فى غرام أفعى

الحلقة السابعة والثلاثون :-

#فى_غرام_أفعى
#ياسمين_أحمد

-----------------------------------------

... تنهد بعمق يطرد أثار تعبه والساعات الفائتة عن روحه المرهقة وعاد الى حيث كان يجلس مستنداً بظهره على الحائط ، فُتح باب غرفة العمليات وخرج منه سرير متحرك يدفعه عدة ممرضات وجسدها النحيل قابع فوقه بهدوء وهناك شحوب مخيف يكسو ملامح وجهها نتيجة كمية الدماء التى نزفتها ، توجه الجميع حيث الغرفة التى ستمكث بها ولكن إقترب منه أمير واضعاً كف يده على كتفه يحثه قائلاً :

- أمير بصوت رخيم :- أنا عارف ان الموقف كان صعب جداً عليك بس خلاص خلص والوقت اللى فات ده لازم ننساه عشان خاطرها هى وأنت لازم تجمد كدة عشان هى محتجاك جمبها .

... أومأ وقد إجتاح رأسه صداع عنيف فأمسك رأسه بين كفيه يضغط عليها بينما يحنيها قليلاً فوقعت أنظاره على بقعة الدماء التى لوثت ثيابه ، أخفض يده يتحسس البقعة التى لطخت كفه فرفعها أمام ناظريه يتطلع إليها بألم فلاحظ أمير فعلته فقال يخرجه من أفكاره التى بالتأكيد تلونت بلون ثيابه السوداء :

- أمير بحزم :- خلاص يا فيجو عدت على خير وياسمين فى أوضتها مستنياك تروح تقولها حمدلله على السلامة .. أقولك ! تعالى نشرب فنجان قهوة عشان تفوق .

سحبه أمير بهدوء فسار معه دون أدنى مقاومة الى غرفة يوجد عليها لافتة مكتوب عليها " مشروبات " وقد كانت مخصصة لهم وللطاقم الطبي كى يشربوا شئ إن أرادوا وبها كل أنواع المشروبات الساخنة والباردة ولكن لا يوجد بها أحد للخدمة فهى مخصصة على نظام '' الخدمة الذاتية '' أى أن من كان يريد أن يشرب شئ ما فليعده لنفسه وقف أمير أمام آلة صنع القهوة وقام بعمل فنجانى قهوة تركية قدم أحدهما الى فيجو والأخر بدأ فى إحتساؤه بهدوء ، راقب أمير هدوء فيجو الذي أكد أنه إستسلام منه لسوداوية أفكاره فلم يُرد أن يتركه يغرق فى هذا البئر العميق من الظلام خاصة وأن ياسمين أصبحت بخير وما هى الا مسألة وقت حتى تستفيق من آثر المخدر ، تنحنح قاصداً لفت إنتباهه إليه ثم قال :

- أمير مبتسماً :- عارف يا فيجو الدنيا دى غريبة أوى .. اللى يشوفنا فى حياتنا العادية يقول عيال مشالوش للدنيا هم لسة واللى يشوفنا دلوقتى واحدة مننا كانت هتموت ونجت بأعجوبة وإحنا واقفين هنتجنن عليها يقول رجالة مش 35 سنة .. نضجنا قبل وقتنا وهنعجز قبل وقتنا واحتمال كمان نموت قبل وقتنا بس عارف أنا لو مت أو لو حد فيكوا مات قبلى مش هبقي ندمان على أى لحظة قضيتها معاكوا ، انتوا أصحاب بجد .. سند وحاجة تشرف .

... ابتسم له فيجو إبتسامة صافية ثم كور قبضته وضربه بها برفق فى صدره قائلاً بود :

- فيجو بعد أن إستعاد جزءاً من ثباته :- ياض انت أخويا مش بس صاحبي .. انت عارف انكوا عندى زى فيشو بالظبط .

- أمير بضحك :- وانت والله بتفكرنى بأمى ناقص تقولى متنساش تشرب اللبن قبل ما تنام .

... صدحت ضحكاتهما فى أرجاء الغرفة وقد أنساه أمير ما كان يجثم فوق قلبه من هم منذ قليل فإبتسم من قلبه على صديقه الذي قدر ما يمر به وعلى الرغم من خطورة حالة ياسمين الا أنه فضل أن يظل الى جوارة فهو يعلم انه أيضاً يحتاج الى أحد ما بجانبه .