2

3.5K 188 106
                                    


لقد نفذوا تهديدهم وتلاعبت أيديهم بأرواح البشر واستمرت هجماتهم العنيفة أياماً عديدة حتى طالت الأبرياء
لقد اجتاح مغول العصر جمجمة العرب فمات جسد العرب
اخذوا ينخرون بالعروس بغداد تباعاً كالطاعون حتى انتشر المرض في أجزائها وأصبحت عاجزة عن المقاومة حتى أعلنت استسلامها نهائياً في التاسع من نيسان ٢٠٠٣م  ودخول الساقطون أراضيها العريقة!

بدأت الحرب على العراق في 19 مارس/ آذار 2003، وبعد أيام، وتحديدا في صباح التاسع من أبريل/ نيسان 2003، وصلت القوات الأمريكية إلى العاصمة العراقية بغداد

في 9 نيسان 2003 ضرب الشعب العراقي للعالم اعظم الامثلة عن كونه شعب لا يمت لحضارات وادي الرافدين القديمة بصلة , وانه خليطا هجينا لا يعرف من اين جاء ولا كيف تكون بهذه الخلطة العجيبة
في 9 نيسان 2003 بدأت الطامة الكبرى ، وانزلت السماء الغضب الاكبر على هذا البلد والذي لن ينتهي الى يوم يبعثون
لا يمكن ابدا تقدير قيمة ما تمت خسارته , فقط معسكرات الجيش العراقي ومخازنه التي نهبت كانت تقدر موجوداتها بحوالي 200 مليار دولار

كانت عائلة شهد تتابع الأخبار والدموع تنهمر من خدّي بان فكان فؤادها عالماً بما سيحل ببغداد السلام سيموت السلام قبل ان تذق عيونهم طعم الراحة!

بان : ابو شهد عيني مدتصدگ اللي ديصير باع شسووا بالبلد هي هاي بغداد تسقط برمشة عين همة ذولة أهل بغداد  الجندي رفع علم امريكا وحطة عالتمثال گدام عيوننا كلنا بساحة الفردوس واحنا نصفگلة ونهوسلة الله اكبر

لم تستطع بان إكمال جملتها فقد وضعت يدها على وجهها ثم أجهشت بالبكاء!

قيس : شي راح يجر شي لعنة رح تلحگنا الى يوم الدين عاصمة تسقط بهالسرعة وين الجيش وين العسكر !؟ الله بس اللي يسترنا من الجاي رح نضوگ أسوأ من اللي يتخيله عقلنا

حل الليل وقد كان سعد يلعب مع صديقته شهد لا يفقه عقله الصغير حجم الكارثة العظيمة التي ستحل عليهم كان همه الوحيد هو ايجاد المكان الذي تختبئ فيه صديقته

سعد : وين خاتلة وين يا شهودة اكيد بالكنتور

ركض سعد ثم فتح خزانة الملابس فقفزت واحتضنته واخذ الثنائي يضحكان بشدة يتحدثان عن ألعابهما عن أيامهما المنتظرة معاً في المدرسة كم ستكون جميلة ورائعة كانت خططهم للمستقبل  بعيدة كل البعد عن الحروب كان يملئها السلام والطمأنينة!

لم تدم تلك الأحلام طويلة فها قد واجههم وحش الحقيقة المخيف ، فقد اهتزت بغداد بأصوات الطائرات والصواريخ الأمريكية التي كانت مستمرة منذ ال 19 من شهر مارس لكن هذه المرة كانت بشكل مرعب وبأصوات يرتجف منها الجسد خوفاً

ضم سعد شهد واحتضنها بقوة واخذ الطفلان يبكيان بكل قوة لا يفهمان ما هذا الصوت المخيف لكنهم كانوا يفهمون جيداً بأن عاصمتهم سقطت بيد العدو ذاك العدو الذي يشبه الوحش في قصص ما قبل النوم ، رغم عمره الصغير ورغم خوفه الا انه لم يهرع الى امه باكياً بل قام بأحتضان صديقته الباكية مهدئاً لها ، " أطفال العراق رجال قبل الأوان "

ركضت بان الى الغرفة كالمجنونة وهي تبكي وتردد " سترك يارب " ثم احتضنت الطفلين بكل قوة وقبلت رأسيهما

سألت شهد بصوت حزين

شهد : ماما هاي شنو

بان : حبيبتي انتي يوم لتخافين ماكو شي ان شاء الله لتخافون حبايبي بس ظلوا رددوا من بعدي " اللهم انا استودعناك انفسنا وبيوتنا وارضنا وأهلنا ياالله انك علي لا يعلى عليك حسبنا الله ونعم الوكيل "

ردد الطفلان الدعاء من بعد الام التي كانت تدعي القوة امامهما

بان : حبيبي سعودي امك ظل بالها عليك دتتصل عالارضي كل شوية لتخاف ان شاء الله باجر ترجع للبيت اذا ما گدرت ترجع هم لا تخاف ولا تبجي اني مثل امك

حرك سعد الصغير رأسه بقلب منكسر وعيون دامعة كان رغم برائته وصغره الا ان شيئاً ما في داخله كان يخبره بأنه لن يعيش الحياة التي يريدها مهما حاول بل سيعيش الحياة المقدرة له رغم صعوبتها ومرارتها وضيق العيش فيها !

T.H 🇮🇶💔

دمُ العراقِ يراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن