انا العداله (وعليك التحدى)
71
الصمت يخيم على المكان منذ ساعات و الطائره تحلق بسماء الليل ,, كوب الشاي الموضوع على مقعد الاكواب
البلاستيكى يهتز بخفه ,, برودة الجو جعلت المطبات الهوائيه شديده ما زاد الامر سوءا الضباب المعتم فوق
البلاد الا ان بالرغم من كل هذا لم يشكل له اى خطورة مقارنة بالهدوء المشدود بينهما بالمكان ,,
من يصدق هذا الصمت المعتم الذى اضحى على هذه الصداقه الجليديه , كان يجاهد بالثبات امام انفعالته التى طراوده
بدفعه خارج نافذة الطائره متجاهلا كافة قواعد السلامه و ليذهب المسافرين للجحيم
امام ما يشعر به داخل صدره للتو ,, الا ان ضميره المهنى حتم عليه الصمت ,,قد يكون أبلغ ردة فعل
قد يفعلها ,,
خرج تيمور عن صمته وهو يجاهد بكسر الحائط الجليدى بينهما
_ الجو بارد اليوم الا تشعر بالقلق من احتمال سقوط الطائره
عينيه لم تبرح عن السماء الملبده بالغيوم ., كان يعلم ما يفكر به اللعين ,كان يفكر بالصمت ربما ييأس
و يخرس و يفقد الامل الا ان مشاعر البغض تجاهه غلبت ليتحدث زين وهو يجز على أسنانه
_ لولا تأخرى عن موعد الطائره لما فكرت فى متابعة الرحله معك فلا تراهن على صبرى
تنهد تيمور ليلتزم الصمت لدقيقه الا انه سرعان ما قال بنبره لم تحمل اى مبالاه
_ لا بأس , فى النهاية لقد أصبحت لك انا لم أهتم بها على اى حال
تشنجت عضلات وجهه ليجز على طرف شفتيه ضغط على احدى الاذرار , صوته الاجش الخشن همس
بسبة لعينه لم يتأثر منها تيمور ,,تلتها همسات دعاء يستلهم الصبر وعينيه على توقيت الساعه
الذى مازال مبكرا على الوصول ,,خرجت انفاسه بحراره حتى ضغط على ذر الطيار الالى
ليدير مقعده تجاهه هاتفا بأستعداد للهجوم بأى لحظه
_ أنظر ليدى , هل ترى اى خاتم للزواج
كان يهتف بها زين الدين بغيظ مشتعل ,, للحظه بالفعل أنتبه تيمور لاصابع يده الفارغه
عاد بمقعده لموضعه الاول , ليهمس بخفوت وهو يرفع الكوب الورقي لشفتيه يلتمس منه الدفء
_ولن تراه , لاننى لن أتزوجها
نظرته البارده تدريجيا تحولت للاهتمام ,, كان يتفحص وجه زين الدين وكأنه يتأكد من مدى صدق حديثه
سرعان ما تيقن من ما قالها امام تلك الملامح الجديه التى لا تحمل ذرة سخريه
لم يستطع التغلب على فضوله ليتحدث متسائلا
_ هل مازلت متعلقه بحبي ,,
لوهله شعر بفداحة ما ردده امام وجه زين الذى دار ببطء تجاهه يرمقه بأذدراء مغلف بالاستحقار اللامتناهى
أقترب منه بخطوره ليهمس امام وجهه بخطوره حاول قدر المستطاع الثبات بتحضره
_ صدقنى انا أقاوم رغبة ضارية بضربك
كان الحديث لو كان فى مكان اخر بعيدا عن كبينة الطيران لكان للحديث أتجاه اخر ,, قد يصبح قتال شوارع
الا ان كلاهما كان لهما أهداف مختلفه ,, تيمور الفضول يلتهم أحشائه بينما زين الدين هدفه الوحيد فى تلك اللحظه
هو الحفاظ على ثباته الانفعالى الى ان تهبط الطائره بسلامه ,حينها سيطلق روحه الهمجيه فالانطلاق لحصاد روحه
عاودا الصمت لدقائق طالت هذه المره ,, الى ان تحدث تيمور بنبره مختلفه على أذنيه
_ انا لم أفكر بأيلين يوما سوى كزوجة لى ,,
برزت عروق يده بينما عينيه البنيه أتسع سوادهما ,,خرج صوته بنفاذ صبر يوشك على الانقضاض
_ انا بالفعل تتحدى صبرى
الا ان صوت تيمور الصادق كان له وقع اخر عليه
_ الا اننى لم أحبها مثلك يا زين
تسمر جسده , لينظر لوجهه كان يبدو له مختلفا الا انه تجاهل هذا الشعور الذى عبر قلبه بصدقه ليقول
متابعا بجديه
_ انا لن أفلح بأن أكون زوجا جيدا لها و لا صديق جيدا لك ,, انا يوما لم أكن صديقا لك يا زين الدين
لاننى كنت دوما أغار منك ,,
أشاح بأنظاره بعيدا ليعاود النظر لضباب السماء القطنى ,,
_ دوما كنت انت المتفوق , فى الدراسه متفوق , فى العمل متفوق , انت محض أهتمام الجميع بينما انا
,, انا الصديق المرافق لزين الدين الفايد , كانت رغبتى الملحه بأثبات تفوقى عليك ولو بشىء واحد , واحد فقط
, و كانت أيلين , كنت مدركا جيدا لشخصيتك , سرعان ما ستقع بحب هذه الفتاه
أبتسم بأستهجان ليتابع حديثه الحقير امام مسامع صديقه المندهشه
_ دخلت بتحدى لاقنعها بحبى , كنت أرسم صورة لعينه بعيده تمام عن حقيقتى
الى ان أتى الوقت , وكانت الضربه موجعه لك يا رفيقي
سحب زجاجة المياه القريبه منه متحاشيا نظراته الحاده التى تكاد تقتحم عظامه ,,
_ لا داعى لهذه النظرات , لقد فات أوانها , انا اعلم حقيقتى لا داعى للايضاح اكثر
بالرغم من دهشة زين الدين تجاه تيمور الا انه كان يحمل دهشة اكبر تجاهه ,, هذا الشاب يعانى من أحتقار
نفسه لابعد حد قد يراه يوما ,,
سرعان ما تلاشت دهشته , لتحل محلها أبتسامه خالية من الحياه ليقول
_ فى النهايه , أيلين لن تتزوجك و لن تشعرى بى ,,
تحلى بالعمليه وهو يردد عبارته الاخيره
_لا اريد ان أسمع صوتك الى ان نصل فأنا لن أغامر بحياة الركاب لاجل معتوه مثلك يا تيمور ,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
لم أصل لهذا السن من فراغ , ولم أضيع عمرى بمطاردة الوهم ,, وهذا ما كان المقدم يرفض فهمه ,,
العداله ,,أم القانون
بالرغم من دراستى المتعمقه بالقانون الا اننى كنت دوما أقف امام هذا السؤال ,, بجهل
القانون ,, الدستور الاساسي لاى دولة تمتلك السياده على أرضها الا ان القانون
هذا هو المصطلح التعريفي المدون بالكتب الا انه
فى بعض الاحيان يكون أعمى امام العداله ,,فهو يكتفى ببضع مستندات و اوراق وعلى أساسها يصدر الحكم
,,لكن العداله , معناه أعمق و اقيم بكثير ,,فهى قد لا تستند على ملفات او اوراق ولكنها تستند على شىء
أكبر , وأعظم ,,و هو الالم,,
,,الألم هو جزء أصيل من رحلة الحياه , نحن ننضج بألم , نكتشف أنفسنا , بالألم
بصالة المطار , أنزل الرجل الانجليزى قبعته ليبتسم لسليم مرددا بالانجليزيه
_ أتمنى ان تكون بخير سيد مفتى ,
وجهه الشاحب المجهد كان يبدو واهننا , أكتفى بأيماءت راسه بخفه ,,تنحنح الرجل الانجليزى
بحرج الا انه سرعان ما تحدث بعمليه
_ ستصعد خلال دقائق على الطائره , لا تقلق كل شىء معد لعودتك بسلام لوطنك الحبيب
قاوم أرهاقه ليجاهد بأخراج حديثه دبلوماسيا بقدر الاستطاع
_ اشكرك سيدى , لقد كنتم بقدر الثقه فى حماية مواطنيكم
صافحه مودعا , لينخفض ممسكا بحقيبة سفره ليسير لممر الركاب ,,
جلس بمقعده بالطائره المتجهه لانجلترا ,, بالرغم من الليل البارد المحيط الا انه كان يرتدى نظارته المعتمه
كان يريد ان يخفى خلفها خذلانه ,, يريد أخفاء أنطفاء مقلتيه التى أضحت مماثله كظلام الليل فى سوادها
أخفض ناظريه لجواز سفره يطالعه بأستهجان ,حمل المراره
خذلان جديد سجل لقائمة حياته ,, خذلان جديد كان أقسي من ما توقع
ربما يكون قد عاد ,, لكنه لم يعود منتصرا ,, هذه المره
وطنه يشهد على كسرت قلب أبنه ,, مجددا ,, مجددا
هذه المره الشعور مختلف عن المره السابقه وهو يصعد لطائرته المسافره بعيدا
أنزل نظارته لتبرز قتامة مقلتيه ,, سارت الطائره فوق الممر الطويل لترتفع فى السماء تدريجيا
نظر للنيل الطويل بأعين متألمه , وكأنه يودع معها بلاده ,و وحب حياته
ليخرج خاتم زواجه من يده اليسرى ,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان يطالع البحر من شرفته و الهواء البارد يرتطم بوجهه الاسمر ,,
كان ممسكا بين يديه الملف الاسود ,, وعينيه القاسيه شارده بالافق
كان يشعر بالنصل البارد الذى استقر غائر بصدره ,, لم يكن يهتم بالمجهود المبذول بعمله بقدر ما كان يشعر
بالالم الخيانه , كان الحب أعمى ,,أعمى الى حد انه لم يرى الحقيقه
لولا الحظ لكان الان فى خطر يهدد شركته ,, كان يشعر بلعبة يونس القذره , فى البدايه من تجسس جاد
و العقبات التى كان يتعمدها فى طريقه ,,الان خيانة نيللى له ,,
أمسك الهاتف ليبعث رسالة قصيره لمحرم
لننتقل للخطة البديله
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
صوت عقارب الساعه , الظلام المعتم الذى يبتلع مكتبه
طالما كانت الحقيقه قاسيه , و مؤلمه ,, لكن الامر مختلف بالنسبة له
هو كان يعلم الحقيقه الكامنه بأعماقه ,,ولكنه كان يتجاهلها , يتغافل عنها دوما ,,ما فعله هارون
هو انه أوضح امامه حقيقته ,, ليجعله عارى امام نفسه , كحقيقته التى أضحت كشمس الظهيره
العداله , ام القانون ,, كان يكذب ,, كان يكذب على نفسه قبل الجميع
لكنه كذب و صدق كذبته ,, ليعيشها و يصنع منها سراب عاشه , ليرتدى زى الفضيله و الشرف المزيف
الذى جرده منه بكلماته ,, أقتصروا الشرف على ما بين القدمين الا ان الشرف كان اكبر من هذا
بكثير ,, اكبر من الف كمال و اكبر من الف هارون ,,
ميزان العداله , أختل , ليصبح المجنى عليه ظالم ,, و الجانى ,,برىء
كان محقا ,, هارون فكره ,والفكره لا تموت ,, يوجد الف هارون ,,كما يوجد مليون كمال
نظر لارجاء المكتب المظلم ,,وكأنه يحفر زاوياه بذاكرته ,,
نظر لصورة ابنته ,التى يمسكها براحة يده ,,ترك العنان لدمعة متمرده بالنزول ,,لتسقط فوق صورتها الصغيره
تحامل على نفسه
,, وهو يسحب ورقة بيضاء ,,ليبدأ بالكتابة فى أولى سطورها
ليشهد الله ,,اننى قاومت نفسي لسنوات على كتابة هذه الورقه ,, ولكن الاوان قد أن
للالتفات لما بقى .من عمرى ,,
أتقدم انا ,,المقدم كمال أمين الراوى , بأستقالتى من الجهاز الامنى
نتمنى الموافقه عليها ,, و تفضلوا بقبول فائق الاحترام و التقدير لسيادتكم
وضع القلم فوق الورقه ,, ليعاود النظر لصورة ياسمين بأعين دامعه ثقيله ,,أبتسم بحسره
ليقبلها بحب ,ليضعها بجيب قميصه
أستقام وهو يطوى الورقه الصغيره ,,ليخرج بها ليسير لمكتب طارق
كان طارق يجلس بشرود ,, كانت الصدمه كبيره عليهم جميعا ,,الا انه يعلم للتو بما يفكر فيه تلميذه الشاب
أستجمع ثباته , ليقترب من باب مكتبه ليطرق بدقات ثابته
ألتفت طارق اليه , ليستقيم بغير رشاقه وملامحه الفضوليه تجوب وجهه ولاول مره يتفضل المقدم بالقدوم لمكتبه ,,
أبتسم كمال له وهو يخفى خلف ابتسامته الكثير ,,
تحدث كمال بود لطيف
_ أجلس , أجلس لا داعى لمثل تلك الرسميات بعد الان ,
خرجت الاحرف من حنجرته بأرتباك وهو يطالع وجه كمال
_ سيادة المقدم , هل ستذهب بتلك البساطه , هل ستعود لادارتك السابقه
أتسعت ابتسامه كمال ,, وهو يدرك ما ينتاب طارق للتو من أفكار و فضوله
رفع كمال ذراعيه متظاهرا بالبساطه
_ أصبح لا توجد قضية من الاساس , لقد رأيت ما حدث يبدو اننى كنت ساذج الى حد التصديق اننى سأقدر على
القبض عليه ,,
عتف طارق بحماس قائلا
_ لا تقل هذا عنك سيد كمال , انت اكثر ظابط عبقرى قد أعمل معه يكفى انك جعلته يأتى لهنا , لقد كان بين يدينا
نحن ,,
قاطعه قائلا بحده يريد طوى تلك الصفحه نهائيا
_ لقد أخبرتك , لا توجد قضيه لقد تنازل عن الجنسيه , لقد خرج منها بمنتهى الذكاء و دون خطأ واحد قد نأخذه عليه
أحنى طارق راسه بيأس , ليرمقه كمال بنظرة معبره عميقه , نظرة أستاذ لتلميذه الشاب المشتعل حماسا
دار حول مكتبه ليقف امامه ,, ربت على كتفيه متحدثا بحكمه
_ انت موهوب يا طارق , وستكون رجل ذو مستقبل مشرق و عادل ,, عادل للغايه , لكن عليك ان ترضي بأوساط
الحلول ,,
رمقه طارق بعدم فهم الا انه تابع حديثه
_ لا يوجد عدل مطلق او شر مطلق ,,ففى بعض الاحيان تجعلك الحياه انسان قد لا تتوقعه ,, لكنها الدنيا
أسموها هكذا لانها دنيئه ,,
ربت على كتفيه ليرفع له ورقته مرددا
_ قدم هذه لسيادة اللواء ,, أما انت فتذكر كلماتى ستفيدك على الاقل حتى لا تقع فيما وقعت
ودعه طارق فى غموض , ليبادله الابتسام فى هدوء ليخرج سلاحه ليضعه فوق المكتب ليغادر فى صمت
بعد انصرافه ,,فتح طارق الورقه لتتسع عينيه متتطلعا لسلاح كمال الموضوع فوق المكتب
جلس امام المقود لينطلق بعيدا ,, هاربا من ماضيه القاسي الباهت ليبدأ بداية جديده اخرى أكثر أشراقا ,,
لكن هذا بعد ان يذهب لزوجته اولا ليرجوها بالعوده له
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت تداعب شعره الناعم بين اصابعها ,, كان جالسا برأسه الصغير فوق قدم امه ,,جالسين فوق الوسائد المريحه
كان ياسين يلهو بمسدسه الصغير بينما عينيه الخضراء شردت بقطرات المطر المتساقطه فوق الزجاج ,,
,, كان الصغير مستغرق باللعب غير مدرك للصراع الذى يحيط بوالدته القابعه جواره ,,
مط ياسين شفتيه وهو يتطلع لوجه والدته ,, أسبل أهدابه الطويله للحظات يتأمل وجه اسيا الجميل
تمتم ياسين مرددا بسؤال لا يتوقف عن ترديده منذ غياب والده
_ أمى , لماذا ابي لا يأتى للعب معى
تشنجت عضلات وجهها , لتشعر بتحجر الكلمات بحلقها ,
ترى ماذا ستخبره هذه المره ,, لقد نفذ كذبها و الاعذار التى تختلقها لفتاها الصغير ,,هل تخبره الحقيقه
بشأن هاتفها الذى لا يتوقف عن الرنين ليحدث ابنه , ام تخبره عن والده الذى يظل لساعات امام باب مدرسته
يراقب كل الاطفال التى تخرج على امل ان يقابل ابنه ,, بينما هى تنتظر في الباب الخلفي لتأخذ ابنها
,, يبدو ان هى ايضا كانت تمتلك وجها قبيحا لا تعلم عنه شيئا ,,
جمعت شتات نفسها لتجيب كاذبه
_ والدك منشغل بعمله ولن يعود لعدة ايام
ظل ياسين ينظر لوجه اسيا وكأنه يتحقق من مدى صدق أدعاها ,, أشاحت بوجهها بعيدا عن أعينه الصغيره
,,هذا الفتى يمتلك نظرة ثاقبه كوالده ,,
تحدث ياسين بلدغته الواضحه التى بدت طفوليه بشكل ممتع
_ لكن عمى نزار عندما أتى أخبرنى أن ابي يتشوق لرؤيتى ولقد أبتاع لى ألعاب عديده
ألتفتت له بأهتمام لتهتف بحده
_ متى رأيت عمك نزار
أجاب ياسين بكل براءة مطلقه
_ لقد أتى الى المدرسه صباحا , يقول ان أبي لا يستطيع دخول المدرسه لانك منعته من رؤيتى
بالرغم من كونه كان يقولها بنبره بسيطه الا انها أدركت مدى بشاعتها ,,
أبتلعت اسيا غصه بحلقها ,, لتحك راسها ,, دقات الباب القوىه جعلتها تلتفت للباب بريبه ,,
نهضت مسرعه لتفتح الباب ,, لتتسمر اسيا امام ملامحه الجامده , عينيه البارده كانت معبئه بوجه لامع
أندفع ياسين من خلفها صارخا بحماس
_ أبي
وكأنه أضحى شخصا اخر امامها وهى ترى ملامحه الجامده تنهار امام ترحاب صغيرها
كان يقبله بحراره يعتصره بين أضلاعه وهو يهمس بخفوت وهو يتخلخل شعره الناعم
_ أشتقت لك للغايه يا ياسين
أبتعد عنه متذكرا لينظر لابيه بتذمر وجاحبيه الصغيران منعقدان
_ ان كنت تشتاق لى حقا فلن يبعدك العمل عنى
عادت ملامح الجمود تكتسي وجهه الرجولى ليردد بسؤال
_ ومن أ×برك بهذا
سارع مشيرا لوالدته مرددا
_ امى
رمقها بأذدراء صريح , حتى انها شعرت بأنها سيبصق ارضا الا انه أستدار لغرفة ابنه فى صمت
ليجلسا ارضا ويبدأ باللعب
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
نظر طارق لملف القضيه بحيره ,, ظل يطالع صورة هارون
ليستسلم ممسكا بالقلم الازرق مدونا ,,
تؤيد ضد مجهول
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان ينظر لساعة يده بعقاربها الرتيبه وكأن الوقت يرفض السير ,,
حسابته صحيحه ثلاثة ايام كما قال ,, من المفترض ان يكون مستقل للطائره القادمه ,,
بحث مأمون بعينيه بين الركاب القادمين الى ان لامحه بين الناس متقدما بخطواته الرتيبه الثابته الواثقه
الا انها أخفت خلفها قلبا منكسر ,, سرعان ما أندفع لاحتضانه
صوته الحار همس جوار أذنيه
_ كنت خائف ان تفشل الحطه و يرفضوا ترحيلك
ربت على ظهره ليردد بصوت أجوف يجاهد بأخراجه بسيطا
_ لن يحدث شىء كهذا لخليفة الشيطان , ألم تلقبنى بهذا دوما
تضاحك مأمون بأنتصار ليبتعد عنه ناظرا لباب الزوار بترقب , راقب وجه صديقه المنتظر
ليقول بصوت ميت خالى من الحياه
_ لن تأتى ,
ادار وجهه لسليم بتسأول ,, ليتنهد قائلا
_ لقد كنت محقا , نحن كنا مختلفان جميله لا تلائمنى
خرج صوت مأمون مصيحا من بين صدمته
_ ماذا تقول بحق الله
سعل سليم بقوه ليخرج منديلا ليضعه فوق فمه ,
تمتم هارون بأجهاد
_ سأخبرك كل شىء في طريقنا
لم يلاحظ المنديل الملطخ بالدماء ,, فغر فيليب فمه
_ سليم ان تنزف
نظر للمنديل للحظات ليردف ببساطه مقاوما الاجهاد الذى يجتاحه منذ ايام
_ لا بأس , أنه أختلاف الطقس بين البلاد سأكون بخير حين أركب السياره
ما ان كاد ان يسير خطوه حتى سقط ارضا فاقدا الوعى ,,ليصدح صوت مأمون بأسمهما بؤلم قلبي حقا هو اننى تألمت على يد أناس ,, تمنيت الا اراهم يتألمون
وودى ألن
![](https://img.wattpad.com/cover/203068972-288-k426348.jpg)
أنت تقرأ
انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمد
Romanceما نحن الا رقعة شطرنج تحرك بالايدي.. ندافع عن ملك لا نراه ولكننا بنهايه مكلفون بحمايته نموت فداء له وهو حتي لا يعرفنا او يرانا يكتفي بمراقبة لحظاتنا الاخيره ونحن نلفظ انفاسنا.. لاقرر ببناء رقعه جديده نغير بها مسار اللعبه ما رايك ان نغير القوانين ونغ...