الحلقة الرابعة والاربعون ( الجزء الثانى ) :-

278 28 19
                                    

#فى_غرام_افعى
#ياسمين_احمد

------------------------------------

... إنتهت من دراستها وطلبت من فيجو أن يأتى ويأخذها غير قادرة على الإنتظار أكثر من هذا حتى انها فضلت الذهاب على أن تبقي حتى اعلان نتيجتها وعزمت على أن تعلمها وهى معهم فهى لا تهتم الى نتيجتها قدر اهتمامها لحالتها النفسية التى تسوء كل يوم عن اليوم الذي يسبقه ، أما هو فقد لبي طلبها بدون أى تفكيبر فهو خير من يعلم بما تمر به فى مكوثها هناك ، وصل الى منزلها ليلاً بعد أن أحضر الـ robot معه ليحل محلها وانتظر حتى نام الجميع وبالفعل كما حدث مسبقاً خرجت من منزلها من بين والديها وأخيها ولم يشعر أحد بها ، استقلوا سيارته وبدأوا فى رحلتهم الى حياتها معهم ، كانت صامتة طوال الطريق وهو احترم تلك العزلة بالرغم من أنه كان أكثر من يعلم أنها ليست عزلة ولكنه هروب كما يعلم انها تعانى الأن ولكن لا يمكنه قطع خلوتها مع نفسها علها تصل الى الشفاء الذي لم يصل اليه هو ، ظلا على هذا الحال حتى غفت الى جانبه فإبتسم عليها ولم يحبذ ازعاجها حتى يصلا ، دارت فى رأسه حروب عنيفة حاول قدر استطاعته تجاوزها ولكنه لم يتمكن من هذا ، حاول تشتيت عقله عنها والتركيز على القيادة ولكنه فشل أيضاً ، صدح صوت هاتفه فإلتقطه ليجد إسم دارين ينير شاشته ، ضغط على زر الإيجاب ليصله صوتها هادئ رزين قائلة :

- دارين :- ها يا فيجو بقيتوا فين ؟ .

- فيجو :- أنا بقالى ساعة الا ربع متحرك اهو .

- دارين بتساؤل :- وياسمين معاك ؟ .

- فيجو :- أه بس نايمة .

- دارين :- خلاص ماشي .. توصلوا بالسلامة .

- فيجو بلطف :- الله يسلمك يا صاحبي .

... أغلق معها المكالمة وعاد يحدق فى الطريق أمامه ، حاول قدر الامكان عدم التشتت حتى يصلوا بسلام وبالفعل إقترب من الوصول فأيقظ ياسمين حتى تنتبه قليلاً قبل الوصول ، ربت على كتفها بخفة وهو ينادى بإسمها قائلاً :

- فيجو :- ياسوووو .. بت اصحى وصلنا .

- ياسمين بتثاؤب :- بس بقي يا فيجو سيبنى .

- فيجو بإستنكار :- يعنى هتنامى فى العربية ؟!! .

- ياسمين بخمول :- أه .

- فيجو :- أه ايه ! قومى يا بنتى بقي .. ابقي نامى فوق .

... نظر اليها بإشفاق كبير فهو خير من يعلم أنها تحتاج الى الراحة الأن وأنها لم تنم بهدوء هكذا منذ تركتهم ولكن الأمر ليس بيده فلا يمكنه تركها هنا فى السيارة نائمة وقد أصبحوا على مشارف الشارع الذي به البيت الخاص بتجمعهم ، رمشت بعينيها عدة مرات حتى فتحتها لترى أنهم بالفعل فى الشارع الكائن به ركنها المريح الهادئ ، هذا المكان الذي لا يعلم عنه أحد ولا يعرف بوجوده فى حياتها كائن من كان ، دلف فيجو بالسيارة الى البيت وصفها بالجراج المخصص لها ونزلا منها متجهان نحو الأعلى ، لم تتوقع وجود أحدهم هنا كما أن فيجو لم يخبرها بوجود أحد بإستقبالها لذا فكرت فى أنهم بالطبع لن يكونوا هنا الأن وستراهم غداً ، التمست لهم عذر أنهم لا يريدون ازعاجها وتركوها كى ترتاح من مجهود السفر ، لم تترك لعقلها فرصة خلق أفكار سوداء عنهم وعن كونهم لم يستقبلوها لأنها ببساطة لا تهمهم وهم غير مهتمين بوجودها من عدمه كباقى الأشخاص فى حياتها ، تنبهت على صوت فتح الباب ودلوف فيجو منه فتبعته ، المكان هادئ بشكل مريب كما أن الأنوار جميعها مغلقة ، هناك صوت أنفاس بشرية ، مد فيجو يده يضغط على زر الانارة فإنقشعت العتمة وساد بعدها الضوء حاملاً معه ضحكات وصرخات فرحة ، أوراق ملونة تنطلق من مدافع صغيرة للإحتفال تتطاير فى وجهها ، أصوات صافرات شبابية تنطلق لتشق الأجواء ، الجميع مبتسم وسعيد بحضورها وعودتها مرة أخرى بينما هى .. هى .. هى منصدمة ، جحظت عيونها حتى كادت أن تخرج من محجريها ، وجدت الجميع حاضراً ينتظرها ماعدا على وصدف ، اندفعت نجف ودارين يحتضنوها فأفاقت على أيديهم المتعلقة فى رقبتها تكاد تخنقها ، إمتدت يد فيجو لتبعدهم عنها قائلاً :

- فيجو بضيق :- ايييييه ده ؟! غرام وانتقام !! ابعدى ياختى منك ليها هتموتوا البت .

- نجف بغيظ :- ايه يا عم فيجو ده احنا بنرحب بالبنية .

- فيجو :- هو انتوا عشان ترحبوا بيها تقطعوا نفسها !! ارحمى ياختى وسيبي رحمة ربنا تنزل .

... كانت صامتة لا تشارك فى حوارهم فمازالت غير مصدقة لهذا الاستقبال الحافل الذي أقاموه لأجلها ، سحبتها دارين من يدها أجلستها على الأريكة ورحبت بها بلطف قائلة :

- دارين مبتسمة بود :- حمدلله على السلامة يا صديقي .. وحشتينا يا بنتى والله .

- ياسمين مبتسمة بتيه :- وانتوا كمان وحشتونى جداً وكنت مستنية اليوم اللى أرجع فيه ونتلم .

- أمين بمزاح :- إحنا فعلاً محتاجين نتلم بجد وبالذات الواد اللى هناك ده عشان عايز حد يلمه اوى .

... قال كلماته قاصداً بها فيجو وهو يشير نحوه بسبابته والذي نظر له بدوره نظرة إستخفاف قاتلة بينما ضحك الجميع علي مشاكسة أمين لفيجو بعد ان جاء الى بيته ليتعرف على أهله ومن وقتها اصبح فيجو لا يسلم من سخريته عليه ، نظر حورس نحو ياسمين وهتف بحماس قائلاً :

- حورس :- احكى لينا بقي يا ياسو عملتى ايه فى غيابك عننا ؟ .

- ياسمين وهى تبتلع غصة فى حلقها :- مش حاجات مثيرة أوى يعنى .. انا حياتى فاضية من غيركوا .

- قاسم بنظرات عبثية معيداً جملتها الأخيرة بتلذذ :- " حياتى فاضية من غيركوا " شوف يا أخى جمال وصياغة التعبير .. اكيد تقصدينى أنا صح ؟ .

- ياسمين بضحكة بسيطة :- أقصدكوا كلكوا .. عشان بحبكوا كلكوا .

- أمين بمزاح :- بحبكوا كلكوا كدة على بعضكوا .

- فيجو وهو يزيحهم من أمامه :- وسع يلا يا بغل منك له يلا خلوها ترتاح من تعب الطريق ( صمت قليلاً ثم وجه انظاره الى ياسمين قائلاً ) ولا اقولك انتى كنتى عايزة تنامى .. ادخلى ريحى للصبح .

- حورس وقد مط شفتيه بإنزعاج :- تنام وتسيبنا يا عديم الذوق انت !! .

- فيجو بتهكم :- سيبنا الذوق ليك يا أبو الذوق كله .

- ياسمين بمقاطعة لشجارهم العقيم والذى كان على وشك الحدوث :- انا فوقت خلاص ومش عايزة انام .. هقعد معاكوا عشان انتوا وحشتونى اوى .

- قاسم بنبرة وله وهو يسبل جفنيه :- والله ما حد وحشنا غيرك يا قمر .. وانا بالذات وحشتينى موووت .

- حورس بسخرية :- نحنوح اوى الواد ده .

- قاسم وهو يربت على صدره بشكر :- حبيبي تسلم .

... ابتسمت ياسمين على مشاكستهم الدائمة وروحهم التى أشعرتها وكأنها كانت ميتة وبعودتها لهم بُعثت من جديد ، بدأ كل منهم فى سرد مواقفه المرحة التى حدثت له فى غيابها سواء كانت حدثت له معهم أم بمفرده وبالطبع قد حدثوها عن الزيارات المريبة التى قام بها فيجو لأسرهم ، كانوا يضحكون ويشاكسون فيجو الذي كان يبتسم لهم بهدوء وأحياناً ما كان يبادلهم المزاح حتى شعرت ياسمين أنها ربما تعرف ما به هذا الفتى الذي قد يكون مثلها .. مسكين ! ، انقضت ليلتهم بسلام تام كان قادراً على ترميم جزء من هذا الخراب الذي تم احداثه بداخلها ، خلدت الى النوم بعد انتهاء السهرة وحصولها منهم على وعد بأنها حين تستيقظ سوف تجد الجميع موجود .

-----------------------------------

رأيكم ؟

متنسوش الفوت عشان تحمسونى 😍 💜

فى غرام أفعى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن