60

556 53 37
                                    


الشهادة في سبيل الوطن ليست مصيراً سيئاً بل هي خلود في موت رائع

رأيته في صورته الاخيرة ملفوفاً بوشاح ابيض ، متكئاً على الارض كياسمينة بغدادية ، لحيته مدماة وعيناه مغمضتين وابتسامة وجهه لم تغب عنه حتى في هذه اللحظات !
حاولتُ البكاء فلم تطعني عيناي ، كيف اصدق ان صديقي الذي كان يمازحني قبل ساعات أراه الان شهيداً !؟
هول المفاجاة جعلني غير قادراً على فعل شيء
تسمرت في مكاني وواصلت النظر اليه ، نظرت الى الفتحة التي خلفتها القنبلة الدخانية في رأسه والذي ما زال الدم يرفض الانقطاع عنها ، هنا وبشكل لا إرادي فرت اول دمعة من عيني ولحق بها الكثير ، الان حق للعين ان تدمع وللقلب ان يدمى !

الرحمة والغفران لروحك الطاهرة واسأل الله العظيم ان تكون شفيعاً لي يوم القيامة يا اخي 💔

كان يقف انس ومحمد بأنتظار مصير صديقهم وكان كل منهم يعلم ان لا امل في ذلك ، لكن كان يكفيهم شرف المحاولة

خرج الطبيب باحثاً بعينيه عن انس الذي كان يتكئ على الجدار قرب محمد والدموع تنهمر من عينيه ،ما ان رأى الطبيب حتى أسرع اليه ، لكن ملامحه كانت تشرح كل شيء

انس : ها دكتور !؟

أحنى الطبيب رأسه. سحب نفسا طويلاً، ثم أرسله مع كلمات منكسرة حزينة

الدكتور : هسة اني ما اعرف اگللكم مبروك اخوكم شهيد لو اگوللكم البقية بحياتكم

خنقته العبرة ثم التفت يخفي دمعة سقطت من عينيه اما انس فقد ظل ينظر الى صديقه محمد وكأن لسانه قد انقطع

محمد : طالع تگلي صاحبك مات يعني ؟ شتريدني مثلاً هسة اسوي ارگصلك لو اصفگلك مثلاً؟

الدكتور : لا حول ولا قوة الا بالله ، لا حول ولا قوة الا بالله

دمُ العراقِ يراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن