الحلقة الحادية والستون ( الجزء الثاني ) :-

218 22 4
                                    

#فى_غرام_افعى
#ياسمين_احمد

----------------------------------------

... فتح فيجو فمه ببلاهة ممزوجة بالصدمة ، لم يتمكن عقله من فهم ما حدث ، هو بالفعل يعلم معنى أن يطلب شخص مسيحى الدخول الى الاسلام لكن ما لم يتمكن عقله من استيعابه هو أن هذا الشخص ما هو إلا حورس ! ، كان ينقل نظراته بين الوجوه فرأى مشهد الذهول على وجه فيجو وملامح فرحة وعدم تصديق على وجه ياسمين ولكن ما لم يفهمه ملامح الغضب التى تملكت من خلايا وجه قاسم ، كاد أن يسأله عن سبب ضيقه الواضح للعيان ولكن سبقته ياسمين وهى تندفع نحوه بسعادة كبيرة ممسكة بيده بلهفة قائلة :

- ياسمين بفرحة :- بجد يا حورس ؟ انت بجد عايز تأسلم ؟ .

- حورس بإبتسامة مهزوزة :- أيوة يا سو بس محتاج مساعدتكم .

... لم تكد تتحدث حتى وجدت يد غليظة تدفعها للجانب بحدة وفيجو يندفع ليحتضن حورس بدعم كبير قائلاً :

- فيجو بتأثر :- احنا كلنا في ضهرك ياض ، متخفش .

... ربت حورس على ظهره بإمتنان حقيقي بينما ابتعد عنه فيجو حين نظر حورس إلى قاسم سائلاً :

- حورس :- وانت يا قاسم ! فى ضهرى برضه ولا .....

... ترك جملته معلقة يخشي إكمالها فهو بالفعل لا يتخيل أى موقف أخر من قاسم سوى الوقوف بجانبه ، نظر له قاسم بسخرية قائلاً بهدوء ما قبل العاصفة :

- قاسم :- هو مين ده اللي فى ضهرك ! انت عايز جيش بحاله يحميك ، انت عبيط ! .

... قوبل بالصمت من ناحية حورس الذي ترقب بحذر بقية حديثه بينما تعجب فيجو وياسمين من كلامه الذي يبدو عجيباً لخروجه من قاسم تحديداً ، الصمت السائد فتح له المجال لإخراج ما يعتمل بداخله من خوف على رفيقه ولكن على هيئة حدة وغضب قائلاً :

- قاسم بعصبية :- انت عارف نتيجة اللى عايز تعمله ده ايييييه ؟ عارف ان الكنيسة والأقباط مش هيرحموك ؟ وانا هنا مش قصدى الأقباط بشكل عام انا قصدي أهلك اللى هيعتبروك عار عليهم لازم يتخلصوا منه ! انت هتبقي عامل زى البنت اللى فرطت فى شرفها لا أنيل كمااان ، طيب بلاش ده حتى لو محدش لمسك وسابوك تعيش فى سلام تقدر تقولى هتعيش فين ؟ ما انت لو مفكر انك هتفضل عايش فى بيتك ما أمك واختك تبقي أهبل ، فهمنى كدة هتصرف على نفسك منين ؟ وطبعاً مش محتاج أفكرك انك داخل على ٣ سنين مدعكة هتتفرم فيهم مجهود وفلوس وسهر ومذاكرة محتاج تبقي رايق ، تقدر تقولى هتعرف تروق ازاى ؟ .

... لم يحزنه هجوم رفيق دربه الحاد عليه ، هو بالفعل فكر في كل هذا ، لكن كان هناك شئ اقوى بداخله يدفعه دفعاً نحو الأمر ، هناك ما يجعله يريد التخلى عن كل شئ من أجل فعل هذا ، تنهد حورس بألم كان أول مرة يروه متجلى بهذا الوضوح على وجهه قائلاً :

- حورس :- عارف كل ده ، وفكرت كويس فى كل اللى قولته ده يا قاسم بس أنا مش هرجع فى قرارى ، لو هيموتونى أموت وأنا حاسس انى عملت حاجه واحدة صح ، أنا مش خايف أموت ، أنا لو بخاف من الموت مكنتش هبقي واحد منكم ، انا بس خايف ادخل النار ، تبقي كارثة بجد لو مت ولقيت أن كل اللى عشت طول عمرى مؤمن بيه طلع هوا ، ولا حاجة ، أنا قرأت كتير عن الإسلام وسمعت محاضرات لأكتر من داعية إسلامي ولقيت أن الصح هنا وأنا مش عايز اعمل حاجة غير الصح ده ، أنا مش هبقي أول ولا أخر بنى أدم يغير دينه ، ياما مسيحيين أسلموا وياما مسلمين كفروا وألحدوا وإتنيلوا على عينهم ومحدش كلمهم ، هيسيبوا كل دول ويجوا على جرجس ابن ماريان ويحاولوا يقتلوه ، وبعدين حتى لو حصل ده يا قاسم هو انا مقطوع ولا حاجة ما انتوا معايا اهو ، ده انتوا ما شاء الله تسدوا عين الشمس ، ايه مش هتعرفوا تاخدوا بالكوا منى وتحمونى ! .

فى غرام أفعى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن