32

2.9K 160 11
                                    

انا العداله(وعليك التحدى)

32

كان يقف بالمطهى.يقطع بالسكين بمهاره قطع الخضراوات .بينما يراقبها بعينيه الزرقاء وهى تقف امام الشهادات المعلقا

على الحائط بأنبهار لا تجيد اخفائه..هتفت من بين شفتيها وهى تقرأ اسم الجامعه الانجليزيه العريقه المدونه

على احدى الشهادات..

_يا الهى .كل هذه الشهادات تخصك متى اخذتها

اعاد تقليب قطع الدجاج.ليردف بنبرة خشنه.

_عمرى ستة وثلاثون عاما اظنه انه عمرا ليس بقليل..

جلست على احدى المقاعد.لتتسأل.بتفكير

_درست التشريح وادارة الاعمال والقانون

وضع امامها طبق الطعام.ليجلس بمواجهتها ليردف بصوته الرجولى.بعفويه

_لقد درست ادارة الاعمال لتساعدنى بمجال العمل ولاجيد ادارة الشركه بينما دراسة القانون هى هوايتى المفضله

صمت للحظه وهو ينظر لملامحها التى لم تغادرها تعابير الدهشه مستمتعا بلمعة الاعجاب بعمق عينيها اللوزيه الجميله

_لقد كنت استاذ جامعى بالقانون

رفعت حاجبيها هاتفا

_حقا

أومأ لها براسه متابعا.لتلمع عينيه ببريق مختلف

_لقد كنت متميز.كنت دوما ارى القانون هو سيد هذه الارض لا احد يستطيع الوقوف امام كلمة العدل

الا اننى ادركت عكس ذلك..

عقدت جميله حاجبيها لتستند بذراعها على طرف الطاوله متناسيه امر الطعام التى كانت ستضور منه جوعا

_لملذا تقول ذلك

تظاهر بالانشغال بتقطيع قطع الدجاج بطبقه .متحاشيا النظر لها حتى لا تفضحه حقيقة عينيه

_لاننى رايت العدل الذى يتحدثون عنه .رايت طفل رضيع وجدوه ذات يوم بصندوق قمامة

كبر الفتى ونضج ليرتدى من كل منزل قميص وبنطال وجوارب لم يكن لديه اختيار فوالده الفقير لم يستطيع ان يوفر له ما هو اكثر

لم يشعر بتوتر قبضته الغليظه على سكين الطعام..نبرته كانت مليئه بالقسوه والشراسه

_كان ولد فقير.يعمل بعد دوامه المدرسي ليوفر ابسط انواع الاساسيات له الى ان اتى اليوم ليرى والده منتحرا

شهقت جميله مجفلا..ليرفع عينيه المظلما بحقد اسود لها لتتسمر بذهول للحظه شعرت وكأن القابع امامها الان

بعيد كل البعد عن سليم الرجل الارستقراطى المتحضر,,همس بفراغ

_مات رفيقي,بعد ان تحطمت احلامه فوق صخرة الواقع مات وهو يبحث عن العداله

انا العداله (وعليك التحدي) .. للكاتبة لولا محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن