الحلقة الرابعة :-

493 31 4
                                    

#فى_غرام_أفعى
#ياسمين_أحمد

----------------------------------

... كان من حسن حظ ياسمين أن زميلاتها الستة إبتعدوا ولم يروا تلك المعركة ولم ينتبهوا من الأساس إلى عدم وجودها معهم ففضلت أن تبتعد عن الساحة فهى لا تود البقاء أكثر وإلا سوف تتعرض للمسائلة عن صلتها بهاتين الفتاتين وهى بالطبع لا تملك جواباً فإنسحبت بهدوء حتى إبتعدت عن مرمى بصرهم وأصبح لا أحد من الواقفين يراها حتى وجدت يد تقبض على ذراعها بقوة فإلتفتت بذعر لترى يد من تلك وتضاعف ذعرها حين علمت أن تلك يد صدف ( يا ريتنى ما لفيت ) هذا ما قالته ياسمين فى نفسها حين رأت صدف بهذا الشكل وتلك النظرة المهددة بالقتل عندما قالت لها :

- صدف بنظرة تحمل التهديد :- على فين العزم يا حلوة ؟ .

... نظرت لها ياسمين بصدمة من الوضع الذي يقفون فيه وصدف تمسك بها  كضابط ألقى القبض على متهم لطالما أراد أن يمسكه وأخيراً فعلها ووقع فى يده ، نظرت لها وقد شحب وجهها وقالت ببلاهة غير مدركة لما ينطق به لسانها اللعين :

- ياسمين :- ماشية .

... نظرت لها صدف بإستهانة وسخرية قائلة :

- صدف بإزدراء :- ماشية ؟! بسهولة كدة ؟! ليه فكراها زريبة ولا وكالة من غير بواب ؟! .

... هنا استفاقت ياسمين من غيبوبتها وصاحت بها غير عابئة بأي شئ فهى تتقبل أى شئ إلا ان يتعمد أحدهم أن يحرجها أو يقلل من قيمتها أمام الناس وعندما ترسخ فى ذهنها _ الذي لا تصدق فى الدنيا سواه _ أن صدف تتعمد إحراجها أمام الناس وأن تفرض عليها سيطرتها صاحت بها وكانت الصيحة مصاحبة لقدوم دارين فسمعت الكلام الذي قالته ياسمين لصدف وكان جزء منه موجه إليها شخصياً وهذا ما جعلها تتأكد من شعورها تجاهها وهو أن تلك الفتاة يجب أن تكون واحدة منهم ، ذهبت إليها دارين تعتذر بشدة بينما نظرت لصدف بحدة لم تفهم صدف سببها فنظرت لها نظرة ( إيه هو أنا عملت حاجة غلط ولا إيه ) قالت لها دارين بعد أن فهمت مدلول نظرتها :

- دارين بغمزة :- روحى يا صدف جيبي العربية خلينا نمشي .

... ثم نظرت إلى ياسمين وقالت :

- دارين :- أنا بجد أسفة على اللى حصل .

... تنهدت ياسمين ونظرت لها بأدب فمهما كان دارين لم تخطأ معها على عكس تلك المتمردة فقالت لها :

- ياسمين بهدوء مهذب :- حصل خير .

... لم تمهلها ياسمين فرصة لأن تتحدث أو تفعل أى شئ أكثر فيكفيها ما حدث ، إكتفت بتلك الكلمات مع إبتسامة بسيطة وأدارت وجهها منصرفة إلى درسها الذي خشيت أن تتأخر عليه وعندما دخلت إلى الحجرة بعد أن إستأذنت معلمها وسمح لها بالدخول لم ينتبه أحد إلى تأخرها الشديد عن الدرس بالرغم من أن غرفة الدرس بجانب المدرسة وما يفصل بينهما هو مسجد صغير ، حجبت تلك الأفكار عن عقلها وركزت فى حصتها فهى تعشق فرع الهندسة أما باقي فروع الرياضة فتمقتها بشدة عادت تركز فى حصتها وتتفاعل بشدة مع مدرسها فقد كانت على درجة عالية من الذكاء ولكن لم يكن هناك من يهتم بها فقد كانوا يريدون منها أن تهتم بجميع شئونها الخاصة وفى النهاية تأتى بأعلى النتائج وهذا ما كان صعب جداً عليها تحمله فكانت دائماً ما تضيع بضع درجات فى الإمتحانات النهائية تجعلها تُحرم من الترتيب ضمن العشرة الأوائل وكان هذا أيضاً يؤلمها بشدة لأنها ترى مستواها يتضائل كما تستمع إلى توبيخ من أهلها حتى إستسلمت لأمر ربها وأصبحت لا تهتم لأحد ولا لشئ سوى نفسها فقط ، كان لديها القدرة الفائقة التى تجعلها تتحكم بشدة فى عقلها الجبار فتجعله يفكر فيما تريد وقت ما تريد مهما كان تافهاً وتجبره على أن لا ينشغل فى التفكير بشئ لا تريد التفكير فيه مهما كان مغرياً فكانت صاحبة القرار الأول والأخير فيما يخص عقلها .

فى غرام أفعى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن