الحلقة الرابعة والعشرون ( الجزء الثانى ) :-

259 22 2
                                    

#فى_غرام_افعى
#ياسمين_احمد

---------------------------------

... تركت الجميع ورائها ودخلت الى غرفتها تلعن كل ما جعلها تفعل تلك الفِعلة ، كيف ستبرر انسياقها الأهوج خلف فزعها الذي من المؤكد سيتم تفسيره انه خوف واهتمام موجه ناحية حورس أو ما شابه ، لا تنكر أنها كانت خائفة عليه ولكن هذا من منطلق خوفها الدائم من المشاجرات والمشاحنات والصوت العالى وليس وكأن خوفها واهتمامها خاص به هو كما لو كانت تحبه مثلاً ، عند هذا الحد لم تعد تتحمل ما تقودها اليه أفكارها فأخذت تضرب رأسها فى باب غرفتها بعد أن دلفت وإستندت بظهرها عليه ، إبتعدت عن الباب ببطئ وزفرت بحدة متوجه نحو سريرها محاولة كبت موجة المشاعر العاتية التى تضرب جوانب قلبها فى تلك الأثناء ، هى تعلم أن خوفها سيقضي عليها إن لم تقضي هى عليه ولكن كيف وهى لا تعرف سبيل للخلاص فهذا الأمر بالتحديد شائك جداً لأنها تحيا فى بؤرة مخاوفها كما أنها لا تملك من يشعر بها .. يفهمها .. يساعدها على تخطى الأمر والتخلص منه أو على الأقل يساعدها على تحمله ، فرت دمعة يتيمة من إحدى عينيها مسحتها بسرعة تأبي الخوض فى تلك المعركة الأن فهى غير مستعدة أبداً لتبعاتها ، دثرت نفسها فى سريرها جيداً تناشد النوم عله يرحم جفنيها ويأتى بسرعة بينما فى الخارج كان حورس يلكز صديقه فى صدره قائلاً :

- حورس :- عجبك كدة !! شبهتنا .

... لم يكن فى مزاج رائق للمرح معه أو حتى تجاذب أطراف الحديث العادى لذا وبدون أن يلتفت له أغمض جفنيه بنفاذ صبر وقال بهدوء خَطِر :

- فيجو :- خد بعضك وروح مدام مش هتبات هنا النهاردة .

- حورس بسماجة معتمدة :- طب ولو بعضي مرضيش يجى معايا أعمل إيه ؟ أسيبهولك .

... لم يفهم فى البداية معنى مزحته الثقيلة بل أنه لم يفهم أنه يمزح من الأساس لذا نظر له وحين رأى العبثية تطل من مقلتيه قال بحزم :

- فيجو :- روح بدل ما أزعلك والمرة دى بجد .

- حورس وهو يعدل ياقة قميصه :- أنا اصلا كنت ماشي هو انت فاكرنى مموت نفسي عليك .

... تخطاه ليصبح أمامه فدفعه فيجو فى كتفه متمتماً بغيظ :

- فيجو :- غور جتك داهية .

- حورس :- داهية تاخدك .

... قالها ليهرع بعدها يفتح الباب ويخرج منه بسرعة الريح حتى لا تصل له أيادى هذا الحانق الذي لن ينفك يبحث عن وسيلة يُخرج بها غضبه ، وقف فيجو فى منتصف الصالة يفكر ماذا يفعل فهو حائر وبشدة في الخطوة القادمة معها بعد ما حدث ، فكر فى أن يذهب ليتحدث معها وبالفعل تحرك حتى أصبح فى مواجهة لباب غرفتها ورفع يده ليطرق على الباب ولكنه توقف قائلاً :

- فيجو لنفسه :- احسن تكون نامت ولا حاجة .. لا مش هتنام بالسهولة دى .. طب أنا أستناها لما تطلع عشان لو طلعت يبقي هى فعلاً مش عارفة تنام زى ما أنا توقعت ولو مطلعتش يبقي مأزعجتهاش برضه .. أيوة صح أنا هعمل كدة .

فى غرام أفعى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن