53

492 53 15
                                    


يستعد العراقيون لتسيير تظاهرات جديدة الجمعة المقبل، بعد احتجاجات خلّفت أكثر من مائة قتيل وآلاف الجرحى خلال الأسابيع الماضية.

وأكّد ناشطون أن مطالب تظاهرات الجمعة المقبل، لن تقتصر على الخدمات بل ستركّز على إنهاء الفساد ووقف تسلط الميليشيات والأحزاب الطائفية، وإنهاء الفوضى التي تعاني منها البلاد منذ سنوات طويلة !

كان التاريخ هو ١٨/١٠/٢٠١٩ عندما زار الخال عباس وعائلته بيت سعد ، كان الامر في رأي الام فاطمة مجرد زيارة عائلية لكنها لم تكن تعلم ان زيارته ما هي الا تلبية نداء لسعد !

خرج الخال مع ابن اخته الى احدى الحدائق القريبة من المنزل في محاولة منه لفهمه فهو كان الرجل الوحيد الذي يثق به سعد من بعد والده المتوفي !

عباس : سعد گلي انت شناوي ، يعني لازم تروح لهالمظاهرات هاي !؟

سعد : اَي خالو لازم اروح

عباس : شنو هالاصرار يعني ليش ! اكو شي معين ببالك ؟

سعد : خالو يمكن انت ببالك اني رايح لخاطر ونسة او هيچ شي لا ورب الكعبة مو علمود هالأشياء أصلاً المظاهرات اللي صارت ما چان بيها اَي فرح أصلاً شلون افرح والله خالقني عراقي ! هي مسألة غيرة وتره وصمة عار بجبين العراقين الگاعدين ببيوتهم وما تهتز غيرتهم مع احترامي ألك ولعگالك ، گلي شلون أبقى بالبيت واكو غيري شايب طالع ؟ شلون اگعد بالبيت واكو غيري معوق طالع ، شلل طالع ، اگعد بالبيت واخذ حقي وحق الجيران زحمة حيل خالي ، يمكن غيري يتقبلها بس انا لا

أعطاه سعد السواك ومضى يلعب في أسنانه بالسواك، وسكت. سكت طويلا وهو ينظر في عين سعد يقطف كلامه قبل قوله

عباس : الحچي اللي حگولك عليه هسة بيني وبينك ، انت حتروح لخاطر الوطن وغيرتك ما تسمحلك تگعد بالبيت وهاي محد يلومك عليها ، زين لنفترض وبعيد الشر عليك والله ينطيك طولة العمر ان شاء الله ، اذا رحت واستشهدت شنو مصير امك وخواتك ذني البنات وهنة ما عدهن رجال غيرك !؟

هنا، انقلبت الأمور بطريقة غريبة، نظراته سددت نحو خاله كفوهة بندقية، فيها بريق مترجرج، متقلب، كموج بحر تتناوشه الرياح بين فترة وأخرى، أخذ نفساً عميقا، وحدق بوجه الخال من جديد، بدت عيناه صافيتين جداً وكان جاهزاً كي يتحدث

سعد : خوش حچي خالو هسة بلشت تفتهمني ، لهذا اني دزيت عليك ترا اني محسب لكل هاي الاشياء ﻣﺤﺪ بينا ﺿﺎﻣﻦ ﻋﻤﺮﺓ يعيش ، واني ما اضمنلك ارجع سالم من هاي المظاهرات ذيچ المرة صدفة وعدت سلامات بحفظ الله ، اذا صارت هالمرة مااتوقع راح يگعد حظي ، لهذا اريد أسألك
صحيح انت خالي وفضلك علينا چبير بس هاي دنيا وماكو واحد يضمن الثاني ، اريد اعرف منك وأريدك تجاوبني بصراحة اذا صارت وما رجعت سلامات والله اخذ امانته ! تگدر تضمنلي انو انت رح تدير بالك من اختك وبنات اختك تگدر تضمنلي انو انت رح تحافظ على كرامتهم من بعدي وما تخليهم معوزين شي ولا تخلي احد من الأوادم يجي يذلهم ؟ خالو جاوبني بصراحة لان اذا گتلي لا وهاي مسؤولية چبيرة صدگني رح اگعد وابطل اروح لهاي المظاهرات رغم انو روحي بيها ، القرار بيدك خالي !

سكت الخال لثواني وهو يطقطق أصابعه بتوتر وعضلات ذراعيه الضخمان تبرز وتنقبض ، كان متردداً بحق الكلمة

عباس : تدري سعد امك وخواتك محظوظات بيك وهاي انا رح اگوملك وابوس راسك ، روح بوية روح روح ولا تشيل هم شي ، روح وان شاء الله خالك ما يقصر طول ما هو يشم الهوا ، امك وخواتك بأمانتي طول ما انت رايح ، ومعزتهم من معزة دعاء وأم دعاء ، تروح واذا ترجعلنا ازوجك بنتي لان طمعان بيك نسيب الي وما اريد أزوجها واحد غريب

إصابته السعادة في تلك اللحظة فقد كان يتمنى ان يطمئن من جهة خاله وها قد حدث ما تمناه ، وعد نفسه مرة اخرى بأنه سيتخذ من دعاء زوجة له في حال عاد من تلك المظاهرات سالماً فهو لا يريد ان يرفض لخاله طلباً فقد انحنى له ثم قَبَّلَ يَدَهُ بسعادة !

سعد : يشرفني خالو ، غلات دعاء من غلاتك انت !

خير للمرء ان يموت في سبيل فكرته من ان يعمل طول الدهر خائناً لوطنه جباناً عن نصرته !


رأيكم وشتتوقعون ! 🥺💔

دمُ العراقِ يراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن