57

2.8K 171 17
                                    

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
انا العداله( وعليك التحدى)
57

جلست مقابله ,وضعت حقيبتها بالمقعد المجاور لها بينما ترمقه بحذر .. كم استحقرت نفسها لحظتها وهى امامه
اتصالاته التى لا تنتهى رجاله الذين اصبحت تلاحظهم مؤخرا يلاحقوها , استسلمت لدعوته بخضوع
_تأخرت كثيرا بالحضور
قالها يونس وعينيه لا تتزحزح عنها من خلف عدسات نظارته المعتمه الا انها لم تكفى لتدرك نظراته المستوحشه
لها ,خرج صوتها حاولت اخفاء توترها الا انه خرج في صوتها المرتجف
_لم أكن سأتى من الاساس سيد يونس
أشعل سيجاره الكوبي ,ليقول بثبات وهو يتذوق طعم التبع
_أذن ما سمعته كان صحيحا , انت معجبه بهذا الرجل الهمجى
سمع .. أهناك أحدهم ينقل اخبار ما يدور بداخل الشركه , لوهله بدت الصوره بالوضح الا ان الاحجيه لم تتضح
بالكامل امامها , هناك شىء مفقود ,,
شعرت بقبضة بارده تعتصر قلبها عصرا ,, ابتلعت ريقها لتتحدث بهدوء جاهدت بأخراجه ثابتا
_انا لست كذلك , لكن هذا لا يمنع انه تقدم عنك بخطوات خاصة بعد أظهار كفائته بكوارثك السخيفه التى تفتعلها له
تعمدت استفزازه , لعلها تقتصن منه نقطة لصالحها فى ثورة غضبه الا انها شعرت بخيبة الامل
وهو يقول بشيئا من الامبالاه
_يبدو انك كشفتى امرى يا صغيره , لست غبيه كما توقعت
  تجاهل نظرة الاذدراء التى رمقتها له , عادت بذاكرتها لتلك اللحظه اللعينه التى تلعنها الف مره
عندما هاتفته تبلغه بموافقتها للعمل معه فى حدود ما يصلح للشركه ,, حينها ظنت وجود ادهم كنائب للشركه
اقرب لانتحار مهلك سيقود الشركه للافلاس , خاصة بعد أستبدال جاد رفيقها المخلص والمجتهد بعمله
برجلا اخر ,, لا تنكر انها خطوه غير متقنه من ادهم الا انه اخبرها سابقا ان لديه اسبابه الخاصه
لفعلته ,, ربما لحظتها كانت مندفعه و متهوره مناصره لرفيقها الا انها تركت نفسها لم هو اسواء ,,
خرج صوتها هاتفا حتى جذب انظار المتواجدين حولها
_لقد انتهى الامر بالنسبة لى , لقد أخطأت بأتصالى بك يومها فلتعتبر اتفاقنا ملغى سيد يونس
ما كادت ان تنهض واقفا حتى سمرتها ضحكته التى رجت بثقه ,,تحولت ملامحه للشراسه وهو ينزع نظارته لتحدق
بمقلتيه الشيطانيه
_أتظنينى بتلك الحماقه يا فتاه ,
رفع هاتفه ضاغطا على الشاشه , لتتسع مقلتيها بذعر وهى تسمع صوتها المسجل بالمكالمه الهاتفيه
_ايها الحقير ال
قاطعها صوته الاجش
_لا داعى للبذاءه  , اتركيها للقادم ستحتاجيها عندما اخبرك بما اريده
تناول ملفا مجاورا ليديه بأتجاهها ,
_ضعى هذا الملف بدلا من ملف الصفقه التى معه
ضيقت عينيها لتهمس بكل احتقار حاقد قد تحويه لشخصا
_فليعلنك الله فى كل كتاب ,
عينيه أشتعلت بعاصفة ناريه حاقده ,ليجز على كل احرف كلماته
_ قريبا سأجلس على مقعد رئاسة الشركه , لا داعى لتحذيرك ان قمت بأى جنون سأرسل التسجيل لادهم
النظره العدائيه التى بعثتها من عينيها كانت كفيله بقتله الا ان قابل عدائها بثبات متحجر
جذبت الملف من فوق الطاوله , لتهمس بسباب لاذع مغادره
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ادارت المفتاح لتنصت لتكة قفل الفتح , دخلت جميله غرفة المكتب
استشعرت بقدميها الحافيه ملمس السجاد الحريرى , مكتبة كبيره عجت بكتب مختلفة بترتيب مريح للاعين
المكتب الخشبي الكلاسيكى المنقوش برسومات متقنه على حوافر زواياه خلفه المقعد يتوسط مكانه
حاسوبه الخاص موضوع فوق سطح المكتب اللامع ,,
درات حول المكتب لتجلس على المقعد . فتحت حاسوبه جزت على اسنانها لتضرب بكفها جبهتها , كلمة سريه للفتح
اللعنه , عادت بفتح ادراج المكتب .. جميعها اوراق خاصة بالعمل , شحنات دوائيه صناعة عقاقير استيراد
اعشاب للطب البديل ,, حتى اعماله لا تشوبها شائبه , سقطت بعض الاوراق أنحنت جميله لتجمعها
لاحظت عينيها حقيبة سوداء خفيه بمكان سرى اسفل المكتب ,, جذبتها جميله لتحدق بتفاصيلها الدقيقه
الحقيبة لا تفتح الا بأرقام سريه خاصة للفتح ,, لوهله شعرت بالذعر من كل هذا الحرص الذى يحيط شخصية زوجها
تقسم انها لو كانت متزوجة من رجل في المخابرات كان ليسهل عليها معرفة ماضيه , عن اكتشاف امر زوجها
حاولت اختبار بعض الارقام الا انها فشلت في فتحها , زفرت بنفاذ صبر لترج الحقيبة بقوه ,, سمعت صوت يجوب
داخلها اشبه بشىء صلب , كان اقرب لدفتر
صوت اغلاق باب البيت , جعلها تجفل لتسرع بوضع الحقيبه موضعها خرجت من الغرفه لتجلس
على المقعد الهزاز امام الشرفه تحاول ظبط انفاسها المرتجفه , يد دافئه وضعت على كتفها ليوقف حركة المقعد بقدمه
جلس على ذراع المقعد ,,ليتحدث بصوت عميق كسر توترها بنبرته الدافئه
_كيف حالك اليوم , 
رمقته بنظره لا تحمل اى تعبير ,وهى تقاوم لامسات اصابعه التى تسير على شعرها الناعم, لتقول
_ماذا تظن حالى وانا ارى زوجى مستيقظا فجرا ليهرب بعد ان اعطانى توبيخا وانا بعد لم اكمل اسبوعى الاول بزواجى
شعر بالذنب يأكل قلبه بضراوه , أصبح مؤخرا لا يحكم السيطره على انفعالته بشكل غير معتاد
قربه منها يجعل الاقنعه تسقط منه ليقف امامها كالاعزل بلا اسلحه ,, كان ذلك يخيفه الا انه وبالرغم من هذا
مستمتع , مستمتع بشعور الامان الذى تحيطه به , الامان الذى افتقده منذ ان كان رضيعا حتى احضان امينه لم
تفلح بتبديد هذا الشعور بالخوف ,,فقط هى بين احضانها كانت الحياه
أخرج من جيبه علبة مخمليه زرقاء ليفتحها لها ,, رفعت حاجبيها بذهول وهى تنظر
للسوار الماسي بأحجار فيروزيه بيضاويه الشكل,,رفعت مقلتيها العسليه لوجهه ,همست بخفوت
_ما هذا
كانت يده تداعب حمالة قميص نومها الرفيع ,,اجاب
_هذا اعتذارى , اتمنى منك ان تقبليه
كانت عباره بسيطه الا ان مقلتيه الزرقاء كانت تبوح لها بالكثير ربتت على وجنته لتستشعر شعيرات ذقنه المهذبه
_يكفى ما قدمته لى قبل زفافي ,,
توقفت لامساته فوق كتفيها ,حدقت ببريق عينيه الازرق ليصل لها صوته الاجش برغبه
_لا يا جميله , لن يكفي انتى عندى أثمن من تلك القطع بكثير
ما ان أنهى جملته حتى لثم شفتيها بقبلة حاره متشبثا بها يدعوها لبعث الامان له ,,شعرت بقدميها ترتفع فوق الارض
ليضعها على الفراش ,لتكتفى هي ببعث امانها له ,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ساعد جده على الجلوس على الاريكه المريحه , تنهد رشيد وهو يتأمل اركان البيت
_البيت اشتاق لوجود يا جدى
عاد بعينيه لوجه حفيده الشاب , ليتمتم قائلا بشرود
_روح البيت طيبه منذ ان اتيت لعندى يا زين الدين
توترت ابتسامته فوق شفتيه , تنحنح زين ليضيف مردفا
_أتريد شرب القهوه , لقد اصبحت محترفا في صنعها
_ماذا تريد القول
صوته الحكيم القوى ضرب اذنيه كمطرقه هوت على قلبه ,, رشيد يعرفه يستطيع ادراك ما قد يقوله
قبل ان يتفوه به ,, أبتلع غصه بحلقها ليقول بأختناق بنبره مبحوحه
_أيلين ستتزوج غدا
لم يبدى بوجهه العجوز اى تعبير , حتى انه شعر انه لم ينصت للحديث الا ان صوته القاطع حسم الامر
_أذن ستسافر غدا
أومأ براسه بالموافقه ,
_سأعود لانتظار لقائك لسنوات حتى لتأتى لانجلترا هذا حتى ان اتيت
ما كاد ان يتحدث زين حتى طغى صوت الجد مقاطعا بحسره
_ ستنشغل بعملك , وستعود لسهراتك وحياتك القديمه وانا سأعود وحيدا من جديد , انتظر على مقعد ان يرن هاتفي
لاسمع صوتك او يتعطف والدك الذى لا يأتى من الاساس لرؤيتى
وقف رشيد مستندا على عصاه , ليهتف بصوت رج انحاء البيت
_أذهب يا زين , سافر , انا لست بحاجة لاحد
وكأنها القشه التى قصمت ظهر البعير , هدر صوته بأنفعال شرس
_لقد فات الاوان , فات الاوان يا رشيد على هذا الحديث , انا لن اكمرر سيناريو الالم مرتين يكفى عذابا
, ماذا تريدنى , هاه اخبرنى , ماذا تريدنى , أتريدنى ان ارى هذا الحقير وهو يتزوجها
أتريدنى ان اشهد على لحظة تلاشي احلامى وانا اهنئها بزواجها السعيد الذى في الاساس لا يبدو سوى خدعة حقيره
أرتجفت يداه فوق العصا وهو ينظر لعين حفيده المعذبه كان يقاوم ,, يقاوم شعور الوهن الضعف
أغمض عينيه ليخرج صوته بأنكسار
_ غدا جنازة كبيره بالنسبة لى يا رشيد , وانا لن اشهد لحظة موتى
استدار مغفادرا الا انه سرعان ما عاد مستديرا له قائلا
_بالمناسبة , انا لم اكن سأتركك كوالدى ابدا
نظر رشيد لحفيده المبتعد بشفقه لا تخلو من الالم
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
اوقفت سيارتها الصغيره امام احدى الفنادق الفاخره , انزلت مراة السياره لتنظر لهيئتها المختلفه عن عادتها
ولاول مره تتنازل عن نظارتها الطبيه لتضع عدسات لاصقه بناء على طلب رفيقتها فريده
لا تصدق انها قامت بمثل تلك الترهات ,, نظرت لملابسها بغير رضي . الفستان القصير الاحمر الجلدى
كان يظهر تقاسيم جسدها , الشعر المستعار القصير , الزينه الصاخبه
كلها بعيده عن هويتها كأيلين
لكنها تشعر بالاثاره لمجرد التغير الذى احدثتها بها فريده
أصرت اليوم على تقديم هدية لتيمور ,, فى الغد ستبدأ سعادتها ,, فكرة مجنونه بتغير هيئتها لتلك الهيئة الجريئه ولكن
فى بعض الاحيان التغير قد يكون مطلوبا حتى لا نمل
ترجلت من السياره ,,ظلت لثوانى تحاول استيعاب العنوان المدون على الورقه التى اخذتها من احدى رفاق
تيمور ,, ملهى ليلي
منذ متى و تيمور يرتاد مثل تلك الاماكن , مطت شفتيها متذكرا لقاء زين الدين بمثل تلك الاماكن
يبدو ان رفيقها العزيز بدأ بتعليم خطيبها اساليب الانحراف الشبابي
تقدمت بحذائها العالى ,, لتدخل للملهى الملحق بالفندق
كانت تتقدم بثقه مبتهجه وهى تتخيل دهشته على وجهه التى ستصحب وجهه من مجرد رؤيتها
التغير الذى احدثته بها فريده ليس بقليل ,, بالرغم من فرق الاجسام بينها هى كأيلين كفتاه راقصة باليه نحيله و بين
جسد فريده المثير الانثوى الا ان الثوب الذى استعارته من صديقتها كان مثيرا بحق
كم تمنت ان تمتلك جسدا كصديقتها ,, ربما قد تشعر بهذا الشعور الذى تستمع بها المراه
وهى ترى انظار الرجال تتوقف بأعجاب امامها ,,وهى تسير فوق قلوب الشباب
كانت الاصوات الصاخبه بموسيقي انجليزيه مجنونه تصم الاذان ,, حلبة الرقص مشتعله برقص الجميع
رائحة الكحوليات النفازه أرتطمت بأنفها لتميزها بأدراك ,, وهى تتشمم مثل تلك الروائح التى اصبحت تعتادها
من فريده التى تفوح منها , تأتى لبيتها مساءا لترتمى على الاريكه كدجاجة ميته
لن تكرر خطأها وتشرب مجددا ,, فهى هنا وحيده لا تمتلك رفقه
سارت عينيها تجوب تفاصيل المقيمين ,, حتى وجدت وجهه جالسا على احد المقاعد بعيدا يتأمل الراقصين فى هدوء
تجرع تيمور كأس الخمر متلذذا بتذوق المذاق النفاز بحلقه ,,
_هل استطيع الجلوس هنا
صوت انثوى انجليزى ناعم وصل لاذنيه ليرفع وجهه , متأملا هيئتة الفتاه بثوبها الجلدى المثير , وابتسامة رقيقه
على وجهه ,, لم تلاحظها عيناه المشوشه من فرط الشرب
مسح تيمور بظاهر كفه شفتيه الرطبه ليردف بنبره ذات مغزى بالانجليزيه
_أظن اننى انا من عليه دعوتك أنستى ,
جلست جواره ليشير للنادل بأحضار مشروبا كحلى مماثل,,تمتم تيمور هاتفا بنبرة اجشه
_ما اسمك
تلاشت الابتسامه , ليحل محلها الجمود للحظه ,,ابتسمت له بتوتر لتقول بصوت مكتوم بالانجليزيه , بسخريه
_ كارلا , اسمى كارلا
أمسك يدها ليقبلها بحراره مرددا
_كارلا , اسم جميلا
تعلقت عيناها بيده اليمنه , لتشعر بثلوجة جسدها وهى تطالع أصابعه الفارغه من خاتم الزواج,, سجبت يدها وهى تقول
_يكفى , حتى لا تضايق زوجتك
قالتها ايلين بتوتر وهى تدير كأسها امامها ,, تسمر بدنها امام ضحكة بارده اطلقها ,,وهو يقول
_ولكننى لست مرتبط
طالعته بصدمه بأعين متسعه ,,قاومت كبح دموعها ,وهى تحدق ببطاقة غرفته التى اشهرها امامها وهو يجذب مقعدها
بأتجاهه,,قبل وجنتها ليهمس بأنفاس نفذت رائحته لانفها كنفاز عبارته لقلبها المفتور
_ سأنتظرك بغرفتى ,, لنستمتع قليلا يا كارلا
حينها شعرت بتوقف قلبها عن النبض ,,وكأن الصمت التام خيم على المكان ,,وهى تنظر لهذا الوجه الجديد
نظرته لها كانت قاتله ,,عينيه المليئه بالرغبه القذره و الخبث الشيطانى
رفعت يدها لتأخذها بيد مرتجفه تمتمت بصوت ميت
_أنتظرنى فى الاعلي
بادلها تيمور بأبتسامه ليربت على وجنتها بلطف كقطة صغيره يرودها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ضرب كرة التنس بالحائط لترتد له ,, ليعاود ضرب الكره بالحائط لتعاود له ,,جالسا على فراشه
بعد ان اعد حقائب سفره ,, حتى انه لم يفكر بتوديع رفاقه , لا يريد وداع درامى
او ثرثرة الحديث بموضوع محسوم . لا يحتاج للجدال
أوقظه صوت رنين هاتفه المجاور ليطالع اسم فريده
تردد للحظه فى الاجابه الا انه زفر مجيبا ليأتيه صوتها
_ خمس دقائق و اجدك بالمقهى ولا توجد اعذار
ما ان قالت رسالتها حتى اغلقت الهاتف , ليظل لدقيقه ناظرا بالهاتف يحاول استيعاب ما تفوهت به للتو
نهض بفتور ليجذب مفاتيح سيارته ,,دقائق وكان امام باب المقهى
جذب المقعد امامها ليجلس على مضض
_لم اعتاد المفاجأت يا فريده , اتمنى ان يكون ما لديك فى مثل تلك الساعه يستحق
رفعت حاجبيها ,لتقول بتسليه لم تلائم الموقف
_ألم تلاحظ التغير
عقد حاجبيه للحظه لتبدو علامات الاستفهام على وجهه,,رفعت يدها لتظهر اكمام كنزتها الصوفيه الصفراء المحتشمه
و البنطال الجينز الانيق,,هتفت به
_لقد غيرت طريقة ملابسي ,,
أغمض عينيه يحاول كبح انفعاله , حتى لا يفقد تحضره المذعوم امامها,, جز زين على اسنانه وهو يقول بتأكيد
_انت لم تأتى بي لهنا لترينى هذا
أبتلعت ريقها لتردف بجديه وهى ممسكه بكوب شايها الدافىء ,,
_هل ملابسي مبتذله
زفر زين , ليستند بظهره للخلف ,, وهو يشعر بمدى سخافة الحديث ليقول بحنق
_انا اعلم ما تفكرين به , فلا داعى لهذا صدقينى  انت  لست بحاجة للتشبه بأيلين لتكونى مميزه انت جيده بطريقتك
بشعرك الهائج بأسلوبك الغريب الذى قد يكون بعيدا عن كونك فتاه الا ان هذا لا يمنع انها طريقتك
بدت ملامح التردد على وجهه الا انها هتفت بلهفه
_هل هذا يعنى انك اعجبت بى
عم الصمت للحظات ,,ليقطعه ضحكته الرجوليه التى خيمت على الموقف سرعان ما تبددت وهو يتحدث لها
_ لو كنت املك الاختيار لقلبي لكنت احببتك يا فريده
نظر لساعته ليستقيم مرددا
_على الذهاب , سفرى غدا الى اللقاء أبعثى بسلامى لايلين
_على الاقل انتظر قد تنقلب الاحداث فى لحظه
قالتها فريده بنبره ذات مغزى , ظل واقفا ليعاود جلوسه , شبك اصابعه مستندا على الطاوله
اردف زين بنبره بارده
_الحياه فى بعض الاحيان قد لا تعطى كل شىء لذلك عليك الاستسلام لواقعك حتى لو كنت ستتألم قليلا
أتالم يومان اسبوعان على ان أتالم باقي عمرى وانا ابكى على الاطلال
أبتسمت له ابتسامه صادقه أمسكت يده البارده برقه ,,لم يحاول مقاومة لمستها الداعمه ,فقد كان يحتاجها ,لتقول بثبات
_ربما قد لا أمتلك فرصة معك ولكن هذا لا يعنى ان اتمنى لك هذا البؤس الذى اراه على وجهك
لم تكن لتصدق ,, ابدا يوما . ان يأتى اليوم من شخصا تتوسل منه ان يبادلها الحب ,,
تابعت حديثها بشفقه وهى تشعر بالكلمات تحرق حلقها وهى تخرج
_ ايلين لو عرفت مقدار الحب الذى تخفيه عنها هى من ستأتى اليك
أبتسم لها ابتسامه لم تصل لعينيه ,,ليخرج صوته الاجش مرددا
_ولكنها لن تعلم هذا , لاننى اتقنت دور الصديق الوفي
رمقته بشفقه , ليربت على يدها وهو ينظر لمقلتيها التى توغلت لها الدموع ,انحنى ليقبل يدها هامسا لها بنبرته العميقه
التى زاددت عذابها اضعافا , غير مدرك لما قد فعله بها من تلك اللمسات البسيطه
_انت مميزه يا فريده لا تتغير ابدا , انت لا تشبهين احدهم لانك حقا جميله بكل ما تملكينه
تعالت ضحكاته الرجوليه من بين حديثه
_حتى مع مزاحك المنحرف
تعالت ضحكاتهما معا ,,ليستقيم لها مودعا اياها ليستدير ذاهبا ,,ليتركها وحيدا مع لحظة الحزن
لتترك العنان لدموعها ,,لتدعها تنطلق براحه تنخفض كالامطار فوق وجنتها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
صدرها يعلو وينخفض بأنفاس لاهثه , عينيها مستثيره بنيران الانتقام , وكأن كل احلامها التى نسجتها سقطت فوق
راسها , لم تتحمل قدميها الثبات لتسقط ارضا ,, تأملت بيتها الفوضاوى بأعين يائسه
كتب دراستها المنثوره ارضا , الاطار الزجاجى الذى حمل صورتهما معا متهشما فى احدى الزوايا مع
المزهريات المحطمه فى لحظة جنونها ,,
رفعت يدها محدقا بخاتم زواجها ,, كالاغلال التى تقبض حول رقبتها
أسرعت بنزعه لتلقيه بعيدا ,,
نظرت للورقه التى بعثت لها ومعها الوردة الحمراء القانيه ,,
بعض العلاقات تكون على هيئة فخ , تسعدك شهرا وتهدمك عمرا
ولاول مره تشعر , بمعنى تلك الرسائل التى ترسل لها .. وكأنها كانت اشاره لها
كانت تظن الرسائل بلا هدف , ولكنها كانت صادقه
لقد كان فخا لها ,, نصبه لها تيمور بكل اتقان لتقع فيه ,, كيف لم ترى بشاعته وقذارته
كيف ظلت كالاعمى .. تتخبط بين الافكار المجنونه
كيف لم يعرفها , هل لهذه الحد هى غير موجوده بحياته,,
مسحت دموعها ,, لتتحامل على نفسها , لتنزع فستانها الجلدى لترتمى على الفراش ,محدقا بثوب زفافها الابيض
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ازاحت جميله الستار الحريرى ليتخلل ضوء الشمس الغرفه,, وصوتها يتعالى
_ها قد بدأنا بالكسل
رفع يداه ليحجب عنه ضوء الشمس الساطع . اغمض عينيه بأنزعاج الا ان سرعان ما اتعاد عينيه على السطوع الضوئي
أبتسم لها ابتسامه يخصه بها وحدها وهى تطبع قبلة على جبهته هامسا
_صباح الخير يا زوجى العزيز
ما كادت ان تبتعد عنه حتى اطلقت شهقه وهو يحاوط خصرها ليعيدها للفراش , لتدرك بلحظه مكوثه فوقها
أشتم رائحة عطرها الخوخى الجميل , ليقول بجوار أذنيها
_ رائحتك شهيه لم تتغير ابدا
قبل عنقها الناعم بحراره وهو يتلمس خصلات شعرها الحريريه ,ليأتيه صوتها كدلو بارد سقط فوق راسه فى ليلة
شتاء بارده
_ستفسد ملابسي على الذهاب للعمل
شعرت بجمود جسده ليرفع راسها لها ,,نظر بتفحص لملابسها العمليه التى لم يلاحظها للمرة الاولى
تنورة سوداء و قميص حريرى قرمزى اللون ,,أبتعد عنها وكأنه لدغ من افعي للتو
ليهدر بصوته بأنفعال
_انت تحلمين أتريدين الذهاب للعمل بعد ايام من زواجنا
أسرعت قائله بتحدى
_أتظننى سأترك عملى بعد الزواج , انا لن افعل ذلك لان ببساطه الفكره غير مطروحه من الاساس لدى
جذب قميصه الملقي بعيدا , ليقول وهو يرتديه غير منتبها لتحركاته المنفعله
_بالطبع ستتركين العمل لتهتمى ببيتك
زفرت جميله لتتحدث بحكمه وهى تقترب منه لتحاوط عنقه بذراعيه وهى تدرك مدى تأثير قربها عليه
قبلت وجنته , لتداعب اذرار قميصه قائله بلطف مبالغ فيه
_انا امراه لم اعتاد على الراحه الامر بالنسبة لى اصبح كالتعذيب ببقائي بالمنزل الامر ضرورى للغايه
بالطبع انا لم أتركك ان لم يكن الامر مهم
تبدد ملامحه الحاده لتلين قليلا , وهو يشعر بلمساتها الحاره فوق صدره تستهدف اهدافها ببراعه , الامر المرهق له
ان حديثها كان صادق الى حد كبير ,, هو سينشغل عنها قريبا ان لم يكن اليوم سيكون غدا بعمله و هى ستظل وحيده
خاصة مع حسم وضع الانجاب والاطفال بالنسبة له ,, يكفى ما يشعر به تجاهها من ذنب
واحتقار من ذاته لانانيته
أمسك يدها فوق صدره ليشدد من قبضته فوقها , ليقول بجديه
_لن تتأخرى ساعه واحده واجدك امامى
قالت بلهفه وهى ترفع اصبعها
_ساعه واحده لن أتاخر
قبلة وجنته لتسارع بالمغادره , الا ان صوته هتف خلفها
_السائق سيكون معك لا تقودى وحدك , واقسم ان تأخرت عن الساعه لاتى ال
قطعت حديثه بأجمل قطع فوق شفتيه وهى تعطيه قبلة دافئه , أغمض عينيه ليهمس لها بتأثر
_أذهبي قبل ان اغير راى
تناولت حقيبتها منصرفه ,, ليتنهد سليم بقلة حيله
_ماذا ستفعلين بى يا مجددا يا ابنت عثمان
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وضع حقيبته بجوار الباب , ليعاود النظر لرشيد الواقف خلفه ونظرات عدم الرضي لا تترك وجهه
_ألن تودعنى
اردف بها زين , واهو يقف امامه منتظرا لحظة الصفح منه ليغادر بذهن راضي
مهما كان الخلفات بينهما هو لن يستطيع ان يتركه متضايقا منه ابدا
أندفع رشيد ليحتضن حفيده ,,وهو يربت على ظهره وكأنه يود حفر هذا اللقاء للابد
_سافر يا زين الدين طالما انت تشعر بالراحه فى هذا القرار لن أمنعك
أبتسم لرشيد ليحمل حقيبته مودعا , ليقرا بوجه حفيده علامة الشكر
أدار زيم مقبض الباب , ليصطدم بوجه ايلين ,, كانت شاحبه حزينه وكأنها فقدت بريقها
شعر بخفقات قلبه المتعاليه وهى تحتضنه ,ليصل له صوتها الباكى
_زين , انا لن اتزوج تيمور مستحيل ان اتزوجه
سقطت حقيبته ارضا , محدقا بالفراغ خلفها , ليدرك انه عاد من جديد للعب,, مقبلا على التحدى من جديد
ليسقط قلبه ارضا مع سقوط حقيبة سفره
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن