الحلقة الأولى :-

4K 75 12
                                    

" إلى علياء علاء محمد ... سلامآ على روحك النقية والمرحة التى شجعتنى على الإكمال فى تلك الحياة        البائسة وجحيمآ لمن يجرح قلبك الرائع إلى الأبد ... وشكرآ على ضحكاتى التى كانت تخرج فقط بجوارك وأتمنى أن تعود روحك المرحة إليك وتنقشع غمتك عن قريب "

البداية :-

... أحياناً تضعنا الحياة فى مواقف نظنها عصيبة ويستحيل تحملها ولكنها تكون بداية لفرج كبير من الله الواحد القهار وهذا ما حدث مع بطلتنا وما يحدث يومياً لبعضنا أن تُقَدم لنا فرصة لحياة أفضل ولا نغتنمها ، فى تلك الرواية نجد أنه ليس كل ما نراه سئ هو سئ بالفعل بل يجب أن نتريث ونغتنم الفرص مهما كانت سواء سهلة ام لا ، فى منزل صغير فى إحدى البيوت المقامة فى قرية بسيطة ريفية  كانت تقبع فتاة حزينة ، لا بل ليست حزينة فقط دعونى أحدثكم عنها قليلاً .. تلك الفتاة الرقيقة ذات الحساسية المفرطة والمشاعر الثائرة دوماً ، هى الأن فى الثالثة عشر من عمرها نعم صغيرة ولكن سناً  فقط ، هذه المعبئة بما يؤهلها لسن الستين بلا منازع ، لقد كانت ترى يومياً  ما ينتهك مشاعرها ويأكل إحساسها فقد كانت ترى ما هو تافه وهين بل و روتينى جداً بالنسبة للأخرين ولكن بالنسبة لتلك الصغيرة عظيم ، فهى كانت تكره ما تراه وتسمعه   يومياً وتنتظر يوماً من يغير حياتها ، كانت معتادة على أن تخرج فى أى وقت من الليل لتأتى لأبيها بلفافات التبغ وتعود لتقول له أن محل البقال مغلق وأحياناً ما كانت تقول أن لفافات التبغ قد نفذت منه حتى تشائمها والدها وما عاد يرسلها ولكن هل كانت صادقة ؟ كانت بين نارين أتكذب أم تعطى لأبيها تلك السموم التى تمقتها بشدة ، حسمت أمرها فالكذب خير من تلك السموم التى تودى بحياة أسرتها بكاملها ، لقد كانت على مستوى من النضج يجعلك تتعجب لصاحبة هذا السن والجسم الضئيل كيف تمتلك هذا العقل الجبار ( السام ) كما أطلقوا عليها من عرفوها جيداً .. فى ليلة من تلك الليالى كانت عائدة للبيت وسمعت أنين خافت فى مكان مظلم وما يجب أن نعرفه عن صغيرتنا أنها كانت تملك فى تلك المواقف قدر من الجرأة يندرج تحت الصفر بمراحل ، خافت .. بل إرتعبت .. بل أن قلبها لم يعد فى مكانه .. أين هو هذا اللعين ؟! أحتاجه الأن .. لقد هرب إلى أسفل قدميها وهى تسمع أنين فتاة تقول بصوت خافت :

- الفتاة :- أرجوكى .. أرجوكى ساعدينى وأنا أنفذ اللى تطلبيه .

... أخرجت تلك الفتاة هاتفها وأضائت به لها حتى تراها وكانت صغيرتنا لا تملك هذا الجهاز الذي يسمى الهاتف و عند رؤيتها لهذا الجهاز الذي فى طوله وعرضه يماثل نعل حذائها أجفلت بشدة وإقتربت منها ، كان عقلها يعصف بالأفكار الهوجاء هل هذه عفريتة سوف تقتلنى أو تسحرنى او تخطفنى معها إلى العالم السفلى ، لم يقطع هذا الإعصار سوي صوت أنين الفتاة فعادت لتقول لنفسها كيف ان هناك عفريتة متعرضة لكل هذه الجروح فالفتاه كانت تبدو كمن دهسته سيارة نصف نقل إقتربت منها وقالت لها :

- ياسمين :- أنتي مين؟ وإيه اللي جرالك؟ وبتعملي ايه هنا في المكان والوقت ده؟ .

... لم تجبها الفتاة سوي بإبتسامة ضعيفة ساخرة ، نعم فهذا ليس وقت التحقيق انها تحتضر يا فتاة ، إفعلى شيئاً ! إنقذيها .

... لم تدري من أين لها بتلك القوة .. فلقد ساندتها وأخذتها الي بيتها ولكن هي ليست علي قدر من الجرأة تجعلها تواجه  أبيها وأمها وأخيها الأصغر بتلك المحتضرة ولكنها عزمت الأمر وأخذتها في ظلام الليل ، ذهبت إلي الشارع المظلم الذي يفصل منزلها عن منزل  الجيران واجلستها الي الباب الثاني لمنزلها وذهبت لتدخل من الباب الرئيسي حيث كان والدها يشاهد التلفاز هو وأخيها الاصغر بينما نامت والدتها ،
ذهبت الي الباب الذي تركت خلفه تلك الدامية وفتحته وادخلتها غرفتها بعد أن أطلقت العنان للستار الذي يفصل بين الردهة التي فيها الباب والردهة التي يجلس فيها أباها أغلقت الباب باحكام حتي لا يصدر صريراً ، عادت واقنعت والدها بالذهاب للنوم وبعد تأكدها من نومه اخذتها الي الحمام و اقنعت أخاها بانها سوف تنعم بحمام دافئ لتستطيع النوم ، أخاها الذي أخبرها أنه سوف يسهر ولكنها تعرفه جيداً لن يقاوم شبح النوم قالت له ان يذهب لينام ودخلت الحمام إلي الملقاة في البانيو قامت بتنظيف جروحها برفق ومسح الدماء من وجهها و ذراعيها وقالت لها بصوت هادئ :

- ياسمين :- اسمعي .. خدي دش سخن وارتاحي معلش انا لازم افضل معاكي في الحمام  لأنهم عارفين اني انا اللي باخد دش هديكي ضهري ومش هبص وبعدها هديكي هدوم من عندي جديدة علشان تلبسيها .

... أومات الفتاة لها بضعف فحين أدرات ياسمين ظهرها حتي لا تخجل منها نعمت الفتاة بالحمام الساخن فكانت كل خلية في جسدها تتأوه من فعل ما تعرضت له من إنتهاك جسدي حاد وبعدها أغلقت الصنبور كإشارة منها الي ياسمين ان تعطيها منشفة ، قالت لها ياسمين بصوت حنون :

- ياسمين :- على فكرة أهلي متعودين اني بطول في الحمام كملي براحتك لحد ما تهدي .

... الصمت الذي قابله كلامها جعل عقلها يعصف بالافكار مرة اخري هل العفريته تتحول الأن؟! هل ستفتك بي في منزلها المحبب علي قلبها ومكان قوتها .. الحمام ، مدت يدها لها بالمنشفة وهي تفكر أن اليد التي ستلمس يدها ذات أصابع طويلة و أظافر أطول ثم تنطلق ضحكة شريرة تنم علي ما سيحل بها ، يا لهذا العقل العفن ! انك عالة يا فتاة .. عالة حتى على نفسك ، هلا هدأت قليلا من تلك الافكار الرائعة واستبشري خيرا لعل هذه جنية سندريلا التي سوف تكافئك علي مساعدتك لها .. يا لغبائك لقد عدت مرة اخري الي تلك الافلام الكرتونية التى تشاهدينها ، لم يخرجها من شرودها سوى يد ربتت على كتفها ووقفت لتكون قبالتها تماما ، نظرت لها بوجه ملائكى خالٍ من التعبير .. نعم جميلة بل ساحرة ذات شعر كثيف بني وملامح أنثوية طاغية بالرغم من تلك الحفر والطرقات في وجهها من اثر الجروح لكنها لم تخف حمرة شفتيها ولا نعومة بشرتها ولا لمعان عينها البنيتين كانت صديقتنا ترتعد من سكوتها و سكونها وخلو وجهها من التعبير فقالت بخفوت :

- ياسمين :-  هتفضلى ساكتة كدة كتير ؟! ابوس ايدك  بلاش تخوفينى .. هو انتى عفريتة ؟!! .

------------------------------

" لحد هنا الحلقة الأولى خلصت اتمنى تعجبكم ، ياريت تقولولي رأيكم ، تفتكروا العفريتة هتطلع حكايتها إيه فى الاخر ؟! "

فى غرام أفعى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن