على كيفكم من تكنسون وتمشون لا ينداس وياكم حلم ولا تنكنس وياكم بقايا أجساد الشرفاء
لا تجي بيدكم حجاية حق تذبوها بالزبل لو شهادة بيها أسم الله بلحظة موت ما يصير تنشمر..
لتروح ويه الماسحة هتافات ما لگت اذن تسمعها
ديروبالكم الزبل اللي تكنسوا تره نظيف كلش ، كلشعن لسان حال صديق الشهيد " انس"
أن تكسب صديقاً في الحرب هو الشيء الأنقى في الحياة، في لحظات الحرب يتجرد كل إنسان من التصنع والتظاهر بعكس ما هو عليه حقاً، يتصرف بطبيعته الخالصة، لذلك فإن الصديق الذي تكسبه في تلك الظروف الصعبة هو غالباً سيكون صديقاً حقيقياً وأقرب لأن يكون كأنه أخٌ لك. تتدافع الذكريات في رأسي وتتقفز، كل منها أحس بأني أعيشه واقعاً أمامي، وعندما أنتهي أتذكر خبر موته فأفجع، ثم تقفز ذكرى ثانية فأسترجعها بكل تفاصيلها وأعود لأذكر الخبر فأفجع ثانية، وثالثة ورابعة وعاشرة، ذكريات حتى الإنهاك، إن لخبر الموت وقعٌ خاصٌ على القلوب قبل الآذان، يترك في القلب جروحاً أعمق من أن تشفى
أن تعيش مع شخص يقاسمك طعامك وشرابك ولحظات خوفك وفرحك وحزنك ثم تفقده فجأة، سوف يدفع بك حنينك لتراه في كل الأركان، ستذكره في كل الأوقات وستنهك في الأيام القادمة من حمل الأحزان لوحدك دون أن يساندك في حمله وسيفقد الأفراح طعمها دون أن يشاركك فيها، سيغدو غائباً في الحقيقة حاضراً في ذهنك دائماً.