64

2K 136 12
                                    

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
انا العداله(وعليك التحدى)
64
الضوء الساطع للمصباح بدأ يتسرب بشوشره لعينيه , كان يشعر بصدره العارى و صوت رنين الاجهزه المتصل بصدره
يصل لاذنيه بوضوح ,,نظر لوجه مأمون الاسمر لينظر لشفتيه التى تحركت
_ حمد لله على سلامتك يا هارون ,
خرج صوته بثقل ضعيف واهن
_أين جميله
عقد فيليب حاجبيه مرددا
_ هاتفها مغلق وذهبت للبيت لم اجدها هناك
رنين الاجهزه تزايد لوهله ليستقيم فوق الفراش , سارع مأمون هاتفا
_ بحق الله , ماذا تفعل الطبيب يقول ان حالتك غير مستقره بعد
نزع الاسلاك عن صدره ليسحب معطفه ,قائلا
_ على ان اجدها يجب ان تفهم كل شىء ,,
سارع بالوقوف امام هارون هاتفا بأنفعال
_ هل جننت
مسح بظاهر يده فوق جبهته المتعرقه بأجهاد
_ الحقير جعلنى اسقط فى فخه بمنتهى البساطه يجب ان اجدها قبل ان يجدها هو .
_ سليم
الا انه انطلق مسرعا قبل ان يتابع الاخر حديثه
لم يكن بحاجه للكثير من التفكير ليتدارك الخيوط ببعضها ,, العاهره كان من ارسلها كمال بعد ان علم بحضور جميله
له الا انه وبالرغم من هذا لم يدرك سوى نصف الحقيقه فقط
جلس امام مقود السياره ليصفق باب السياره بأنفعال لينطلق شاقا طريقه بحثا عنها ,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت تنظر من خلف نظارتها الشمسيه التى تبتلع وجهها الصغير لسحب السماء ,,هدىء الطقس قليلا وكأنه
فى هدنه صامته ,,كانت تشعر بالصدى بحلقها من بين دموعها التى تتحجر بمقلتيها
لم تصدى مدى السرعه التى وجدت نفسها بها في قاعة المطار و صوت الموظف ينادى بالمكبر على موعد طائرتها
كانت تظن ان الوداع سيكون لائق لكل هذا الحب القابع بقلبها له الا انه كان فراق مؤلم و موجع الا انه
زادها ادراكها بأنها على الطريق الصحيح ,,وهى الحمقاء من كانت تريد ان تبوح له بكل شىء عن مخطط كمال
_ اعلم ما قد تشعرين به الان
ادارت وجهها بأتجاهه لتحدق بوجهه المتصلب الاسمر ,,
_ هذا الشعور شعرتها عندما ابلغونى بوفات ابنتى الوحيده , وكأن قلبي اقتلعوه منى الف مره
ظللت شارد لوقت لا استطيع تحديده ,,كنت افكر بالخذلان , الانتقام , بشاعة الحياه جميعها افكارا بشعه تتأرجح
بين الانتحار و الخلاص من العذاب وبين الانتقام الضارى الذى سيفتك بحياتى و سيضيع مسيرتى المهنيه للابد
كانت تحدقه بأهتمام و كان لاول مره يشاركها لحظة شخصية لحياتها حتى انها اندهشت عندما علمت امر زواجه
تابع حديثه بصوته الاجش المختنق
_ ليس دوما الحياه قد تعطينى كل شىء يا جميله , لكنها بالتأكيد تعلمنا الكثير وانت مازالت صغيره وامامك الحياه طويله
وانا متأكد انك سرعان ما ستطوى هذه الصفحه نهائيا تحديدا حين يتم القبض عليه
عادت لسحب السماء البارده التى تبدو كقطع القطن الابيض هامسه بخفوت
_ سليم لا ينسي ,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ملامحه المتحجره تحدق بوجهها ,,وكأنه يرى وجها غريبا عنه
وكأنها اضحت مسخا كالباقين ,, تراجعت خطواته للخلف
_ هل تطلبين منى التنازل عن ابنى
خرجت الاحرف من حلقه كنصل بارد جرح صميم قلبه ,,
ملامح وجهها لم تتأثر قيد انمله وكأن الحديث لا يعنيها تحدثت بنفس الثبات الواضح
_ يبدو انك تفضل جلسات المحاكم صدقنى سأفوز بالحضانه من اول جلسه .
أبتسم بمراره بغير مرح ,,
_ من انت , انت لست اسيا التى عهدتها
لوهله لامح بريق حزن خاطف لم يستمر لثوانى وهى تقول
_ انت من جعلتنى ما انا عليه الان يا فريد , الامر المحزن في الحقيقه اننى كنت بدأت التصديق بأنك حقا تغيرت
وضعت الاوراق فوق الطاوله لتستدير للباب ,,
قبل ان تغادر توقفت لتتحدث بجفاء دون الالتفات اليه
_ بعد غد سأتى لاخذ الاوراق اتمنى ان تكون وقعت عليها حفاظا على ابنك ليس اكثر , لا يجب ان يكون والده
رجل سىء السمعه ,
صفقت الباب خلفها ,ليظل هو يطالع هذا الشبح البارد الذى غادره للتو
لكن هذه المره كانت اكثر اختلافا ,, كان قابع بقلبه جرحا لن يلتئم هذه المره ,,
كانت تقاوم دموعها التى تنذر بالسقوط , الا انها تحاملت على نفسها صعدت السياره لتدير راسها تجاهه
_ هل وافق
قالها هشام بتسأئل بينما على وجهها الاجابه التى كان يريدها
رفعت كتفيها ,, بأرهاق مردده
_ لم يوافق , الا انك كما اخبرتنى اعطيته فرصه للتفكير
تأمل ملامح وجهها , أمسك يدها ليتحدث
_ اعلم ما تفكرين به
أبتلعت غصه بحلقها وهى تخفض ناظريها بأسي
_ اشعر اننى كنت قاسية معه للغايه , انا ابدا لن افكر يوما فى ان احرم ياسين من والده
حك زاوية جبهته ليقول بعد صمت
_ من الصعب ان يعيش ياسين مع فريد , هو ابا لا يؤتمن , لقد وجدوا عاهره بغرفته
زفرت اسيا بأنزعاج لتسحب يدها ,
_ اعلم هذا , لا داعى بأن تذكرنى به مجددا من فضلك .
للحظات شعر بشعور مقبض من ردت فعلها ,, الا انه سرعان ما تحرك بالسياره مبتعدا متجاهلا هذا الاحساس الذى
يرهق قلبه ,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
رفعت شعرها الطويل لتجلس لتستريح بعد وقت طال فى التمرين ,,
عرض فيكتوريا لا يفصلها عليه سوى اربعة اسابيع فقط ,,لم تصدق عندما وقع الاختيار عليها لتشاركها الحفل
ما كادت ان تخبر زين الدين عن هذه المناسبة السعيده ليصفعها خبر موت رشيد ,,
تنهدت ايلين بحسره متذكره الايام السابقه ,, غياب زين الدين كان له تأثيرا كبيرا على حياتها
كلما حاولت التواصل معه كانت كل محاولاتها تنتهى
بالفشل ,, كلما مرت بسيارتها اسفل بيته كانت تنظر للبيت المهجور المظلم وكأن الحياة غابت عنه ,,فقط تجد سيارته
بالاسفل و ظلام دامس , تواصلت مع السيده هاله اخبرتها انها تأتى اليه صباحا لبضع ساعات الا انه يلزمها بالمغادره
لوهله بدأت بالشعور بأن زين الدين بدأ بأحتواء جزءا كبيرا من تفكيرها ,, تفكير مبالغ فيه عن علاقة الصداقه
حتى ان جونيور بدأ يتضايق من علاقتها بزين ,, الا انها وضحت له مدى علاقتها بالصداقه بينهما ,,
لحظتها شعرت بشعور غريب ,, ربما شعور كافحت بتجاهله لاشهر الا ان الامر اصبح يرهقها ,,
هل يمكن ان ,,, خفقات قلبها تزايدت لترفع يدها تستشعر تلك الدقات الخافقه ,,
بلحظها استقامت لتسحب حقيبتة الظهر خاصتها لتسرع راكضه ,,تعلم ماذا ستقوم به
كانت تتأمل وجهه الشاحب , الظلال السوداء التى لاحت حول عينيه البنية الرقيقه شعيرات ذقنه البنيه التى نمت
بغير تهذيب الا انها كانت ملائمه لوجهه الوسيم ,,
منذ ساعات وهو يقرأ بمصحف جده الصغير ,, كان رشيد دائم القراءه فيه قبل نومها ,,أضحى الان لا يفارق يدى حفيده
ربتت على كتف ابنها رفع عينيه الحزينه لها ,, همست بنبره مشفقه واضحه
_ انت لم تأكل شيئا ,, على الاقل غادر هذه الغرفه ,
ربت على يدها ليقول بصوت واهن ضعيف
_ اريد ان اكون وحدى قليلا .
خضعت بأستسلام و قلبها مثقل بالهموم أغلقت باب الغرفه ما ان كادت تسير لغرفتها حتى اتت دقات الباب
ارتدت نظارتها الطبيه , لتسير للباب لتفتحه ,, فغرت شفتيها لتتسع حدقت عينيها امام هذا الوجه الرجولى بشعره
الذى غلبه الشعر الرمادى المختلط بالشعر الاسود
خرج الصوت الرجولى مدققا بملامح السيده
_ كيف حالك يا هاله لم تتغيرى كثيرا .
خرج صوتها المرتجف من بين شفتيها متمتما
_ صادق
ظلت تحدق به وكأنها ترى امامها سنوات الماضي تمر امامها ,, ابتعدت عن الباب لخطوات لتقول
_ تفضل بالدخول
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
موازين الحياه اختلفت , تبدلت اضحى البرىء متهم ,,والمتهم برىء يتحدث عن الفضيله والشرف و المثاليه بنتهى
البراعه امام محكمة كفيفة العينين ,,
كان يبحث فى وجه الناس عنها ,, كان القدر يبدع بأذلالها بمنتهى الابداع ,,
كان هتاف بصدره يخبره انها سيجدها , هي لن تقدر على الحياة بعيدا عنه طويلا ,
لقد وعدته , هى وعدته انها لن تخذلاه ابدا وهو على ثقة من عهدها ,,وما جزاء الاحسان الا الاحسان
أليست تلك جملتها الدائمه ,, وهو يعلم , هو يعرف
هى لن تبتعد ,, هى ليست بخير بدونه ,,,
توقف بمنتصف الشارع ليدور بحثا حول الوجوه الغريبه التى تمر حوله ,,
_ لا يا جميله , لا انت لن تتركينى , ليس مجددا , ليس مجددا يا جميله انت لم تفعلي ذلك ,اين انت
كان يهزى بجنون وكأنه يحدث طيفها وذكراها بخياله ,,
صوت واحد ادركته أذنيه بين زحمة المدينه ,, رنين هاتفه بجيب معطفه
أخرجه بلهفه حتى انه كان يسقط من بين يديه ,, اصابته الخيبه وهو يطالع اسم فيليب ,,تحامل على نفسه ليجيب
على امل معرفته معلومه قد تفيده ما ان وضع الهاتف على أذنه حتى قابله هتاف حاد
_ هارون , الامر انتهى اخرج جميله من حياتك
صاح بشراسه وكأنه اسد على وشك الافتراس
_ اللعنه , انت تهاتفنى لتخبرنى هذه التفاهات السخيفه
عم الصمت للحظات , اتاه بعدها حديث فيليب
_ هارون , انت لن تستطيع اللحاق بها هذه المره الامر خارج سيطرتك وحدودك
ضربت السماء صاعقة قويه ماثلة رجفة قلبه ,,
_ انت عرفت شيئا عن مكان جميله
صوته خرج بوهن ,,أغمض مأمون عينيه بألم وهو يدرك مدى العذاب الذى يعيشه صاحبه للتو
بلل شفتيه وهو يتحدث
_ الامر خارج سيطرتنا يا هارون الامر منتهى لن تستطيع اللحاق بها
أطلق سبة بذيئه تلتها عدة عبارات لعينه
_ اخبرنى يا لعين , اخبرنى سألحق بها ولو كانت فى الجحيم , اين هى ,أين مكانها
كور مأمون قبضته يجاهد بالثبات , الى ان قال بصوت اجوف لا يحمل الحياه
_ لقد بحثنا فى قوائم المسافرين , ووجدنا اسمها بأسماء المسافرين على طائرة القاهره
سقط قلبه ليرتطم كأرتطام هاتفه ارضا ليتهشم لقطع
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان شاردا بالامطار المتساقطه فوق زجاج النافذه ,,وكأن فصل الشتاء يأبي الانتهاء كعذابه
صوت باب الغرفه يفتح خلفه ,,تطلع لانعكاس والدته بالزجاج ,,
_ أحدهم يريد رؤيتك بالاسفل ,
كانت يده تداعب ساعة رشيد الفضيه التى يرتديها بمعصمه ,,قال بفتور
_ لم يجب من البدايه دعوته للدخول أخبريه اننى متعب ولا اريد مقابلة احد
أبتلعت هالة غصه بحلقها , ليخرج صوتها بهمس خافت
_ لكننى لن استطيع فعل هذا لانه بيته
تسمر جسده , ليرتجف جسدها وهى تطالع ظهره بحذر . يده معلقه بمعصمه فى صمت و كأنه تمثال بلا مشاعر
أستدار مسرعا ليسير بخطوات واسه حتى انه تجاوزها ,,لتهتف هى تحاول ألحاق بخطواته
_ زين ,, زين انتظر
أستقام صادق يطالع أبنه الذى اضحى شابا يافعا ناضحا برجولته القويمه ,,لكن وجهه شاحب ,عابس , ثقيل
_ ماذا تظن نفسك , هاه ,ماذا تظن نفسك لتأتى الان تتذكر ان لديك اب لن تسأل عنه
_ زين الدين
هتاف هاله صدح خلفه تحاول تهدأت الموقف ,,الا انه رمقها صادق بنظره هادئه متفهمه ,,الا ان صياح زين لم يتوقف
_ هل تذكرت الان ان لديك اب تأتى لبيته , انت حتى لم تهتم لتأتى لجنازته ,,أى ابن انت هاه اخبرنى لا تنتظر
منى ان أخذك بالاحضان لرؤيتك يا صادق أنت لا تعنى لى اى شىء منذ ان تركتى لرشيد
كانت صدره يعلو وينخفض بأنفعال لم يشعر بمدى قسوة كلماته
تقدم صادق بخطواته منه حتى قلص المسافات بينهما لبضع سنتيمترات ,,
_ هل انتهيت
لم تلين ملامحه القاسيه ,الا انه بعث له رساله صامته بالاستماع
دس صادق يده بجيب بنطاله ليخرج ورقة بيضاء متحدثا
_ انا لم أتى جنازة جدك ليس لتقصير منى بل لاننى كنت بغرفة العمليات ولم أستيقظ الا بعدها بأيام
وهذه ورقة رسميه من المشفي بفرنسا يثبت صدق كلامى
أبتسم زين بمراره ليردف بحسره
_ستحتاج للعديد من الاوراق للاعتذار يا سيد صادق ,
ما كادت ان تخطو هاله خطوة للحوار الا انه ارسل لها نظره ادركتها جيدا لتنصرف لتتركهم للحديث
_ هل فى النهاية اصبحت غريبا لتدعونى برسميه
قالها صادق برزانه غلبت سنه الذى يضفي له الاتزان و الحكمه ,,
تحدث زين الدين بأعين شارده
_ لقد خرجت من حياتى منذ ان تركتى لرشيد ليربنى ,,كيتيم يتسول العطف
_ لقد سرقتنى الحياه , انتهى عمرى وانا اعمل لك يا زين الدين
جز على اسنانه بغيظ هاتفا بتوحش
_ بحق الله , لا تلعب معى هذه اللعبه البائسه اى شىء لى , هاه اخبرنى الاموال , المنازل المتفرقه فى كل بلد
خرجت نبرته هادئه الا انها مغمره بالدفء ,,
_ لا تنسي اننى قلت اننى سرقتنى الحياه , لا تقسوا على والدك يكفى ما فعلته الحياه بي ,
كان قلبه ثقيلا مفعم بأثقال صلبه ,,أبتلع ريقه ليقول بصوت مبحوح حمل عذاب سنوات
_ لماذا فعلت ذلك , لماذا فعلت ذلك يومها
عقد صادق حاجبيه بأستقهام , ليهتف بحشرجه
_ عندما ضربت الفتى بالمدرسه ذاك اليوم , بعثت لى مساعدك يومها
أحنى صادق راسه بأسف
_ انا اسف يا زين الدين , لقد ظلمتكم معى .
_ لقد تأخر اعتذار لسنوات يا صادق , لقد تأخر للغايه لقد ظللت انتظرك لسنوات لكن ليس الان , فات الاوان
أبتعد عنه ,ليسارع بالخروج هربا من ماضيه السحيق الذى لا يتوقف عن مطاردته
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وكأن الثقه هى الفخ ,,وكأن كل لحظات راحه تظنها النهايه ,,ولكنها فى الحقيقه بداية لقدر جديد ,اصعب و اخطر
كان خيارا صعبا , مستحيلا يحمل فى طياته العديد من التناقضات ,,بين صوت قلبه الذى وقع فى فخ الهوى
وبين صوت العقل الذى ينذر بأجراس الخطر ,,وكأن فى الحب تتكاثر معها حدود الخطر
لتنتهى فى النهايه لتكون أسوار للمحب ,,
_ أنت لن تذهب أليس كذلك
قالها مأمون وهو يتأمل وجه رفيقه الجالس فوق المقعد يحدق بالسقف البعيد ,,
مسح بظاهر يده فوق شفتيه , ليردف بهزيان
_ هل كانت وحدها ام احدهم معها
أجاب فيليب
_ لا كانت وحدها , لا تقلق لقد بحثت عن اسم الظابط لم اجده ,,
همس بتفكير
_ قد يكون استخدم اسم مستعار
عقد فيليب حاجبيه ليردف بعد تفكير
_ ربما ,,ولكن
صمت مأمون للحظه ليهدر هاتفا
_ سليم انت لا تفكر في الذهاب ,,مستحيل , ما تفكر به جنون , ستعرضنا جميعا للخطر ,أين تحذيراتك الدائمه عن خطر
السفر للقاهره أين كل هذا الكلام هل أصبح فى الهواء من مجرد زواجك من ,
قطعه صياح هارون
_ مأمون ,,لا تنسي من تتحدث عنها هى زوجتى , انا لن اتركها تظن بى اننى الرجل الخائن الحقير
رمقه مأمون بنظرة جديده ذات مغزى خفي ,, ردد مأمون بثقه
_ سليم , اين عقلك , أين تفكيرك الخبيث الشيطانى الذى جعل العالم ينبهر بنا , انت للتو تفكر بقلبك اللعين
تنهد هارون ليسقط بجسده فوق المقعد بأستسلام
_ لاننى احبها يا مأمون , لاننى احبها , انت لم تشعر بروعة هذا الشعور ,,انا لم أكن أشعر بنفسي ولا حياتى الى
ان قابلتها يا مأمون , أصبحت متمسكا بالحياة الفانيه و كأنها اخر امالى , أصبحت استمتع بكل يوم يمر على
, أصبحت اخاف الموت , أخاف الموت لانه سيبعدنى عنها ,,انه قرارى النهائي يا مأمون , انا لن اترك جميله
كان يشعر بالتؤثر من ملامح صديقه التى أضحت ولاول مره حقيقيه , وجديده , مختلفه
خرج صوت مأمون بتحدى
_ تذكر يا هارون , ان ابليس كان ملاكا يوما ما يا صديقي ,
حدثه بنفس التحدى
_ وانا أتخذت قرارى , سأسافر
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان مجهدا ,, كان يشعر بأنه نافذ المشاعر مستهلك القوى ,, كان يدور يقود بغير سبيل
فقط كل ما يريد الابتعاد ,, الى ان أرشده قلبه لطريقها ,,كان يحتاج للحديث ,, للبوح بالعديد من الاحاديث
التى ترهقه ,,ومن غيرها يجد معها راحته ,,توقفت سيارته اسفل مبناها بأحدى الشوارع السكنيه ,,كان
موعد يعلم بموعد انتهاء تمارينها ,,ليقرر انتظارها بسيارته ,,
كانت الامطار بدأت بالنزول بغزاره عائده لسيولها ,,كان الطقس كئيب يبعث اليأس لمن لا أمل له
ضغط على ذر المذياع لتنبعث الموسيقيه الدراميه التى تلائم بشاعة الطقس ,أنزل مقعده ليعود به للخلف
كنت انا يا بنى من ابعث لها الرسائل , أغمض عينيه يكافح ذكرى الفراق ,,
رفع يده يتأمل ساعة معصمه الفضيه . أشتقت لك يا رشيد ,
صوت محرك جذب اهتمامه ,ليرفع راسه ليرى سيارتها الحمراء الصغيره تتوقف امام المبنى ,,فتح باب السياره
ليتصلب جسده وهو يراها تترجل من السياره بصحبة شاب بشعر أشقر ,,
توقف جونيور امامها ,ليرفع سترته ليحتميا من الامطار القويه راكضين لمدخل البنايه ,, حينها شعر بالابر البارده
التى أنغرذت فى صميم قلبه , أغلق باب السياره
ليخفض راسه للحظات ,, كان الجرح هذه المره غائرا , كان مميتا
ربما لانه كان دوما يكذب صوت عقله الذى كان دائم صياحه بالابتعاد بينما هو كان يسير خلف قلبه الاحمق
الغبي ,,لكن الاشد ألما انه راى الحقيقه بعينيه , لقد راها , وفهم الرساله هذه المره
أغلقت فريده الدفتر ,, بعد يوم عمل طويل تنهدت لتسحب سلسلة مفاتيحها ,, أغلقت الاضواء
لتنخفض السلم ,, تصلب جسدها برجفه تطالع الشبح المظلم الواقف امامها فى الظلم ,,
كان مبتلا مجهد وكأنه عاد بعد اعواما من الحروب أضاف شحوب وجهه ظلمه مقبضه ,,شهقت فريده مسرعه
فوق السلالم ,,تتأكد من ما تراه ,,
_ زين الدين
شفتيها المرتعبه هتفت بأسمه ,لتسارع بجلب المناشف لتقوده للجلوس فوق الاريكه
لتجففه كجرو صغير فقد طريق وسط العواصف ,, هدهدتته بحب صادق وهى تهمس بخفوت
_ لماذا تفعل كل هذا في نفسك , ماذا حدث لك
رفع ذراعيه ليعانقها ليتنهد تنهيدة طويله وكأنه يخبرها بكل ما مر به ,,
_ انا مرهق , انا متعب , أريد الحديث أريد الكلام
كان متشبثا بسترتها بوهن , أومأت براسها بأنكسار وهى تجز على اسنانها حتى لا ينصت صوت بكائها  والدموع
تنزف بحراره ,,ربتت على ظهره لتردف وهى تومأ براسها
_ سأسمعك
_ لقد تركنى رشيد و تركنى الامل معه  لقد مللت الالم ,
عقدت حاجبيها ,لتبتعد عنه لتنظر لوجهه قائله
_ ماذا تقصد
صمت للحظات كانت تشعل قلبها بصمته ليقول بعدها
_ ان كنت مازلت تحبينى , هلا نتزوج
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
توقف امام باب السياره ليرفع راسه لينظر لفيليب الواقف خلف الزجاج يراقب في صمت مستنكر ,,
_ يومان , يومان فقط هذا كل ما سأحتاجه يا مأمون
قالها هارون امام انظار وجه فيليب المستاء
تمتم قائلا
_ وان مر اليومان دون ان تأتى يا هارون
جلس على طرف المكتب ليردد متظاهرا بالبساطه
_ هذا يعنى انهم وجدونى ,
شدد من كلماته هادرا
_ ولماذا كل هذا ,,
عم السكون لدقيقه ليتحدث بثقة غريبه
_ لاننى ولاول مره سأغامر بالغوص للنهايه , سأقامر مع القدر
مسح فيليب وجهه ليردد بتوضيح
_ هل انت متأكد من ما تطلبه منى ,,
أبتسم سليم متحدثا
_ لقد أفنيت عمرى بالقانون , البطاقه التى معنا ستنهى اللعبه بموت الملك
صعد سليم السياره ليتحرك بعيدا ,,بينما ظلت نظرات مأمون تطالعه خلف الزجاج بترقب ,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن