انا العداله(وعليك التحدى)
60
تتابعت حركات قدميها الرشيقه الراقصه , كانت تستشعر لمسات الموسيقه المعبره برقصها
لن تستسلم للماضي , تيمور اصبح صفحة مطويه بحياتها و انتهى الامر .
كانت تدور , و تدور , وتدور .توقفت عن الرقص لتحدق بأنعكاس المراه , شابا طويل القامه بشعر ذهبي يراقبها من
بعيد من خلف الزجاج , ما ان ادرك اكتشافه لامره حتى سارع الشاب منصرفا
اسرعت ايلين تلحق به راكضه ,,وهى تنادى
_انتظر , انتظر
توقفت قدميه لتتهدأ هى خطواتها خلفه ,, تمتمت بالانجليزيه
_لماذا تطاردنى
أستدار لها ليقابل وجهها خرج صوته بحرج مشوش
_ انا اسف ,
لم تتوقع هذا الجواب السريع , كان يرتدى قميص ابيض و بنطال اسود بملامح انجليزيه ولكنة لا تخطئها اذنيها
كان يبدو شاب مهذب لم تتوقع ان تخرج منه هذه المضايقات لقد ظلت لاسابيع تفكر
_اسف , انا لم اكن استطيع النوم بسبب رسائلك التى تطاردنى بمنزلى و بعملى و تدريبي
ظهرت علامات الاستفهام على وجه الشاب ليردف بحيره
_ عفوا , اظن انك أخطأت بالامر
رمقته بدهشه لتردد بغباء
_ هل تقصد انك لست من تطاردنى و تبعت هذه الرسائل
_اى رسائل , لقد كنت فقط اراقب تدريباتك لاننى لفتره لم اراك
عقدت حاجبيها قائله بشك
_ تراقبنى
بدت ملامح التوتر على وجهه ليزفر بأستسلام ليقول بصدق
_ نعم ايلين , تأتين الساعه السابعه صباحا لتنهى تدريباتك في السادسه مساءا تأخذين قهوتك في المطعم من ثم تذهبين
تراجعت خطواتها للخلف , لتشعر بثقل جسدها همست بفزع
_من انت ؟
ضيقت عيناها للحظات لتردف بتركيز
_ انتظر لحظه , أليس انت
قاطعها صوته
_ مهندس الديكور الذى يعد حفلات الباليه بالاوبرا
_ لكن كيف
تحدث قائلا
_ ان كنت تملكين الوقت استطيع التوضيح لك
أومأت براسها له بتردد
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت سيارة الاجره تدور بغير هدف بين الطرقات كانت دموعها تنساب بألم لا تعرف ماذا تفعل
أوقفت السياره امام البحر , لتسرع مترجله من السياره
نزعت حذائها لتركض مسرعه بقدميها فوق الرمال
تحدق فى الفراغ بوجوم ..كان عقارب الساعه تمضي , و تمضى بينما هى بنفس الهيئة
الصمت , الوجه الثابت دون ردت فعل حتى البكاء اصبحت تشعر انها غير قادره على ذرف المزيد من الدموع ..مجهده
ضعيفه , استنزفت كل طاقتها , وكأن روحها انفصلت عن جسدها لتبقي معلقه بالهواء , كالسراب الخفي
تمنت ان تتلاشي كتلاشي رذاذ البحر في الفضاء
الصورة اصبحت واضحه لها بشكلا كبير , هكذا رأت الحقيقه كم كانت بشعه لكن هذا لا يمنع من كونه واقع تحياه
دوما تدرك بشاعة الحقيقه ولكنها لم تظن للحظه ان تكون بهذا السوء ..وضعها حرج لا يحسد
لقد وقعت بين حبها و مبادئها أيهما ستختار ,, أيهما المصيب ,,ربما تدرك انها ليست بحاجه لتسأل هذا السؤال
كانت بداخلها تعلم الاجابه جيدا ..كانت تعلم الصواب , لكن السؤال الاصح هنا
هل ستستطيع تنفيذه ام لا ..
هل تهرب وتترك كل شىء خلفها ,, الامر سيزداد تعقيدا حينها قد يصل لها سليم و يسوء الامر اكثر
أغمضت عينيها وهى تستذكر هذا الاسم الذى لم تعتاده اذناها ,, هارون
حتى اسم زوجها لا تعرفه , ترى هل دون اسمه الحقيقي فوق عقد زواجها ام اكتفي باسم المزيف ..
اغمضت عينيها لتشعر بالهواء البارد يتخلخل خصلات شعرها المتطايره وكأنها اتحدت بروحها المحترقه مع الهواء
البارد ليزيد اشتعال قلبها النازف, نقائها اصطدم ببشاعة بوجهه البشع ليلقي خلفه حطام ,جسدا فارغ
فتحت عيناها البنيه لتتطلع لامواج البحر القويه ,, لقد قررت , لقد اختارت
رفعت راسها للسماء لتهمس بخفوت
_ سأفعل , سأفعل الصواب
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
طرقت على الباب بخفقات حرجه , كانت تحاول استعادة الكلمات المعتذره التى ظلت تحفظها بذهنها لعلها تواسي موقفه
تستطيع التنبوء بما فعله فريد بهشام ,, شخص مسالم مهذب كهشام من الصعب التعامل مع خبث و فجاجة فريد
كانت تعلم ان المقارنه ظالمه لهشام , جزعت على شفتيها وهى تتذكر ذكراه اللعينه التى تأبي ترك ذهنها ..
انفتح باب الغرفه ببطء لتعقد حاجبيها اسيا بريبه ,,تدريجيا وضحت الغرفه لتشهق بصدمه
_ لا , لا تقل لى
كان هيئة هشام بائسه يقف جوار الباب فى صمت ممسكا بسلة القمامه بقفذات يده الطبيه
خرجت عباراته بسخريه اختصرت العديد من الاحاديث الموضحه
_ نعم , ما فهمته صحيح
هتفت اسيا بحده وهى تتطلع لفوضي الغرفه
_ أقسم ان اطرده من الفندق بالكامل لقد تجاوز حدوده
ركل الباب بقدمه , ليتابع عمله التنظيفي ,متحدثا بنبره غامضه حملت الكثير
_ لا داعى لذلك , أتركينى انا للتعامل
_ هشام
صوتها الناعم تسرب لاذنيه كلحن جميل , نظر لها من خلف كتفيه ليرمقها بنظرة فارغه
تنحنحت اسيا ليخرج صوتها مبحوحا
_ انا لا اريد اخفاء شىء عنك كما وعدتك وانا لا اريد ان انكث بوعدى ابدا لك
الاهتمام بدى بعيناه , ليضع سلة القمامه جانبا ليقترب منها بحذر
_ استغل انشغالي ليذهب لكى .
جاء فمها الفارغ كأجابه ..
_ كيف عرفت
نظر للغرفه ليجيب بأستهجان
_ اظن ان هيئة الغرفه كانت لديها الاجابه ,
أضاف بحنكه , مرددا
_ هناك من اخبره بأمر فوبياي , هناك واشي يستغل نقاط ضعفي ضدى
رفعت كتفيها بتفكير مردفا
_ بالطبع لا , انا لم اقل شىء عن سرك
ظل للحظات صامتا , ليبتسم بفهم فى غموض ليقول بفطنه
_ لكننى عرفت من اخبره , وانا رجل كريم و الكريم يرد بزياده
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ارتشفت كوب قهوتها الورقي وعيناها لا تحد عنه كانت الافكار المتخبطه بذهنها تحاول تنظيمها
تحدثت ايلين بعد تفكير
_ حسنا أذا , انت يا جونيور معجب بي .لماذا لم تقل هذا من زمن , لماذا هذا الوقت تحديدا
زفر جونيور , ليقول بنبره رزينه
_ لقد حاولت عدة مرات التقرب منك و لكن لم تسمح لى الفرصه حتى اننى اتيت مستجمعا
شجاعتى لاتى لك ذات يوم الا اننى رأيت الفتيات تهنيئك بخطبتك , فأنسحبت فى صمت
همست ايلين
_ والان أتيت بعد ان عرفت اننى لن اتزوج.
أجاب بلا تردد
_ نعم ايلين
بللت شفتيها تحاول استجماع شتات نفسها
_ ولكنك ترددت فى البوح لى
اتاها رده بنبره صادقه ,
_ لاننى ظننت اننى غير مستعد , أيلين , هل تتزوجينى
أجفلت من طلبه المفاجىء , حتى انها ظلت تسبل اهدابها الطويله بعدم اقتناع
_ الا تظن ان الوقت مبكرا على مثل هذا الكلام , انا للتو تعرفت عليك , لقد ظننتك تطاردنى
قال بثقه
_ قد يكون غريبا ما ستسمعيه منى قد تهربي
بعد سمعاه لكننى على الاقل سأكون مستريح للبوح لكى , انا شاب ليس لدى العديد من العلاقات كنت دوما ملتزم
دراستى , مواعيدى , عملى , انتى تشبهينى لاول مره قد اشعر بالانجذاب لاحدهم , ان قبلت سأكون سعيدا
وانا اقبل بكل شروطك , لقد سمعت انك تركت خطيبك السابق بعد ان خانك على الاقل انا لن افعل ذلك
كانت تشعر بالرعب ربما لكون حديثه منطقي الى حد كبير . حتى وان بدى فى ظاهره غريب و تستنكر الا ان هذا
لا يمنعها من التفكير , لقد احبت بقلبها و جرحت , لماذا لا تحاول الحب بعقلها
_ حتى وان كان هذا صحيحا , هذا لا يعنى ان اقبل بعرض زواجك
قالتها ايلين بمحاولة منها لزعزعت التفكير بداخلها ,, اجاب الاخر بحكمه
_ لا بأس , لنتواعد لبعض الوقت بالرغم من اننى اظن ان النهاية ستكون الزواج
ضيقت عيناها البنيه الجميله بسخريه
_ من اين تلك الثقه
_ انه يقين , يقين داخلى يا ايلين
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
دخلت جميله البيت لتسير بخطوات متردده , الصمت المخيم على البيت اقلقها وما زاد توترها اكثر هو تأخرها
أتت مدبرة المنزل لجميله لتقول بتهذيب
_ اهلا سيده جميله , أتحبين تقديم الطعام الان
اعادت خصلات شعرها البنى للخلف لتردف بجفاء
_ لا ليس الان , هل غادر سليم
أومأت السيده الاربعينيه ,لتضيف متحدثه
_ نعم , لقد قال انه لديه بعض الاعمال الضروريه و لن يتأخر
ألتقطت انفاسها براحه لتشعر بقليل من الاسترخاء و غيابه عن المنزل اراحها , كان سيرهقها امر اخفائها غيابها عنه
لا تدرك اى قول كانت ستقوله له ليقتنع بتأخرها
تحدثت جميله بلكنه انجليزيه محكمه بتهذيب
_ تستطيعين اخذ اليوم كأجازه ,لا اظن سأحتاجك اليوم شكرا لك
بادلتها المراه بالابتسام لها بود , لتنصرف سارت لغرفتها الى ان توقفت بمنتصف غرفة تبديل الملابس
ألتقطت ثوب زهرى اللون عارى الظهر طويل الاكمام لتضعه فوق المقعد
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت عيناه لا تحد عن شاشة الحاسوب الى ان اتأه صوت مأمون
_ لم اصدق حين اخبرونى انك أتيت , يبدو ان الزواج ممتعا للغايه حتى تقطع عطلتك الزوجيه
نبرة مأمون المستهزاءه كان واضحه له , الا انه اصر على تجاهل مشاكسته فالوقت غير مناسب لخلافات اضافيه
أسند راسه للخلف وهو يعتدل بجلسته فوق المقعد ليردف بخشونه
_ صدقنى الزواج امتع شىء في هذه الحياه , من المؤسف كونك مازلت عازبا يا فيليب
استند على طرف المكتب وهى يتأمل وجه رفيقه المضىء بأبتسامة نادرت الوجود على وجهه وكأنه يقيم تأثيرها الساحر
عليه ..اجاب الاخر بفتور
_ أفضل ان اموت عازبا على ان اسلم لامراه .
زفر سليم بملل , ليتحدث بجفاء
_ لا اعلم ما مشكلتك مع جميله , لولا انك رجل لقلت انك تغار .
هدر بجنون قائلا
_ لانك لا ترى نفسك كيف اصبحت ,
انظاره عادت لتركيز على الشاشه الحاسوب مردفا
_ وانا اخبرتك سابقا , جميله لا تعرف اى شىء عن حياتى السابقه انا حريص فى هذا الامر تحديدا , فلا تقلق .
نظر لساعة معصمه لينهض ملتقطا اغراضه ,,
_ لقد انتهى عملى , سأغادر
_ لقد اشتقت للجميله التى لا تقدر على الابتعاد عنها
هتف بأستفزاز وهو يسير للباب و هو يودعه مشيرا
_ انها زوجتى , وانت صديقي لا تنسى هذا يا ابله
جلس فى السياره لتتحرك بأتجاه فى طريق المنزل . سحب المجله المجاورة له ليقلب بين صفحاتها بغير اكتراث
ابتسامه ودوده علت شفتيه ,وهو يطالع صورة طفلة صغيره
شعور بالحنين داعب اوتار قلبه وهو يتأمل صورة الطفلة الصغيره,,تذكر ملك طفلته الصغيره منذ ايام لم يهاتفها
وكأن سحرها الخلاب امتص كل تفكيره ,,سحب هاتفه لتنصت لصوت الرنين الممل الطويل الى ان اتاه صوتها العربي
_ اهلا بالعريس
لوهله شعر بخطأ الرقم الا ان عربيتها المميزه قذفت بأذنه لتعيده للتفكير
_ لا اعلم لماذا دوما عندما احدثك يا ملك اشعر اننى احدث مطلقه لديها اربعة اطفال ليست طفلة صغيره
صاح صوتها بحده طفوليه لتختلط الكلمات ببعضها
_ لقد تركتنى وحيده بين هولاء الحمقى , ألم تخبرنى انك ستأتى لاخذى و سأعيش معكم
مط شفتيه بأعتراض , ليردف بلهجه امره
_ اولا ليس من التهذيب نعت زملائك بالحمقى فأنت واحده منهم ثانيا انا لم اتركك سوي يومان لم تشعرى بغيابي
حجمت ثورتها لتهمس بخفوت تعلم اثره عليه
_ ولكننى اريد العيش معك
غصة بحلقه شعر بمرارتها , ليجيب بوجه بلا ملامح
_ قريبا , قريبا جدا لا تقلقي
_ احبك
ابتسم ابتسامه لم تصل لعينيه الا انها شعرتها من دفء صوته
_ وانا اكثر .
انهى المكالمه , ليترجل من السياره ليصعد لمنزله بخطوات متعجله ملئها الشوق و الحنين ,,ادار المفتاح
ليدخل فى صمت , عبس وجهه بتفكير و صوت موسيقي هادئه منبعثه بحث بعينيه عنها الا ان فى لحظه توقفت قدميه
امام الستار المتطاير , كانت تشعل الشموع الصغيره فوق طاولة خشبيه وضعت عليها اطباق طعام ,,سارت عيناه
بتدقيق فوق ثوبها الزهرى الذى برز جمالها بجنون ,فتح أذرار مقدمة قميصه ليمسح حبيبات العرق التى تركزت
حول رقبته بتأثر ..أقترب منها حمسحور ليعتقل خصرها النحيل ,لوهله تصلب وجهها لتشعر بأنفاسه تلفح رقبتها
أبتلعت غصة مريره بحلقها تجاهد بالثبات ليصل لها صوت العميق الدافء
_ كل هذا لاجلى .
كورت قبضتها تحاول طلب الثبات من اعماقها , لتستدير له لتقابل وجهه ببسمة رقيقه
خرج صوتها ناعم يعبر أذنيه ليزيده تأثرا
_ فكرت فى الاعتذار .
كان يرمقها بأهتمام , وهو يشعر بالشوق لها الذى لا ينطفىء ليزيده سعادة نبرتها الجديده ,,كان صوتها يخرج متحشرجا
_ كنت اريد الاعتذار عما حدث اليوم صباحا , اريد البوح لك بالكثير يا سليم
كان اسمه يتردد بذهنها كصوت جرس أنذار ,,أرتجفت واصابعه تسير فوق عضمة الترقواه النافره كانت تجاهد
امام لامساته البسيطه التى لها اثر الجنون عليها ,,تابعت الحديث
_ كان يجب ان اعلم ان لك خصوصياتك و اسراراك لا داعي للضغط عليك حتى تبوح لى يكفى اننى اثق بك وانا هنا
معك , يكفي ان اتحدث انا ,
أقترب منها ليلامس وجنتها بشفتيه الدافئه ليتأوه بأستسلام ,,كانت شفتيه تتجول حول صفحة وجنتها وهو يهمس لها
_ لا تعلمين كم اراحنى هذا الكلام يا جميله . لم اكن سأخفي عنك انا فقط انتظر الوقت المناسب للبوح لكى فيه
قبضة اعتصرتها قلبها ليصرخ قلبها ألما ,,كان ارتعاش جسدها هذه المره لم تستطع أخفائه حتى انه احاطها بذراعيه
ليهمس لها بأطمئنان
_ هل انت بخير
أومأت براسها لتنسحب من محيطه قليلا الا ان يداه فوق خصرها رفضت الابتعاد ,
_ لنأكل قبل ان يبرد الطعام
جلسا على الطاوله , كانت تحدق بطبقها بشرود كم تمنت ان تغرز وجهها بالطبق حتى لا ينفضح امرها امامه
كانت تدرك مدى فراسته , من نظرة واحده لعينيه ستنكشف الاوراق لذلك اكتفت بالصمت
_ يبدو ان التسوق اليوم كان ممتعا ستأتى الفاتوره نهايه شهر تكلف ثروه .
ردد عبارته بلطف ودود الا انه صوتها القاتم اجابه
_ لقد كان بشعا
خرجت جملتها بغير وعى, لتتوقف الشوكه معلقه فى الهواء قبل ان تصل لفمه ,همست بهدوء وابتسامه بظلال سوداء
فوق شفتيها
_ لم اجلب الكثير , لم اجد ما يلائمنى .
رمقها بنظره بلا تعبير ليتابع طعامه ,,ليعم الصمت مجددا ,,
كانت الجلسه صامته الا ان تفكيرهم يبوح بالكثير ,,كانت عيناها لا تحد عن طبق طعامها تداعب بشوكتها الخضار
بجانب طعامها بينما هو عيناها الحادتين لا تحد عنها و الشك يصفع تفكيره ,,وضع ادوات الطعام على حافة طبقه
لتحدث صوتا ايقظها من تفكيرها ,,نزع سترته السوداء ليلقيها جانبا ليتحدث بهدوء معاكسا تمام عما في نفسه
_ ماذا تخفين يا جميله
سقطت السكين من يدها المرتجفه , انزلت يدها لتخفيها اسفل الطاوله ,لتتمتم بعبارتها
_ ماذا تعنى ,
أسند ذراعيه فوق الطاوله ليهيمن على الوضع بحضوره ليقول
_ لا اعلم انت أخبرينى , انا لست اعمى حتى لا اللاحظ التغير بك .
حدقت بعمق عينيك الزرقاء لتردف بنفس القوه
_ اتعدنى ان تجيب بصراحه .
كانت عبارتها تحمل معانى كثيره لم يلاحظها هو , الا ان اكتفى بالتحديق بعينيها ليصل لاذنيها كلمته
_ أعدك
رمقتها بأهتمام لتتابع الحديث بعد صمت طال
_ هل تذكر ما اخبرتك به سابقا ,عن اللص الذى أتى لبيت ياقوت الذى اعمل فيه
تكرارها للذكرى جعلت عرق نابض يبرز من يده التى كورها حتى جرحت اظافره راحت يده ,,
_ هل كان انت هذا الشخص .
نبضات قلبه تتعالى ,وهو يحدق بوجهها المواجه له بملامح صامته الا ان عيناها باحت له بالكثير وكأنها
فرصة اخيره , فرصة اخيره له للاعتراف
_ لا ليس انا .
سقط قلبها متهشما لتسقط معها صورته الحقيقيه لتدرك ما تراه امامها ,,شعره الناعم كان فوق راس شيطان لعين فمه
الذهبي كان يخفي خلفه لسان افعى مخادع عينان قمريتان تخفي خلفها خيانه و كذبسقط قناعه امامها
ليسقط معه قلبها المحطم الفارغ
دمعه متمرده بمقلتيها سقطت فوق وجنتها .برزت ابتسامه قاسية منها لتومأ له براسها همست بمرار
_ كنت اعلم انه ليس انت , كنت فقط اريدك ان تجيبنى .
أمسك يدها ليقول بصوت لم تسمعه سوى انه صوت عاصف عصف بكيانها
_ لا بأس , كان مجرد سؤال سخيف
حدقت بأبتسامته التى رأتها كأنعكاس الشيطان..لم ينتبه للنظره الميته كان صوت بعيناها , كان صوت الموسقي مخيم على
المكان الهادىء ..أحتضن يدها بكفه لتشعر بصاعقة كهربيه تسرى بجسدها خرج صوته الرخيم ليحرق روحها
_ سأظل اذكر هذه الليله طوال حياتى , لنرقص يا جميله
احاط خصرها لتشعر بحلقات نار كالاغلال تأسر جسدها قربها منه ليتعالى خفقات قلبها يداه تأسر يدها كانت تتمايل معه
بقلب خاوى فارغ , اصابعه تتجول فوق عظام ظهرها و رائحة عطرها الناعم المختلط برائحة شعرها الخوخى
تدفع قلبه بالجنون ,,همس بحراره وهو يتاميل معها بخطواتها مع تسلل ضوء الشموع الناعم
_ هل انت سعيده معى
بدت الصدمه على وجهها للحظات , الا انها سرعان ما عادت لثباتها ..
_ انت بماذا تشعر
شدد من احتضانها لاضلاعه و كأنه يبعث لها بأشاره بأتحاد روحهما معا
_ أشعر اننى محلق في السماء كطير في سماء الحريه نالها بعد سنوات من الاسر .
توقفت الموسيقي و هدأت الرياح الا انهما بقيا متعانقين بنفس التمايلات الرقيقه المتناغمه معا ,,وكأنهما يتلاشيان في
الهواء مع ذراته الصغيره بأتحاد ,,
_ انا اريد الانجاب منك يا جميله , أريد ان أتشارك هذا الروح معك انا اريده منك .
اجابه الصمت بينما هما متابعين التمايل الناعم تأبي ايديهم الابتعاد عن هذا التلامس الحار ,,عيناها تحدق في وجوم
في زوايا الظلام ..
_انا موافقه
همست بجفاء
_لن أخذ من الليله الحبوب ,
شفتيه الدافئه افترست شفتيها بقبله أذابت حصونها لتنهار معها جميع القواعد, لتسقط فوق الاريكه
,,لتأتى الرياح البارده لتطفىء شموع الليله ليتوارى ضوء القمر بخجل ,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت تتابع سير العمل بمركز التجميل خاصتها ,, كان العمل يسير بنظام و انتظام ,,
بالرغم من شخصيتها التى تبدو هزلية و ساخره الا انها امراه صاحبة طموح و عمل ,,شعرها الاحمر الطويل النارى
مرفوع بمشابك شعر صغيره بنطالها الجينز الواسع الذى اصبحت تعتاد عليه مؤخرا لا ترتدى سواه ,,كان التغير جذريا
ظاهريا وداخليا بشخصية فريده الفتاه الجامحه صاحبة الصخب و الجنون ,,
كان تدرس دفاتر الحسابات الخاصه بها بتركيز الا اتت طرقات على باب مكتبها
_ فريده هناك من ينتظرك بالاسفل .
مطت شفتيها بغير رضي لتهتف دون ان تحد عيناها عن عملها
_ من سيكون
أجاب مساعدتها بعمليه
_ لم يريد ان يفصح عن اسمه ..
لحظه تفكير لم تستغرقها فريده لتسرع منخفضا درجات السلم ,, شعرت بتقلص الهواء حولها وهى تتأمل ستؤته
المميزه التى استعارتها منها لا تعلم لكنها شعرت انها ذكرى جميله تريد استعادتها مجددا , كان يتأمل تصميم المكان
ممسكا بأكواب القهوه الورقيه ,
_ أتريد جلسة تصفيف شعر يا صاحب النظارات الشمسيه
أستدار لها بأبتسامته المتسعه المعتاده ليسقط فؤادها مترنحا
_ سأنتظر الخصم الذى ستقدميه لى .
أندفعت تعانقه حتى انه ظل للحظات يدرك الامر الا انه سرعان ما بادلها العناق بصدق
_ اظن ان القهوه ستبرد
توردت وجنتها لتبتعد عنه لتلتقط منه كوب القهوه الورقي ..دعته لاحدى الزوايا البعيده ليجلسوا وهى تتمتم قائله
_ وما الداعى لكل هذه التكاليف
مرر اصابعه بخصلات شعره البنيه المستطاله مردفا نبره حملت الكثير من الشكر لها
_ هذا اقصي تقدير لما فعلتيه لى .
أبتسمت بخيبة امل الا انها أخفت خيبتها لتقول
_ كيف عرفت عنوان عملى .
أرتشف قهوته وهو يجيب بأستهجان
_يبدو انك نسيت اننى كنت مدعوه لحفلة الافتتاح البائسه هتفت به بتحدى شرسي
_بل كان افتتاح رائع انت لم ترى فقرة الراقصات
تعالت ضحكاته الخشنه المكان حتى انه ازال خيط القهوه السائل من جانب شفتنيه هاتفا بتسليه
_ اللعنه يا فريده , لن تتغيري ابدا ,
صمتت لوقت ليس بكثير لتتسأل بنبره شك متردده تريد الوصول لهدفها المراد بحنكه
_ وهذا شىء جيد ام سىء ,
ملامح وجهه الثابته لم تحمل تعبير موضح , ليتحدث بحياديه
_شىء لطيف
أحنت راسها بخيبة متجدده لتتلاعب اصابعها بالكوب الورقي ,,
_انت انسانة نبيله يا فريده
أتسع بؤبؤ عينيها لترفع له راسها بين نظرات الذهول ,,تحدث بحكمه بصوته الرجولى الاسر
_انا اعلم ما تضحى به فى سبيل بقائي مع ايلين
_الاهم ان تكونوا سعداء معا , وان تتقرب منها اخرج من دائرة الصداقه تلك
انزل نظارته الشمسيه ,ليقول
_انا فقط انتظر اللحظه المناسبه , لا اريد ان اتقدم معها فى علاقه و اصارحها بحقيقة مشاعرى و مازال جرحها لم يلتئم
بعد ,
أومأت براسها بتفهم
_ تفكير جيد
تنهد مستقيما , ليقول
_ هيا لاوصلك لمنزلك , الوقت تأخر
عبست لتردد بحيره
_ ولكن ما زالت عملى لن ينتهى
زفر زين الدين بنفاذ صبر الا انها جاهد بأخراج نبرة هادئه
_ فريده , سأنتظرك فى السياره و ارجوك لا تتأخرى فأنا لست مستعد للجدال الان
ألتقت مفاتيحه ,لتتسع ابتسامتها خلفه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
دخل زين الدين منزله سار بالرواق حتى وصل لغرفة جده ليجده ناعسا ,,ما كاد ان يصل لغرفته حتى أوقفه صوت
ضحكاتها ..استدار بخطواته لغرفتها ليطرق الباب بتهذيب
لحظات و فتحت الباب لتستقبل بأبتسامه مردده
_زين , من جيد مجىء لقد تأخرت
_مع من كنت تتحدثين
تحدث بجفاء وعينيه القاتمه لا تحد عن وجهها يتفرس ملامحها
أتسعت ابتسامتها لتقول ايلين
_ انه جونيور
لحظتها ادرك انه مقبل على تحدى جديد..ولكنه اكثر شراسه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

أنت تقرأ
انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمد
عاطفيةما نحن الا رقعة شطرنج تحرك بالايدي.. ندافع عن ملك لا نراه ولكننا بنهايه مكلفون بحمايته نموت فداء له وهو حتي لا يعرفنا او يرانا يكتفي بمراقبة لحظاتنا الاخيره ونحن نلفظ انفاسنا.. لاقرر ببناء رقعه جديده نغير بها مسار اللعبه ما رايك ان نغير القوانين ونغ...