انا العداله(وعليك التحدى)
75
فتحت مقلتيها البنيه , ظلت لوهله تنظر حولها تحاول ادراك تلك الغرفه ,, كم تمنت ان يكون كابوسا وغادرها
كم تمنت ان يكون مجرد لحظه انتابها بغفوتها وستذهب بعيدا ,, الا ان الالم المغروز بسن الابره بذراعها
كان تمام اليقين على ما عاشته ,, كان شعور بالاشتعال الذاتى الصامت
تصرخ , تتألم , تتعذب , دون صوت مستسلمه للالم بخضوع ,,
تحاملت على نفسها تقاوم اعتدال جلستها فوق الفراش , الى ان انزلت قدميها فوق الارض الخشبيه البارده ,,
نظر لساعة معصمه ليحدد التوقيت , وضع الطبق فوق طاولة الافطار بالمطهى بينما الموسيقي الهادئه تنبعث بالاجواء
شعره المصفف , ملابسه النظيفه من قميص قطنى و بنطال اسود رائحة صابون الحلاقه الرجولى
وكأنه لم يمضي بالامس ليلة بائسه حزينه ,, لطالما اعتاد على اظهار عكس ما يشعر به ,
لطالما برع بالتظاهر ,, الا ان هذا الخداع الزائف و بريق الهدوء الخادع , هل سيفلح امامها ,,
صوت الخطوات فوق الارضيه الخشبيه , جعله يدرك قدومها , بلامبالاه خرج صوته الاجش غير مهتما
بالالتفات لها ,
_ الطقس رائع لافطار جميل ,
كانت عينيها تنظر بجمود لظهره العريض دون شعور ,,وكأن الاحساس أنسحب من جسده
برقت عينيها على سكين الطعام اللامع فوق الطاوله ,, خطت خطواتها لتتقدم منه
مرت جواره , لتسحب بأصابع رشيقه السكين جوار الطبق , جلست امامه فى سكون بينما أخفت السكين الرفيع اسفل
الطاوله .. ظل لينظر لملامحها البارده , برد الشتاء جعل انتفاخ شفتيها الورديه اكثر انتفاخا
.شعرها المشعث البنى كان كهالة لوجهها بالرغم من بشرتها البيضاء فاقدة الحياه الا انه كان يراها شهية
كثمرة تفاح ناضجه مستعده للقطف ,, بجهاد أخفض ناظريه يحاول الاهتمام بالطعام
أنتبه لعدم وجود الماء فوق الطاوله , نهض ليسير للبراد ليفتحه ليسحب منه زجاجه
ما ان أغلق باب البراد حتى بدى انعكاسها خلفه تقبض على السكين تسارع بضربه ,, أستدار لها بسرعه
ليمسك معصمه يعتصره بقوه ,,
صاحت جميله بشراسه ,بينما صوته القوى يصم الاذان
_ تريدين طعنى ,,
كانت القوى الجسمانيه فى صالحه امام جسدها الضئيل ,, دفعها بقوه لتسقط ارضا بعد ان تمكن من احكام السيطره
على السكين ,,كان صدرها يعلو وينخفض بجنون , أمسك فكها ليتحدث وهو يجز على أحرف كلماته
_ من الصعب طعنى من نفس الشخص مرتين ,,
لم يهتم بيده الملطخه من الدماء وهو يمسك فكها بقوه ,, كان الالم الذى ينزف من قلبه أدمى من الجرح
المشقوق بكفه ,,خرج صوتها المبحوح
_انت من بدأت , جرب ان ينقل لاحدهم مرضه لك ولنرى بماذا ستشعر
تركها و نهض ,, للحظه فكرت بأنه سيطعنها بالسكين الذى يمسكه الا انه وضعه فوق الرخام فى صمت
ليفتح الصنبور ليبدأ بترك الماء فوق جرح يده , لتختلط دمائه بالماء
بينما وجهه ظل على جموده ,, نهضت فى أنكسار كانت الدموع تغزو عينيها , أتى همسها خلفه
_ انا لم أفعل شيئا لكل هذا , أعلم اننى كنت حمقاء وكسرت قلبك بكل غباء لاننى تعاونت مع كمال
لكنه وعدنى بأنه لم يؤذيك أخبرنى بأن العقوبه ستخفف الى حد كبير
كان الشىء الوحيد الذى دل على استماعه لحديثها هو تلك الابتسامه الساخره التى برزت على وجهه بأستخفاف
أدار قماشة قطنيه فوق جرح كفه , ليقول بأستخفاف
_ كم انا شخصا شرير بشع عديم الرحمه
هدرت جميله مصيحه
_ نعم انت كذلك , هذه حقيقتك التى
أخرستها دفعته القويه التى جعلها تصطدم بالحائط خلفها , تأوهت بألم الاختناق ويده تقبض على عنقها كجرو مسكين
خرج نفور حديثه البركانى امام شفتيها
_ على الاقل انا كذبت لحب غبي ألعنه الف مرة فى يومى لكن انت , ماذا كان هدف كذبك الحقير
أخرج شريط منع الحمل ليلقيه بوجهها ,,
_ جعلتينى أحلم , الى حد اننى صدقت الحلم و قبلت بتحقيقه
طالعت الشريط الملقي ارضا بأعين مرتعشه ,, لتيبدأ أكسجين رئتيها بالتقلص
وصوته تردد قبل مغادرته
_ انت ايضا كنت مجرمه ولكن بشكلا اخر ينافسنى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ظلت تدور , تدور ,, و تدور
أنحنت كبعجة في رشاقه مع الفتيات المجاورات لها,,لتتوقف الموسيقي معها توقفت حركتهم ,,,
لتهدأ الاضاءه ,,ليتعالى التصفيق بالقاعه ,,انحنوا ليحيوا الجمهور , وصدرها يعلو وينخفض من فرط الارهاق
,,كان ارهاقا نفسيا قبل ان يكون بدنى ,,
غادرت ايلين المسرح , لتسارع لغرفتها .. نظرت لوجهها المغطى بالبودره البيضاء المزينه
سقطت على المقعد ,,لتطالع وجهها , واخيرا اغلقت الباب خلفها لتنفرد بوحدتها
تستطيع الان الاستسلام لنوبة بكائها ,, أمسكت منديل لتمسحها زينة وجهها بحده
,, لقد سقطت اقنعت الثبات ,, غدا زفافها ,تسلمت دعوة الزفاف قبل ان تصعد على المسرح
كانت يدها ترتجف وهى تستلم الدعوه واسمه جوار اسم صديقتها
,, ما اقسي هذا الشعور , ما أبشعه , لم تشعر بهذه المشاعر اللعينه سابقا مع احد من خطابها
هل هو شعور فقد الصديق ,, ام انه شعورا اسواء من هذا , تخطى تلك المراحل بمسافات
كانت تعلم الاجابه ,, لكنها أبت ان تصرح بها حتى ولو لنفسها ,,ربما لانها تعلم انها عندما تقف على هذا
التصريح سيكون ,صراحة بخيانة صديقتها التى تعلقت بقلب حبيبها ,,
زين الدين
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
صدره المرتفع , كان يصيح بنيران بركانيه مفرطة العذاب ,, كان يقاوم بأدخال اى انفاس للهواء البارد لرئتيه الملتهبه
كان يركض الخيل فوق الارض العشبيه بجموح ,, كجموح هذا الالم الذى يأبي التوقف
, كان يدرك الالم الذى غزى كامل جسده ,, بداية من يده المجروحه الى هذا القلب النابض ببؤس
تركها وخرج لم يجد منجه لهذا الحوار القاسي سوى ان يتركها ,, لا ليقطع الحديث ,بل لكونه
يشعر بالخوف من ما قد يقدم عليه من جنون تجاهها ,, قد يمسك تلك السكين التى جرحت يده ليغرذها بقلبها
وبعدها يوجهها لقلبه لينهى سلسلة عذابه ,, الا انه ولاخر وهله استعاد منطقه العملى ليتركها وحدها
قادته قدميه الشارده لاسطبل الخيول ,,حرر أذرار اكمام قميصه ليتقدم لكومة القش
ليبدأ بالشىء الوحيد الذى يتقنه لعله ينسي ألمه ,, العمل
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بعد سفر طال عاد للمنزل ,, فتح الباب ليتأمل البيت الهادىء الساكن الذى لا يدل على اى حياه
يبدو ان الوحده ستظل رفيقته للابد ,, ألقي أدهم مفاتيحه فوق الاريكه ليرتمى فوقها ,,
نظر للقمر المنير بالسماء ,, ربما يكون عاد من السفر ولكنه لم يعد كما كان
هناك شيئا انكسر بين اضلاعه ,, للحظه أستفاق من شروده ليدرك غياب جميله
تناول هاتفه ليتصل بها ,, الا ان الهاتفه كان مغلق ,, بدأ القلق يتسرب له , أتصل بالشخص الوحيد الذى
لا يخفى عنه الاشياء ,, أتى صوته البارد بعد رنين لم يطول
_ لم أتوقع ان تفعلها يا فتى وان تأخذ الشركه لصالح ابنت عمك تملك عقل متفتح خلاف هيئتك الاولى
مط ادهم شفتيه بأقتضاب ممل ,,
_ اهلا يا نادر, شكرا لاضافتك الرائعه أين جميله
_ الا انك مازلت تمتلك لسان غبي يفتقر للذوق
قالها نادر بيأس واضح , ليجعله ادهم يهتف بأنفعال
_ لولا فارق السن والاعمار بيننا لاجبة عليكي أجابة لن تسرك ابد
زفر نادر , ليتحدث بعمليه
_ لا داعى لكل هذا الغضب يا ادهم , جميله عادت لزوجها بأنجلترا يريدان تصفية بعض الحسابات فيما بينهم
لم يستطع ادهم أخفاء دهشته ليرتفع حاجبيه بدهشه , مرددا
_ عادت , ألم تقول انها تريد الطلاق
قضم نادر تفاحته الحمراء بمتعه وهو يرفع كتفيه مجيبا
_ أنهم المراه يا عزيزى يخرج منهن كل الخبايا فتوقع كل شىء
تعالت ضحكات نادر , ليزداد أستفزاز ادهم ليغلق الهاتف بوجهه
حرر رابطة عنقه الاشبه بأحبال المشنقه حول عنقه ,, أخفى وجهه خلف كفه ,, يحاول ألتماس الهدوء الداخلى من
السكون المحيط حوله ,,, وكأن العالم صامت لينصت لتأوهات قلبه الحزين ,,
كان يعلم ان حياة المدينه ليست كحياة الريف خاصته ,, كان فى البدايه مبهور بالحياه الجديده
, السيارات الحديثه , بيت الزمالك الفاخر ,, لكن كل هذا الان أنهار امام قلبه
ربما عاد مظفرا بألاحترام و الثقه من ما حوله , أحتل منصبا اداريا رفيعا لو عاش كامل عمره بالتعليم لن يأخذ ربع
هذه الفرصه ,ولكنه فى المقابل خسر الكثير ايضا
نظر لطول النيل الطويل امام بيته , ليهمس بصوت مكسور متعب
_ ليتنى لم أتى هذه المدينه البائسه
دقات خافته اتت على الباب , الى انها سرعان ما صمتت حتى انه ظن انه توهم الصوت
نزع سترته الا ان صوت الطرقات أتى مجددا
أتجه للباب ليفتحه , ما ان ادرك باسم الوجه المقابل لها حتى تصلبت ملامحه بجمود , ليشتد عرقا بارزا برقبته
الا ان أبتسامه خبيثه بدت على وجهه ,, مطالعا جاد
سرعان ما عاجله بلكمة بمنتصف وجهه ,فجرت الدماء من وجهه كصنبور دامى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الظلام الحالك حل على المنزل ,,ساعد على ذلك الاجواء الشتويه ,تطلعت من خلف الزجاج على الحديقه المعتمه
التى أصبحت ضبابيه بشكلا لا يوصف ,, أحتمت جميله بوشاحها الصوفي الذى وضعته على كتفيها
للحظه توترت من الخروج هى الى الان لا تعرف اين هذا الموقع الجغرافي العجيب , بالاضافه لافتقارها الكبير
بحفظ الطرق الا انها تظن انها فى خارج العاصمه البارده لندن ,, ربما بريف أنجليزى
فهى لم تسبق وان رأت هذا الطراز من البيوت المحيطه حولهم ,,وكأنها أقتحمت فيلم رعب , لتصبح بطلته الاولى
,,صوت الباب خلفها جعلها تستدير بزعر , أطمئنت قليلا لرؤيته الا ان سرعان ما عادت لهدوئها
دخل فى صمت , ليتجاوزها وكأنها شىء شفاف لا يرى ,,
هتف متحدثه بدفاع
_ انا لم أخذ الحبوب سوى مرة واحده فقط وكانت قبل سفرى ,
كانت تحدث السراب , فلقد توارى عن الانظار بالغرفه حرر أذرار قميصه لينزعه ,, مررت ناظريها على هيئته
حتى توردت وجنتها بخجل ,, هتفت بثبات كاذب مردده حديثها مجددا
_ انا لم أخذ هذه الحبوب غير مره واحده
فتح خزانته بحده حتى كاد ان يقتلع ابوابه ,,لم يجب سوى بعبارة بسيطه بلا تعبير
_ أذهبي لتغير ملابسك لدينا دعوه للعشاء
عقدت حاجبيها بأستنكار للحظه بدت وكأنها لم تفهم الحديث , لتردف بصدمه وكأنها تطالع شىء بوهيمى
_ بهذه البساطه , هل تظننا نتشاجر على مبارة لكرة القدم , وانا هل تظننى سأسمح للخضوع لك مجددا
بعد ما فعلته بى ,انا حالا سأخرج من هنا يكفى هذا على هذه المهزله
أستدارت بالفعل لتسير للباب ,, أمسكت المقبض لتفتحه ,,كانت عينيه الزرقاء لم تتزحزح بجمود عنها
كانت تسير مع خطواتها ,,وهى تتوقف تطالع ضباب الليل
أعتصرت قبضة يدها ,, جزت على اسنانها لتعاود أغلاق الباب ,,
أستدارت ببطء للخلف لتصطدم مقلتيها البنيه , بعينيه الحاده ,, كان أنهى أرتداء حلته الرسميه
لتضفى هيئه اكثر سيطره ,, أردف بنبرة اجراميه وهو يضع يده بجيب سرواله مرددا
_ لم أراك تخرجين أذن ,,
كان فكها يرتجف من فرط البروده ,,
_ لقد لعبتها بمهاره , تعلم اننى ان خرجت سرعان ما سأعود لاخذ الابرة منك , هذا أذا أستطعت العوده
من هذا الضباب
أبتسم أبتسامه بارده لم تصل لعينيه , ليجلس فوق المقعد واضعا قدما فوق الاخرى ليجيب بنفس النبره الاجراميه
_ جيد تحرذين تقدما باهر فى التفكير المنطقي , نسيت ان أخبرك شيئا اخر لا توجد مواصلات تعبر على هذه المنطقه
كما ترين نحن فى مكان شبه معزول اقرب للريف لا توجد سوى سيارة خدمة الخيل وهى تأتى كل اسبوع مره
أغمضت عينيها ,, تقاوم تلك الدموع النابضه من عمق مقلتيها ,, لم تستطيع الصمود لتصيح مهدره
_ انا أكرهك , اكرهك , بحق الله من تظن نفسك لتتحكم بمصائر الناس و تلحق الاذى و المرض للبشر
كانت تنهار بأحتضار ,, بينما هو ظل متفرجا يتأمل تلك الدموع النازفه من مقلتيها ,,
كان يظن انه سيشعر بالراحه و بلذة الانتقام حينها ,,ولكن ما يشعر به للتو
كان أبعد شيئا عن اللذه ,, تحدث بصوت مبحوح
_ أذهبي لارتداء ملابسك ستجدينها بالكامل بخزانتك , لن أنتظرك طويلا
ركضت لغرفتها لتصفق الباب خلفها ,, عاد بظهره للخلف مسندا ظهره للمقعد ,,,
كانت روحه تحترق , كان كعجوز كهل على فراش المرض ينذر بأحتضاره
رفع يده لزاوية راسه ,, ليجز على اسنانه بألم ,, جاهد بألتقاط أنفاسه وعينيه الزرقاء شردت بالفراغ ,, امامه
أحترس من الجمال ,, ففيه تكمن مصيبتك ,,وقد كان يا عرافه ,, قد كان
ليتنى أستطيع أقتلاعه من بين صدرى ,, ليتنى أستطيع ,, كان أختصر على ألم عضوا واحد
أغمض عينيه فى محاولة يائسة منه للاسترخاء ,, لعل هذا الالم الذى أجتاحه يهدأ
أصبح مؤخرا يلاحظ انه كلما أنفعل يصيبه هذا الصداع برأسه ,, لم يتبقي له سوى أشهر معدوده
على هذا المنوال ,, لن يتبقي له سوى ايام
رائحة عطرها غزت انفه , ليفتح مقلتيه بثقل ,, شملها بنظرة تقيميه ,, بالرغم من انها الشىء الاساسي لالمه
الا انها لطالما أمتلكت هذا السحر اللعين بزبزبة ثباته . التى لم تقدر فاتنات هذه البلاد بأمتلاكه
,, كيف يمكن للمرء ان يتعلق بما يؤذيه الى هذا الحد , لكنه مستسلم لتلك العلاقه المعقده , يستمتع بأحساس قربها
حتى وان كانت لا تطيقه ,, لكن الا يكفيه انها امامه يراها , يقضي يومه معها , أليس هذا ما اراده
منذ عشر سنوات ان يكون جوارها ,,
وجنتها ورديه من البكاء , شعرها مشعث ببؤس وكأنها خرجت للتو من حريق أبتلع مبناها , فستان رمادى طويل.
كرمادية ايامه التى يحياها معها تلتف حول قوامها ليبرز نحول خصرها و قوامها النحيل الذى أبرزه الاكمام الطويله
الواسعه ,,لم تهتم حتى بوضع احمر شفاه لوجهها و كأنها تتحداه تحدى صامت بالخروج معها
,,سرعان ما خسرت التحدى وهى تراه ينهض ليسير للخروج ,, تابعت خطواته خلف .لتفتح باب السياره
لتصفقه بقوه ,,لم يبالى بالرد , فتح درج السياره ليخرج زجاجة دواء , أقتنص منها بعض الحبات ليبتلعها
تعمدت بعث نبرة السخريه القاسيه له دون شفقه ,,
_ هل سنذهب لحضور دعوة ام لمشفي للعلاج ,
كان حديثها وقحا لاقصي حد وهو يقرأ نبرة السخرية بحديثها عن مرضه بالرغم من هذا كان يتحلى
بكل قواعد الذوق و التهذيب وهو يجيب
_ مأمون يريدنا ان نتعرف على خطيبته , لن نتأخر
أنهى جملته , لينطلق بسيارته بين الطرق , لتقطع السياره طريقها بين الضباب المعتم
فى صمت جاف بالحديث بينهما ,,, أستقرت السياره امام كوخ خشبي على اطراف الطريق , للحظه انتابها
شعور المخطوفه التى تقدم على مقتلها ,, ترجل من السياره وعينيها تتابع خروجه الهادىء. سار لمؤخرة السياره لتضيق
عينيها وهى تراقبه من مراه السياره , فتح صندوق السياره ليخرج علبة تشبه علبة الحلوى
زفرت براحه لتترجل من السياره , يبدو ان تفكيرها أصبح مبالغ فيه
عدلت هيئتها , لتعيد شعرها للخلف متصنعه القوه , لتسير بخيلاء جواره ..
خرجت بنبرة محذره خطيره من بين حنجرته ,, قبل ان يدق باب الكوخ
_ حاولى ان تخرسي لسانك لساعه , لا اريد فضائح امام خطيبة صديقي
أدارت راسه له لترمقه شذرا , لتردد وهى تجز على أحرفها بأسنانها
_ من الصعب ان أفعلها وانا متزوجه رجلا مثلك
قطع الحديث فتح الباب , بمجرد فتح الباب أتسع وجهيهما بأبتسامه مجامله كاذبه الى حد مخنق
عانق فيليب رفيقه بترحاب وهو يتمتم جوار أذنيه
_ لقد حققت المستحيل بجلبها يا رجل
أكتفى بأبتسامه هادئه دون تعليق , تناول منه فيليب قالب الحلوى ليصافح جميله بأبتسامه حاول قدر المستطاع ان تظهر
صادقه ,, أردف مأمون وهو يستمتع بأنكشاح بقالب الحلوى الذى يحاول فتحه
_ مازالت ساره لم تأتى بعد
ما ان أغلق الباب خلفهما حتى أجتزبا مأمون و سليم الحديث ,, وهما يسيران للمطهى ليضعى الحلوى
بينما هى سارت عينيها بأرجاء الكوخ ,, كوخ خشبي , بمساحة ليست بكبيره , ولكنه بالرغم من هذا كان حميميا الى حد
باهر ,, ساعد فى بعث هذا الشعور لها المدفئه بألسنة اللهب النابعه من حطب الاشجار و رائحة القهوه الساحره
وكأنها عادت بالزمن ,, حين كانت تعد القهوه لياقوت ,
دقات على الباب الخشبي جعلتها تستدير , فتحت الباب . طالعت فتاه بوجه براق بملامح طفوليه و شعر قصير يصل
لكتفيها ترتدى رداء رقيق يصل لاسفل قدميها بقليل بلون أزرق لائم عينيها الزرقاء
أسبلت جميله اهدابها بحرج . . وهى تشعر بهدوء المنزل خلفها شعرت بالحرج من ما قد تفكر به بشأنها
أدركت ان هذه الفاتنه هى حبيبة مأمون ,, سارعت بالقول بالانجليزيه
_ انا جميله زوجة صديق فيليب
شهقت جميله والفتاه تندفع لتحتضنها بعمق مجيبه بعربية فصيحه ,,
_ نعم , نعم انت جميله للغايه لطالما تحدث عنكما
عقدت جميله حاجبيها بذهول ,, الفتاه فصيحة بالعربيه لم يفصل تفكيرها سوى لكنة شامية مدسوسه بين الحديث
_ ساره اهلا بك
أتى صوت مأمون خلف جميله ..نظرت لهما خلفها كان يقف خلف مأمون وعينيه لا تحد عن جميله
أشاح بأنظاره الزرقاء بعيدا عنها , ليبتسم بلطف لساره وهو يحنى راسه لها بلباقه تفتقدها بالتعامل معه
,, يتمتع بالذوق الرفيع مع الجميل الا معها , اغلقت جميله الباب لتنضم لحلقة الحديث بعد دقائق
كانوا جالسين حول طاولة مستديره جوار المدفئه ,,, توسط الطاوله صينيه محترق فوقها ديك رومى بائس
تبدو كمحاولة بائسة لفيليب للطهى ,, جذب انتباهها صوت فيليب الموضح
_ ساره عربية الجنسيه , راقصة باليه تعرفت عليها بدار للسينما
نظرت لساره لفيليب لتتابع الحديث بأبتسامه صادقه محبه بهيام
_ كنا نجلس جوار بعضنا بالمقاعد عندما مات بطل الفيلم لم اللاحظ بكائي , أعطانى منديلا
كانت جميله تنظر لهما بريبه ,,وكأنها تطالع فيلما رومانسي . كانا يبدوان عاشقان الى حد كبير
. كانت تشعر بطاقة الحب الغامره تغمر الجو حولها ,, تلقائيا نظرت لسليم الجالس جوارها . وكانت دهشتها
عندما أدركت انه كان ينظر له من البدايه ,, تلاقت أعينهم ليتسرب لها هذا الدفء الذى لطالما خالط زرقت عينيه
حتى وهو فى أشد ازماتهما قسوه ,, هربت عينيها للطبق الموضوع امامها لتتظاهر بألاكل
أتى سؤال جميله تحاول أتخاذ مظهر الثبات
_ ماذا تعملين يا ساره
أرتشفت بعض من مشروبها البارد جوارها وهى تقول
_ راقصة باليه , لطالما رقصت على مسرح دار الاوبرا حتى اننى سأشارك مؤخرا بعرض هام
تحدث سليم بأعجاب مندهش
_ لا تخبرينى انك ستشاركين بعرض صوفيا فيكتور
هتفت ساره بحماس
_ نعم سأشارك , هل تعرفها
تحدث فيليب بتوضيح
_ سليم كان يدرس عزف البيانو بدار الاوبرا لطالما كان مهتما بالفن ,,
ربما لو كان الحديث عن ظاهرة الاحتباس الحرارى , او عن ازمات مجاعات الصومال لكان مفهوما لها عن
الحديث عن الفن الارستقراطى ,,
تحدثت ساره بنعومه لطيفه
_ أذن عليكما المجىء لعرضي لن أقبل أعذار سيكون العرض بليلة رأس السنه الجديده
أخرجت من حقيبتها دعوه لتعطيها له بترحاب ,, ظهر الرضا على ملامح وجه سليم وهو يتفحص الدعوه البنفسجيه
مغمغما بتأكيد و ببريق مقلتيه للامع بنشوه فنيه واضحه
_ سنأتى بالطبع , يبدو انه سيكون عرضا مذهلا
كان هناك تناغم كبير بين الجميع ,, الا هى وكأنها الوحيده الشاذه بينهما بين هذا الصمت الذى تلتزم فيه ,,
أتى عرض مأمون ليلفت أنتباهها ,,
_ سأعد القهوه الساخنه لقد ظللت احاول اعدادها منذ الصباح لتكون رائعة للتقديم
نهض مأمون لتعاجل ساره بالقول
_ أتريد مساعده
كانت ابتسامته الخجوله ,, كانت اجابة كافيه لها ,تابعتهم عينيه الزرقاء الى ان توارى
كانت تلهو شوكتها بطعامها ,
_ يبدو انه يحبها بجنون هذا الفتى ,
تحدثت جميله بتفكير جاد
_ وما دليل هذا الحب
ظل للحظات يتأمل بريق عينيها البنى , ليغمغم بخشونه
_ وجهه , انه غارق للنهايه وهى كذلك لطيفه و تحبه للغايه
قال عبارته ليمسك بالشوكه المغروزه بقطعة اللحم ليرفعها لفمه
_ وانت ما كان دليل حبك لى ,,
تعلقت الشوكه بالهواء ,, لوهله شعرت بالتجمد من نظراته الثاقبه وكأنها تقتحم عظامها من جمودها
أجاب بوجه متصلب خالى من الشعور
_ لطالما عاملتك بقلبي , ربما لاننى أعلم كم ستكون معاملتى لك بهذا العقل قاسيه .
أبتسم بأستهزاء وهو يضع الشوكه على حافة طبقه مشبكا اصابعه فوق الطاوله ليقول بنفس الهدوء
_ أملك ألف سبب للرحيل ولا أرحل,, هل تكفى هذه الدلائل ام تريدين اكثر
مط شفتيه قائلا بأذدراء
_ بينما انت ما دليل حبك ,
لوح بيده الملفوفه بالضماد, فى أستهزاء خالى من اى مرح
_ جرح باليد ماثله جرحا اخر بالقلب ,
جاهدت بألتقاط انفاسها , لتهمس بحسره
_ نحن نقتل بعضنا البعض , ما نعيشه خطأ وما فعلته بى ايضا كان خطأ
أخفت وجهها خلف يدها ,, كان بكائها ينهش قلبه بلا رحمه ,, خاتم زواجها الماسي يلتمع بأصابعها
الا ان لم يطغى على أحتراق صدره
خرج صوتها من بين دموعها ,,
_ أتعلم ما هو المؤلم ,, انك بالرغم ما فعلته بى الا اننى باقيه معك ليس لمرضي , ليس لاجل هذه الابره الطبيه اللعينه
لتذهب للجحيم ,, انا مازلت أحبك , اى كان أسمك , اى كانت هويتك او جنسيتك
أجهشت بالبكاء منهمره , بينما هو ظل متسمرا يحاول التحقق من ما قالته للتو ,, كان أجمل وابهر تصريحا سمعه
بحياته ,, ذلك الشعور الذى تخلخل لقلبه قد لا تصفه كلمات ,,
_ انت بكامل صحتك ,,
توقف صوت بكائها , أخفضت كفيها ليرى وجهها الغارق بالدموه ,,أبتلع غصه بحلقه ليوضح بصوت متحشرج
_ كنت اريد الانتقام , عندما رايت الشريط بين متعلقاتى شعرت بالقهر , شعرت كم كنت رخيصا بالنسبة لك
, شعرت بالضياع , مهما حاولت أوصف لك هذا الشعور لن تقدرى تخيله , تخيلي انك عشت حلم لعشر سنوات
بمقابلة حبيبك وحين أتى ,, خسف حياتك ,, لطالما برعت بأنتقامى الا اننى لم أقدر على ممارسته معك
ضحك ضحكة قاسيه متحشرجه
_ حين فقدت وعيك ووضعتك على فراشي , ولمست ذراعك ورأيت خاتم زواجنا
صمت للحظه يتأمل ملامحها المصدومه ,,
_ حينها فقط ,, علمت اننى لن أستطيع الانتقام ,, عدت لهذا الشخص الذى لطالما أفتقده , كان هارون . كان انا
هارون العسال ابن الساعى الفقير , لقد أعددت بداية جديده لكلاينا , يومها حين أتصلت بك لمقابلتك بغرفة الفندق
كنت سأخبرك كل شىء , كنت صادق معك الى حد مميت قررت تصفية كافة اعمالى و التبرع بها
حتى اننى راسلت جامعات لاباشر عملى كأستاذ جامعى ,,
كانت كلما خاض بالحديث كانت ملامحها تزداد دهشه و تشعر بمدى حقارتها امامه ,,
عينيه تجمدت دمعات الالم و الحزن الدفين بعمق مقلتيه وهو يردد
_ واليوم راسلتى الجامعه لتعلن عن قبولى لاستاذ للتدريس بأحدى الجامعات العريقه بأنجلترا ,, ولكن للاسف
انا لن يتبقي لى سوى ايام معدوده بالحياه
نهض سليم تاركا اياها لصدمتها ,,لتشعر بدوران العالم حولها ,
لكنه لحظتها خرج ,, أغمضت عينيه وصوت الباب ينغلق ,,
أليس من المفترض ان تسعد بعد ما سمعته توا ,, ام تشعر بالذنب , لم تقدر على معرفة . ماهيه احساسها تحديدا
لكن ما كانت متأكده منه وواثقه منه ,, انها مازالت تحبه
تساقطتت قطرات الثلج ,, وبالرغم من هذا لم ينطفىء شعور أشتعار صدره
أهتزاز هاتفه بجيبه , جعله يخرج ليضغط على ذر ألغاء الاتصال ,, مكالمات البروفيسور جونسون
أصبحت كثيره مؤخرا , عاد الاتصال بأصرار , مط سليم شفتيه بنفاذ صبر
أليس من حق المرء ان يكتفى بلحظه حزينه منعزله وحيدا ,, تردد بالاجابه الا انه أستقبل المكالمه على مضض
_ سيد مفتى أخير أجبت , لدينا اخبار ساره
نبرة جونسون المتحمسه لم تؤثر بشعوره اللامبالى ..غمغم سليم بيأس
_ لا اظن ان مهما كانت الاخبار الساره ستجدى نفعا لى الان مستر جونسون
أجاب الطبيب بنبره توهجت بالامل
_ لا سيد مفتى , هذه المره انا متأكد من ابحاثى لن تخيب مجددا ,نسبة الاستجابه تصل لستون فى المئه
هتف صوته المتحشرج ليخرج بقسوه
_ ليس مجددا بروفيسور , لن أسمح بأن اكون فأر تجارب جسدى تحمل ما يكفى من نغزات الابر
و مللت من مطاردة علاج وهمى ,,ألغى هذه التجارب وشكرا لمجهودك بروفيسور
أتى صمت الطبيب الا ان صوته أتاها بنبره متغيره كانت قويه الى حد زحزحت اليأس عن جوانب قلبه
_ ربما تكون قد مللت من الالم سيد مفتى , لكن للحظه فكر فيما قد ستساهم فى مساعدة ملايين البشر فى
مساعدتهم على أكتشاف هذا المرض و توفير علاج لهم
, ربما أعمل بمختبراتك و تحت تمويلك سيدى و لكننى قبلها أحمل هدفا نبيل
ظننت أنك تحمله معى ,
أغلق البروفيسور أتصاله ,, لتظل مقلتيه الزرقاء معلقه بحبيبات الثلج المتساقطه, رفع راسه للسماء
الملبده بالغيوم و الضباب ,وخفقات قلبه النابض تهمس بصوت هامس ,,
لطالما طالعت أنعكاسك المجرم بالمراه , لطالما أرتكبت خطايا أماتت قلبك ,,انها الفرصه
اتت فرصتك للخلاص بنبل كالمقاتلين فى ساحة القتال ,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان جالسا يطالع وجه جاد المنتفخ الذى لم يفلح كيس الثلج بوقف الدم المسيل من انفه ,, كان يشعر بكامل الرضا
بالرغم من هذا الشعور الذى يقاومه بضراوه فى معاودة أبراحه ضربا ,,
_ أتمنى ان يكون مجيئك لبيتى يستحق ما ستخبرنى به والا سأعود ضربك
قالها ادهم بخشونه رجوليه وهو يكور يده , يقاوم يده التى تتمنى ان تعاود لكمه مجددا
أتت الخادمه بطبق ماء مثلج لتضعه جوار جاد , تحدث جاد برعب
_ هل أستطيع أستخدامه من فضلك
أكتفى بأيماءه لم تغير ملامح وجهه الخشن ,, بينما عينيه ظلت تنظر له بترقب
تحدث جاد وهو يضع المنشفه القطنيه بالاناء
_ انا لم أتى لتخريب حياتك , لقد أتيت فقط للاعتراف بالحقيقه نيللي ليس لها علاقه بما حدث, لقد كنت فعلا أنقل
تحركاتك و اعمالك بالشركه ليونس , انا من كنت أستغلها لتخبرنى وهى كانت واثقه بي الى حد كبير
أبتسم ادهم بأستهجان واضح مرددا بسخريه
_ وهل تظننى سأصدقك هذا العرض السخيف ان فجأه ضميرك أستيقظ تجاهى لتخبرنى الحقيقه بعد ان فضحت امركم
,, تحدث جاد بتوضيح
_ فى الواقع , انا افعل هذا لاجل نيلي , لا اريدها ان تتحمل نتيجة غبائي بالاضافه لان يونس رفض ان يعطينى
باقي مستحقاتى
جز ادهم على اسنانه بضراوه , مشددا من قبضته الا انه ,,
ظل لدقيقه يتفحص ملامح وجه جاد الداميه ,, وكأنه يتحقق من مدى صدقه . فى الحقيقه كان هناك شيء داخلى يريد
تصديقه ,, يرغب بتصديقه الى حد بائس
نفخ ادهم , ليقول بجمود متصلب
_ حسنا لقد أبلغت رسالتك , هل من شىء اخر
تمتم جاد بحرج
_ هل أستطيع أخذ بعض اللاصقات الطبيه لانفى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أشرقت شمس الصباح فوق الاراضي المحروسه ,,
دخل الشركه لتلتفت له الانظار بعضهم تعلقت أعينهم على يده اليمنى الفارغه من خاتم الخطبه
,, بينما ظل هو يسير بثبات غير مكترث بالنظرات الفضوليه لموظفيه ,, هتف هشام لعدنان نائبه
_ عينت مساعده جديده لى
أجاب عدنان وهو يفتح له باب المصعد
_ كما أمرت سيدى
توقف المصعد لطابق مكتبه , ليخرج منه متجها لمكتبه بنفس الخطوات الواثقه العمليه
دون ان ينظر لوجه مساعدته ,, ألقي معطفه و حقيبته ليردد بجديه
_ لمكتبي
,,أبتلعت الفتاه ريقها بتوتر , لتحمل معطفه و حقيبته أتيه خلفه
جلس على المكتب , وهو يلقي نظرات حاده على نظافة سطح المكتب الذى يبرق بلمعان
رفع عينيه لمساعدته ,, لتتجمد الكلمات بحلقه وهو يطالع الاعين الخضراء التى تمتلكها مساعدته الجديده
عاود الشعور بهذا الاحساس اللعين يزغزغ أوتاره
وهو يطالع بنطالها الطويل الواسع الاسود و سترة سوداء بأذرار ذهبيه
,, للحظه ابتسم ابتسامه غامضه لم تفهمها مساعدته
_ ما اسمك
أجابت الفتاه بتهذيب وبنبره رقيقه
_ عاليا
أعاد ظهره للخلف , ليهتف لها بعمليه
_ أظن ان عدنان قد أعطى لكى فكرة عنى وعن عملى
_ نعم سيدى
عاود السؤال
_ ما هى شهادتك يا عاليا
أصر على أستخدام اسمها بمحاولة منه لتجربة الاسم ,
_ الفنون الجميله
حينها أدرك تدخلات القدر ,,ألتقط نفسا طويلا ليتسأل بنبره شارده ويده تداعب قلمه الذهبي
_ هل لديم اولاد أو مطلقه
أسبلت عاليا أهدابها الطويله , لتخفى خصلة شعرها خلف أذنيها
_ انا لست متزوجه من الاساس ,
لحظتها لم يستطع مقاومة ضحكاتها ليصفق بحراره امام عينيها التى ترمقه بجنون
تنحنح بحرج وهو يعدل جلسته لها ,, وبلحظه أختفت نبرته المرحه ليحلها جدية مطلقه
_ اهم شيئان لدى ,, النظافه , و الوقت الى مكتبك
سارت بجديه منصرفه , ليستدير بمقعده ناظرا من خلف الزجاج على الشوارع المزدحمه هامسا
_ الباقي ستحدده لنا الايام
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت الطريق ماثل العوده فى صمت ,, كانت توزع أنظارها بينه و بين الطريق
على امل كسر حاجز الصمت الا انه كان يبدو عليه الشرود , حتى مع محاولتها لقطع الصمت
الى ان توقفت السياره امام المنزل
ترجلا من السياره تقدمت جميله بضع خطوات ,, أنتبهت له لتستدير بأتجاهه متسائلا بريبه
_ ماذا هناك , لندخل سويا
ظل يتأمل وجهها فى صمت الى ان غمغم بغموض
_ لا أظننى سأدخل الان
عقدت جميله حاجبيها أقتربت منه الى ان لم يفصلهما سوى سنتيمترات قليله أسفل حبيبات الثلج المنهمره
_ لكننى أريد الحديث معك , لدى الكثير لاقوله لك
رفع يده لشعرها مبعدا حبيبات الثلج التى تتساقط فوق راسها , أردف بأمر
_ الطقس بارد ستبردين
أمسكت يده تتشبث بها لتهمس بدفء أدفء وجهه البارد وبنبره مترقبه حملت الكثير
_ لا اشعر بالبرد طالما انا معك ,,
رفع كفه ليستشعر وجهها بحب ,, وكأنه يتأكد من وجودها امامه , شعرت بخفقات قلبها المتعاليه امام لمسته لها
الغير متوقعه , أنحنى ليقبل شفتيها مستشعرا عظام ظهرها
كان صدره كالموقد يحترق من حرارة شوقه كما هى كانت ساكنه بوهن , مستسلمه للمساته الرقيقه
فوق فقرات ظهرها , شعرت فجأه بالبروده تجاتحها ,, فتحت عينيها لتدرك أبتعاده عنها
بضع خطوات
هتف لها
_ أنتظرينى بالداخل
هتفت بسؤال
_ ستأتى
أبتسم لها ابتسامه لم تفهمها , الا انها قرأت صدقها بعينيها
أستدارت لتدخل للمنزل ,,وعلى وجهها أبتسامه حالمه سعيده ,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
سترجع يوما يا ولدى مهزوما مكسور الوجدان ,, وستعرف بعد ؤحيل العمر ,
بأنك كنت تطارد خيط دخاننزار قبانى , قارئة الفنجان
حقيقي انا متأسفه جدا بس الروايه بهوئت منى , و الفصل الاخير هيكون الفصل الجاى , بحبكوا اوى و هتوحشونى اوى اوى
أنت تقرأ
انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمد
Romanceما نحن الا رقعة شطرنج تحرك بالايدي.. ندافع عن ملك لا نراه ولكننا بنهايه مكلفون بحمايته نموت فداء له وهو حتي لا يعرفنا او يرانا يكتفي بمراقبة لحظاتنا الاخيره ونحن نلفظ انفاسنا.. لاقرر ببناء رقعه جديده نغير بها مسار اللعبه ما رايك ان نغير القوانين ونغ...