62

2.4K 149 14
                                    

انا العداله(وعليك التحدى)
62
_ الى الان لا اعرف لماذا طلبت منى كل هذه الملابس
قالها زين الدين وهو يحدق بالحقيبه التى يحملها , بينما نزار مكتفي بالصمت على غير عادته
كان وجهه لا يحمل اى تعبير قد يستنبط منه الاخر اى شىء , ألقي نزار سيجاره ارضا ليعتصرها بحذائه
ليتمتم بعباره انجليزيه بسيطه
_ ستعرف عندما تراه ,أنتظرنى هنا
ازداد الفضول لديه الا انه اكتفي بأيماءت بسيطه من رأسه ليجلس فوق احدى المقاعد الجانبيه يطالع الانحاء
اصبحوا مؤخرا يعتادون الذهاب لمركز الشرطه ,فبدى الامر بالنسبة له اكثر بساطه
تحرك نزار للدخول لمكتب رئيس المركز , كان يراه زين الدين من خلف الزجاج يتحدث معه بجديه واضحه
بينما بدى الرجل الانجليزى الاخرصاحب النجمات العديده التى زينت كتفيه اكثر تفهما ,يومأ براسه بأيماءات رسميه
بمجرد مغادرة الرجل الانجليزى المكتب أشار نزار لزين الدين بالمجىء , كل هذا وعلى وجهه امارات
عدم الفهم , ظل الصمت التام سيد الموقف بينما اكتفى نزار بأخراج سيجاره رفيعه ليشعلها ليتلذذ بمذاقه
كل هذا امام نظرات زين ذات المريبه وهو يطالعه ,,انها السيجاره الرابعه له فى الساعه الثانيه لهما معا , لم يعتاد ابدا
نزار شراهة التدخين بل لم يذكر اساسا انه يدخن سيجارا واحدا حتى بسهراتهم الماجنه ,,
قطع الصمت صوته نزار الهادىء بينما عيناه شارده فى الفراغ
_ صداقتنا ستنتهى الى هنا مع فريد ,
رفع حاجباه بدهشه الا انه سرعان ما عاد لوقاره
متيقنا  من شعوره تجاه رفيقه الامر خطير , فى غاية الخطوره ردد زين بنفس الهدوء قائلا
_ انت الى الان لم تخبرنى سبب القبض على فريد ,,
ما ان انهى زين جملته حتى انفتح الباب ليدير راسه بأتجاهه , أختفت برودة جسدها لتنسحب الدماء من اوردته
ليستقيم بجمود يطالع المنشفه التى تحيط خصره بينما هو واقف امامهم بصدره العريض العارى وهو يضع يداه
بمنتصف خصره , ليردف ببرود زائف
_ هل جلبتم ملابس داخليه
طالعه نزار بأبتسامه باهته مختنقه لا تحمل اى تعبير , بينما زين مكتفي بالتحديق للمنشفه فى هلع
وذهنه قد ربط الاحداث بغير حاجة للتوضيح
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت تحدق بعيناه الزرقاء السماويه بلونها الساحر الملائم لملامحه الاوربيه بين الظلام التام وكأنهما مصباحا مضىء
يضىء الارجاء بنورهما البراق , كان ذهنها يتسائل بأسئله عديده
منها , كيف لرجل مثله يحمل كل هذا الحنان و الشوق ان يكون مجرما ,,
عادت لتشعر بالخذى مجددا , وهى تتذكر ما حدث منذ دقائق
عادت لتستسلم له فوق اريكة مكتبه وكأنه سحر انجذابهما كافي لاطفاء اى عقل حكيم
ظلا يدرسا لوقت ليس بقليل بدت فيها كم غباء غير متناهى لينهى درسه , بعمل اكثر تفوقا فوق الاريكه
الا ان هذا لم يمنعها ان تشعر بالخذى و دناءت نفسها , كيف ان تحمل لشخص كل هذا التناقض
همس جوار أذنيها بهمسات خافت من صوته الذى غمره الدفء ,
_ بماذا تفكرين ,
ضرب سؤاله عقلها كمطرقه بارده كسرت معها جميع الافكار , لم تجد اجابه سديده تقولها لكنها لم تريد الكذب
خاصة فى هذه اللحظه الغامره بمشاعرها ,,أخفت وجهها بصدره وكأنها تستمد منه الدعم
لتحاول ابعاد افكارها المتخبطه
_ لا اريد ان اجيب ,
أبتسم بود , ليحترم صمتها , بينما ظلت يده تجوب فوق خصلات شعرها الحريري ,,تطلع للامطار المنهمره فوق الزجاج
يبدو ان شتاء هذا العام يأبي الانقضاء , كان شتاء باردا الا انه بالرغم من هذا حمل الكثير من لحظات الدفء المشتركه
_ ماذا رايك بأسم أمينة
أتى سؤاله لها بأنقباضة قلبيه , انتفضت منها مبتعده حتى انها للحظه شكت انه قد عرف شيئا , ظلها تحرك بين الظلام
لتلتقط روب حريري جانبي . لتلفحه حول جسدها الرشيق ,خرج صوتها تحاول اخراجه ثابتا ,وهى تقف امام الزجاج
تتأمل الطريق الفارغ الممطر ,,
_ لماذا تسأل
لم تشعر بيدها التى كانت تقبض بقوه فوق شريط الروب الحريري حتى انه اعتصر خصرها
تحرك ليقف خلفها , ليبدو انعكاسه الضخم بالزجاج , كمفترس على وشك الانقضاض على فريسه ,أحاط خصرها
لتلفح انفاسه الحاره رقبتها ,وصوته يقول بنعومة كالسم
_ كنت افكر بأسم لطفلتنا .
قتامت عبناها ألتمعت بقتامة غامضه لتهمس بنبره قاتله بهدوئها
_ هارون
ارتد للخلف بذعر وكأنه يطالع حيه بصقت لتوها سمها بوجهه , استدارت له ببطء ليطالع عيناها
كانت قاسيه مظلمه و كأنها يوما تلك الاعين لم تحمل براءه و صفاءا يوما , أنقبض قلبه ليشعر بالبروده تسرى لبدنه
ابتسامه باهته بدت فوق شفتيها لتهمس بخفوت
_ وان كان ولد سنسميه هارون
ابتلعت ريقها بصعوبه ووجهه يماثل ظلام الغرفه , بلا تعبير , بلا ملامح ,فقط فراغ و سكون
صوت الامطار المنهمره اضفي الرعب ,, للقلوب بينما الظلام التام اخفى اكثر الوجوه سوادا ,,
تحرك مبتعدا ,الى ان صفق الباب خلفه ,,لترتخى قدميها معلنه عن استسلامها لتسقط ركبتها فوق الارضيه الخشبيه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
خرجوا من مركز الشرطه , كان زين الدين صامتا بوجوم بينما نزار يحدق بالسياره المميزه التى تقف بأحدى الزوايه
البعيده , كان يدرك صاحبها جيدا ظل فريد يتبادل النظرات فيما بينهم الى ان قال
_ هل سنظل هكذا كثيرا .
رمقه زين بأذدراء وهو يضع يده بجيب سرواله مردفا
_ هيا لنذهب
_ أذهبوا انتم فأنا لدى موعد على حضوره
قالها نزار بنبره حملت الريبه ,, كان زين سيتناول معه فى الاستفسار الا انه ادرك من ملامحه عدم رغبته بالحديث
ليودعاه ليصعدا السياره متحركين ,, غادرت سيارة زين لينخفض نزار الرصيف متجها للسياره السوداء
على جانب الطريق الاخر ,,صعد جوار طارق ليصفق الباب بحده ,,
هدوء مكتوم , كان طارق لا يحيد عيناه على الطريق بلا تعبير بأعين معتمه , لم يتنازل بالنظر لاخيه
تحدث بصوت مختنق بارد خالى من المشاعر الاخويه
_ هل تعلم ماذا فعلت لاخر صديقك من هذه القضيه ؟
كان يعلم ما هو مقبل عليه بأتصاله بأخيه طارق , لم يهوى يوما بمشاركة اخيه بمتاعبه خاصة كشخصيه قويمه كطارق
مازال يذكر سبب ابتعاده عن بيت عائلته , اختص بدراسة مجال الطيران تحديدا ليبتعد عن عائلته
نظرة والده المشمئزه لا تغادر ذاكرته ,,دوما يتحدث عن اخاه طارق , الرجل المثالى , رجل العائله الكبير ,
الاخ الاكبر , رجل الازمات , فخر العائله ألتحق بسلك أمنى فومى بالدوله  جميعها كانت كلمات والداه بينما على النقيض
تمام كانت احاديث العائله عنه ,,نزارفارغ الرأس و القلب , نزار الفتى الفاشل , دوما شعر بكونه غريبا فيما بينهم
فأصر دوما على الابتعاد بحثا عن نفسه ,,
فى البدايه ظن ان الامر بسيط بالنسبة لفريد مجرد عراك أعتاد على الامر الا انه انصدم حين تعرف على سبب القضيه
حينها لم يجد سواه امامه كحل ,, فى الحقيقه لم يفعل هذا لصديقه فريد بل تحديدا لياسين ابنه
شعر بالشفقة تجاه صغيره المنكوب لا يريد ان تلاحقه سيرة والده القذره ,,
قال نزار بنفس ملامح الثبات
_ اعلم , واشكرك على هذا
كانت اصابعه البارده تربت على المقود بحركه روتينيه , ليهمس طارق بسخريه
_ شكرا , فقط هذا ياله من ثمن كبير لما قدمته لك من خدمه ,
ما ان انهى جملته حتى تحركت السياره , بعد دقائق من الصمت القاتل و التفكير أتاه صوت طارق
_ ستعود لوالداك ,
توهجت عيناه ببريق الغضب ليهتف نزار بحده
_ هل جننت , انا لن اعود
خرج صوت طارق بهدوء الا انها لم تخلو من نبرة التهديد الامر
_  , ستفعل , ستفعلها يا نزار والا سأخبر العائله الفاضله التى تظن ابنها المبجل يدرس الطيران
بأننى قد توسطت اليك بقضية شرف ,
كانت نظرته قاتله ,, نظرة مشتعله ,, الا انه ومع هذا لم يشعر بالكره تجاه اخيه ربما لانه يدرك فى اعماق نفسه
ان حديثه هو الصواب ,, ربما لانه يعلم ان طارق كان و سيكون دوما شقيقه الكبير الذى لا يخطىء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
انفاسها , ثقيله , مختنقه , سامه , تشعر وكأن الهواء ينسحب تدريجيا من رئتيها ,,
_ تستطيعين الذهاب لغرفتك , لقد انتهى الامر
صوته الرخيم تسرب لاذنيها , ليقشعر بدنها ,,أبتلعت نيلي غصه بحلقها لترفع راسها لوجهه الاسمر
أستقامت لتهمس له بشكر
_ شكرا لك , لقد أرهقتك معى
أبتسم لها أبتسامة اعتصرت قلبها من فرط البشاشه ,وهو يحك مؤخرة راسه
_ لا داعى للشكر , لقد كان امر بسيط
رفع لها البطاقه الالكترونيه مردفا
_ لقد بحثت فى كل مكان لكننى لم اجد مفتاحك , خذى هذا مفتاح بديل .
تناولت المفتاح منه فى شرود وهى تتحاشي النظر لوجهه ,,تحركت بخطوات ثقيله للخروج الا ان صوته خلفها
جعلت قدميها تتسمر ,,
_ هل انت بخير يا نيلي
اسمها المجرد دون لقبها المصاحب له جعلها تبتسم بمراره ,, كانت ابتسامه حملت الكثير من المعانى
استشعرت بيدها الاوراق التى وضعتها بحقيبتها حول خصرها
لتتحدث بخفوت دون ان تستدير له
_ لست بخير تماما , ولكننى سأكون افضل , الى اللقاء
ظل ادهم يحدق بأبتعادها الى ان توارت ,, ليتنهد بحرقه أذابت قلبه هوى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تعالى صرير اطارات السياره ,,لم يشعر بنفسه الا وهو يتناول ملابسه مسرعا حتى انه اكمل ارتداء ملابسه
بالمصعد امام انظار الجيران المندهشين ,,بينما هو يحدقهم بحده حتى انه تجاهلوا التحديق به
دقيقه وكانت سيارته تنطلق فى الشوارع ليلا ,,
كان الجنون يكاد يفتك به , مسندا ذراعه على النافذه المجاوره له وعيناه و عقله ينادى بأنذار الخطر
هل يمكن ان تكون مجرد صدفه , يوما لم يؤمن بالصدف ولكن من بداية الحياه وحياته بأكملها صدفه
لقائها صدفه , معرفتها صدفه , حتى زواجه منها صدفه ,,
أذن , لماذا عقله يرفض الان , حتى وان حاول التظاهر بالتصديق , هل ايضا سيتجاهل ما قرأه بعيناها
لم يشعر بقبضته التى اشتدت بغلاظه على المقود ,, عيناها كانت تبوح له بالكثير ,,وكأنها تخبر بتحدى انها ترى حقيقته
,,ترى ما يجاهد بأخفائه عنها ,,أوقف السياره امام البيت المميز ,,ترجل من السياره ليخرج من جيب
معطفه المفتاح ,,لقد أعطى له مأمون مفتاح منزله قبل ان يسافر برحلة عمل ستستمر لبضع ايام ,,
كان اكثر ما يحتاجه الان الوحده , يحتاج للتفكير بهدوء ليستعيد ثباته وينظر لبطاقات اللعب مجددا ,,
ظل يحدق بالرساله التى أضاءت شاشة هاتفه وهو يدس اسنانه بشطيرة اللحم باهرت الطعم التى اعددها ,,
أنا مستعده , عبارة بسيطه ارسلتها لكمال الا انها حملت الكثير له ,,بدأ بتدوين بعض الملاحظات بداخل عدة دوائر
متفرقه ,,وكأنه يستجمع معلوماته الذى استمر بدراستها لاشهر ,,كان الصوره واضحه بشكل كبير له
الا انه وبالرغم من هذا لا تكفى للقبض عليه ,, الا انه اصبح للتو يملك اقوى اسلاحته
أستند بظهره للمقعد ليهمس بظفر بأنتصار مؤقت
_ يبدو ان اللعبه ستتغير للغايه ,,
أنهى اخر قطع شطيرته ليلتقط هاتفه , ليبحث بين قائمة الاسماء عن اسمها للحظه توقفت اصابعه فوق اسمها
هويدا ,,منذ ان اتى لانجلترا لم يفكر بالتواصل معها ولو لمره ,,يدفن نفسه بين طيات الملفات لعله ينسي ,
يتظاهر امامها بعدم الاهتمام لعلها تنهى حربه بطلب الطلاق الا انه لم يحدث ,,
تنهد كمال ليغلق هاتفه بيأس ,,ليعاود لعمله ,,مر وقت ليس بقليل وعقارب الساعه تمضي ,اتى رنين هاتفه
ليلتقطته وعيناه لا تحد عن قراءات احدى السطور بتركيز,,ليجيب بعجله
_ نعم يا طارق
_ أسف لتخيب ظنك يا سيادة المقدم ,,
تهجمت عضلات وجهه ليشعر بأرتفاع الادرينالين بجسده , عاد بظهره للخلف بثبات ليعلو وجهه بأبتسامه مستهجنه
ليقول بنبره ساخره لم تخفي عليه
_ كنت بدأت بالاعتقاد بأنك نسيتى يا رجل
ملامحه لم تلين الا انه تحدث بثقه الا انها حملت الكثير من الاستهزاء وكأنه يبعث له بأهانه غير مباشره 
_ العفو يا سيادة المقدم , و هل يخفى القمر
كانت عيناه من خلف نظارته الطبيه توهجت ببريق اسود حارق وذهنه يحضره بفكرة شيطانيه
,الا ان اخرج صوته بهدوء يحسد عليه
_ أذن ما رايك بأن اعطيك فرصه لتقابل القمر 
عم الصمت من الطرف الاخر حتى انه طال لدقيقه الى ان اجاب صوته الاجش الرجولى
_ بعد غد سأبعث لك بالعنوان ,
تطلع كمال للقمر المكتمل فى تمام لتبرق شفتيه بأبتسامه لم يراها متمتما بخبث
_سأكون فى الانتظار ,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان طوال الطريق . صامت حتى وهو يحاول ان يتناول مع اطراف الحديث الا ان الصمت كان جواب رفيقه , ليصر
على ألتزام الصمت مثله , أوقف السياره امام بيت فريد ليترجلا منها ,,
جلس فريد على الاريكه ليقابله زين فوق احدى المقاعد ,,وهو يحدقه بنظرات الاذدراء ,,نفخ فريد ليحرر أذرار
القميص ,
_ كان هذا مخطط حقير من هشام  انا لم أفعل هذا يا زين , انت تعرفنى ,,
مسندا يده فوق ذراع المقعد ونظراته المشتعله لا تحد عنه,,عم السكون الموقف للحظات الى ان قال
_ ولاننى اعرفك يا فريد فأنا اقولك انك فعلتها , لانك لم تتغير ابدا
تصلب وجهه بنفس القسمات المتبادله لوهله تسمر من جوابه الا انه أردف بنبره حاده
_ كان هذا فى السابق عندما كنت لا اهتم ببيتى ولا ابنى لكننى تغيرت , , انا لست فريد السابق يا زين الدين
لقد تغيرت , تغيرت ماذا على ان افعل لتصدقوا جميعا
كان يلهث من فرط الانفعال وصدره يعلو و ينخفض بأجهاد ,,أتت طرقات الباب ليسير زين بخطوات سريعه
ليفتح الباب , تبادلا نزار وزين النظرات فى صمت ليدخل نزار ليتبعه خطوات زين خلفه
هتف فريد بلهفه
_ هاه , اخيرا لقد اتيت  اخبر زين اننى على حق الاحمق لا يصدقنى يظن اننى كنت لاتى بفتاه لغرفتى ل
قاطعه حديث نزار قائلا بنفور بارد
_ولماذا لا تفعل هذا  فأنا على ما اظن ان هذا شىء ليس غريب عنك
أتسعت عيناه محدقا بوجهه بصدمه ,,كانت عيناه لامعتان , لكنه كان وميض مختلف لم يجربه سابقا ,,كان الخذلان
همس فريد بخيبه
_حتى انت يا نزار ,,
صدح صوته بتوحش ليسقط عنه قناع الهدوء المزيف
_نعم يا فريد , حتى انا , أتعلم لماذا لانك حقير خائن و مخادع حتى صديقك خدعته أتعلم فى الحقيقه ما المؤسف فى
الامر اننى صدقت تغيرك , صدقت انك تريد العوده لابنك وزوجتك لقد صدقت لدرجة بائسه لكنك فاشل , زوج فاشل
واب فاشل لن تتوقف ابدا عن تخيب امال من حولك
أندفع ليقبض على مقدمة ملابس نزار وهو يرفع يده بلكمه
تعلقت يده فى الهواء وهو يقابل وجه صديقه بينما زين اندفع بيدهما ليحول عنهما وهو يصيح بسباب لم يهتم له
_ لقد انتهى الامر بالنسبة لى , انا لا اريد رؤيتك مجددا يا فريد
قالها نزار وهو فى قمة الثبات و الجمود وملامحه الصلبه لم تلين ,,سارع نزار منصرفا ليصفق الباب خلفه ,,
هتف زين مصيحا
_ هل جننت , هل كنت ستضرب صديقك ,,
صرخ فريد بوجهه بتوحش وملامح القسوه باديه على ثناياه وجهه
_ وانت ألم تسمع ماذا قال , انا لست فاشل واسيا ستعود لى
مرر زين يده بخصلات شعره يكافح بربط انفعاله ,,ربت على ظهره ليقول بهدوء
_ لا بـأس , سنتصالح قريبا ,
أرتمى على الاريكه عائدا لمكانه ليخفى وجهه خلف يده ,,زفر فريد مرددا
_ زين , انا لم أفعل هذا عليك تصديقي ,
ألتزم زين الصمت , فى الحقيقه لم يستطيع ان يبادل فريد الحديث كان الشك يعصف به الا انه وبالرغم من هذا شعر
بلمسة صدق فى حديثه ,,اهتزاز هاتفه بجيبه جعله يعود للواقع ,فتح الاتصال ليأتيه صياح ايلين
_ رشيد فاقد النفس ,
شعر بظلام العالم حوله لينتزع قلبه من بين اضلاعه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أبتلعت القرص الدوائي , تتجرع معها صدى مرار خيبتها مسحت دموعها التى استمرت فى البكاء لساعات
سحبت هاتفها ليأتيها الرنين الممل لم يستمر طويلا الا واجابه صوته الغليظ
_ أخذتى الملف ,,
جزت على اسنانها بغلاظه ,وهى تسب نفسها بالالف اللعنات تحاملت على نفسها ليخرج صوتها المتحشرج
بعباره مختصره
_ نعم
تابع حديثه قائلا
_ هل بدلت الاوراق بداخل الملف بالاوراق التى اعطيتك اياها
انخفضت دموعها فى صمت بقهر ليخرج صوتها من بين شفتيها المرتجفه بنفس الاجابه
_ نعم
ابتسامه مظفره بدت على وجهه الخبيث ليقول بأختصار ,,
_أنزلى للاستقبال و ستجدين احدهم بأنتظارك لا تتأخرى
هتفت مسرعه بشراسه
_ والتسجيل متى ستبعثه لى ,
مط يونس شفتيه بتفكير
_ سيكون ضمان لعدم خيانتك قد احتاجك بشىء اخر من يعلم
أغلق الاتصال , لتلقي هاتفها فوق الفراش وهى تسب و تلعن بكل سباب سمعته يوما ,, تطلعت بالوقت الذى لم تشعر
بمروره ,,سحبت ستره جلديه لترتديها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان وجهها المنتفخ الوردى الذى اخفته خلف نظارتها الكبيره المعتمه متوردا بحراره , حتى انها تجاهلت نظرات
بعض الزائرين المحدقه بغموض , لقد غادر الموظف الذى ارسله يونس بعد ان اعطته الاوراق
وهى تسب رئيسه تلقي تهديدات فارغه بالهواء ,, كبعض لن اتركه حي و سأنتقم ,,ابتسامة الموظف المتهكمه كان رد
كافى على كلامها السخيف
ربما هى متأثر الى حد كبير بالافلام الدراميه فهى فى الحقيقه فارغة اليد لا تملك الجراءه او شىء اخر
للاقدام على تنفيذ تهديداتها
كان تشعر بالقهر و الضعف ولاول مره تحتقر نفسها
أحتقرت عملها الحقير و الاسواء احتقارها لاحكمها على ادهم , كيف كانت سطحيه فارغه لهذا الحد , كيف لم ترى
روحه التى تشع بكل هذا الطيبه و الدفء ,,تنهدت تستقيم لتبتعد عن انظار الناس
تريد ان تغرق فى بكائها الى ان تفقد الوعى ان تنفصل روحها عن جسدها ,فأخر ما تريده الان هو رؤية البشر
سارت بأقدامها العاريه غير مهتمه لحذائها الصيفي الذى ألقته بعيدا , ركضت فوق الرمال البارده
وهواء البحر يرتطم بوجها ليتطاير شعرها خلفها كطفلة صغيره
أخذت عطلة نهاية العام بعد اختبارات طالت ,,تسمرت قدميها لتضيق عيناها ,هذا الجسد الضخم القابع فوق
الرمال يحدق بأمواج البحر فى شرود سقط قلبها وهى ترى ملامحه الحزينه بدت ملائمه كلوحة حزينه فى سكون الظلام
شعرت بقدميها تتحرك تجاهه وصوت عقلها يصيح بأعتراض ,توقفي يا حمقاء الى اين ذاهبه
الا ان الصوت سرعان ما صمت وهى تجلس جواره تشاركه جلوس الرمال ,,كان شاردا بالامواج حتى انها ظنت انه
لم ينتبه لجلوسها جواره الا ان اتى صوته ليحطم تلك الفكره
_ لقد ظننتك الان تسبحين بأحلامك الورديه ,
أبتسمت بحسره , لتجيب ساخره
_ انا حقا أسبح ولكن بأحلام سوداء
عقد حاجبيه الكثيفان ليدير رأسه بأتجاهها ,,تابعت نيلي الحديث قائلا
_صدقنى أنا لست اتمتع بأى احلام ورديه ,
شرد بتفاصيل وجهها اللطيفه وجهها الصغير الطفولى فوقه كتلة شعر غجرى بنى اللون بأمواجه الحريريه
خرج صوته من بين شروده بخفوت دافىء
_ هل تذكرين سؤالك لى هذا اليوم , لماذا اخترت محرم كنائب وأستبعدت جاد
رفعت حاجبيها بأهتمام متذكره هذا الحادث اللعين الذى قادها فى النهايه بأرتكاب اغبى فعل لها بأتصالها بيونس للمساعده
عادت عيناه لامواج البحر ليردف بثقه
_ كان جاد جاسوس بالشركه يعمل لصالح يونس
وكأن سهم أطلق ليصيب صميم قلبها , شعرت بتقلص الهواء برئتيها بينما هو متابعا غير منبها لتصلب وجهها بجمود
_ أكتشفت هذا بعد ان أطلاعت على بعض الملفات التى كان يعمل بها لاكتشف تزوير بالبيانات و بعض الحسابات البنكيه
الوهميه كان طوال الوقت يعمل لصالحه زاد اهميته ليونس اكثر وهو كان المرشح المرجح لتولى المنصب لذلك
لم يكن امامى سوى ان احرق بطاقته الرابحه ,,
لم تشعر نيلي لحظتها سوى بأرتخاء جسدها تدريجيا فوق الرمال فاقده الوعى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
_  لقد قال الطبيب انه عجز فى عضلة القلب الحاله مازالت حرجه
كان قلبه يدمى ,غير منتبه لحديثها جواره بشكلا كامل , كان يحدق بوجهه العجوز ليدخلا معا فى حديث صامت
وعيناه العطوفه تنكمش له بأبتسامه أخفتها قناع الاكسجين بدى وكأنه كهلا اتم عامه المئوى ,تحدث زين بصوت متعب
_ شكرا لك يا ايلين .
ربتت على ظهره لتردف بصدق
_لا داعى للشكر , هيا ادخل له الى ان أجلب القهوه فالليله ستطول اليوم
انصرفت لتتركهم فى التواصل البصري الصامت يحدقان ببعضهما من خلف الزجاج , لم يشعر حينها بتلك الدمعه الحاره
المتمرده تنخفض من زاوية عينه , أستجمع شجاعته ليقبض على مقبض الباب ليديره ليدخل غرفته
ظلت عيناه البنيه العجوز تتحرك مع خطواته الى ان وصل جوار فراشه , جلس على طرف الفراش ليرمقه رشيد
بحنان عصف بفؤاده يدميه ألما تمسك بيده وكأنه اخر امال حياته
خفض عيناه ليده الشاحبه فوق يده حتى وهو فى قمه تعبه يعطى له الدعم ,,همس بحشرجه و عيناه تتلالاء ببريق دمعات
مختنقه
_ لقد اخبرنى الطبيب ان حالتك حرجه لكننى لم اصدقه قلت له ان رشيد لن يتركنى
أخفض راسه بأنكسار لتنخفض دموعه الا انه سرعان ما مسحها قبل سقوطها ,,
_ انت لن تتركنى مثلهم أليس كذلك يا جدى
كان يبدو كطفل صغير بالخامسة من عمره يتوسل لوالدته حتى لا تتركه ,,يده المرتجفه رفعت لوجهه ليخفض عنه
قناع الاوكسجين ليقول بأجهاد واضح كان يقاومه للرمق الاخير
_ انا دوما معك لن ولم اتركك ابدا
أشار لصدره تحديدا جانبه الايسر ليبتسم بشحوب مرددا
_لاننى هنا , انا اسكن قلب حفيدى
سعل قليلا ليمسح شفتيه الجافه بظاهر يده تحدث رشيد بخفوت وهو يستشعر بيده وجه حفيده الشاب
_ لو عاد بى الزمن لن اتمنى حفيد افضل منك يا زين الدين
أنهار ثباته ليدفن وجهه بصدر جده ويداهم تتشابك بقوه , تحدث زين بمراره
_ستخرج من هنا لن تبقي هنا طويلا صدقنى
شعر بقبضته الواهنه ترتخى قليلا فى تشابك يداهم ليعم السكون المكان, لم ينبهه سوى صوت صفير الجهاز المقابل
الموضوح لخط القلب المستقيم ليستكين معه قلب رشيد وكان معه قلب اخر شاب أتعبه الفراق
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن