55

546 59 34
                                    


نحن ابنائك الذين ذقنا المرار وتجرعنا السم والألم ، نحن الذين ولدنا في حصار وكبرنا في حرب ووعينا على تخلف وطائفية وتطرف ، نحن الذين لم تقدم لنا اَي شيء ومع ذلك نذهب ونغني النشيد الوطني وتعزف ارواحنا بحبك ونحن الذين سنستعيدك ونكتب أمجادك من جديد !

كانت شهد عائدة الى منزلها بعد ان ذهبت الى السوق مع والدتها تغمرها السعادة والفرحة رغم الارهاق الشديد الذى كان يسيطر عى بدنها وذهنها. ففي الاونة الاخيرة بذلت مجهودا نفسياً كبيراً نظراً لما مرت به من ظروف ، وبينما كانت تحدث امها وقعت أنظارها فجأة عليه !

كان يمشي يائساً بعد ان سكنَ الحزنُ كالعصافيرِ قلبه , فالأسى خمرةٌ وقلبه كان الإنـاءُ. كان جرحاً يمشي على قدميهِ, وخيـوله قد هدَّها الإعياءُ ، لاحظت خيبته وحزنه الواضح
فلم تستطع منع نفسها من الذهاب اليه رغم وجود امها !

اندهشت بان عندما رأتها تقترب منه ، ماذا عليها ان تفعل هل تقف مكتوفة الأيدي بينما تحدث ابنتها رجلاً اخر وهي متزوجة !

بان : شهد تعالي هنا

اندهشت شهد من ردة فعل امها التي لم تكن عدوانية
اعتقدت انها ستهاجمها لكنها تحضرت لكل الاحتمالات لقد فاق الامر الحد ، لا يمكنها ان تترك سعد دون وداع

اقتربت منه بتردد شديد وعندما وقعت عينه عليها شعر بحزن شديد واعتصر الألم قلبه ، لم يكن مستعداً للقاء اخر ففراق أهله جعله يكتفي من الالم ولم يكن مستعداً لحزن اخر

نظرت الى العلم الذي يرفرف بين يديه فأخذ جفناها يرتجفان بسرعة وقالت بصوت متحشرج إلى حد ما !

شهد : هاهية رح تروح ؟

ضم سعد شفتيه ونكس ناظريه لأسفل، ثم أخذ نفسا عميقا وقال محبطاً

دمُ العراقِ يراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن