61

2.7K 134 9
                                    

انا العداله(وعليك التحدى)
61
أصابعها تداعب خصلات شعرها البنى محدقا بالسقف البعيد ,,
ترى لو اعطتنى الحياه فرصه للاختيار بين الماضي عدة اختيار ايهما قد نختار , الماضي المشوه ام المستقبل الغير معلوم
قد تبدو الاجابه العقليه و المنطقيه واضحه الا انها مازالت فى حيرتها
ادارت راسها لصغيرها النائم جوارها .ابتسمت له بوداعه لتقبل جبهته لتغلق الضوء
ألقي حبه الحصي بالبحيره الصناعيه بشراسه ,,كان صدره يعلو و ينخفض بأضطراب .كان طقس الليل يميل للبروده
بالرغم من اقتراب فصل الصيف الدافىء ,أرتمى ارضا فوق الارض الخشنه ليلتقط الرجاجه المجاوره له
ليتجرع بقاياها حدق بالسماء الزرقاء الملبد بالغيوم ,,أغمض عينيه ليشعر بدقات فؤاده النابض كمضخه
مشتعله ,,كلما راه معها تحترق روحه , كان شعورا لم يصل له قبلا
كان يدرك بأنها الغيره ولكن , لكن يبقي الواقع مر و قاسي , ربما لمعرفته بمدى كفاءه غريمه
حقده لا يجعله ينكر الواقع ,,هشام رجل افضل منه في كل شىء , حرفيا كل شىء ,,
حتى هو عندما حاول التفوق عليه ,,أستخدم اسلوب غير شريف , ربما ما هو اسواء انه راي حقيقة نفسه البشعه
هذا هو انت يا فريد , كما انت عليه , لم تستطيع التفوق عليه فأستخدمت حربك القذره , ولكن كل هذا لم يفلح مع اسيا
أستيقظت متأخرا يا ذا الرأس الكبير ,,
يقال ان الغيره امرا صحى الا ان الشعور البشع ان تغار على شىء اصبحت لا تملكه ,,لا تمتلكه يا فريد
, لقد أنتقلت ملكيته للغير يا عزيزى ...شعور الاستسلام يغزو جسده , هل يكف عن المحارب في حرب مستحيله
وانت تعلم ما هى النهايه المحتمله , ربما ان فشل في ان يكون زوج ناجح لا يحاول ان يكون صديقا بشع ايضا
الكلمه الغريبه التى توارت لذهنه صديق ,, هل اصبح صديق لزوجته ,,
تحول خانت الزوج لارجل غريب بعيد ,,
شعر بحرارة دموعه فوق و جنته ,,لا يجب ان يكون مرء اناني عليه التفكير في مصلحتها ايضا
أعتصرت قلبه قبضه ثلجيه وهو يحدث نفسه بهذه العبارات ,, مصلحة اسيا مع شخص كهشام , رجل مهذب
محافظ على الاقل لن يكسر قلبها ,,
أستقام بثقل ليبعد الغبار عن ملابسه المذريه ,سار بثقل ليدخل لباحة الفندق بخطوات متعثره
سيخبر اسيا بقراره , لن يسبب لها الاذى مجددا سيبتعد تماما عن حياتها لتعيش في راحه تنسي ذكراه البائسه
و تنسي معه كل ما سببه لها من ألم و خذلان ,,دخل المصعد ليحدق بأنعكاسه للمراه
شعره المشعث الذى أختلط ببعض وريقات العشب الجاف ملابسه المتسخه المذريه
مرر أصابعه بخصلات شعره , ليقرر الستحمام اولا بغرفته من ثما مقابلتها ,,
على الاقل ليترك ذكرى اخيره جيده ,,
دخل غرفته لينزع قميصه وهو يلتقط سماعة الهاتف ليردد كلمات انجليزيه لموظف الاستقبال
_ من فضلك , أنهى حجزى لليوم سأغادر
أغلق سماعة الهاتف , لينخفض اسفل 
لينزل اسفل المياه الدافئه لتختلط المياه بخيبة امله ,,بعد دقائق كان يغلق صنبور المياه ليحكم وضع المنشفه حول خصره
خرج من حمامه وهو يجفف خصلات شعره كانت خطواته غير متزنه الى حد
لوهله لاحظ هدوء الاضاءه لا يذكر انه اغلق كل هذه الاضواء , وقف امام المراه ليسحب زجاجة عطره
لتتصلب ملامحه بوجوم وهو يحدق بأنعكاس مراه شبه عاريه جالسا على المقعد خلفه ,, كان يحاول عقله تدارك الامر
أستدار لها من بين صدمته ما كاد ان يتحدث
حتى أسرعت بأتجاهه تدفعه للفراش لتجثو فوقه , صاح بخشونه بعباره انجليزيه مرتبكه
_ أنتظرى , لقد أخطأت بالغرفه
كانت لحظة فاصله ليجد امامه جموع من الناس بين شهقات و موظفين لن يدرك فى رأسه سوى صوت واحد
مدير الفندق وهو يصيح بطلب الشرطه ,,حينها فهم انه وقع فريسه لمخطط دنىء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان كفه يستشعر خصلات شعرها البنى الناعم كخصلات العسل ,,وكأنه لم يخلق رجلا الا ان تزوجها
حياة بلا اسوار , بلا ترتيبات مسبقه , يستمتع بلحظات الحريه وهو يتشارك انفاسها
كان دقائق اشبه بالحلم , لو اقسموا له الالف المرات انه سيقابل من اسرت قلبه لسنوات و سيتزوجها و يستشعر معها كل
تلك المشاعر المجنونه لقال انه فيلم خيالى ,,لكنها الا جوارها , يتشاركان الفراش نفسه , يتقاسمان الحياة نفسها
تأمل وجهها الطفولى النائم , من يصدق ان صاحبة هذا الوجه الجميل تمتلك مهارات اغراء تشعل قلبها كفتيل القنابل
قبل جبهتها ليتركها تنعم بهدوء نومها , لحظات و كان تنصت لصوت المياه فتحت عيناها البنيه لتلتقط القرص الدوائي من
اسفل وسادتها لتبتلعه ,,كم شعرت بالحقاره لحظتها ,,
تمنت ان يكون مجرد كابوس يراودها و ستستيقظ منه قريبا , وما اشعرها بالدنائة اكتر انها استسلمت للملاسته
كان تأثيره ساحر لم تستطيع المقاومه وكأنهما يغوصان نحو الاعماق بلا قاع وصول
انقبض قلبها وهو يهمس بطلبه بأذنيها , طفل ماذا يكون اكثر أغراء و اثاره لامراه وهى تنصت لطلب زوجها بطلب طفل
منهما ,,كم تمنت هذا الحلم لكن فات الاوان للاحلام الورديه هى الان امام واقع ,,
هى تتشارك الحياه مع مجرم ,,أمسكت جبهتها تقاوم ألم راسها ,,
كيف تكون الحياه موجعه الى هذا الحد , كيف استطاع الابداع فى التظاهر الى هذا الحد , كيف كانت عديمة النظر
أعماها الحب المجنون لترى حقيقته القميئه ,,
رجل مخادع , كاذب , تتشارك معه كذبه من نسجه هو , ليتلاعب بها ليدخلها حياته لتصبح كعروس ماريونات
يتحكم بها , ويمصيرها , توقفت المياه لتغمض عيناها .
كانت من وراء غمامات مشوشه تراه ينتقل بين خزينة ملابسه ليرتدى ملابس رياضيه
رمقها بنظره تفحصيه لترى على وجهه شبه ابتسامه , ليغلق الباب خلفه بحرص على عدم ايقاظها ليذهب لغرفة
مكتبه ,ألتقت السائل من أنبول الابره الطبيه ليغرزها بعرق نابض بارز جوار رقبته ,,تناول كتاب القانون
من فوق احدى الارفف ليجلس بأسترخاء فوق مقعد جلدى وثير لتتجول مقلتيه بلذه أشبه كشهوة لروجه
بين الاسطر ,,
بعد دقائق كانت هى تقف بمنتصف الغرفه , بعد بحث جديد طال سجلت معه خيبة جديده
لم تجد اى شىء ذو معنى , رقعت خصلات شعرها للاعلى لتبدو كقنفد على وشك الصراخ بغضب
وقفت امام المراه تجاهد بأستعادت ثباتها ,وهى تحدق بأنعكاسها المرهق بعد ان بدلت ملابسها لملابس اكثر راحه واسعه
أبتلعت قوامها الهزيل ,,خفضت درجات السلم الخشبي بقدميها التى ترتدى جوارب صفراء بائسه أرتدى من خزنتها
لتحميها من برودة المكان الذى اضحى أشبه بمبرد ثلجى لا تعلم ايهما أقسي بروده البيت ام قلبها
سارت بغير بحث لمكتبه ,, كانت تعلم انه يفضل الجلوس بغرفة محرابه دوما , كانت فى بدايه لا تعلم السبب الا انها
اصبحت تفطن الان لماذا ,,
أدير مقبض الباب لينفتح زاويه من الباب الخشبي , رمقته بتوجس وهى تتأمل هيئته الضخمه منشغلا بالاطلاع
بكتاب , أبتلعت ريقها بتردد لتعود خطوة للخلف بأنسحاب
_ كنت تتظاهرين بالنوم أذن
الصوت المثلج صفق أذنيها كمطرقه بارده برأسها , بينما كان يردد كلماته و عيناه لا تحد عن الكتاب
ابتسمت بغير مرح لتقترب منه بخطوات مثقله , وبهمس خافت تحدثت
_كيف عرفت
رفع مقلتيه الزرقاء لها يرمقه بنظره معبره,امسك يدها ليجلسها على ذراع المقعد ليقول بصوت بلا تعبير
_ كان مجرد تخمين ليس الا . حظ مبتدأين
رفعت احدى حاجباها لتردف بنبره ساخره
_ كم انت مبتدأ,لم ارى ببراعتك صدقنى
كانت عيناه تتأمل شفتيها الورديه بنظره أسبلت اغوارها ,أحنت راسها ارضا تقاوم تأثيره الطاغي
احاط يدها بقبضته الغليظه لتتأمل حجم يده الذى لا يقارن بكفها الرقيق,,ليعم الصمت
ليقطعه صوته الاجش العميق
_ منذ فتره وانت لا تدرسين , أختباراتك أقتربت .
لوهله شرد تفكيرها في نقطة بعيده ,الا انها تحدث بوجوم
_ اظن اننى سأعتذر عن الاختبارات لهذه السنه , لقد فاتتنى دروس كثيره من الصعب أستذكارها
عبس قليلا بغير رضا , ليردف بحذم
_ من المستحيل ان ترسبي وانا زوجك  , لا توجد صعوبة فى القانون أطلعينى على كتبك
نهضت بملل ,دقائق وكانت  الكتب الدراسيه فوق سطح مكتبه لتلتمع عيناه ببريق خافت
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان صوت الموسيقي المرتفع لا يوازى الصوت القاتل الصاخب بذهنه , نظراته الشرسه السوداء .,
كان يركض و يركض و يركض ,,وكأنه يهرب من الحقيقه التى تركها خلفه تقبع ببيته بقلب سكنه
الشعور المميت الذى شعره وهو يحدق بعيناها , النظره البراقه وهى تتحدث اضافت كسره هشمت معها امله
تحدى جديد , بمنافس جديد , وحكاية جديده
ترى اين قد تنتهى قصته , الى اين قد توصله , شعور وحيد تيقن منه الليله
النهايه , النهايه أقتربت لا محاله , أرتمى فوق الحشائش الخضراء الرطبه
يقاوم فرط انفاسه المتلاحقه , دس يده بجيب سرواله الرياضي ليخرج الحجر الاسود الصغير ليرفع لمقلتيه
ليشابه بريقه لامعان النجوم فى السماء ,,كان يحتاج لشخص يحكى له
شخص يدله على الصواب , هل يتابع السير , هل يوجد امل لاكمال قصته ,,
ولاول مره يشعر بهذا الشعور الصدىء المميت , بالرغم من خداع تيمور و قذارته بحيله القذره
الا انه لم يشعر بهذا الشعور ,, كسرت الروح , تحطيم الامل , لا يوجد اسواء من شخص تحاول ارضائه
و اظهار حبك له , لكنه لا يراك , لا يريد اخراجك من قالب سخيفه 
قبض على الحجر بقبضته ليهمس بخفوت وهو يشعر انه قد اصابه الخرف من ما سيفعله الان
_ ايتها العرافه , اريد رؤيتك
ظل للحظات مغمض العينان ينتظر هبوب الرياح القويه الا ان بعد لحظات فتح عيناه نصف فتحه يتأمل ما حوله
الظلام و السكون الدامس لا شىء يدل على مجيئها , مط شفتيه للحظات ليتنهد بيأس ,وهو يسب نفسه,بحماقه
أستقام ليتابع ركضه المجنون بالشوارع ,, بلا هدف
بعد ساعات لا يعرف تعدادها , عاد لمنزله تطلع لنافذة غرفتها المظلمه ليزفر زين الدين بأجهاد
أخر ما يريد للتو رؤيتها , لن يستطيع التظاهر بالشخصيه اللطيفه الصديقه المسالمه لقد اصبح هذا الدور اللعين مرهق
لنفسه اكثر من اى شىء اخر , لحظه فكر بأنه لو كان غير هذا الدور السخيف لكان قد يكون معها فرصه
قبل ان يصل لغرفته مر جوار غرفة رشيد كان نائما بثقل , عبس زين بتفكير وهو يشعر بأنه قد طال نوم جده
عن المعتاد الا انه اصر تركه للراحه , فى حقيقة الامر مؤخرا بدأ يشعر بأنخفاض صحة جده
ليذهبا غدا للطبيب للاستشاره ,,
نزع سترته الرياضيه ليجلس على الاريكه قاوم أرتخاء جفونه المطالبه بالراحه لحظات وكانت مغلقه ليغوص
بأعماق احلامه البعيده ,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ضغط على عيناه بأرهاق ,, مر الوقت سريعا دون شعوره , كان لديه بضع نقاط بسيطه بالعمل اتمها أخيرا ,
دس بطاقة غرفته بجيب سرواله ليسير بالرواق بأتجاه غرفتها ,,
كانت تضم قدميها لصدرها قابعه فوق فراشها منكمشه , لقد سقطت بغبائها بحلقة ابتزاز قذره
أتت طرقات الباب , لتجفل بأضطراب , أبتلعت نيلي ريقها لتقترب من الباب
أسندت راسها على الباب ليخرج صوتها المختنق
_ من
تنحنح ادهم ليقول بتهذيب
_ هل أتيت فى وقت غير مناسب
خرجت انفاسها براحه عندما وصل لها صوته , فتحت الباب زاوية بسيطه لترمقه بتردد
تتطلع لوجهها المتورد و عيناها المنتفختان ,,اردف بصوت اجوف
_ هل كنت تبكين
بللت شفتيها بأرتباك لتهمس مججيبه
_ انا فقط مرهقه من السفر , لا تقلق , هل قابلت مشكله بغرفتك
كان حديثها لم يقنعه الا انه اصر على التزام الصمت ,تحدث من بين تفكير
_ لقد حان موعد العشاء , هل ستأتين
لوهله عم الصمت للحظات بتفكير كان تشعر بمدى حقارتها لما فكرت به لحظتها الا انها لا تملك خيار
رددت بفطنه
_ نعم , سأتى حالا , فقط انتظرنى قليلا
عادت لغرفتها لتلتقط هاتفها لتنظر لبطاقة غرفتها بنظره ذات مغزى لتعود لها , ولقد قررت
ستنفذ ما أمرها به يونس ,, الملف الاسود
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
صوت الرياح العتيه كان يدفع الاشجار بقوه , كان يسير بغير هدى الظلام المعتم صاحبه صوت الرياح كان
يبعث التوتر ,, لا يدرك كم ظل من الوقت يسير من بعيد ظهر ضوء وكأنه خلق من العدم سار زين بأتجاهه
كان كلما اقترب كان يتضح , كان بيت خشبي اشبه بكوخ صغير ,,توقف امام الباب الخشبي
كان تفوح رائحة نعناع زكى للانف , ما كاد ان يرفع يده ليطرق على الباب الا انه انفتح الباب ليحدث
صرير بينما ظلت يداه معلقه بالهواء و بؤبؤ عيناه تتسعان وهو ينظر لوجهها العجوز ,,خرج صوتها المبحوح المتحشرج
بقوه غلب قوة الرياح العتيه
_ ترى لماذا حضورى مجددا يا ابن الفايد
أبتلع غصه بحلقه بتوجش , وشعور داخلى حدثه ان من امامه للتو ليست الا خيال , فتحت الباب امامه على مصرعيه
لتدعوه فى صمت للدخول , خطى خطواته للدخول ليلفح وجهه دفء المكان بالرغم من برودة الطقس بالخارج
الا ان البيت حمل دفء من نوع خاص وكأنه نورانى
كان بيت بسيط , بسيط للغايه , لكن ما لفت نظره تحديدا هو رائحة البخور النفاذه المختلطه برائحة النعناع
تلقائيا بدأت فكرة تحديدا تستوطن ذهنه , جلست فوق الارض الخشبيه و بنفس ملابسها السوداء و الوشاح
الذى يخفي وجهها العجوز الشاحب, فقط عيناها البيضاء الشبه ممسوحه بزرقة سماويه
,,شعر بقدميه تسير بأتجاهها ليجلس امامها ,,احنت وجهها يسارا لتهمس بنبره ساخره
_أنا كفيفه يا ابن الفايد , ولكن هذا لا يمنع اننى اسمع جيدا , جيدا للغايه
_ متى ستحبنى يا قمر,,
خرج سؤاله بقلب دامى , قلب ارهقته الايام شوقا و رجاءا , تبسمت بخفه لتردد بثبات
_ من اخبرك اننى استطيع ان ارى المستقبل فهو كاذب ,
جز على اسنانه مرددا
_ لكنك عرافه لديك بصيره , لتفعلى امور السحر خاصتك
قست قسمات وجهها ليزداد وجهها وجوما ,
_ يبدو انك مازلت لم تتعلم الدرس بعد ,
زفر زين الدين بنفاذ صبر
_ ها قد عدنا لتخاريف العجائز ,
احادت وجهها بأتجاهه , شعر بالقشعريره تسرى لبدنه بفزع كانت تتطلع لعيناه وكأنها تراه
صوتها المثلج طرق أذنيه
_ انا رسول أتيت لرساله  كتيت عليكم جميعا  أتيت لاصلاح احوالكم
عقد حاجبيه وكأنه بدأ بالادراك الامر ,وهو يذكر حجر فريد صديقه كان يحمل نفس ما لديه,
_ هل هناك اخرين يحملون رساله ,,
ألتزمت الصمت دون اجابه ,ليتابع حديثه مرددا
_ لا اعلم عن ماذا تتحدثين تحديدا , ولكننا تغيرنا , تغيرنا للافضل فريد اصبح شخص صالح
وانا اصبحت اكثر ألتزاما ,
أغلقت جفونها الشاحبه , ليأتيه صوتها بعد صمت
_ تغيرتم ولكن ليس التغير المطلوب بعد , صديقك الذى تتحدث عنه مازال واقع فى خطيئته , زوجته لم تسامحه بعد
خرج صوته بفهم
_ اسيا , وانا عن اى خطيئه تتحدثين
عادت لصمتها من جديد الا انها قالت
_ أبحث عن خطيئتك و صلحها يا ابن الفايد , جميعكم عليكم البحث على خطيئتكم و اصلاحها
كانت الصوره بدأت بالاتضاح امامه تدريجيا , الا ان اسمها خرج من بين شفتيه يطلب الاجابه
_ وايلين
تمتمت شفتيها بكلمات لم تصل لاذنيه الا انها استشعر انه ذكر كريم ,,اردفت بصوت طيب بعث الاطمئنان لفؤاده
_ كن انت , فقط كن انت يا زين الدين ,
كانت ملامح السؤال بدت على وجهه وكأنه قابلها لتزيده أسئله فوق أسئلته ,
خرج صوتها العميق كأنه بعيدا
_ أخبرهم ان الحياه قصيره , أخبرهم بالبحث عن خطاياهم و التطهر منها عليهم بالخلاص ,النهاية ستكون مبهره
كان قبل ان يسأل سؤال أخير , كان قد أستيقظ , كان يسبل اهدابه للسقف البعيد
يحاول ادراك الحقيقه من الخيال ,, قطع افكاره رنين هاتفه المتعالى جواره ظل للحظات بوجومه الى ان رفع
هاتفه لاذنيه ليصدح صوت نزار مرددا بجنون عبارات غير مفهومه لم يستوعب منها سوى عباره واحده
_ احضر معك ملابس , فريد وقع بكارثه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان يتأمل شوكتها التى تتلاعب بطعامها بالطبق , رفع عيناه لها ليقابل شرودها الصامت
_ يبدو انك تمتلكين شهية كبيره اليوم
أستفاقت من شرودها منتفضه وكأنها شعرت للتو انه جالسا معها ,,رفعت يدها لجبهتها لتبتسم بتوتر , قائله بثقل
وهى تشعر بأحتقار نفسها يتزايد اكثر
_ أسفه , شردت قليلا بالعمل
تحدث بهدوؤ حكيم
_ انا اعلم اننى مؤخرا ارهقك بالعمل لكن حقا سأعوضك ,
أسندت ذراعيها على الطاوله  لتردف لعمق عينيه بسحرها الجنوبي ,
_ وماذا سيكون التعويض الملائم لمجهودى سيد ادهم
ظل اصابعه تتلاعب بحافة فنجان قهوته ,,ليقول يترقب
_ ماذا تريدين.
ظلت للحظات تتظاهر بالتفكير , لتجيب بعدها
_ ربما رحلة بالسياره لبعض الوقت
أبتسم لها بصدق لتلتمع عيناه بسحر أخاذ حينها شعرت بأضطراب خفقات قلبها وهى يردد بحماس
_ أمنياتك متواضعه للغايه يا نيلي الجميله
لا تعلم لكنها اصبحت تشعر بالمتعه وهو ينطق اسمها المصاحب باللقب الذى اضحى لطيف لقلبها ,,
لم تشعر بيدها وهى ترتفع لتصبح فوق كفه الاسمر
_ انت  تمتلك قلب كبير يا ادهم
شعر بالرجفه تسرى بدهنه , ليحنى راسسه منخفضا وهو يسحب يده بحرج من اسفل يدها
كم شعرت بالمتعه وهى تراقب لحظة ارتباكه بهيئته الضخمه السمراء و كأنه كتلة من الوسامه
بقميصه الابيض القطنى الذى حرر بضع أذراره لتبرز قوامه العضلي الرياضي,, لم تكن تتواقع ان يمتلك
هذا القوامه الجذاب ,,حك جبهته بتوتر ليردف بصوت متحشرج من فرط الانفعال
_ سأذهب لطلب مشروب أتريدين شىء معى
شعرت بتلذذ انثوى و هى تختبر تأثيرها الانثوى عليه , لكنه من نوع خاص , خاص للغايه لم يسبق لها رؤيته
الشاب ناضج الرجوله الضخم الاسمر ينكمش كقطة امامها من لمسة صغيره , أشارت براسها نافيه
لينهض مستأذنن ليتوارى بين الناس
كانت عيناها تسير معه بلمعة حزن بدت بوضح بمقلتيها ,عقدت حاجبيها وهى تراه  عائدا بأتجاهها
  بخطوات واسعه وعلى
وجهه ملامح الصلابه ليجلس امامها ليحيط الطاوله الصغيره البائسه بهيئته الضخمه, تحدق قائلا بخشونه
_ نيلي , انا لم اعتاد ان أخفي شعورى تجاه احدهم خاصة ان كان انت هذا الشخص , انا احبك
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان يطالع حاسوبه بأرهاق , لقد استمر عملهما لساعات ليس بقليله بغير راحه , انزل كمال نظارته ليطالع طارق
اضحى وجهه بأعينه الناعسه وحولهما ظلالات سوداء اشبه بمومياء ,,أغلق كمال حاسوبه ليردد هاتفا
_يكفى عملا , لقد تعبنا اليوم كثيرا ,
مط طارق شفتيه ليسند ظهره للخلف ,,ليقول موافقا
_ من الافضل هذا , أشعر اننى سأصاب بالتخلف من قلة النوم ,
نهض كمال ليتحرك للاريكه ليتمدد فوقها ,مردفا
_ انا ايضا اشعر بهذا لكننى لن انام الى ان اراه خلف القضبان
حدقه طارق بتفكير , متسائلا وهو يراقب تفاصيل وجه كمال المتجمده ,
_ لا اعلم سيد كمال , لكننى اشعر ان القضيه تأخذ بالنسبه لك بعدا شخصي قليلا , واعذرنى في فضولى
كان يطالع السقف بثبات , صامت , جامد الوجه , حتى انه عاد ليظن انه لم يسمع سؤاله الا ان صوته اتاه
بغموض
_ اتعلم ما هو اسواء شىء قد يقابل ظابط يا طارق ,
ملامح التفكير بدت على وجه طار الى ان اجاب بحيره
_ ان يرتشي , او ان يقع في حب امراه مجرمه
أجاب كمال بنبره هادئه ولكنها حملت الكثير
_ ان يتعاطف مع مجرم , ان يرى بالمجرم نفسه وان يتعاطف معه بكل حواسه و بنفسه ,
بالرغم ما مر به هارون الا اننى لا استطيع ان اخفي اعجابى به , هذا الرجل يحمل رساله معقده التفاصيل
انه يحقق العداله ولكن من وجهة نظره هو , فى البدايه يدافع عن القانون ثم تأتى الحياه لتغير مبادئه ليصبح
اكبر مجرم فى نظر القانون بل و ينسج القانون وفقا على هواه ,
أبتسامه ساخره وجدت طريقها لشفتيه ليتابع حديثه
_ اظن ان قصته ستدرس ,
للحظه عم الصمت ليشعر بوجود شىء خاطىء , ادار كمال وجهه لطارق , ليصطدم بوجه طارق المصدوم
فارغا الفم متسع العينان وكأنه يرى كائن فضائي سقط فوق الارض لتوه ,,شعر بمدى حماقته للبوح لطارق
بالكثير عن تفكيره ,ليزفر كمال ليغمض عيناه ,,
تابعه طارق مستسلما لفرصة الراحه التى لا تأتى كثيرا ,, الا ان صوت اهتزاز هاتفه بجيب سرواله جعله
يتململ مستفيقا , سحب هاتفه ليطالع الرقم النادر الاتصال, نظر لكمال النائم لينسحب في هدوء خارج الغرفه
ليجيب وهو بالرواق الطويل ,,هاتفا بحده
_ ألم أخبرك الا تتصل بي الا في الضروره
توترت احباله الصوته المتحشرجه الى ان أتاه صوت نزار مرددا بصدق
_ انا فى ورطه , صديقي متهم بقضيه ساعدنى ,
تنهد طارق بأنزعاج ليضع يده على خصره مزمجرا مشددا على كل كلمه تخرج من بين اسنانه
_ فليعنك الله انت و اصدقائك , مجددا انت و مشاكلك اللعينه
هتف نزار بعجله
_ أعدك ان ساعدتنى فى هذا الامر لن اطلب منك المساعده مجددا
كان صمت التفكير مسيطرا على الوضع لينتهز نزار الفرصه بأعتا بقلبه صلة الدم القويه بينهما
_ انت اخى , لم تتركنى يوما يا طارق , وانا بحاجة اليك يا اخى الكبير
اصابت كلماته اسهمها , ليسارع طارق مرددا بثبات
_ بأى قسم هو
سرعان ما اعطاه نزار العنوان بعجله وهو يحدق بوجه زين الدين وهو سيارته تقتحم الليل المظلم ,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
فمها المفروغ على اتساعه وجهها المصدوم المندهش كان يحمل ما يكفي من التساؤلات , اغلقت فمها لتبتلع نيلي
غصه بحلقها , وكأن الهواء اختفي من رئتيها لم تشعر بقبضتها التى تعتصر ذراع مقعدها الخشبي
ترددت احرفها بالخروج منها
_ هل استطيع ان اجيب على هذا فيما بعد ,,
لم يقاوم ملامحه التى بدت بخيبة الامل , ابتسم بحزن
_ لم أتوقع هذه الاجابه البارده منك ,
سرعان ما استعادت ثباتها وهو تتمسك بيده البارده وكأنها تطلب منه الدعم اكثر من كونها تعطيه
_ صدقنى سأجيب , ولكن ليس الان ,
لم تتزحزح ملامح الخيبه عن وجهه وهو يطالع يدها فوق يده , سحب يده بهدوء معاكس تماما عما شعر به حينها
لينهض مستقيما ,ليقول بصوت اجوف لا يحمل تعبير
_ هيا لاوصلك لغرفتك , لقد تأخر الوقت ,
أومأت براسها له بخضوع , وهى تسير جواره .كان يجاهد بأخفاء حزنه الا انه كما قال لم يستطع اخفاء ما يشعر
به , لم تشعر بالمسافه التى اجتازاها الى ان ادركت سيرهما بالرواق المؤدى لغرفتهما , حينها شعرت بمطرقة
بارده ثلجيه تضرب صميم قلبها وعقلها بالكامل يتأهب لما هى قد تقبل عليه ,,
وصلا لغرفتها , ليردد ادهم
_ هىا لغرفتك ,
توترت ملامحها الا انها حسمت امرها , رفعت يدها المرتعشه لحقيبته الصغيره المحيطه بخصرها
بحث عن بطاقة الغرفه خاصتها , وهى تدرك مدى تدنيها و حقارتها , كانت تمنع نفسها عن النظر لوجهه
حتى لا تنفجر باكيه امامه و ينفضح امرها ,,خرج صوتها المتحشرج
_ لقد نسيت مفتاحى الالكترونى
رفع حاجباه بتفهم , ليقول
_ استطيع النزول للمطعم للبحث عنه
سارعت بالاجابه مردده
_ لا , لقد نسيته بداخل غرفتى , انا اسفه حقا لقد كنت على عجله لم اشعر
أبتسامته الطيبه كانت قاتله مالخناجر لقلبها , أخرج من جيب سرواله البطاقه لالكترونيه لجناحه ليفتحه
ليقول بود جعل شرارة حقارتها تزداد داخلها اكثر
_ ادخلى لعندى , سأنهى انا الامر
بدت كالصنم امامه , تطالعه بنظره لم يفهمها لحظتها ادركت انها لم تطالع عيناه لقد كانت تحدق بصميم قلبه , تجمعت
غمامات دموعه تقاوم السقوط بحسره , أومأت براسها له في صمت لتدخل لعنده صوته الرجولى خلفها هتف
_ لا تفتحى الباب لاحد انتظرينى لن أتاخر
من مجرد اغلاق الباب خلفها , سقطت ركبتيها ارضا لتطلق العنان لدموعها الحبيسه . رفعت يدها لشفتيها المرتجفه
هامسه بجنون
_ أهدى , أهدى , قاومى نفسك يا نيلي ,
جاهدت نفسها بالثبات الى ان بعد دقائق , كانت تتساند على الحائط دخلت غرفته لتبدأ بالبحث , فتحت الادراج
كانت تتنقل بين اشيائه بأعين عاميه , و دموعها تنساب في صمت قاتل , يقتل معه قلبها
فتحت خزانة الملابس للبحث , الى ان توقفت عيناه على حقيبته الخاصه , كان اسفلها الملف الاسود
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن