56

3K 148 16
                                    

انا العداله (وعليك التحدى )

56

حمل الصينيه الفضيه بأيدى ثابته ليضيعها على الطاوله ليرفع لها فنجانها بأعين قاتمه ,ابتسمت له بشكر لتتناوله منه
خرج صوته المبحوح
_أتمنى ان يعجبك الشاي
أتسعت ابتسامتها الفاتنه لتبرز غمازة وجنتهيها لتردد وهى تحتضن الفنجان بين يدها تلتمس منه الدفىء
_انت لا تصنع شيئا سيئا يا زين الدين
توقفت شفتيه على حافة القدح لثوانى شعر بنغزات فى قلبه ألمته الا انه رسم بسمة ضئيله بدت بائسه ,
تمتمت ايلين بسؤالها
_كيف حال الجد
أحنى راسه لليسار قليلا ليقول بصوت أجش
_أزمة رئويه , لكنه سيكون بخير هو موجود بالمشفي لمجرد زيادة فى الرعايه الصحيه ليس اكثر
ظهرت الراحه على قسمات وجهها , لترتشف رشفة من قدح شايها امام مقلتيه البنيه 
_لا تقلق سيكون بخير , رشيد ذو روح قويه كحفيده
عاد لتجرع رشفات الشاي الدافئه وعينيه لا تتزحزح عنها
_لكننى لا اشبه ابدا يا ايلين
كانت ملامح وجهه صلبه لا تعطى اى تعبير بعد تفوهه بعبارته , عقدت ايلين حاجبيها لتقترب بجلستها منه
خرج صوتها مستنكرا
_لماذا تقول هذا
_لانها الحقيقه
أرتجفت يدها فوق القدح لتشعر بالم براسها الا انها تفوهت بصوت واهن
_لا انت حقا , شخصا رائع لا تقل ذلك , انا اشعر بمدى كونى محظوظه لمعرفتى بصديقا مثلك
أطلقت من بين شفتيها تأوها لتثقل راسها ليسقط القدح من بين يدها ليرتد ظهرها للخلف لتثقل جفونها منغلقه
أنحنى ليستشعر النبض بتجويف عنقها بأصابعه التى سارت على رقبتها البيضاء الشفافه ,وصوت يهمس بخفوت
لتلفح انفاسه الحاره وجهها
_لا يا ايلين , انا لست صديقا جيدا على الاطلاق
نزع معطفه ,ليضع ذراعه اسفل ركبيها ليحملها كالقطه الصغيره ليصعد درجات السلم,كانت يداه تتحسس
عظام ظهرها من اسفل قماش فستانها , دفع باب غرفته بقدميها ليضعها على الفراش
أصابعه جابت اذرار قميصه وعيناه تشملها بتفحصل..فستانها رفع ليظهر ساقها الرشيقه كان يتخيل لوقت طويل ملمس
تلك السيقان الرشيقه التى طالما رقصت فوق المسارح برقص متقن تخيله بأحلامه.
هجم على شفتيها بشراسه ليقبل شفتيها بعمق و عطرها يلفح انفه ليزده رغبة بها اكثر.غرز راسه بتجويف رقبتها
لتطلق تأوها  خافتا زاده اشعل اثارته  للحظه بغياب وعى الا ان يده كانت اسرع وهى تسير فوق أذرار ثوبها الامامى تفتحه
لامس بأصابعه عظمة الترقوه ,يتحسس عظامها وكأنه يتأكد بوجودها بين يديه..تملمت بثقل من وجود الثقل
القابع فوق صدرها بغياب وعى,,رفع طرف ثوبها ليتلمس جسدها ليزأئر جسده برغبه,أكثر
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان يتجول بالحديقه بدى عليه الشرود ,,انحنت اسيا لطفلها قائلا
_الوقت تأخر , اسبقنى للاعلى يا ياسين
بدت ملامح الملل على وجهه لطفولى الا انه سارع للعوده .أقتربت منه بخطواتها لتبدأ ملامحه بالظهور اكثر امامها
من مجرد الاقتراب تدريجيا بدأت صفعات الذكريات تظهر امام عينيها..
وقفت جواره لتغلق سحاب سترتها الجلديه بحرص,,أنتبه لوجودها ليرمقها بأهتمام ليخرج أسمها من بين شفتيه
_اسيا
رفعت عينيها الخضراء له ترمقه بشرارات توعد..
_بحق الله , ماذا تفعل هنا ,لقد تركت لك كل شىء , كل شىء أتيت مجددا لتدمر ما تبقي من حياتى
قابل حديثها بملامح صارمه لا تخرج اى معانى مكنونه بصدره ,فقط ظل ينظر لملامح وجهها الخمرى وانعقاد حاجبيها
وهى تهتف به بأنفعال ..للحظه شعر بالاشتياق لهذه النبره التى طالما عنفته بها مع ابنه حين يقومان
بتصرفات طائشه , سؤال تردد صداه بذهنه ,, كيف يكون الانسان بهذا التمرد . الاشياء البسيطه التى
طالما وجدها ثقيله على قلبه . قد تكون يوما هبة من الله قد لا يراها هو
ببصيرته الضئيله
_لاننى زوجك يا اسيا ,اعلم اننى اخطأت وخطأى قد لا يغتفر ولكننى تغيرت اقسم بحياة ابنى
نبرته الصادقه التى حملت ندما لم تمنعها من هتافها بعنف مستنكرا
_لا تقسم بحياة ابنى , ياسين اكبر من مجرد شىء قد تحاول اقناعى به يا فريد لقد خنتنى
زفر فريد محاولا كبت انفعاله الا انه صاح بنفاذ صبر
_حسنا ,  انا مخطىء واعترفت بخطىء ولكنك انت ايضا لست ملاكا , لقد تركتى لى ياسين
لتمضى الوقت مع هذا الرجل الاخرق بالاعلى هناك
شهقت اسيا , لترمقه بأذدراء.جزت على اسنانه لتضيق حدقته الخضراء بتحدى
_كيف تجرأ على قول هذا , اولا انا لم اترك ياسين لقد بعثته اليك بعد ان طلب منى عددت مرات رؤية اباه
لكن أحظر ماذا , اباه غير مهتم برؤية طفله الوحيد لانه منشغل بعلاقاته العابره الانانيه
كانت صدرها يعلو وينخفض من فرط الانفعال , للحظه شعرت بسواد عينيه يزداد ظلاما الى حد قد يفوق خيالها
وكأنها ترى الجحيم بوميض مقلتيه ,,
تراجعت خطواته للخلف , لتتحرك شفتاه بعباره صعبه شقت صدرها ألما من نبرتها المؤلمه
_ولكننى حقا تغيرت يا اسيا , كنت اتمنى ان ترى هذا يا , يا زوجتى السابقه
أستدار مغادرا , ليتركها خلفه لتترك لدموعها العنان تختلط ببرودة الهواء الذى يصفع وجهها الرطب ببروده
كبرودة قلبها بتلك اللحظه,,,
لقد كانت تدافع على اخر حائط صلب تستند عليه ,, كم تمنت لحظتها والركض خلفه لتخبره مدى كونها
سعيده وومتنه لعودته لها , تخبره كم يوم وليله تمنت ان يعود لها ليخبرها بأسفه
ورغبته بالعوده لها ..لكن فات الاوان , ليس بعد ان قابلت بحق
رجلا يقدرها ويريدها كهشام ,,لن تسمح بهذا
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ركض بين الطرقات مسرعا وخلفه صافرات الشرطه ,,كان يلهث بجنون ,ركض في زقاق ضيق
تجمدت قدميه وهو ينظر لاخر الزقاق الضيق ,,وصندوق قمامة يتعالى منه صوت صياح طفلا رضيع
قدميه تخطو للصندوق بتردد يقاوم رعب ما يتوقع رؤيته
جحظت عينيه بذعر امام الطفل الرضيع بأعينه الزرقاء,,هتف صوت كمال خلفه
_تلك كانت بدايتك
شهق سليم منتفضا من فراشه ,نهضت جميله مجفله لتشعل المصباح المجاور لها,,فغرت شفتيها امام هيئته
قميصه القطنى مبتل بالعرق . صدره يعلو وينخفض كمضخة لا تتوقف
مسحت حبيبات العرق على جبهته بكفها ووميض عينيه الزرقاء يرتجف بحدقته همست له بنبره متوتره
وهى ترمقه بحذر
_هل انت بخير , هل اتصل بالطبيب
هب واقفا ,ليتمتم بصوت غليظ  بأنفاسا لاهثا وهو يسارع بأرتداء روبه
_لا , لا , انا بخير , لا داعى للقلق أكمل نومك سأعمل قليلا
رفعت حاجباها لتنظر للساعه الذهبيه المجاوره لها هاتفا بغرابه
_ستعمل الان ,,و الساعه الثالثه صباحا
صاح صوته بشراسه لتنكمش جميله خوفا
_لقد مللت من هذه التحقيقات السخيفه
صفق باب الغرفه خلفه امام دهشه جميله التى للان لا تدرك بأى جريمة قد اجرمت حتى يحدثها هكذا
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ساعتان استمر بالركض دون توقف ,,نظر لساعة يديه الفضيه التى قاربت على الخامسه .عاد لمنزله
صعد درجات السلم ,أمسك زين مقبض غرفته ظل لثوانى واقفا امام الباب المغلق ليدير مقبض الباب ,سار بخطوات
حريصه وعينيه لا تحد عنها ,,لاحت على شفتيه ابتسامه وهو يتأمل ملامحها الهادئه المطمئنه مستغرقه فى نومها فوق
فراشه فى غرفته ,شعور قد لا يصعب وصفه بكلمات,,
فتح خزانة ملابسه ليسحب ملابسه القطنيه,خرج من غرفته ليتجه لغرفة مجاوره لاستخدام حمامها
أصر على عدم ازعاج نومها بأستخدامه لحمامه ,,بعد دقائق كان يجفف شعره الرطب
تعالى صدى صوت هاتف زين باسم فريد ,,اجاب بعمليه وهو يرتدى ملابسه
_هاه ,كيف حالك يا رجل
اجاب صوت فريد من الطرف الاخر وهو يحمل ابنه النائم لفراشه
_لست بخيرا ابدا , كيف حال رشيد
مط زين شفتيه مرددا
_سأهذب له اليوم , انا بالمنزل سأنتظرك
تمتم فريد موافقا ليغلق الاتصال , فتح زين الدرج مجاور له لينظر لدعوة الزفاف البيضاء الانيقه مرسومه
بخط انجليزى بأسمها المميز,,عاود قرأت تاريخ الزفاف ,,وكأنه يحاول تأكيد الامر لعقله
لقد أنتهى الامر ,,كور بطاقة الدعوه ليلقيها بسلة القمامه ليخفض درجات السلم متجها للمطهى ليعد الافطار
تخلخل ضوء الشمس بشعاعه الدافىء لتسبل اهدابها للحظه بنعاس لتعداد الاضاءه الخافته نظرت لاثاث الغرفه الحديث
ضيقت عينيها لتستعيد ذكريات الليله السابقه ,
الفراش الناعم الغير معتاد ,شعرت بثقل جسدها أستقامت ايلين بوهن بالكاد تستطيع الوقوف بأتزان,مرت بجوار مراه
لتنظر لشعرها المشعث وملابسها المكشكشه
أبتسمت ايلين بتهكم ,,اللعنه وكأنها خرجت من حرب ليس بنعاس
خفضت درجات السلم الخشبي بأقدام حافية القدمين..راته امام الطاوله يساوى صحون الطعام
فلتت ضحكه منها وهى تنظر لمريول المطهى وردى اللون الذى يرتديه
_لا , لا تخبرنى انك اعدت لى افطار لليوم الا يكفى اننى قد غلبنى النعاس لانام في بيتك
أبتسم لها وهو يسحب مقعدها لتجلس فوقه,,تحدث زين الدين بأريحيه وهو يسكب قهوة الصباح لها
_أستطيع ان اسامح فى كل شىء بأستثناء صوت شخيرك الذى لم استطع النوم منه
مطت شفتيها بأعتراض قائله
_مستحيل , انا لا اشخر
أرتشف قهوته مرددا متهكما
_الجيران اشتكوا , للحظه كانوا سيتصلوا بالشرطه لولا رجائي وسمعة جدى بينهم
ضحكاتها الناعمه اسعدت قلبه , تمتمت قائله بحرج
_حسنا , انا اسفه على ازعاجك لم اتصور ان النعاس قد يغلبنى اقسم اننى لم اكن اريد النوم
لا اعرف كيف حدث هذا
أومأ براسه لها بتفهم ليردف بنبره ذات مغزى
_ لا بأس , هذا يحدث معنا جميعا بالاضافه الى اننى صديقك بيتى دوما مفتوحا امامك
قابلت ابتسامته بود كبير ادركه من عينيها البنيه الفاتنه , تعالى جرس الباب لينهض زين معتذرا ليفتح الباب,,
دخل فريد المنزل وهو يسارع بنزع معطفه هاتفا
_لدى الكثير للحديث به
كتم باقي عبارته بحلقه وهو يحدق بأيلين للحظات لم يدرك ما يحدث الا ان سرعان ما استجمع الامر
تبادل زين دور التقديم
_ايلين ,هذا رفيقي فريد , فريد ايلين
وجهها المتورد ازداد حمره امام ما قد سيفكر فيه وجود فتاة فى بيت رجل اعزب وفى مثل هذا
الوقت الصباحى,,أومأت براسها له مرحبا فى خجل وهو تتناول اشيائها
_اهلا بك يا فريد
خرج صوته الغليظ متحشرجا وهو يدقق بتفاصيل وجهها يحاول استنباط ما فعله صديقه
_اهلا ايلين
أبتلعت غصه بحلقها مودعا ,
_اراك فى الزفاف يا زين
قابلها بأبتسامة فاتره ,ليوصلها للباب مغادره, ما ان اغلق الباب خلفها حتى تعالى صوت فريد بيقين
وبنظرته الخبيره ادرك بياتها بمنزله
_هل فعلت هذا معها ؟ انت وهى
كان فريد يطالع رفيقه بتوجس ولاول مره يناقش هذا الوجه الجديد لرفيقه,,رجت ضحكة صقيعيه بارده ارجاء
المنزل,راسه المحنى ظل منخفضا لدقيقه الا انه سرعان ما طالع اعين فريد قائلا بشموخ
_لم افعلها , لم استطع فعل هذا بأيلين
كانت قسمات وجهها تتقلص بألم
وكأنه كانت تدرك ما يحدث لها
صوتها الخافت الغير واعى  ضرب أذنيه كصوت سوط
_زين
توقف عما كان يفعله ,,ليتخيل نظرة الانكسار بعينيها وهى تطالعه بألم,,
أبتعد عنها ,ليمسح على وجهه ,انزل فستانها ليعاود اغلاق اذرار ثوبها,,ليسارع بسحب زيه الرياضي
ليركض ليطفىء الرغبه الجنونيه التى اجتاحته ,,كان يبتعد بخطواته عن منزله وكأنه يهرب من مصيرا محتوما خلفه
يأبي الخلاص منه
مقلتيه الثلجيه كانت تحدق بصفحة وجه رفيقه المصدوم ..
تمتم بهدوء منافي عما شعر به
_ربما ابدو لك مجنونا او أبله ,, لكننى ان فعلت هذا لن استطيع ان انظر لعينيها لاننى وقتها سأرى انكسارها
شفرة قاسيه كانت تقطع اوتار قلبه وهو يرمق وجهه بملامح جريحه قد تراها اعين القلب بوضوح
تمتم بنبرة مبحوحه
_اذن , ماذا الان
رفع مقلتيه بوميضها المعذب لصديقه ,, ربت على كتفه قائلا
_سأعود لدورى المعتاد , لم يتبقي الكثير غدا زفافها وغدا موعد سفرى
اردف فريد بتفكير
_اذن لن تتنازل عن قرارك حتى وجدك بالمشفي
مط شفتيه ليجلس على المقعد المجاور لها مجيبا
_سيخرج اليوم من المشفي ,,وسأبلغه بسفرى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وضعت الخادمه امامه قدح القهوه الثالث امام انظار فيليب الجالس على المقعد مستندا برسخه على ذراع مقعده
يتفحص وجه سليم بأهتمام على امل ان يتحدث بعد ان قطع نومه بزيارده الغير معتاده على مثل تلك الاوقات الصباحيه
تحركت عينيه الزرقاء مع خطوات الخادمه الى ان انصرفت
_ما سيقال للتو لن يخرج خارج هذه الغرفه يا مأمون
لهجته الحذره حملت حسما صارما زاده اهتماما اكثر اسمه العربي الذى لم يعتاده ان يناديه به الى ان ظن انه
قد نسيه,,للحظه عم الصمت لم تغفل عن اعين مأمون اصابع رفيقه التى تجوب حافة القدح بتوتر قطع شروده
صوته الاجش
_ماذا تعرف عنى يا مأمون
بدت ملامح الدهشه للحظه على وجه الاسمر الا انه سرعان ما قال بدون تفكير مسترسلا بالشرح
_انت هارون العسال استاذا جامعى تخرج من كلية القانون والداك فوزى الساعى ووالدتك امينه
حذره الدائم , طبيعته الكتومه الى حد الغموض اعتاد الحذر ,, يوما لم يثق بأحدهم فقط هو
هو الاساس , الا ان مأمون قد اثبت كفائته بأكتساب ثقته ,,الا ان الهموم ثقلت صدره الى حد لم يحتمله
يريد البوح الحديث ,,حتى اسطر مذكراته لم تسع مقدار شقائه
أشتدت مقلتيه قسوه بظلمتها التى اضحت واضحه بعينيه , خرج صوته من بين حنجرته كصاعقة صقطت فوق راس
فيليب
_فوزى العسال وامينه لم ينجبوا ,  لانهم ليسوا والداى
تجاهل ملامح مأمون المصدومه وكأنه يتطلع لشخصا اخر غريب غير الذى صادقه من سنين,,
_انا لقيط وجد بدار للايتام وجدنى فوزى ذات ليله فنسبنى بأسمه  , أستخدمت اسمى بملفات الدار لاستخراج اوراق
رسميه ثابته
هدر مأمون مصيحا
_بحق الله , مع من تعبث انت , بعد كل هذه السنوات اكتشف ان حياتى معك كذبه
صاح بحده بنفس الشراسه الهمجيه التى جاهد بأخفائها خلف مظهره الارستقراطى
_ليست كذبه , الحقيقه متعبه لكن هذا لا يمنع كونها الحقيقه لا تفكر فى محاسبتى من امامك الان مسخا لرجل ميت
لقد قتلت يومها ,,هارون مات , من امامك الان سليم المفتى
أختنقت الاحرف بحنجرته وهو يحدق بوجهه المعذب , كان يلهث من فرط انفعاله وقلبه يخفق بأضطراب
كمضخة على وشك الانفجار,,
ردد بهدوء خافت
_لكن هذا لم يمنع عذابي , حسابات القدر شيئا اخر لقد اختار ببراعه
لم يشعر بقدميه الهلاميه ليرتمى على المقعد,,
_ما زال الحساب طويلا بعد , انا اعيش فى كذبة كبيره لكن هذه المره لست وحدى , انا اخدع امراه وثقت بي واحبتنى
دون شروط ,
تفهم مأمون كم الضغط المثقل على ظهر رفيقه ,,ليردف
_أذن اخبرها بكل شيء , اخبرها من تكون
رفع راسه له يحدقه بجنون ,
_هذا اسواء , حينها سأفقدها الى الابد
وكأنه يحيا صراعا ابدى مع الحياه ,, اما ان تقرر بأمر قلبك لتترك له الزمام اما احكام العقل وألغاء
صوت الفؤاد الذى يصيح كل يوم بحقه فيها ,, وهى زوجته , جواره
زفر مأمون بحراره اخرجها من صدره وهو يقول بحنق
_لكن سيأتى يوما وتعرف الحقيقه
مسح على شفتيه بظاهر كفه بصلابه صوته الرجولى صدح مجيبا
_لن تعرف شيئا الا منى وانا لن ارتكب هذا الخطأ ابدا
أبتسم مأمون بخفه بغير مرح قائلا
_لكن لا يوجد شخصا معصوما من الخطأ
الحيره اعتلت وجهه بينما عينيه السوداء لم تحد عن وجه رفيقه يحاول استنباط ما يخفيه خلف
هذه الرأس الفلاذيه أتاه صوت مأمون
_ليس لدى اى شك بذكائك , ولكنك قد تخطىء فى حاله واحده فقط
ردد سليم متابعا عبارته بتهكم
_ان افكر بقلبي وهذا لن يحدث
نهض بأمتعاض وهو يشعر بأن الهموم ازدادت ثقلها اكثر فوقه,,تجمدت قدميه وعبارة مأمون خلفه وصلت لاذنيه
_الا ان جميله قد تقودك لذلك ,,
تابع سيره ,,وأعين مأمون لا تحد عن ظل رفيقه الطويل الى ان توارى ليصل له صوت أغلاق الباب
ألتفت ناظرا لقرص الشمس الواضح بمنتصف السماء,,هامسا ببصيره وكأنه تطلع للمستقبل
_اتمنى ان لا تصل لتلك النهايه المأسويه التى اراها امامى لك يا هارون
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
نظرت لساعة معصمها بأقتضاب ,تحليق الطائره لن يتبقي عليها الكثير,,ضيقت عينيها بتدقيق لتراه
يتقدم منها ,تهللت اساريرها وهى تراه يحمل بيده الملف المميز بغلافه الاسود..
_اسف على التأخير لكنك تعلمين العمل
تقدم حامل الحقائب منهم ,ليصعدا للطائره,,
جلس على المقعد ليربط الحزام متأكدا من احكامه,,أسند راسه للخلف , كانت جواره تتفحص هيئته ,حلة انيقه
سوداء,رابطة عنقه ارتخت قليلا لتبرز سمار بشرته السمراء..
تمتمت نيلي
_تبدو مرهقا للغايه
فتح عينيه وكأنه لاحظ وجودها للان,تنحنح قائلا بأجهاد واضح
_نعم , لقد سهرت لانجاز التقرير
وضع يده خلف عنقه متحسسا ألم عنقه راسه
_سننال هذه الصفقه لا تقلقي لقد درست السوق لاشهر نحن نقدم افضل عرض 
نظرت لحقيبته الجلديه المجاوره له , الملف الاسود يحوى الكثير من العمل الواضح لقد اطلعت عليه
ليس بشكلا كاملا ,, لكن لاحقاق الحق كان العمل الجاد واضحا بتحديد ميزانيات الارقام
تأملت وجهه الاسمر المسترخى , ذقنه الحليقه رائحة عطره بعلامه تجاريه فاخره استطاعت اقتناصها بأنفها
لوهله شعرت بالتقارب منه ,, هو ليس قبيحا كما تصورته وسامته كانت من نوعا خاص
أفتقدها بأوجه من يحيطها ,,وسامه رجوليه ببشره سمراء برونزيه
فتح عينيه السوداء لتجفل نيلي لتعتدل بجلستها وهى تشيح بأنظارها بعيدا,,لاحت بسمة خافته فوق
شفتيه لم تلاحظها ,,
تجولت بعينيها بملل ,بين صفحات المجله الاقتصاديه ,
_أتمنى ان لا تكونى متضايقه من سفرنا معا
ألتفتت له بأنتباه ,الا انها سرعان ما ردد بصدق
_لا بأس لقد اعتدت مثل تلك السفريات بطبيعة عملى
عقد حاجبيه ,ليحك زاوية ذقنه , لم يستطع التحكم بنبرته التى بدت مرتفعا الى حد واضح
_هل تسافرين دوما بمثل هذه السفريات من اشخاص اخرين
لوهله بدت على وجهها ملامح الغباء المختلط بعدم الفهم لنية سؤاله ,رفعت كتفيها مردفا ببساطه
_اظن ان هذا عملى , على السفر مع رب عملى
_حسنا , ذكرينى ان احذف هذا البند من عقدك بالشركه
اشاحت بوجهها بعيدا , تجاهد بكبح ضحكتها ,الا ان ابتسامه متسعه اشرقت على وجهه الاسمر
ليسترخى بهدوء ,,بعد بعض الوقت نزلت الطائره بأطارتها فوق الممر الطويل
توجهوا بالسياره للفندق ,,تمتمت نيلي
_سأذهب للتسوق لبضع الوقت , أحتاج شراء بعض المتعلقات خاصة 
بدت علامات الدهشه على ثنايا وجهه
_أذن سأتى معك لن اتركك وحدك
هتفت بعجله
_ لا , لا الامر بسيط انا فقط لم احمل ما يكفى من الامتعه لذلك قررت الشراء من هنا افضل
كانت تهتف بكلماتها بوجه شاحب ,,
نبرته الهادئه تحدثت
_ولو لن اتركك وحدك
أبتلعت غصه بحلقها بتردد قالت
_لا انا لست وحدى , سأقابل قريبة لى هنا لن تتركنى
توقفت السياره امام الفندق,نظراته المتفرسه تجوب وجهها الشاحب لم تلاحظ فركة يدها القلقه
ليحسم امره مردفا
_حسنا , لا تتأخرى و السائق سيوصلك لاى مكان
ما كادت ان تقاطعه معترضه الى ان هدر صوته ليخرس احرفها
_ لن اتنازل اكثر من هذا , السائق سيوصلك و مجددا لا تتأخرى
أومأت براسها كطفلة صغيره معاقبه وهى تسمع التوبيخ من والدها ,ترجل من السياره على مضض
لتنطلق السياره فى طريقها بعد ان ابلغت السائق لعنوان المطعم المشرف على حافة البحر
زفرت نيلي , مترجلا من السياره لتصعد درجات السلم الرخامى تجولت بعينيها لانحاء المكان
حتى توقفت عينيها على طاولته
كان يطالع البحر من خلف نظارته الشمسيه التى تخفي عينيه الخبيثه بوميضها
المشتعل ,,
_كيف حالك سيد يونس
رفع راسه لها لتعلو وجهه ابتسامه شامته شيطانيه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن