الفراق: هو القاتل الصّامت، والقاهر الميت، والجرح الّذي لا يبرأ، والدّاء الحامل لدواء .. الفراق حزن كلهيب الشّمس يبخّر الذّكريات من القلب ليسمو بها إلى عليائها، فتجيبه العيون بنثر مائها؛ لتطفئ لهيب الذّكريات !كان سعد جالساً في غرفته يشعر بالآم في رأسه ، بالإضافة الى ذلك كان يشعر ايضا بانقباضات شديدة في قلبه ، كان يود ان يستسلم للبكاء والانطواء دون ان يعلم ما سر حزنه العميق أليس هذا الموعد الذي كان ينتظره منذ وقت طويل ؟ ها قد جاء موعد ذهابه للتحرير الى جانب أصدقائه وإخوته فلم الحزن وانقباض القلب المفاجئ !؟
وفي اثناء ذلك كانت دعاء واقفة خلف باب الغرفة ، المغبش، تحمل صينية الشاي، تشعر بالخجل من طرق الباب فلاحظ الاخر وجودها !
سعد : دخلي دعاوي
دخلت تتمشى وهي مبتسمة بخجل حذر.. نظرت إليه تماما كالمرة السابقة. ... كانت تنظر إليه في عمق عينيه ببساطة
ثم قالت باتزان مبتسم واثقدعاء : جبتلك الچاي سعودي
ابتسم ثم حمل كوب الشاي الذي جلبته اليه فرشف رشفة من الكوب بحذر من حرارته وهو ينظر إليها من فوق الكوب
سعد : عاشت ايدچ يخبل
دعاء : بالعافية
هي لم تنتهي من تجوالها الفكري والجسدي ، كانت مترددة لا تريد ان تغادر الغرفة لان في داخلها الكثير من الكلام تود قوله له !
دعاء : سعد باچر تروح ؟
سعد : اي باچر ان شاء الله ليش ؟
دعاء : سعد ترة انا اعرف بالحچي اللي صار بينك وبين أبوية ، اعرف گلتلة انو انت احتمال ما ترجع الله لا يگولها ، لا تخاف سعد صدگني ما كلت هذا الحجي لا لعمة فاطمة ولا للبنات ، بس انا خايفة عليك صراحة واعرف انو انت مستحيل تتراجع عن قرارك ولهذا حبيت اگلك على اللي بنفسي ، الواحد نادراً ما تصير عنده فرصة يعترف بالأشياء اللي بداخله ، سعد تراني احلم هواي احلم حتى صرت اسمي روحي الحالمة ، واحد من الأحلام انجمعت بيها هلاهل بغداد وي ذي قار ، هاي الهلاهل چانت بعرسنا ويا حلاهن من انا وياك بالكوشة وينسمعن ، وجهي يغطيه المستحى وعيونك تضحك من الفرحة وتصير راحتي واصيرلك راحتك ، هاي هي أحلامي الطويلة الأبدية يا سعودي لا تخليها بس أحلام
