كيف يستهينون بخطف الروح من الجسد ؟
كيف يستهينون بخطف الروح من البيت ؟
كيف يستهينون بفجع عائلة ؟
بكسر قلب ام !؟
بأطفاء ضوء المنزل ، بسلب الفرح ؟
كيف يستهينون بالموت ؟ ، الموت هو تلك الحقيقة
الموت هو الحقيقة اللاسعة لزائريهففي بداية ثورة اكتوبر كانت لغة المنتقم هي السائدة في الشارع العراقي ، بقع الدماء على أسفلت الشوارع الملتهبة
اجساد الشباب يراقصها " القناص " بعد ان يضع رصاصته في الرأس ، لم تكن المستشفيات تكفي لكل هذا العدد من المتظاهرين المصابين ، كانت السلطة هي المنتقم وهؤلاء الشباب بينهم المسجى على قارعة الطريق مثقوب الرأس او الصدر وبينهم النائم في المستشفى !
لقد رأيتُ شباباً واجهوا القناص وماتوا ، ورأيت غيرهم هربوا من الموت لكن القناص ضربهم على ظهورهم وهم يركضون ، لم يمنحهم فرصة الحياة مرة اخرى !طبعاً بقيت انا وانس وولد ثالث لثاني يوم ، بعد ما لگينا مكان شوية معزول عن الرمي والدخانيات ونمنا بيه هلگد ما تعبانين وهلكانين ، گعدت الصبح والشباب نايمة ، ماعرف ليش فزيت من النوم ، يمكن لان حلمت بيها ، شفتها تسولف وياي مادري ليش تذكرتها ، گلبي رف من شفتها ، فتحت موبايلي وطلعت صورتها وظليت اباعلها ، بين رايدلي وطن .. بين الردتها ناسي روحي بين دخان القنابل والفشگ وتذكرتها !
رحت على رقمها اللي مسميه " ام كيان " ودخلت على الرسايل وانا اقرا حچينا القديم وابتسم ، حسيت وجودها وهي تمر على ذاكرتي يزيدني قوة ، رحت بدون ما أسيطر على نفسي وكتبتلها رسالة " تتوقعين هاي النهاية بيناتنا ؟ لا مو النهاية راح يجي يوم ونلتقي ، رح تگولين شلون واحنا انتهى كلشي بيناتنا ، اكيد رح اشوفچ بوجه بنية صغيرة تشبهچ ، راح اشوفچ بمحل لمن توگع عيني على لون انتي تحبينه ، رح اشوفچ لمن اسمع اسم اَي وحدة مثل اسمج ، رح اشوفچ بالمكان اللي خططنا نتلاگة يمة ، رح اشوفچ بكل ضحكة تشبهچ ، بكلشي يذكرني بيچ راح اشوفچ واولهم الوطن "
لحظة وحدة فصلتني عن زر الإرسال سمعت بيها صوت انس يصيحني ، مسحت الرسالة وضميت الموبايل بجيبي
انس : صباح الخير يا ثائر
سعد : هلا صباح النور ، ها شلون صرت اليوم ؟