55

3.2K 157 16
                                    

انا العداله (وعليك التحدى)
55
جالسا امام البحيره الصناعيه يقذف بالماء الحصي الصغير المجاور له غير عابئا بكاميرا المراقبه التى تسجل الاحداث
هل ما يفكر فيه صحيحا ام انه دربا من دروب الجنون بدخوله تحدى مع وزير
هل سيظفر بها ,, والسؤال الاهم , هل ستوافق على العودة له بعد كل ما حدث
كان شاردا بنقطة بالفراغ وبتففكيره ..كم ليس بقليل من التساؤلات
جلس جواره زين الدين ليتناول حصيى مجاورة له..ليتلاعب بها بين اصابعه
_من أخبرك عن مكانى
تسأل فريد بشرود وعينيه لا تتزحزح عن شروده
_أخبرنى نزار بما حدث
همس فريد بصوت خافت
_اسيا ستتزوج وستتركنى ,, يبدو اننى قريبا سأكون بأئس مثلك يا رجل
بسمة خافته ضعيفه ظهرت على جانب شفتيه الرجوليه مردفا
_الامر مختلف بيننا , لا تقارنى بك
عقد فريد حاجبيه ليدير راسه ببطء تجاهه
_لم أكن ادرك كم كونى سيئا لهذا الحد
عينيه البنيه شردت بالفراغ ليتمتم بعد صمت
_لا توأخذنى , على الاقل اسيا احبتك يا فريد , اما انا
زفره حاره خرجت من بين صدره بمراره
_ اما انا , أحببت من لا تحبنى , لا يوجد شيئا يؤلم اكثر من كون ما قلبك تريده وهو لا يحبك
قسمات وجهه تحمل الشقاء , الكثير من الشقاء الذى لا يناسب عمره الثلاثينى الشاب , للحظه فكر برفيق , ما الذى اوصله
لتلك النقطه ..هل يمكن لحب ان يقود صاحبه للهلاك , ربما يعلم الاجابه لانه قريبا , سيقاد مثله لنفس النهايه
الا ان صوت التمرد صاح بذهنه ,ليدس فريد يده بجيب سرواله الاسود
رفع زين حاجباه امام الشريط الدوائي,,
_هذا هو حلك الوحيد
قالها فريد بحنكه ,, لتتسع مقلتيه البنيه وهو يدرك ما يدور بعقل رفيقه خرج صوته بتردد
_حبوبك المخدره , 
تطلع له فريد من زاويه عينيه مردفا
_هل ترى هناك حلا اخر , زفافها بعد يوم , اما هذا او تتزوج تيمور يا زين الدين انت تعرف ما ستفعله جيدا
تناوله منه زين بأصابع مرتجفه ,,
_لكن ايلين ليست كذلك
_اعلم , لكن لا يوجد اختيار امامك
كان يقرأ ملامح التساولات بوجه رفيقه في صمت , يعلم ان الاختيار صعب ..او قيد يبدو حقيرا بنظر البعض
لكنه لن يقبل بمراقبة رفيقه يتدهور اكثر خرج صوت فريد بحسم
_تستطيع نسيان كل شىء ان رفضت
قطع فريد عبارته رؤيته لزين وهو يدس الشريط الدوائى بجيب سترته الجلديه وصوته الرجولى يقول
_سأفعلها ,
قبع الصغير جوارها على الفراش وملامح الذعر باديت على ملامحه وغمامات دموع قبعت بمقلتيه الخضراء
ربت اسيا على وجنته تبعث فيه الاطمئنان قائلا
_لقد اصبحت بخير لا داعى لكل هذا الخوف يا حبيبي
ابتسمت له ابتسامه باهته هامسا لاذنييه
_أعجبنى حسن تصرفك ومناداتك للعم هشام
تمتم ياسين بطفوليه
_لقد كان بالغرفة المجاورة لنا فناديته
طرقات اتت على الباب جعلت الانظار تتعلق به وهو واقفا امام الباب بحرج وبملامح غلفها القلق
_تفضل يا هشام
تقدم بخطواته الثابته ليقول هشام بنبرته الاجشه وهو يجز على اسنانه
_اخبرنى الطبيب انه كان ضغطا مرتفعا عليك الاهتمام بصحتك
زفرت اسيا وهى تسند راسه للوسادة الخلفيه بأقتضصاب ,, الا انها سرعان ما هتفت
_لا بأس , انه مجرد ضغط مرتفع
_لا يا اسيا , هو ليس كذلك ابدا
هتف بها هشام بحده ,, تعلم ما ستسمعه للتو من النشره الطبيه,,حكت اسيا راسها للحظه استشعرت شعرها الرطب
لتحنى راسها لمعطف الحمام القطنى ,,ادرك هشام حرج الموقف لينسحب هشام بلباقه ليقول قبل مغادرته
_سأتى للاطمئنان مساءا
أومأت براسها امام تورد وجهها بشكل محترق وهى تحتمى بالغطاء وهى تستشيط حرجا من فكرة كونه حملها لهنا
امام طفلها بتلك الهيئه البائسه ,,ما ان أنصتت لصوت اغلاق الباب حتى
أحتضنت صغيرها بشوق تقبل وجنته همست بأخلاص
_أشتقت لك للغايه يا عزيزى
بلدغته الواضحه اجاب
_وانت اكثر يا امى ابي اخبرنى اننا ستستقر بجوارك الان
داعبت شعره الناعم لتنظر لعينيه البراقه
_هل اخبرك هذا
أومأ براسه بالموافقه ,,لتزفر اسيا بأجهاد
_حسنا , اين والدك الان
وقف ياسين فوق الفراش ليقفز عليه هاتفا
_انه يتجول بالفندق , اخبرنى ان اصعد لكى لاننى اردت رؤيتك
أستقامت اسيا بعدم توازن ,لتفتح الخزانه لتقول
_اذن لنذهب للبحث عنه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أشعل المدفئه ليجلس على المقعد تناول كأس الماء ,ليأخذ من الطاوله زجاجيه مجاوره القاروره الصغيره
تأملت عينيه الزرقاء السائل الاسود بالقاروره بتركيز,,صوت الخطوات فوق الارضيه الخشبيه نبهه بأقترابها
_تأخرت بحمامك , أتمنى ان يكون بيتك الجديد نال أعجباك
توقفت جوار مقعده ,عم الصمت للحظه الى حد جذب انتباهه ليرفع وجهه لها, شعرها الرطب ما زال يقطر منه الماء
ترتدى رداء رياضي باللون الرمادى,,عليه القول انها قد خيبة اماله امام هذا الرداء القطنى
جلست على الطاوله الزجاجيه ,ظل يحدق بوجهها الابيض الناعم للحظات الى ان خرج صوتها
_ليس بيتى يا سليم , هذا ليس بيتى
قطرات الماء تسقط فوق رقبتها لتدب بجسده الاثار ,تحدث بنبرة حكيمه
_لماذا تقولين هذا
رفعت كتفيها له ,لتظهر ما بقبضة يدها لترفعه لمستوى نظره
_لانك تبدو لى انك تخفي الكثير
لاحظت عروق النافره من رقبته ما ان راى زجاجة الدواء خاصته, الا انه أحكم السيطره على ظهور هدوئه,ليستند للخلف
_ما الذى يقود رجلا مثلك ليأخذ المهدأت و مضادات اكتئاب
تلاعبت اصابعه بالقاروره زجاجيه بين يداه ليرد بشرود
_الحياه غير عادله , ربما ابدو لكى صلبا الى انها ليست الحقيقه
همست له بوهن وهى تقاوم دموعها
_وما الحقيقه
رفع عينيه لها لينظر لعمق مقلتيه مرددا بصوت رخيم
_انا أموت كل يوم ألف مره , انا اخذ حبوب مهدأ حتى استطيع النوم الكوابيس تطاردنى كل ليله بالكاد انام لثلاث ساعات
لاعود مجددا للارق المعتاد
رمقته لوهله بتركيز تحاول أستنباط صدق حديثه تسألت
_ومضادات الاكتئاب
أغمض عينيه ليزفر قائلا
_أعذرينى , لن اجيب على هذا
صاحت جميله بنفاذ صبر
_انت دوما لا تريد اخبارى الحقيقه كلما اقتربت من التفسير تسارع بالهرب
قبضت اصابعه على القاروره زجاجيه بين يده يجاهد بكبت الانفعال ليردد بجديه
_أخبرتك سابقا , انا لا اريد الكذب عليكى كل كلمه اقولها لكى حقيقه لكن لم يأتى بعد الوقت المناسب للحديث
أنحنت جميله له لتتمسك بذراعه هامسا برجاء
_ومتي سيأتى هذا الوقت لاعرف مع من أعيش يا سليم
سالت الدموع من عينيها ليشعر بالوغزات تقبض صدره,سارع بأشاحت انظاره بعيدا عنها
ليتحدث بفراغ
_في بعض الاحيان الحياه تضعك امام اختيارات انت لا تقبلها لكنك مجبور على تنفيذها , الخوف , الخوف يا جميله يمنعنى من البوح
لكى 
تجرعت مرارة الصدى بحلقها لتقول
_من ما تخاف
ربت على وجنته البيضاء الناعمه ليهمس بصوت مبحوح
_ان تبتعدى عنى
أجابته صدمه قلبها بمطرقه بارده ليتهشم فؤادها فوق صخرة الواقع , ما الشىء الرهيب الذى قد يخفيه عنها
وحريص كل هذا الحرص على أخفائه عنها ,,كانت تحاول بعث الامان له وهى تربت على ذراعه ,,واحاديث مقلتيه تبوح بالكثير لعينيها
_هل ما فعلته سىء لهذا بشع لهذا الحد
أخرج تأوها طويلا وكأنه يعبر عما أكنه في صدره قابعا لسنوات الا ان بسمة باهتا وجدت طريق لشفتيه الهامسا
_قد يكون ما ستسمعيه أبشع من ما قد تتحمليه
لوهله تجمدت يدها البارده فوق يده تحاول ادراك ما تفوه به للتو ,, وكأن الزمن قد توقف لم تشعر بدموعها الحاره
التى تزداد على وجنتها,وهى تحاول تخيل ما قد أقترفه
,خرج صوتها مرتعد مترددا بالخروج
_أذن التوبه هى الحل 
ربت على كتفها قائلا
_أذهبي للنوم الان , لقد تأخر الوقت
ما كادت ان تخبره بمتابعة الحديث الا ان الاحرف توقفت بحنجرتها وهى تنظر لوجهه , ولاول مره ترى نظرة
الرجاء بعينيه . لتستسلم لطلبه لتغادر لتتركه وحيدا
حدق بالحطب المشتعل بالمدفأه وانعكاس النيران يسقط فوق وجهه بين ظلام الغرفه,,همس بصوتا بالكاد يسمع من مراره
_ان كان التوقف عن حبك توبه , فأنا ارفض التوبه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ترجل زين الدين من سيارته ليدخل للمنزل . نظر لانحاء البيت بصمته وهدوئه المهيب الغير معتاد ,أخرج هاتفه ليبعث برساله نصيه
لاحد اصدقائه مر بجوار احدى غرف المنزل , لتتصلب قدميه
ألتفت راسه ببطء لجسده الهزيل الكهل الراقد ارضا
_رشيد
هتف بأسمها برعب وهو يمسك معصمه يحاول أستشعار النبض الضعيف..القشعريره تسرى بجسده وهو يتخيل اسوء سيناريو قد
يقابله ,,وضع ذراعه اسفل قدم جده ليحمله مسرعا لسيارته ,ليتعالى صوت مكابح السياره المسرعه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أرتشف من كوب قهوته الورقي يتلذذ بتذوق نكهة القهوه التى اعتادها مؤخرا ,كمشروب رسمى للسهر على العمل
شردت لوهله يتأمل البيت الكبير الشرفه الواسعه التى تطل على النيل الاثاث الحديث والكلاسيكى المحفور
بالماركه الايطاليه للاثاث التى لم يكن يعرف نطقها منذ اشهر ,, 
فتح خزانة ملابسه ليتنااول من اخر رفوفه الجلباب البسيط ,,استشعر ملمسها الخشن ليغمض عينيه ليستسلم لذكرياته
ادهم الفتى الشاب الفقير ابن الصعيد الجنوبي والده الرجل الفلاح البسيط الذى يعمل بالاجور بحقول الاعيان
لم تفلح الظروف الصعبه بأكمال تعليم والده البسيط ,,تزوج ابنت الجيران لتكمل معه رحلة الحياه
وبعد سنوات وسنوات رزقهم الله بولاده الوحيد بعد سنوات من الصبر و الدعاء ,,
الا ان الحياه أبت اكمال الفرحه بقلب الفلاح البسيط لتتوفي زوجته اثناء ولادتها
سحب ادهم نفسا طويلا ليقبعه بصدره,,وقد كان أخذت اول نفسا لى من الحياه من اخر نفسا لها 
شق الصخور مع والده ,,عملا واجتهد ليساعد والده الرجل الذى اضحى مريضا الفراش بعد سنوات من العمل الشاق
رغم ضيق اليد رفض ان يترك تعليمه ليكتفي بشهاده بسيط من احدى المعاهد ..
أغلق خزانة الملابس على جلبابه و ما تحملها من ذكريات ,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تعالت دقات الساعه الثانيه عشر وكانت معها يداه تحقن الابره الطبيه..
وغزات الابر اصبحت لطيفه بالنسبة له عن وغزات الحياه و تفننها بالثأر منه ,,تأمل هيئتها الفاتنه
خصلات شعرها التى استطالت لتصل لوجنتها بخيوط بنيه كخيوط العسل قوامها النحيل أخفاه ملابسها الرياضيه من بنطال اسود
وبلوزه رماديه قطنيه ,,قابعا على الوساده تنظر للامطار المنهمره من خلف الزجاج ,,لم تفلح المدفئه بتهدأت ما شعر
به من برودة حينها,,تناول وسادة من اريكه مجاوره ليجلس جوارها مستندا بذراعه على ركبته ,,
_هل ضايقت ؟
صوته المبحوح سأل لعله تتكرم و تفيض عليه بنظرة من مقلتيها العسليه,
خرج صوتها الشارد بوهن وهى تراقب خيوط الماء المتجمعه على زجاج الغرفه
_على ان اعتاد على هذا , كان على معرفه ان الحياه لم تكون دوما فى صالحى
نغزات حديثها كانت كنصل يشق صدره من مدى مراره كان يعلم انها للتو فى حضرة هيبة الذكريات الممريره
شبك اصابعه بيدها الناعمه  وهو ينظر لفارق جحم ايديهم
_تأكدى اننى افعل الشىء الصحيح دوما لاستمرار علاقتنا
ردد صوتها الرقيق بنبره بلا حياه
_استمرار العلاقه لا يعنى دوما نجاحها يا سليم
_حتى وان كان هذا , لن اسمح لكى بالابتعاد عنى بعد الان انتهى هذا الاختيار لكى فى تلك الليله
لم تستطع أذنيها تغافل نبرة التملك التى قال عبارته بها ,,لترفع وجهها له لتتلاقي عيناهم فى حديث طويل لم يقطعه سوى سؤالها
_هل استطيع سؤالك ام ستتجاهلنى هذه المره ايضا
تجاهل اسلوب التهكم فى حديثها ,ليكتفى بأيماءه خفيفه من راسه لها راتها اسفل انعكاس وميض القمر
_بماذا تشعر وانت تحقن نفسك بالدواء بشكل يومى
لم يخفى اندهاشه من سؤالها ,ليرفع احدى حاجبيه لها بتفكير,,ابتسمت له بود ليشعر بأصابعها تتحد مع يده وهى تجيب
_اريد انت نتشارك كل شىء حتى الالم
شعرت برجفة يده على يدها , تمتم سليم بخفوت مجيبا وهو يشرد ببريق عينيها
_هو ليس دواء بالمعنى المفهوم , هو  تحديدا سم يأخذ بنسبة معينه
يعمل على تحجيم حركة الفيروس حتى لا ينتشر تحكمه بالخلايا العصبيه بشكلا كامل
كانت ترمقه بذهول , توقف عن تلك الكلمه التى قالها ببساطه , سم ..أدرك توترها ليتدارك الامر
. أخرج من جيب بنطاله قارورة صغيره بسائل قاتم السواد ...تحدث لها بتوضيح
_سم العقرب الاصفر , سائلا نادر من اغلى سوائل وسموم العالم الغالون منه كلفنى ثروه لا بأس بها .دراستى للطب ساعدتنى على
العثور على عوامل مساعده لتضمن لى بعض الوقت فى هذه الحياه
أبتلعت غصه مسننه بحلقها وهى تقول
_هل هى وسيلة امنه لضمان الحياه
بلل شفتيه وهو يحدق بالسائل الاسود السام .
_كثافة السم بجسدى ان تعدت خمسه وسبعون بالمئه اموت
شهقت جميله بهلع وحدقتها متسعتان من هول الصدمه.خرج صوتها المختنق المختلط بحشرة الدموع
_ان لم تمت من الفيروس ستموت من السم
أبتسم بأبتسامة متسعه جاهد برسمها قائلا
_افهمت الان , لماذا انا احتضر
أندفعت لصدره تحتضنه والدموع تنساب كأمطار الشتاء من خلف الزجاج
_لن تموت صدقنى , لن اسمح بهذا
نظر للامطار المنهمره بفراغ,,ليهمس لها وهو مستشعر وجودها بجواره ويداه تنساب على ظهرها يربت عليه كطفلة صغيره
_يكفى فقط , ان تكونى جوارى هذا كل ما اريده
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
راقب تحركات جهاز نبضات القلب على الشاشه ..وجهه الشاحب احاطت تجاعيد حول عينيه وكأن غماامات الموت تنذر بالقدوم
أشاح الفكره التشئوميه بعيدا ..وهو يكرر حديث الطبيب عن حالة الجد ,,ازمه رئويه
سيظل لبعض الوقت تحت الرعايه تستطيع الذهاب للبيب فهو لن يستيقظ اليوم..هاتفه بجيبه لا يتوقف عن الاهتزاز
أبلغ نزار بحاله رشيد ليصمم على زيارته الا انه ليس فى حاله جيده ليقبل اى زيارات للتو منه
او من الرفاق ,,لا يعلم كم استغرق من الوقت على تلك الوضعيه الى ان دخلت الممرضه قالت باللكنه الانجليزيه فى ادب
_سيدى , انتهى وقت الزيارات لتأتى غدا 
ظل لوهله يتأمل وجه رشيد حتى ان الممرضه شعرت انه لم يسمعها الا انه انحنى قبل جبهته منصرفا
صعد لسيارته ليخرج هاتفه المهتز بنفاذ صبر ليغلقه ,,لتتحرك السياره عائدا لمنزله وهى يعلم
انها ليله طويله يستحيل فيها النوم ..
دخل زين الدين  منزله بخطوات ثقيله عمها الوهن ..أرتمى على فراشه محدقا بالسقف,,
السكون المقلق ,,وكأن البيت اضحى ميتا دون صوت صياحه فقط هو والصمت رفيقان
قطع السكون جرس البيت ,,تردد للحظه في النهوض الا انه استقام لينزل درجات السلم..وهو يقسم على ان يسب نزار
على هذا الازعاج ..فتح الباب مصيحا بشراسه
_ايها
ابتلع السبه البذيئه التى كاد ان يتفوه بها امام وجهه الخجول .شعر بتوقف عقارب الساعه امام تلك اللحظه
كان يتفحصها بنظراته ,,وجنتيها المتورده ,شعرها الطويل بربطة شعر سوداء ميز لونها من خصلات شعرها البنى
.ردد اسمها و كأنه بحاجه لسماع اسم دوائه 
_ايلين
أغلقت مظلتها ,لتدخل لمنزله قائله
_اسفه على قدومى بهذا الوقت لكن نزار اخبرنى عن سوء حالة الجد لم استطع الانتظار للصباح
اردف وهو يدعوها للدخول
_أجلسي اولا ,,الطقس باردا بالخارج
خطتت خطواتها بالدخول لتجلس على الاريكه المخمليه وهى تنزع معطفها الثقيل لم تلاحظ نظراته لها وهو ينظر لفستانها الذى يصل
لاسفل ركبتها الاصفر المطبوع بأوراق الزهور الصغيره,الا انه كافح بأبعاد انظاره على ساقها الناعمه البيضاء
ردد قائلا
_ماذا تشربين اولا
تعالى صوت الرعد ومع شرارات البرق وضحت بالخارج ,أجفلت ايلين للحظه.الا انها سرعان ما أبتسمت لتردف بتوتر
_يبدو ان سوء الطقس سيطول بالخارج ,لنشرب شاى ساخن
بادلها بأبتسامه مرحبه ,ليسير للمطهى تناول فنجانان نظيفان من فوق الارفف الخشبيه
عقد زين حاجباه وهو ينظر للفنجان بنظره ذات مغزى..ببطء اخرج من جيبه الشريط الذى اعطاه له فريد
ظل ينظر له لثوانى تعالى معه صوت غليان الماء الساخن..وصوت وحيد يتعالى بذهنه
لا يوجد اختيار ,,بلا تردد اخرج حبتان ليضعها بالقدح ليسكب فوقها الماء الساخن ,,لم يرى لحظتها سوى صورتها وهى فى فراشه

انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن