مر الوقت وقد قرر سعد اخيراً مغادرة تلك المستشفى رغم انه لم يكن جاهزاً صحياً الا انه قد قرر المغادرة بعد إلحاح شديد على الأطباء !لقد قرر المغادرة الى منزله بسيارة صديقه انس الذي لم يستطع ان يفارق صديقه لحظة واحدة وهو في المستشفى ، غادر مع عائلته والسعادة ترتسم على وجوه الجميع
جلس هو بجانب انس وعائلته في المقاعد الخلفيةلقد كانت سعادة الام فاطمة من نوع اخر وهي تستقبل ابنها بالعودة الى الحياة وقد احبت صديق ابنها بكل صدق لوقوفه مع سعد وعدم تركه له في اصعب لحظات حياته
انس : خالتي شنو ردة فعلچ وابنچ راجع للبيت
فاطمة : والله يا يمة مادري شگلك ، انا اشوفه بحضني وأبوسه واشمه هذا بس يكفيني شريد من الدنيا هو نظر عيني وماي عيني
سعد : اگلك انس شصار اليوم من التحرير
انس : ١٥٧ واحد مات وفوگ ال ١٥٠٠ جريح ، انت واحد منهم طبعاً
سعد : اَي خليهم ، راجعيلهم وحق محمد يوم ٢٥ ، يوم الجمعة المقدس ، بالبداية جربناهم عرفنا شيستعملون عرفناهم شگد سرسرية وبايعين ومخلصين ، فراح نعرف شلون نرد عليهم بعدين !
استمرت السيارة التي سلكت طريقا طويلا لا يبدو أنه ينتهي وخيم جو من الصمت والقلق الكئيب على السيارة في ظل السكوت الغريب الذي يلتزم به سعد ، ربما كان ذلك بسبب ذكره للمظاهرات وخوف الجميع من خوضه بالتفاصيل
كانوا يحاولون قدر الإمكان مساعدته على نسيان ما حدث !اقتربت السيارة من منزل سعد وقد شاورت سجى امها بأنهم بحاجة الى شراء بعض السكاكر والحلوى من اجل سلامة سعد فأُعجبت الام بتلك الفكرة كثيراً