من خصرها ويلصق جسدها يجسده وهو يقول : ليت العلماء يخترعوا جهاز يخلد لنا لحظاتنا الحلوه .. كان خلدت هاللحظه.
تنهدت بعد ان امسكت بيده اليمنى تخط بسبابتُها في كفه يده بهدوء وهي تتأملُها وهي تقول : ما يحتاج عقل الإنسان يخلد كل شيء .. ولحظتنا مخلده في قلبي قبل عقلي.
ضحك ليُقبّل رأسها بحُب بينما كانت نسمات الهواء العليل تداعب ملامح وجهيهما.
سألها شريان بعد تفكير : ما تخافي من الاماكن المرتفعه ؟.
هزت رأسها نافيه : لا بالعكس احب الاماكن الي كذا .. والحلو انه معزول ما احد فيه غيرنا.

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن