انا العداله(وعليك التحدى)
45
راقبه من خلف زجاج شرفته بعينيه الشاحبه البارده التى اظهرت كهولت سنه,طال حفيده الذى يسبح بالمسبح غير عابئا ببرودة الطقس
وكأنه يقف بتحدى امام نداء الطبيعه بالبروده,,
تسارعت انفاسه لتذداد نفور عضلات جسده مقاومة حركة المياه ,منذ اسابيع من وعده اللعين وهو لم يحاول الاقتراب منها
يتجاهل كل الطرق التى قد توصل اليها حتى انه اصبح يتجاهل اتصالتها التى لا تتوقف,,الى ان اتاه الخبر بتحديد موعد زواجها من
تيمور,,قبض المنشفه القطنيه بقبضة صلبه ليجفف جسده ليلاحظ الظل الكهل خلف احدى الشرفات
وكأن حوار تبادلى صمت اكتفت الاعين بالبوح عن ما فى القلب ,,سارعت خطوات بالدخول للاختفاء بين جدران غرفته الا صدى
صوت رشيد خلف,جعل خطواته تتباطىء الى ان توقف,,زفر زين الدين بنفاذ صبر,ألم يكفيه التقرير التأديبي الذى يعطيه له كل يوم
استدار له بابتسامه مزيفه متمتما
_ماذا مجددا يا رشيد
النظرات القاتمه من عينيه المجعده,كانت يدركها زين جيدا,الا ان سرعان ما توارى شكه وهو ينظر الخطاب الذى رفعه الجد بيده
المرتجفه,
_كنت متى ستقرر اخبارى يا زين الدين
بالرغم من كهولت الجد الى ان الصوت كان منبعث بالارجاء بحزم قوى,تطلعت مقلتيه البنيه للشعار البارز من الخطاب,ليدرك الامر
مسح بظاهر يده زاويه ذقنه,ليجيب
_لقد طلبت انهاء الاجازه نهائيا يا جدى,سأسافر قبل زفاف ايلين بساعات
كورت قبضته ورقة الخطاب بين يده,ليضربها ارضا ليصيح صوته كقنبله حرب
_وانا ,,وانا يا زين الدين,,وانا من ظننتك انك ستظل معى بعد كل هذه السنوات من الفراق وتحملى لغياب اباك
خطوط الثبات على ملامح وجهه بدت باديه على وجهه المبلل,,
_انا اسف يا رشيد ,لكننى لن استطيع البقاء اكثر هنا,تستطيع ان تأتى معى
ضحكات متهكما رجت الارجاء لا تحمل اى مرح ,ليهتف العجوز بأستهجان
_أتى معك,لتتركنى وحيدا بالبيت لاعيد السيناريو البائس مجددا مع والدك وانا اتوسل منه بضع دقائق معى
ليحدثنى فيه بعيدا عن عمله اللعين,اسف يا عزيزى ليس رشيد الفايد من يقوم بهذا,,أذهب,أذهب لهناك مجددا ,انا لست بحاجة لاحد
تركه رشيد,لتعاود دائرة التفكير اللعينه له,,
شعر بأهتزاز هاتفه جواره,ليبرز اسمها منه,أغمض عينيه بيأس ليعاود تجاهل هاتفه
أنت تقرأ
انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمد
عاطفيةما نحن الا رقعة شطرنج تحرك بالايدي.. ندافع عن ملك لا نراه ولكننا بنهايه مكلفون بحمايته نموت فداء له وهو حتي لا يعرفنا او يرانا يكتفي بمراقبة لحظاتنا الاخيره ونحن نلفظ انفاسنا.. لاقرر ببناء رقعه جديده نغير بها مسار اللعبه ما رايك ان نغير القوانين ونغ...