وما زلتُ اسأل نفسي ، لماذا جاء بك القدر الي وهو لم يمنحني فرصة الحياة معك !؟خرجت شهد من منزل سعد وهي تمسح الدمع بأطراف أناملها ، فحواء لا تستطيع أن تنسى الرجل الذي يتميز بالرجولة الذي يجعلها لا ترى سواه في العالم بأسره ، اسلوبه معها ، خوفه عليها ، دفئ كلامه عندما يحدثها كل تلك الاشياء لا تفارق مخيلتها ، كيف يصبح سعد محور كل تفكيرها وحياتها ! ، تحاول ان تنسى وان تمحوه من الذاكرة ولكن دون جدوى ، حاولت فيما مضى ان تجتذب زوجها كي يمنعها من السقوط في تلك الهاوية ، فربما لو اسمعها كلمات كانت تريد ان تسمعها او كان مخلصاً معها او لو شعرت منه بأي اهتمام لكان هذا كافياً كي تصرف سعد من حياتها وتكتفي بشريك حياتها ، ولكن هيهات باءت محاولاتها كلها بالفشل وإعادتها الى نقطة البداية الا وهي " حبها الابدي لسعد " !
هى ليست امرأة خائنة، ولا تريد أن تتحول إلى ذلك وما تفعله الآن ليس خيانة في وجهة نظرها لكنها كانت تشعر بتأنيب ضمير في تلك اللحظة يكاد يقودها الى ظلام حالكفي تلك اللحظة عاد علاء من عمله وبينما كان يدخل فرع المنزل بسيارته وجدها تخرج من منزل سعد والدموع تتطافر من اعينها ، كان من الصعب وصف شعور علاء في تلك اللحظة فقد شعر وكأن عرقه سينفجر من شدة الغضب
فالمنظر الذي شاهده أمامه لا يحتاج تفسيراً منها فقد بدا واضحاً بالنسبة له كوضوح الشمس !علاء : خوش ، خوش يا شهد اني اعلمچ
اهتزت قبضته واخذ يرفع ياقته متجهزاً لحرب دامية ، صك اسنانه كنمر ثائر متجهزاً لقتل فريسته وراقبها حتى دخلت المنزل ثم تبعها هو الاخر !
دخلت شهد حديقة المنزل ثم جلست على الارجوحة وهي تدفعها لكي تتحرك بها كانت تذرف دموعها برموش مبللة
تفكر بالحديث الذي دار بينها وبين سعد ، لا يمكنها إخراجه من رأسها ولا يمكنها إيقاف التفكير به وبجرحه ، لقد ازداد حبها له عند علمها بما فعل في التظاهرات ، ما الحل ؟ كيف تنسى وهي تعلم بأن ما تفكر به لا يرضى اَهلها ولا يرضي الله !
