انا العداله(وعليك التحدى)
58جالسا على المقعد الوثير , يطالع وجهها المنتفخ الباكى وكأنها ظلت طوال الليل بنوبة بكاء غير مسبوقه , بلحظه انقلب
الطاوله لكن هذه المره فوق راس تيمور وكأننا عرائس ماريونات نتحرك بخيوط بين اصابع القدر
وكأن القدر يريد ان يرضيه بعد عذاب طال , أجهشت ايلين بالبكاء بحسره
ليغمض زين عينيه لوهله وهو يدرك شعور النغزات بصدره .. رفع لها كأس الماء لتتناوله منه بيد مرتجفه
واصابعها تتلمس يده ليسارع بسحبها ..أحاد بوجهه بعيدا عنها
لا يريد ان يشهد نظرة الانكسار بعينيها . لاحظ وقوف رشيد بجوار الباب يراقب الموقف بأثاره . ما ان تقابلا بأعينهما
حتى توارى ظله مختفيا
وضعت ايلين كأس الماء فوق الطاوله ليأخذه زينم ليتجرع باقيه وهو يفتح بعض أذرار قميصه
_حسنا , دعينى أعيد معكى الاحداث بعد حديثك
قالها زين الدين بوجه مشتعل يقاوم تهشيم الكأس بين يديه
_ تيمور يخونك اكتشفتى هذا بعد ان ذهبت لمقابلته بملهى ليلي يسهر فيه وظنك فتاه من ذوات الليله الواحده ليدعوك
لغرفته وتقولين لى هذا بعد ساعات من حفل زفافك الذى من المفترض فيه حضورك
أومأت براسها لها وهى تطالع هيئته بذعر,, لتهمس بخفوت
_ولكننى لن أذهب لحفل الزفاف
النظره الناريه التى رمقها بها , جعلتها تبتلع غصه بحلقها , لا يعرف اى شعور اجتاحه لحظتها
أيكون سعيدا لاكتشافها حقيقة تيمور القذره وهى تسلم بأبتعادها عنه , ام قد يقتضب لعودته لنفس النقطه
نقطة الصديق الذى من المفترض ان يقف بجوار حبيبته الهاربه من حفل زفافها يواسيها , لكن المؤكد بالنسبة له
ان موقفه للتو اصبح افضل بالتأكيد
حديثها اخرجه من شروده وهى تقول بنبره متردده
_أليس صديقك
هدر مصيحا بها
_ليس صديقي انت فقط التى تظنين هذا
أنكمشت برعب للحظه عم الصمت لتعود للبكاء مجددا, زفر زين بنفاذ صبر ليمسح على وجهه
جلس جوارها ليتحدث بنبره حاول قدر المستطاع اظهارها هادئه
_هل استطيع ان اعرف , لماذا تبكين الان
قاومت بكاءها ليخرج صوتها مبحوحا بمراره لم تغيب عن عينيه المدركه
_لاننى احبه
وكأنها ترفض بمنحه القليل من الراحه, تعطيه الامل ليصدق الحلم وبثوانى يجد نفسه يطارد خيطا من السراب
بالرغم من هذا حاول تفهم الامر ,
تحدث بنبره عميقه اظهرت مدى عذابه
_انا اعلم ما تشعرين به , اعلم جيدا هذا الشعور لاننى قد اكون واقفا هناك مكانك
ابتلع ريقه ليخفى بؤسه خلف ابتسامه مزيفه ارتسمت على وجهه وهو يقول
_لا يوجد شىء اسواء من شخص لا يتوقف عن تخيب امالك , شخص تحبينه قد تمنحيه العالم بكل سعاده وكل حب
دون انتظار اى مقابل فقط , فقط كلمة حب واحده ينتظرها و كأنك تتسولين الحب بينما هو غير مبالي لا يراك من
الاساس انا اعلم هذا الشعور
كانت كلماته تمس قلبها بصدق لتشعر بخفقات قلبها تضطرب امام عينيه البنيه وكأنها تنظر لاعين
كهل عجوز ارهقته نيران الحب ..همست له بفضول
_ تتحدث وكأنك تعيش هذا الشعور
ابتسم لها اكثر ابتسامه كاذبه وهو يقول متظاهرا بالبساطه
_بالطبع لا , يبدو انك نسيت مع من تتعاملين
وجدت الضحكه وجهه , ليتأمل ضحكاتها لينزف فؤاده امام ضحكاتها التى لا ترى
ربت على كتفيها ليهتف بها بسخريه
_هيا اذهبي للحمام لتنظيف وجهك تبدين قبيحه وانت تبكين
لكمته بصدره مستنكره , لتنهض واقفه . توقفت عينيها للحظه وهى تلاحظ حقيبة السفر الموضعه امام الباب
عقدت حاجبيه وهى تستدير لزين متسائله
_ما هذه الحقائب
لوهله ظل محدقا بحقيبة السفر وهو يحك مؤخرة راسه ليقف جوارها ليقول بتفكير متردد
_ انها , انها حقائب امى كانت تنوى السفر ولكننى اظن اننى سأجعلها تبقي لوقت اطول
احاط كتفيها بذراعه وكأنه يحاوط صديقا حميم وهو يقودها بعيدا حتى لا تستفيض بالحديث اكثر
_هل اخبرتك سابقا اننى اجيد صنع القهوه
هتفت مسرعا من بين ضحكاتها
_لا ارجوك , لا اريد النوم مجددا
شعر بثقل انفاسه متذكرا , حتى انه سعل بقوه هتف بها بأمر
_هيا أذهبي للحمام
ما كاد ان يستدير , الا صوتها وهى تنادى اسمه خلفه جعله يتوقف ليستدير له
_ لا تتعارك مع تيمور , ليس لاننى مازلت احبه ولكن لاننى لا اريد ان اسبب لك المتاعب اكثر
وجدته يخصه بنظره لم تدرك معناها ليستدير منصرفا في صمت , لم تلاحظ هى انفاسه التى تلاحقت
ليسحب نفسا طويلا ليحبسه بأعماق صدره المشتعل
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت اصابعها تداعب السوار الماسي بمعصمها وعينيها تحدق بتركيز لتفاصيل بعض اوراق العمل
اتت الطرقات على الباب لتدخل المساعده الانجليزيه لتقول بلغة اصبحت تعتاده اذنيها
_سيده جميله , سيد نادر ينتظرك بالخارج
أنتبهت جميله للحديث , لتجيب بعمليه بعباره مختصره
_ادخليه حالا
غادرت المساعده وعينيها معلقا بالباب لجظات ووجدته يتقدم بالدخول , ابتسم بعفويه وهى تنظر لهيئته الارستقراطيه
التى يأبي التنازل عنها بحلة رماديه وبوجه بدى لها بشوشا بشكل غير معتاد وشعيرات ذقنه المهذبه بدت لها
كوجه مألوفا لها ,, وكأنها عادت للزمن للخلف وهى ترى وجه ياقوت
وقف امام مكتبها مستندا على عصاه العاج برأس ذهبيه يطالعها كهيئة امبراطور يتأمل ابنته بفخر
تحدث قائلا
_تبدين جميله يا فتاه وكأنك خلقتى لهذا المكان
قد تبدو حمقاء امام نفسها الا انها صدقت نبرته الصادقه لتلمس قلبها
مطت شفتيها لتقول بود
_ أشتقت لك ايها العجوز المتعجرف
أستقامت ناهضه لتسير بأتجاهه لتحتضنه , كانت تحتاج هذا العناق الابوى , والدها توفي وهى صغيره لم تشبع احتياجها
لوجوده ووجدته من ياقوت الا ان الاوان حينها قد فات ..
صوته العميق وصل قائلا جوار أذنيها
_ كيف يعاملك سليم
أجفلت من سؤاله لتبتعد عن ذراعيه لترمقه بحذر
_أمازلت على خلافات معه ,
توهجت مقلتيه بنظره عدائيه ناريه ليعتدل موضع نظارته الطبيه امام عينيه
أستندت على مكتبه لتعقد ذراعيها امام صدرها مردفا
_سليم رجل صالح وزوج ناجح للغايه يا نادر , أتمنى ان تتجاهلا خلفاتكم سويا لان فى النهايه انتما
تهمانى انا لن انسي انك كنت البدايه فى حياتى انت من علمتنى العمل و هو زوجى
جلس المقعد وهو يضع قدما فوق الاخرى ليردف بفحيح خبيث
_اتمنى ان تظلين على رايك هذا بعد ما ستعرفينه
أعتدلت بوقفتها بأهتمام واضح , هتفت بفضول لم تستطع أخفائه
_ماذا تقصد
نزع نظارته لينظفها بقماشة قطنيه وهو يتحدث
_انا وانت نعلم مدى غموض شخصية سليم المفتى يا جميله , ولا اظن انك نسيت حديثى فى بداية
حضورنا لهنا , الثراء الفاحش السريع ترفعه عن تفسير اى امور شخصية أعتقد انك وبالرغم
من كونك زوجته الا انك مازلت لا تعرفين الكثير عن سليم
كان حديثه حقيقي وواقعى الى حد كبير ربما هذا ما زاد غضبها .. هى بالرغم من القرب الشديد منه
لا تدرك الكثير عنه فقط ما يعرفه المحيطين
أخرج من جيب سترته الداخلى بطاقه ليرفعها لها
_ان كنت مهتمه بمعرفة التفاصيل فسأنتظرك غدا الساعه الثانيه على هذا العنوان بشقتى الجديده ولا تعلمين زوجك
الفاضل أخبريه انك ستتسوقين و لتتأكدى انك غير مراقبه
جحظت عينيها , لتهدر مصيحا
_نادر لا تعبث معى , ولماذا سيراقبنى احدهم
_ليس احدهم يا جميله بل هو زوجك من يرسل شخصا لمراقبتك ان لم تصدقينى ف أساليه لن ينكر
وضع البطاقه فوق مكتبها ليستدير ذاهبا
_لن أتى يا نادر لا تنتظرنى
سار بلا مبالاه متابعا طريقه وهو يرفع عصاه في الهواء متحدثا بحكمه
_لست انا من سينتظرك يا عزيزتى حين تأتين ستعرفين كل شىء
انفاسها تلهث بأنفعال تناولت الورقه لتضيق عينيها وهى تنظر للعنوان المدون
شقة بحى فقير للغايه لا تناسب مستواه الفاره كمحامى للطبقة الراقيه,, أغلقت أضاءت المكتب لتحدق من خلف الزجاج
المعتم لمكتبها للطريق , حينها فغرت شفتيها وهى تطالع سيارة سوداء
مصطفه امام المبنى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان يرتشف كوب الشاي بهدوء يطالع زائرين المطعم الفندقي من خلف نظارته الشمسيه بشرود
لا يعلم ما موقفه من ما يحدث , بلحظه قرر زوجها السابق العوده ليعود ليجتاح بماضيه جوارح خطيبته
تطلع لخاتم زواجه بيده اليمنى ..للحظه توارى بذهنه سؤال
هل قد ينتقل ذاك الخاتم ليده اليسرى ام سيظل على حاله , ظلها حجب الضوء عنه ليصل عطره الخوخى لانفه
أبتسم تلقائيا وهو يرفع راسه لها قائلا
_يبدو اننى رجلا محظوظا حقا لحضورك الان
جلست اسيا على المقعد المواجه له , لتطلع لوجهه بأسف , تمتمت بصوت ساحر أستشعر فيه الاسف
_ هل انت بخير
رفع كتفيه متظاهرا بلا مبالاه وهو يرفع القدح لشفتيه مردفا بصوت أجش أخفى الكثير
_ولماذا لا أكون بخير
كانت اصابعها مشبكه بتوتر , كانت اجابه بسيطه الا انها حملت الكثير من الهموم لها
اخر ما كانت تتوقع هو ظهور فريد بحياتها لتعود معه كل الذكريات الاليمه ,وما يرهقها اكثر هو تحتضر هشام
وتفهمه الكبير لا تنكر دعمه الا انها ايضا لن تستطيع انكار شعوره الغاضب المكبوت الذى يكافح بأخفائه
بللت شفتيها لتشعر بالكلمات المختنقه تكبت كصخور ثقيله فوق صدرها لتزفر بمراره
لتلتزم الصمت , أتاها صوته ليرفع عنها الحرج الكبير
_انا اعلم ما تريدين قوله لى يا اسيا لا داعى لكل هذا الذنب
بسمة خفيفه بادلها لها ليمسك يدها الناعمه ليقول بثبات
_استطيع ان اعرف عنك الكثير من مجرد النظر لعيناك
تسللت الراحه لقلبها المضرب ,احنت راسها بعجز لتترك لدموعها الخلاص وهى تهمس
_انا اسفه على هذه الفوضي
نظر لخاتم زواجها الماسي الذى يلتمع بين اصابعها الخمريه الرشيقه ,,
_ انا اعذر فريد يا اسيا , انت لست زوجه يسهل التنازل عنك بهذه البساطه الا اننى اخبرتك سابقا
اننى اقبل هذا التحدى وسأفوز بقلبك
رفعت عيناها الخضراء له قائله
_لقد فزت بالفعل به يا هشام
كانت نظراته من خلف العدسات المعتمه تبوح بعدم الاقتناع الا ان شيئا داخلى راقه هذا الشعور , شعور الظفر
والاستسلام لحب معلق ,,امام كلمة الفوز بقلبها
أعتدل بجلسته ,متنحنحا مقاوما تأثير نظراتها القويه التى اقتحمت قلبه بمشاعر فياضه
ليتحدث بجديه متجاهلا مشاعره المستثيره
_ سأدعوك الليله للعشاء لتمضي بعض الوقت معا
أومأت براسه له بالقبول , لم يلاحظا زوج الاعين التى تراقب من بعيد الموقف بكل تفاصيله
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يسير كالثور الهائج ذهابا وايابا بالغرفه , تهالت الرساله المسجله اللعينه بأغلاق هاتفها
نزع تيمور بأنفعال رابطة عنقه ,,وهو يحدق من خلف الزجاج بضيوف الحفل
_اللعنه ,,اللعنه
بللت فريده وجهها بالماء البارد بمحاولة منها لكبح رباط أنفعالاتها ..منذ الصباح وهاتف رفيقتها مغلق
تذكر انها شعرت بالهلع وهى تطلع لحال البيت البأئس الفوضاوى ,,للحظه شعرت بالرعب من ما قد تقترفه
ايلين بنفسها بأى تصرفا مجنون ,,
هل كانت مخطئه عندما ساعدت رفيقتها بمعرفة حقيقة تيمور,, لا تعلم أعليها القلق والخوف عليها ام
تشعر بالسعاده لابتعادها عن طريق الحقير
الحفل بالخارج يضج بالموسيقي والملل الذى بدى على ضيوف حفل الزفاف
رفعت فريده راسها ,لتجحظ عينيها وهى تطالع وجه تيمور أنفلتت منها شهقت وهى تشعر بقبضته القويه تدفعها للحائط الرخامى
تسارعت انفاسها وقبضته تعتصر فكها ,تحدث بفحيح شيطانى وهى تحدقق بعينيه الناريه
_اين صديقتك الهاربه
تمتمت بهلع
_لا اعرف , صدقنى لا اعرف
للحظه بدت له الصوره اكثر وضوحا ,,ليطالعها بأذدراء ليجز على اسنانه وهو يخرج احرف كلماته
_ولكننى عرفت
تأوهت فريده وهو يدفعها بعيدا لتسقط ارضا ,,لينطلق تيمور مبتعدا لمرأب السيارات
أطلق سباب لعيبن وهو يطالع اطارات سيارته المفرغه
_لا داعى للبذائه , فأنا من أفرغت اطارت سيارتك لست بشخص غريب
أستدار تيمور ليطالع وجه زين المشتعل بجنون,
بصق تيمور ارضا , مرددا
_أذن العروس الهاربه ذهبت أليك
لم تفلح كلماته بأستفزازه وعلى وجه زين ابتسامه بارده فارغه,,تمتم بالانجليزيه وهو يخرج عقب سيجاره
ليشعله امام أعين تيمور الناريه
_تعلم المثل الانجليزي الشهير , الكل شريف حتى تأتى العاهره
نفخ انفاس سيجاره بوجهه لتتسع شفتيه بأبتسامه ذات مغزى ,وهو ينطق عبارته بوقاحه
_وانت يا تيمور العاهره
ما كاد تيمور ان يرفع يده بلكمه حتى عاجله زين بلكمة بمنتصف وجهه , خرجت صيحة قويه من بين فك تيمور متأوها
بألم ,,لم يعطيه زين الفرصه للتوازن ليضربه بين قدميه ليسقط ارضا منوجعا
طالع هيئته بأشمئزاز ,,ليسحب مفاتيح سيارة تيمور التى سقطت ارضا
وهو يجزب قدم تيمور لمؤخرة السياره صاح تيمور وهو يقاوم زين بلكمات فى الهواء لم تساعده الرؤيه المشوشه
_ماذا تفعل بحق الله
فتح صندوق سيارته ,لينحنى زين ليغرز عقب السيجار بجفون عينيه ليهدر تيمور بتأوه صارخا
_هذه لانك نكث وعدك يا حقير
جذبه زين لصندوق السياره ليدفعه للدخال ,,كان اخر ما سمعه قبل ان تنطفىء الاضواء امام عينيه قبل ان يغلق صندوق
السياره صوته الخطير الهاتف
_ تهانينا على حفل الزفاف السعيد يا كابتن تيمور اتمنى ان ينال جناحك الجديد اعجابك
سار زين بأتجاه سيارته بتسليه وهو ينصت لصياح تيمور من صندوق سيارته خلفه الذى كان اشبه لاذنيه
بمعزوفه عالميه ,حملت لقلبه بعض الرضا
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
دخلت جميله البيت , عقدت حاجبيها وهى تنصت لصوت الموسيقي العزب الذى تعالى بأرجاء البيت
رأت خياله الطويل يقف خلف الستار الحريرى بالشرفه ,,تقدمت منه لتبتسم بعفويه وهى تراه يشعل الشموع
فوق طاولة بيضاء وضعت عليها بعض اطباق الطعام
_لا تراهنى على صبرى مجددا , لان الساعه لديك تتمدد لتصبح سبع ساعات
قالها سليم وهو يتأمل طاولة الطعام بتقيم,,ربتت على كتفيه هامسا بذنب
_اسفه على التأخير , لقد تراكم على العمل لايام لكن طعامك سينسينى متاعب العمل فأنا جائعه للغايه
سحب المقعد لينحنى امامها بلباقه مرددا بالفرنسيه
_تفضلى سيدتى, اتمنى ان ينول طهى اعجابك
جلست على المقعد ليقابلها الاخر بجلسته امامها,,
بدأت بتقطيع شريحة اللحم ,وهى تردد
_تبدو لغتك الفرنسيه جيده
أومأ براسه لها مجيبا بصوت عميق
_لقد كنت مؤخرا اتنقل بين انجلترا وفرنسا اظن ان لغتى الفرنسيه تحسنت كثيرا
تاملت وجهه وضى القمر ينير سهرتهما الليليه,,رفع الشوكه لفمه لتقاطعه صوتها الهامس بنبرة لم تألفها أذنيها
_لماذا تراقبنى يا سليم
تعلقت الشوكه بالهواء ليعم السكون الموقف ,,تستطيع سماع دقات قلبه المتسارعه
أنزل الشوكه ليضعه على حافة الطبق
تحدث بفراغ
_كيف عرفتى هذا الامر
_انا لا أسألك لتجيب بسؤال اخر , احترم ذكائي يا سليم
شعر بجفاف حلقه , ليسحب كأس الماء المجاور له بينما نظراتها المتحفزه لا تتزحزح عنه
_ليست مراقبة انها حراسه لك
رفعت حاجبيها بأستنكار مرددا
_حراسه
زفر سليم ليقول بجفاء بعد ان شعر انه قد فقدت شهيته للطعام
_لم اود مضايقتك بأمر الحراسه لتأخذى راحتك التامه
ضربت بقبضته فوق الطاوله وهى تهدر صائحه
_ولماذا سأحتاج رجالك حولى
تجاهل نبرتها الحاده مستعينا بصبره ,ليقول بجفاء
_الحراسة مطلوبه لاى شخصية عامة يا جميلة , وانت الان اصبحت زوجتى وانا مسئول عن حمايتك
هتفت بنفس الحده
_وانا لن اطلبها يا سليم , لقدمللت من هذا الغموض
أندفعت مبتعده بخطوات الا ان صوته الهاتف خلفها جعلها تتسمر
_لم تخبرينى بعد كيف علمتى بأمر الحراسه
أستدارت له لتتفوه بنفس نبرة التحدى التى يحملها بحديثه
_لن اخبرك , طالما تلتزم بالغموض اظن ان من العدل ايضا ان احتفظ ببعضا منه
تركته وصعدت لغرفته ,, ليدرك ان جميله قد طرقت اولى دقات التمرد عليه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
حدق ياسين بوالده الذى ظل يسير بالغرفه بجنون يحدث نفسه بترهات لم يفهم منها الكثير
كان معظمه سباب على العم هشام ,,و عشاء لعين بالمساء
_ابي , هل انت بخير
أدار راسه ببطء لابنه ليتمتم متسائلا
_هل ابدو لك اننى بخير
اشاح برأسه نفيا ,ليأتيه صوت فريد المجيب
_اذن انا لست بخير يا ياسين, الامر يتعلق بهشام مدير والدتك
تمتم ياسين بعفويه
_زوج امى
مط فريد شفتيه بأمتعاض قال
_ليس بعد يا ياسين فأنا لن اسمح بهذا
مط ياسين شفتيه بتفكير وهو يحرك قدميه القصيره التى لم تصل للارض
_لماذا اننى احب العم هشام , انه لطيف ويلاعبنى ويجلب لى الهدايا ونظيف
رفع حاجبيه بلا مبالاه وهو ينصت لتلك الكلمه الغير ملائمه على الاطلاق بباقي الصفات السابقه
_نظيف تعبير غريب , جميعنا يجب ان نكون نظفاء
حك شعره الناعم وهو يردد بتلقائيه متذكرا حديث والدته
_لا امى تخبرنى ان العم هشام نظيف بشكل اكثر من الجميع
تعالت ضحكاته بمرح وهو يردد بطفوليه متابعا
_اعتقد انه يستحم كل دقيقه
تعالت الضحكات الطفوليه مجددا , لم يلاحظ أعين والده التى برقت بتفكير وهو يهمس بخفوت
_أذن ما يقال عنه صحيح , هل
أتسعت ابتسامة فريد الخبيث ,,لتتعلق ذهنه بنقطه محدده تحديدا سلة القمامه المجاوره له
خرج هشام من المرحاض وهو يجفف راسه بالمنشفة القطنيه ,, لم يتبقي الكثير على العشاء
ما ان جذب المنشفه بعيدا ,,حتى طالع الغرفه بجنون لتتعالى صيحة خشنه ارجاء الفندق
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

أنت تقرأ
انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمد
عاطفيةما نحن الا رقعة شطرنج تحرك بالايدي.. ندافع عن ملك لا نراه ولكننا بنهايه مكلفون بحمايته نموت فداء له وهو حتي لا يعرفنا او يرانا يكتفي بمراقبة لحظاتنا الاخيره ونحن نلفظ انفاسنا.. لاقرر ببناء رقعه جديده نغير بها مسار اللعبه ما رايك ان نغير القوانين ونغ...