كُنت أظن أنّي أستطيع أن أشعل شمعتي من جديد، لقد نسيت كيف تُشعل الشموع من زمنٍ بعيد، كُنت أعتقد أنّي أستطيع أن أكتب كلمات الفرح ولكن عندما كتبتها شعرت أنّ شيئا ًبداخلي قد انجرحكان هذا اليوم واحداً من تلك الايام التي لم تستطع شهد اخراجها من رأسها لشدة قسوتها وظلمها ، كيف يطعنها امام الناس هي تعلم جيداً بأن هنالك الكثير قد شاهدوا علاء وسمعوا كلماته وهو يطعنها بشرفها ، كيف ستخرج الان امام الناس وكيف ستواجه نظرتهم اليها فهي مدركة لفظاعة الامر وتعلم بأن الناس سيصدقون زوجها فضلاً عنها ، لأن الزوجة هي المتهمة دائماً في اعين الناس !
في اليوم التالي اجتمع الاب بأبنته وزوجته في محاولة منه لفهم ما جرى بين ابنته وزوجها لدرجة أنه أخذ يذهب ويجيء في الحجرة مدة عشر دقائق، يفكر ويفكر في حل لمساعدتها، وبعد طول ذهاب وإياب أخبرها بأنه لا يمكنه ان يعيدها لعلاء لانه في المرة السابقة وعده بأنه سيكون صادقاً معها وخاب ظنه ، لذا فأنها ستبقى طويلاً في منزل والدها هذه المرة حتى يُحسم امرها اما الطلاق او التنازل وقد رفض علاء منحها الطلاق رغم المحاولات المستمرة وأخبرهم بأن ذلك سيكون حلم حياتها فهو يعلم جيداً لماذا تريد الطلاق منه !
مرت ثلاثة ايّام على تلك الحادثة وقد قرر سعد مغادرة المنزل للمرة الاولى بعد إصابته لانه لم يعد يطيق الجلوس فيه ثانية واحدة رغم انه لم يكن بكامل صحته فقد اتفق معه انس بأنه سيقله بسيارته ، لذا فقد دخل الى غرفته وتنفس الصعداء وارتدى أجمل ملابسه، يقف أمام المرآة يهندم ملابسه ويسرح ويمشط شعره ولحيته، قام برش عطره المفضل على فرشاة الشعر قبل تسريحه ، رش بضع زخات من عطره المفضل كان يبدو وسيماً رغم علامات المرض والإجهاد البادية على وجهه المفعم بالإنسانية والصدق ، لم يكن يفكر في المستقبل وكان يعيش الحاضر إلى أبعد الحدود ، لم يمنعه الفقر من ان يبدو أنيقاً مهندماً كما تتطلب الطبيعة والموضة !