PART 83

609 19 1
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

اذا هزّك وله  . .  سيّر على بابي ،
‏و دق ضلوع صدري لا تدق الباب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــPART 83.
ــــــــــــــــوتين وشريان.
تمُر الأيام والاشهر وكُل ما بامكاني اخباركم به عن حياة ابطالُنا هو انهم مستمرين في الحفاظ على ما رُزقُوا بِه من حُب وسعادة ...
وتين قد تضاعفت سعادتها بعد تلقيها خبر تحديد موعد يوم تخرجها من الجامعة ومن التخصص الذي سعت من اجله اعوام مديده بمساعدة شريان.
في حين كانت تنظر لورد التي نطقت بهدوء لها : وتين انتِ بخير ؟.
هزت رأسها بتأييد : ايوه، ليه تسألي ؟.
بعدم ارتياح : مدري احس ملامحك مخطوفه حسيتك تعبانه.
بضحك وهم يتوجهوا لخارج الجامعة : يمكن أرهاق فتره الفاينل وكذا، المهم بتخرج وافتك من هالتعب.
وما إن كانت ستصعد بسيارة ورد حتى التفتت على توقف سيارة شريان بجوارها ! اتسعت ابتسامتها له ودعتك ورد ومن ثم التفتت لشريان وهي تقول بابتسامه : كنت راح اجي مع ورد.
صعدت بجواره بعد ان عانقته بخفه وهي تستمع لرده : خلصت عمل بدري وقلت اجي اخذك بنفسي .. نتغداء مع بعض.
اسندت ظهرها للمقعد وهي تقول : بعد الغداء ودي امر امي .. تمام ؟.
بتأييد : تمام اللي تشوفيه .. احسن شيء سووه انهم تركوا الجنوب واستقروا في الشمال هنا.
بعد خروجهم من المطعم وفي طريقهم لمنزل عائلة وتين نطقت وهي تحاول اخفاء امراً ما : شريان عادي نمر الصيدليه شوي.
مع تخفيفه للسرعة السيارة نطق بخوف عليها بان من ملامحه : سلامتك ! فيك شيء ؟ اوديك المستشفى ؟.
هزت رأسه بنفي سريع : لا لا مافيني شيء بس باخذ مسكن ألم لسن اختي.
رفع حاجبه بتعجب وهو يشعر بانها تخفي شيء عنه ! حتى انه يشعر بانها تكذب عليه ! لا يريد ان يشعر بهذا الاحساس حتى انه تجاهل وانقاد لكلماتها وامام الصيدليه تعجب حينما اوقفته قائله : خليك انا بنزل وبرجع بسرعه !.
تأكد بانها تخفي امراً ما ولكن فضل تركها دون تدخل لانه يعرفها جيداً ويعرف ان بنهاية الأمر ستفصح عن ما تخفي.
بعد لحظات تعجب حينما عادت حقاً بمسكن ألم دون غيره !.

مع بداية غروب الشمس اقبلت عليها إحدى اختيها التؤام قائله : توته زوجك وصل وجالس مع بابا .. يبيك تجهزي عشان تروحوا.
نظرت لوالِدتها بابتسامه وتساؤل : اعلمه ؟.
هز رأسها عهود بتأييد : اكيد علميه، صار له فوق خمس شهور ناشب لك.
ضحكت بصخب وهي تقف كي تودع والِدتها.

في السيارة تشعر بهدوئه على غير العاده ! مجرد ان رحب بها حتى عم الصمت بينهما لم يسأل عن يومُها ولم يحدثها عن ماذا فعل كعادته ! فضلت الحديث معه عند وصولهم للمنزل ولكن ايضاً تعجبت هدوئه وصمته المُريب !.
نطقت وهي تراه متوجهاً إلى دوات المياة : شوشو فيك شيء ؟.
التفت شريان ورفع عينيه لعينيها ليدرك انهُ قد اشعرها ببعض من التجاهل لينطق بعد ان اقبل علينا بابتسامة مُقبلاً طرف رأسها بحُبّ : عيون شوشو .. مافيني شيء، مُرهق شوي.
بهدوء وهي تحتضن خصره بخفه وعينيه تترقب عينيه بعد ان ثبتت ذقنها على صدره : ودك تقول لي وش صار معك ؟.
هز رأسه ايجاباً : ودي بس مو الحين.
ابتسمت وهي تراه يدخل دورات المياة ومع حلول الساعة التاسعة مساءً اغلق جهاز الابتوب حينما شعر بهدوء الجناح واختفاء وتين عنه بعد ان ناولته منذ ساعة كوب العصير ! انتفض قلبُه بخوف عليها ليخرج مُسرعه وهو يصرخ مع نزوله الدرج : وتيـــن !.
خرجت من المطبخ بخطوات شبه متسارعه حينما سمعت مُناداته الصاخبه لها ! لتلفظ وهي تراه ينزل من على الدرج بهلع : شريان وش فيك !.
تنفس باريحيه لترتخي كتفيه وملامحه عندما رأها تقف امامه بكامل صحتها ! ماذا ظن انهُ حدث لها ! لماذا كُل هذا الرُعب ؟.
جرها بهدوء بين احضانه وهو يقول مع تنهده وتحسس انامله لخصرها وتخلل ملامحه بين خصلات شعرها المُنسدله : حسبت صار لك شيء .. شفيك اختفيتي فجأة !.
بتعجب شديد من حالته مع ضحك : وين بختفي !.
ابعدها عنه قليلاً ليتأمل ملامحها العذبه بعد ان طوقها بكفتيه وهو يقول بخفوت بعد تقبّيله وجنتيها ! : خفت عليك.
ابتسمت تمسك بكلتا يديه : حبيبي فيك شيء ؟ انت من بعد المغرب وحالك مو زي العاده فيك شيء اكيد.
سحبته معها إلى غرفة الطعام وهي تقول : سويت لك عشاء مره لذيذ من يديني لان في خبر مره حلو ومتحمسه ابي اقوله لـ ..، باغتها بقُبله استوطنت يدها وهو الذي لا زال يظهر على ملامحه الشرود وتشعر بذبوله جيداً !.
وفي منتصف تناولهم العشاء وهو يتأمل تلك الشموع التي زينت بها الطاوله ليرفع عينيه إليها ولتوه ادرك تزينها وتجملها، تأمل ملامحها ومن ثم نزل بعينيه على فُستانُها الاسود الحريري والذي فصل جسدُها المُتناسق وزاد من جمالُها، يتأمل طريقة اكلها الهادئه وابتسامتها له حينما لفظت : ما عجبك الاكل ؟.
هز رأسه برفض وبهدوء بعد ان زين شفيته بابتسامه : الذ اكل ذقته دام يدينك سوته لي.
ابتسمت برقه لتنطق بعد ان رأت في عينيه الشتات بعد ان نكس رأسه بحيره وهو يضع الملعقه من بيد انامله : قول لي.
هي اكثر من يعرفه ويفهم ما بِه لذا نطق رغم خوفه عليها، سيتقبل اي رده فعل منها حتى وإن وبخته : خايف يصير لك شيء بسببي.
بعدم فهم وهي تنتقل إلى الكرسي المجاور له : مين هم ؟ وش مخوفك قول لي.
بتشتت : شكل ماضيي ما بيتركني.
وكانها فهمت بعض الشيء وبتساؤل ارهقه وارعبه وكنه لمح فيه بعضاً من الشك : بس انت تركته صح ؟.
نظر لها بهدوء تام : تركت كل شيء وراي ولحقتك انتِ .. اليوم رحت لابن غرمان آل غرمان الكبير بدعوه منه.
بتساؤل : ومين يكون ؟.
بهدوء وتذكر : تاجر من دوله ثانيه لكن ابنه الكبير يدير مصنع اسمنت هنا ..، اردف وهو يرأ انصاتُها : تجارته الاسمنت مجرد ستار عشان يخفوا وراه تجاره الممنوعات.
بهدوء وبعضاً من الريبه : يعني زيك قبل ؟.
بعد صمت : لا انا تجارتي اسلحه .. هو يتاجر بكل شيء محظور وممنوع.
بتساؤل : اوكي انت ايش دخلك ؟ لا يكون عرض عليك تكون شريك ؟.
هز رأسه بالنفي وينظر لملامحها : اليوم اللي خطفك فيه عبدالله انا عطيت فيصل شبه تلميح عن اعمال غرمان وسُلالته.
ببعض من الخوف : هددك ؟ بايش !.
بتأييد وهو يمسك بيدها كي يبث لها المطأنينة : بالضبط .. بكل شيء ولكن حليت الموضوع ودياً.
تنهدت بارتياح وهي تخلل انامل يُمناها بين خصلات شعره من الخلف : خوفتني حسبت حقد عليك ولا قعد يهدد او شيء.
شريان : لكن ذا من سُلاله غرمان، غرمان عمره ما طوفها بهالسهوله .. شاك في صدقهم.
عاد الخوف يستوطنها : ايش بيسوي يعني .. شريان ليه تقول كذا !.
بتفكير : كل شيء منهم متوقع لانهم تجار في الـ..
رفعت حاجبيه بصدمه وعدم تصديق : ايش ! حسبت حدهم اسلحه ما دريت انهم كذا ..، اردفت بعد صمت طويل و بضحك بعد ان تذكرت امراً ما : يعني خفت يكونوا خطفوني ؟.
ابتسم دون جواب لتواصل الضحك : حبيبي انسى .. انسى دام مافي شيء اكيد ليه تنكد على نفسك.
نطق بابتسامة حينما طوقت يدينها الناعِمتين بلحيته الطفيفه : عشان كذا انا افكر ما نجيب اطفال الا بعد ما اتأكد ان كل شيء تمام.
تخطفت الوان ملامحها لتنزل يديها من على ملامحه ببرود قاتل ! تبدلت ضحكاتها لغيض ومن ثم صدت وشاحت عنه وهي تقف بهدوء تحاول اخفاء ارتباكُها وغيضها وتحاول كتم ذلك الخبر الذي كانت تظن انهُ سيسعد شريان ! لفظت : طيب ..، اردفت بتهر : احس اني نعست.
عقد حاجبيه بتعجب من انقلابُها المُفاجئ ! وقف مُسرعاً وهو يعرف تفسير هذا التصرف ليمسك بيدها وهو يسأل بعد ان التقت عينيه المُتسائله مع عينيها المُحمله بخيبتها وقد امتللات بالدموع وبعد لحظات من الصمت والتأمل لفظ : ما احد يقدر يلمس منك شعره وانا اتنفس، ليه تضايقتي ؟.
زمت شفتيها والعبره تخقنها وبنظرات متشتته : ادري.
وهو يمرر امامله خلف ظهرها ليجرها إلى احضانه ببطئ، همس : طيب ليه تضايقتي ؟ علميني.
هزت رأسها بنفي : مو متضايقه.
ابتسم وهو يبعدها قليلاً وثبت يديه على حصرها : عينك بعيني.
اخذت نفساً عميقاً وهي تحاول ان تتصرف بعقلانيه : صدق مافي شيء مهم، بعدين اعلمك.
لحظات تأمل طالت وهو يحاول ترجمه تلك النظرات الحاده والتي جاهدت ان تكون طبيعيه : طيب وش رأيك تقولي لي وش اللي كنتي متحمسه تعلمينيه اياه ؟.
هزت رأسها برفض : مو مهم بعدين اعلمك.
عقد حاجبيه وبنبره شبه حاده : وتين !.
ابعدته عنها وحررت نفسها من بين يديه : ايش !.
بدات باخذت اطباق الطعام تحاول تجاهل نظراته المتسائله عما بِها ! لتلفظ بمحاول تلطيف الجو : عادي تساعدني بتنظيف الطاوله وترتيبها ؟ .
بهدوء بدأ باطفئ الشموع وحمل الاكواب ومن ثم تبع خطواتها إلى المطبخ وهو يلاحظ لادق حركاتها، يعلم ان هُناك شعور تكتمه يعلم بانها تمثل شعور لا يُمثلها.
جلس على الاريكه المتواجده في الطابق الارضي يفكر بماذا يفعل او كيف يتصرف حتى يطمئنها ! رفع عينيه لها حينما اقبلت وبهدوء جلست بجواره وهي تقول بابتسامه مُصطنعه : لا تضايق نفسك اكيد ما بيسوي شيء.
نظر لها وبابتسامه هز رأسه : ما بيسوي لك شيء وانا عايش.
هزت رأسه لتقبل وجنته وهي تقف : لنا احنا الاثنين .. تصبح على خير.
صعدت وهي تشعر بان هذا الكم الهائل من التمثيل ارهقها لتنهار مدامعها بالبكاء مع دخولها الجناح ! تنفست بعمق وهي تحاول ايقاف بُكائها لتقوم بتبديل ذلك الفُستان ومن ثم جلست على السرير وما هي إلا لحظات حتى عاودت دموعها بالنزول وهي تدرك جيداً ان ما تشعر به ورغبتها الدائمه في البكاء بسبب هرموناتِها المُتضاربه .. مرت الدقائق وهي لازالت تبكي بقهر وما إن دخل حتى غطت رأسها ! وقف لثوانيٍ امام الباب وهو يتأمل جسدها المغطى ويدرك جيداً بُكائها ولكن لا يعلم ماذا بوسعه ان يفعل او بالاصح هو لا يعلم السبب الحقيقي لهذا البُكاء ! وهذه التصرفات عديمة التبرير.
جلس بجوارُها على طرف السرير لينطق بعد ان وقعت يُسراه على رأسها المُغطى : وتين .. وش يبكيك قولي لي.
لم تُجب تدعي النوم ! ليُردف : ادري انك صاحيه، كلميني ..، اكمل وهي التي لم تُبدي اي رده فعل : خايفه يصير لك شيء من طرف غرمان ! تدرين ان كل خوفي عليك انتِ ولا هو ما همني.
كان تساؤله مُرهق لقلبُها وكأنهُ اتهام بانها انانيه ولا تُفكر سِوا بنفسها ! لم تُجب بل بحركه لا اراديه وضعت كف يُمناها على بطنُها دون ان تشعره ! ليكمل كلماته : ما احد تجرأ يلمسك وانتِ بس على معرفه بي والحين بعد ما صرتي زوجتي وفي بيتي تتوقعي احد يقربك وانا موجود ! لو كلفني الموضوع حياتي ما اذوك.
يتكلم بقهر وهو الذي يظن بانها تظن بِه هذا الظن !.
لم تستطع ان تسكت اكثر لتبعد الغطاء عن وجهها بهدوء وقد سكنت دموعها وبكائها : لا ماله دخل، شريان انا بس احس اني احتاج فتره ما اتكلم فيها .. عادي ما تسألني عن شيء ؟.
وعينيه تتفحص عينيها المُحمره : لا مو عادي اللي يزعلك يزعلني قولي وش مزعلك !.
اجابت وهي تشتت نظراتها : مو زعلانه خلاص عادي بنجيب اطفال بعدين.
صمت اجتاح المكان لترتسم على شفتيه ابتسامه عندما خُيل له انها تبكي غضباً من قراره ! حاول كبحُها ولكن فُضح حينما تحولت الابتسامه إلى ضحكه صغيره : صادقه انتِ ؟.
بتساؤل مع صوتها المُتقطع : ايش !.
هز رأسه بنفي : هالبُكاء كله عشان قلت نخلي مسألة الاطفال بعدين ؟.
هزت رأسها بنفي تام : لا لا ابداً مو كذا.
وقف بعد ان تأمل عينيها للحظات هو يقول : اعرفك انا، مو السبب الاساسي اللي مبكبك.
يشعر بقهر من هذه التصرفات عديمه التبرير لماذا البُكاء إن لم يكن هناك ما تخشاه !.

نحن لا نليق بالحُب ياسيّدي . . .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن