54

2.9K 164 8
                                    

انا العداله(وعليك التحدى)
54

أرتمت على الاريكه بأرهاق بعد انتهاء الحفل تنظر للبيت الشبيه بكومة القمامه الذى يعج بالفوضي حتى بعد ساعه كامله من التنظيف,
يبدو ان غدا لن تذهب للجامعه , سيتطلب يوما كاملا لاستعادة البيت لطبيعته بعد ان تركتها فريده
متحججا بالمبيت الليله ععند احدى صديقاتها,رفعت لعينيها خاتمها الماسي الثمين
لن تصدق حديث زين الدين ,هل حقا تيمور قد يكون بمثل هذه الوضاعه ليفكر بها بدخول تحدى عليها,,
أنا احبك يا ايلين, انا احببتك اولا
نبرته كيف تكون صادقه لهذا الحد ,شردت بحيره متذكرا النظره الذى كان يرمقها بها ,تدرك شعورها وقتها. النظره بعينيه البنيه اللامعه
,,لم تراها يوما بأعين تيمور .كانت نظرة مميزه خاطفه جذابه,,لا تستطيع تصنيفها
للحظه كانت لتظن انه يتحدث بجديه لولا اللعبه السخيفه
,أسرعت بألايشاحه براسها رفضا ,اللعنه,اى جنونا تفكرين به يا فتاه , هل اصبحت ساقطه لتفكرين برجلا اخر وهو يعتبرك صديقة له
تيمور رجلا مخلص لا توجد احتمال واحد للشك فيه بالاضافه لكونه رجلا ذو ذوقا رفيع يهتم لاهتماماتها..وكأنها تحاول اقناع نفسها
بالمستحيل,,شعور الحسره لم يتركها منذ ان تركت تمارين الباليه,,تركت حلمها يزول ,وهى من ارتضت بقسوة الايام لتأتى
ببلاد غريب تدرس في الغربه لمنحة الباليه,,نفخت ايلين بأستياء تجاهد بأبعاد تلك الافكار المجنونه عنها,
تناولت الصندوق الخشبي الذى جلبه لها زين الدين,فتحته لينكشف صندوقا موسيقي ادارت المفتاح فيه عدة دورات
لتدور عروس الباليه مع  موسقي بحيرة البجع العالميه ,ألتمعت مقلتيها ببريق خاطف وهى تنظر لدوران العروس بالرقص الخبير,
أسندت للخلف ومقلتيها تتبلور بغمامات الدموع والحسره,,ألتقطت البطاقه التى دونها بخطه الانجليزى المرسوم
لتبتسم بعفويه وهى تقراء جملته 
رأيت عرضك الاخير واعجبنى  , حتى اننى تمنيت للحظه ان انجب فتاة مثلك 
ملحوظه  حذائى الذى ابتعته لكى كان فائق الجمال
زين الدين الفايد
أنسابت دموعها لتنظر للسماء الممطره ,بحيره
عينيه الشارده كانت تسير بين وجوه الناس بالمقهى بهذه الساعه المتأخره ,كان المكان شبه فارغ فقط رجلا عجوزا وحيدا بالجوار
وامراه بلغت سن الستون بالطاوله الاخرى امامه تقراء في كتاب بلغة غريبه لم يدركها
عاد بعينيه ليتأمل الامطار التى تنهمر بغزاره من خلف الزجاج كان شاردا الى حد انه لم ينتبه لجذب المقعد الامامى له
تمتمت فريده,لتوقظه من شروده
_لماذا لم تخبرنى انك تحبها 
همس بخفوت بالكاد وصل لاذنيها من بين مقلتيه الشارده
_يبدو ان الجميع لاحظ شعورى تجاهها الا هى
عادت لتكرر الحديث
_لماذا لم تخبرها
_لاننى لم اعتاد تسول الحب من احد ولانها تحب تيمور و لانها لم ترانى  الا في دور الصديق البائس ,أهذه اسباب تكفيكى
كانت احرفه تخرج بهدوء الا انها كانت تشق جروح بصدره تأبي ان لا تنتهى
قاومت فريده دموعها لتقول بصوت متحشرج مهددا  بخروج جميع انفعالاته المكتومه 
_ولكنك تتألم
لاح شبح ابتسامه متهكما وهو يدرك مدى سهولة الكلام وصعوبة الافعال التى قد تندرج قرب الافعال المستحيله
_افضل القرب القاتل عن البعد المميت , لن افسد حياتها ,طائرتى ستقلع في موعد زفافها لا تقلقي على صديقتك
أبتلعت غصه بحلقها لتجيب وهى تحتمى بمعطف الفراء خاصتها
_انا لا اقلق عليها , انا اشعر بالشفقه عليك
أدار راسه ببطىء لها ليقول برجاء قرأته بعينيه
_وهذا اخر ما قد اريده , فقط ,  اريد حياة سعيده لها وان تتذكرنى بذكرى جميله فلا تخبريها من فضلك عن هذا الامر
او عن امر سفرى
أمسكت يده البارده لتقول بصدق
_انا احسدها عليك
كان يدرك مشاعرها تجاهه, وكأنه فى سباق ابدى مع الحياه اما ان تأخذ من لا تحبها او تحب ما قد لا تأخذه ابدا,ابتسم لها بمراره ليضيف
_وانا احسده عليها
ربت على يدها بمرحا مزيف,يحاول اضفاء روح التسليه بعد كل تلك الدراما
_هيا لاوصلك الوقت قد تأخر وانا غير مستعد لاجلبك من احدى أماكنك المشبوهه
ضحكت ضحكه رزينه ليفتح المظله الجلديه ليحتميا بها من الامطار الى حين الوصول لسيارته,,تسأل زين بعد تفكير
_بالمناسبه ,كيف عرفتى مكانى
ظهر الحرج على وجهها الا انها قالت وهى تبعد عن وجهها خصلات شعرها الاحمر النارى الطويل
_لقد راقبتك
توقفت قدميه وهو يحدقها بعدم تصديق, تنحنحت بحرج لتقول بذنب
_اعلم اننى أخطأت , انا اسفه , ولكننى لم استطيع الصبر للغد للحديث معك , شعرت انك قد تحتاج شخصا بجوارك ليساندك
أنطلقت ضحكته الرجوليه لتعم اجواء الشارع الخالى من الماره,لتبتسم فريده بسحر لهذه الضحكه الجذابه,
اردف من بين ضحكاته
_حسنا , على الاعتراف انا ايضا , تبدين لى لطيفه ليس كما تخبرنى هيئتك
رفعت يدها له ,متمتما
_أذن , اصدقاء
نظر للحظه ليدها المعلقه بالهواء. ليتناولها بيده مصافحا قائلا بنفس النبره الجذابه
_أصدقاء
ما ان أقتنصتها منه حتى, اسرعت بالاشاره لسياره اجره قريبه لتتوقف امامها ,لتفتح باب السياره,لتقول بنبره حقيقيه شعرها
_سأتغير لاجلك يا زين الدين , لعلى أكون جديره بك ذات يوم
أنطلقت السياره امام نظراته المذهوله من تلك الفتاه ذات الشعر النارى , يبدو ان حياته ذات تعقيدا
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عدو عدوك صديقك
المقوله الشهيره يبدو انها صحيحه بشكلا كبير,,دخل المطعم الصغير البعيد على اطراف المدينه , بعيدا عن زحام
اضواء المدينه و الاعين المتربصه , تعالت صوت الاجراس الموضوعه فوق فتحة الباب ,
تقدم منه بخطوات حذره ,بقبعته السوداء و معطفه الاسود مستندا على العصا السوداء,,جلس مقابله ,لينزل القبعه ليضعه فوق الطاوله
تأمل نادر قسمات وجه الظابط,,البشرة السمراء النظاره الطبيه الرفيعه ملامحه الشرقيه,,قلب كوب شايه وكمال يقول
_نأسف لكل هذه الاجراءات الاحتراسيه سيد نادر ولكن اظن انك ستساعدنى
حك نادر طرف شعيران ذقنه التى كثر بها الشيب ليقول بالعربيه
_ لم اعرف بعد ,ماذا تريده جهه سياديه من محامى مثلي سيد كمال
أرتشف كمال بضع رشفات من كوب شايه , أعتاد على المنبهات مؤخرا بشكلا اصبح ادمانى,ليقول بنفس النبره الهادئه التى
تخيم على الجلسه
_اريد التواصل مع جميله عثمان
قبض بقبضه على رأس عصاه ليجز على الاحرف
_وما الفائدة التى ستعود على
أبتسم كمال بخبث ليجلس بهيمه على المقعد,ليردف بعرضه
_الانتقام من سليم المفتى , بالاضافه لوجود ظهر قوى لك , كجهه سياديه 
بلا تردد تحدث نادر
_هناك شروط
جز كمال على زاويه فمه , لا يوجد خيوط تواصل له مع جميله سواه اللعين ,رمقه بأنصات ليتحدث الاخر
_على ضمان سلامة وحمايه جميله
لم يستطيع كمال أخفاء دهشته التى بدت على وجهه,,توقع شروطا ماليه او تنازلات قانونيه ,رمقه كمال بأهتمام
_بالنسبه لاموال التى تسرق من حسابها البنكى ,هل تعلم بالامر
ليخرج نادرا نفسا ثقيلا من صدره , وكأنه يزحزح حجاره قابضه فوقه
_ بيع الضمير بحدود سيد كمال ربما احول بعض الاموال لحسابي الشخصي وربما ايضا اكذب ببعض الامور الخاصه بها
لكننى لم أؤذيها او استغل اسمها لصالحى ابدا ,لقد تعاهدت مع ياقوت على الاهتمام بأمرها لقد احب جميله بصدق
أجاب كمال
_اعدك بسلامتها وستتأكد بنفسك من هذا
أستقام نادر ليرتدى قبعته,ليوقفه صوته الاجش
_لماذا كنت ترفض مقابله جميله لسليم المفتى
أبتسم نادر بحنكه
_لانه يشبهنى , محتالا شيطان ولكن بالقانون
غادر نادر امام نظرات كمال ليزيده اسئله فوق اسئلته ,,لرجال القانون المحنكين سحرا خاصا
حتى الاذى بقواعد وقوانين وحدودا يدركون حيثياتها جيدا,,يبدو ان عليه بعد انهاء القضيه دراسة القانون هو ايضا
لعله يمتلك ذاك السحر الاخاذ 
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عينيها لم تتزحزح عنه ,,تتأمل نظراته المنشغله بالعمل بالكاد طلبها لليوم لمرتان .. لم تتفوه فيهما بكلمة واحده
لقد اثبت مؤخرا تفوق بالعمل..الى حد منقطع النظير استطاع أقتناص صفقة تاريخيه لا تتكرر كثيرا
الى حد جعل الموظفين يشهدون ببراعته الاداريه,حتى انه اصبح يسهر لياليه بعد الدوام بالعمل بالشركه ,, لتعديل بعض السياسات التى
أفادت الشركه بنظام اقل تعقيدا
شىء داخلى دفعه للتفكير ,, ربما الشهادات ليست كل شىء , هناك اشياء اكبر من تلك النظره السطحيه التى قد تفكر بها
حجب الضوء عنها خيالا طويل ,,رفعت راسها لتصطدم بوجوده امامها وهو يرمقها بغرابه ,نهضت بأرتباك وكأنها شوهدت بالجرم
المشهود
_استاذ ادهم
هتفت بحديثها بتوتر
_لماذا لم تطلبى للمجىء
أشار للضوء الاحمر المجاور لها قائلا بتوضيح وكأنه يحدث فتاه فى الخامسه من عمرها
_ربما لاننى طلبتك لعشر مرات للان دون فائدة
أبتلعت ريقها وهى تنظر للضوء الاحمر المجاور..تحدث بخفوت
_انا اسفه
_عليك التنبه اكثر من هذا في العمل سأحتاجك في الفتره المقبله
وضع على مكتبها الملف ما كاد ان يستدير عائدا حتى اتاه صوتها خلفه
_اشكرك عما فعلته لاجلى ,لقد سعدت بعودة عائلتى
أكتفي بأبتسامه خالصه لها ليعود لمكتبه ..حسنا عليها القول انها لم تتوقع هذا الرد البارد
جلست على مكتبها بأقتضاب وهى تعود للتحديق به من خلف زجاج مكتبه ..أنارت الضوء الاحمر جوارها لتسارع بالنهوض
تأكدت من هندام بنطالها الكلاسيكى الابيض وكنزتها السوداء التى تحمل العلاميه التجاريه المميزه قبل دخولها لتدخل له بأبتسامه
سرعان ما تلاشت على اثر جملته
_ماذا تريدين القول , أخبرينى
تمتمت
_لا اريد قول شىء
زفر ادهم بنفاذ صبر وهو يغلق حاسوبه هاتفا
_حسنا , اذن لماذا تنظرين الى طوال هذا الوقت
فغرت شفتيها المكتنزه الصغيره بصدمه
_لقد , , كنت تلاحظنى طوال هذا الوقت
مسح بيده على وجهه يطلب الصبر,,بحق الله , لقد بدأ الموظفين بملاحظه الامر ,, لا يريد شىء ان يمس سمعتها
دعاها للجلوس ليقول
_نيلي , تفضلي اجلسي
أبتسمت برضي على هذا الاسلوب الودود الذى اكتسبه مؤخرا في الحديث..كان يطرق بقلمه فوق المكتب للحظات يتظر لها
لعلها تبدأ الحديث..الا انها ظلت صامته ليحسم امره بالحديث
_ليس لدينا اليوم بطوله.. أليس كذلك
تورد وجهها بأختناق..لتلتقط نفسا طويلا لتحبسه بصدره
_كنت على خطأ , هذا اليوم عندما هاجمتك بحديثي الوقح , كنت مخطأ .انت انسان رائع يا ادهم ..لا تتغير
نبرة الذنبب التى تحدثت بها وهى تنظر لعمق عينيه عبرت قلبه بصدقها . تظاهر بالانشغال بأغلاق قلمه حتى لا
ينفضح امره بوميض مقلتيه اللامع .ليجيب بعمليه
_أشكرك يا نيلي الجميله على هذا الاطراء لى
ولاول مره تستمتع بهذا اللقب الظريف الذى لطالما ضايقها ..كان اشبه ببيوت الشعر تخرج من حنجرته لتعزف بأذنيها عزفا بديعا
نهضت نيلي لتعود لعملها الا ان الصوت المتذكر خلفها تعالى
_أخبرى والداك اننا سنسافر لبضع ايام لشرم الشيخ لاعداد بعض الاعمال هناك
أومأت براسها له بتفهم ..لتلتفت عائدا لمكتبها غير ملاحظه تلك الابتسامه الخفيه على شفتاه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وكأنه كالزئبق ..كل فخا يعده له يخرج منه كالحيه
لم يلاحظ يونس اصابعه التى تحيط بعقب السيجار البنى الرفيع وعيناه لا شاردا بالفراغ.
رفع الجريده المجاوره له ..ليقرأ الخبر العريض بصحف الغد
فوز بلاك لاين بالمناقصه الحكوميه..أبلع غصة المرار بحلقه وهو يتذكر الاتفاق القانوني الذى وقع عليه
من سيخسر سيتنازل بشكلا كاملا عن نسبته..
فتح هاتفه لينظر للرقم المدون على الهاتف بأبتسامه خبيثه لم تصل لعينيه الحاقدتين.
ليلعب ببطاقته الرابحه,,الان
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وضعت الحقائب بصندوق السياره لتسير بأتجاه العاصمه.
كانت تنظر بشرود لاعمدة الضوء بالشوارع ليلا شعرت بيده الدافئه تتدفء يدها ليطبع قبله على ظهر يدها الناعم,.مردفا
_اعلم انك متضايقه لاننى قطعت اجازتنا
بسمة رقيقه فوق شفتيها الورديه اجابت على حديث سليم..اتصال لعين مفأجىء اتاهم ليسرع بقطع الاجازه للعوده للعمل
بحق الله لم تكمل بعد يومها الثالث..الا انها تفهمت الوضع الجديد . اى مكان جواره سيكون جنة بالنسبة لها
للحظه لم تتوقع ,ان سليم المفتى يملك منزلا يقتن فيه  كانت تظنه يقتن فنادقه المرفهه الا ان اتضح مدى ضيق تفكيرها
ربتت على كتفيه بلطف هامسا
_لا بأس , سنعوض الاجازه
نظر لشفتيها الورديه المكتنزه التى تتحرك بالحديث
أقتربت شفتاه من شفتيها الا انها سرعان ما ارتدت للخلف براسها حتى اصدمت بزجاج السياره,,وجهها المتورد بخجل خرج صوتها
_السائق سيرانا
عقد حاجباه بعدم اقتناع لتتزحزح مقلتيه الزرقاء للسائق المرتكز على القياده ليتحدث بأمتعاض وكأنها تفوهت بشىء تافها للتو
_هذه الامور ليس بهذا التعقيد هنا
تفهم مقصدها من نظرات الرجاء التى غلفها الخجل القاتل بعينيها العسليتين ليشرد بيهما هتف من بين شرودها
وهو يتأمل خصلات شعرها البنيه القصيره التى تنخفض بتمرد على مقلتيها 
_هناك امرا كنت مترددا بأخبارك به يا جميله , لكننى على الحديث به
ترقبت الحديث بأهتمام.وهى تكاد تدرك ما يوده منها لكنها تحاول تكذيب هذا الشعور الداخلى..
_انا غير مستعد ان يولد اطفالي ليجدوا والدهم مريضا او محتضر لن اجعلهم يتذوقون هذا العذاب يا جميله
كانت عينيه تحدق بمقلتيه الكريستاليه بشفقه وهو يقبض على يدها المجمده,هامسا بشقاء
_لن اسمح بهذا , ابدا , لن اسمح بأن اتركك خلفي وانت
وضعت يدها على فمه لتكتم احرفه المبحوحه
_لن تتفوه بها , ارجوك , أتركينى لعيش لحظاتى الجميله معك انا راضيه بها ,صدقنى
قاومت دموعها لتكبتها بمقلتيها لتهمس له بصوت ضائع
_لك ما تريده
زفر بحرقه وهو يحتضنها بضراوه متمسكا بأخر وميض حياة لديه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
جففت شعرها الرطب بالمنشفة القطنيه مرت بجوار المراه لتتجمد قدميها تنظر لهيئتها تقسم انها تشبه المومياء بتلك الاعين
الخضراء المجهده  هالات الظلام تجمعت حول مقلتيه بذعر, بالرغم من اجازتها المفتوحه التى اعطاها لها هشام ,, الا انها لم تجد فيها الراحه
النوم هرب من عينيها , الطرقات المتردده طرقت على بابها..زفرت اسيا
وهى تحكم ربط روب الاستحمام ,,فتحت الباب لتحدق بالفراغ امامها
صوت أتاها من الاسفل لتنخفض عينيها الخضراء سرعان ما شهقت هاتفا بسعاده
_ياسين
عانقت صغيرها بشوق امومي وهى تقبل وجهه من بين صوت ضحكاته اقتنصت عبارته المتلعثمه
_لقد أخذنا انا ووالدى الغرفه المجاوره لكى
بدأت خفقات قلبها تتسارع ليحل الشحوب وجهه لتشعر بثقل جسدها ,لترتد على الارض فاقده الوعى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أوقف السائق السياره امام المبنى الفاخر بأرقي الاحياء الانجليزيه الحديثه ,رفعت جميله راسها تحاول تحديد ارتفاع ناطحة السحاب
أبتلعت جميله ريقها بتوتر غير مفسر . وكأنها تشعر انها مقبله على شىء ذو رهبه كدخولها لمنزله
حاوطها بيده على خصرها الرفيع بدعم لها للتقدم..تسألت بغرابه
_هذا ليس البيت الذى تقابلانا فيه سابقا
دس يده بجيب معطفه مرددا بثبات
_البيت الاخر بيتى ايضا لكننى لا اقتن فيه الا نادرا
سارت بجواره وهى تفكر بحديثه ..ما الفكره بأقتناء العديد من البيوت دون الاستقرار فيها .أليس نوعا من السفه المالى
جزت على زاوية شفتيها..ربما مازلت تفكرى بتفكيرك العقيم الفقير يا جميله
نظرت لتعداد الارقام المصعد بأندهاش وكأنها ارقام فلكيه لم تقتنع اعينها بما رأت للتو ,بينما ظل هو يراقب
ذهولها بتسليه حريصا على عدم ملاحظتها له ,,
توقف المصعد بطابقه .توقفا امام الباب تحديدا امام لوحة رقميه ليضغط على بعض الاذرار لينفتح الباب
ليدخل ببساطه وهو ينزع معطفه..
رفعت حاجبيها غير قادرا على اخفاء دهشتها
_ما هذا القفل الغريب
أجاب اجابة منطقيه . مخفيا مقصده الحقيقي
_نظام حمايه الالكترونى لضمان السلامه من اللصوص
هتفت وهى لا تقاوم شعورها الداخلى
_لا اظن ان هناك من يستطيع الدخول لمثل تلك البنايه
همس بالانجليزيه بصوت لم يصل اليه
_لقد وجد ودخل
مطت شفتيها وهى تعقد ذراعيها امام صدرها بينما هو جالسا على مقعده يكتفي بالنظر لها نظرات ذات مغزى معبره
_لا اعلم , ولكن حرصك وحذرك الدائم هذا يقلقنى
تظاهر بعدم سماعه لعبارتها الاخيره لينادى على الخادمه الاجنبيه لطلب كأس ماء
وضعت يدها خلف رقبتها لتقول بأجهاد
_لقد اجهدنى الطريق , سأستحم
ردد مشاكسا
_اخبرينى ان احتاجتى للمساعده
أبتسمت بخجل .لتصعد السلم أخذت بعض الوقت للبحث عن المرحاض الا انها في النهايه قد وجدته.
فتحت صنبور المياه الدافىء ليملء الحوض .لتبدأ بنزع معطفه وهى تقاوم الالم براسها
تأملت الحمام الرخامى الواسع بأعجاب ,حوض الاستحمام الواسع يكفي لقبيله كامله ,شموعا عطريه فوقه
خزانة خشبيه صغيره لطيفه وجدت بعيدا
زفرت جميله لترفع خصلات شعرها برابطة الشعر بمعصمها.فتحت الخزانه الخشبيه لتأخذ بعض المناشف,,الا انها
لاحظت انبوبتان عقار دوائي ,وكأن احدهم تعمد اخفائها هنا..أنحنت لتلتقط علب العقاقير نظرت للتعليمات المذكوره
لتبدأ بالتهجأء بلغته الانجليزيه الركيكه,,توترت قسمات وجهها وهى تدرك ما مدون على العلب
_مضادات اكتئاب , مهدأت
ما الذى يجعل رجلا كسليم ,يتناول مثل تلك العقاقير
ربما هى ليست طبيبه او خبيره طبيه و لكنها قادره على تحديد التشخيص,,تلك الادويه تستعمل للحالات النفسيه الحرجه والصعبه
بحق الله ,ماذا يخفي عنى

انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن